كان في حرز من الشيطان حتى يمسي

حصن المسلم | أذكار الصباح | كان في حرز من الشيطان حتى يمسي

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) (2).

The messenger of Allah (Peace Be Upon Him) said: ‘Whoever says in the morning: La ilaha illal-lahu wahdahu la shareeka lah, lahul-mulk, walahul-hamd, wahuwa AAala kulli shayin qadeer.
‘None has the right to be worshipped except Allah, alone, without partner, to Him belongs all sovereignty and praise and He is over all things omnipotent.’ …has indeed gained the reward of freeing a slave from the children of IsmaAAeel, and ten of his sins are wiped away and he is raised ten degrees, and he has found a safe retreat from the devil until evening. Similarly, if he says it at evening time, he will be protected until the morning.


(1) النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 24، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب، 1/272، وتحفة الأخيار لابن باز رضي الله عنه، ص44، وانظر فضلها في :ص146، حديث، رقم 255 .
(2) أو (مرة واحدة عند الكسل) أبو داود، برقم 5077، وابن ماجه، برقم 3798، وأحمد، برقم 8719، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب، 1/270، وصحيح أبي داود، 3/957، وصحيح ابن ماجه، 2/331، وزاد المعاد، 2/377.

شرح معنى كان في حرز من الشيطان حتى يمسي

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

318- لفظ النسائي في السنن الكبرى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه (1) ، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْراً كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» (2) .
319- وفي لفظ آخر للنسائي في السنن الكبرى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي أَرْضِ الرُّومِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ غُدْوَةً: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ بِقَدْرِ عَشْرِ رِقَابٍ، وَأَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَنْ قَالَهَا عَشِيَّةً كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ» (3) .
320- وفي رواية للإمام أحمد في المسند عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ» (4) .
321- وفي الصحيحين، واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» (5) .
322- ورواية أبي داود عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ رضي الله عنه (6) ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ» (7) .
قال في حديث حماد: فرأى رجلٌ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقال يا رسول اللَّه إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «صدق أبو عياش» (8) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله:«لا إله إلا اللَّه»: قال العلامة ابن عثيمين : «يعني: لا معبود بحق إلا اللَّه عز وجل، وألوهية اللَّه فرع عن ربوبيته؛ لأن من تأله للَّه فقد أقر بالربوبية؛ إذ إن المعبود لابد أن يكون رباً، ولا بد أن يكون كامل الصفات؛ ...، حتى يعبد بمقتضى هذه الصفات؛ ولهذا قال اللَّه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ سورة الأعراف، الاية: 180 ، أي: تعبّدوا له، وتوسّلوا بأسمائه إلى مطلوبكم» (9) .
2- قوله: «وحده لا شريك له»، قال المناوي: «لا إله منفرد إلا هو وحده، لا شريك له عقلاً ونقلاً» (10) .
3- قَوْلُهُ: «لَهُ الْمُلْكُ»: تَخْصِيصٌ لَهُ بِالْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِلْجِنْسِ، فَجُعِلَ جِنْسُ الْمُلْكِ، وَهُوَ جَمِيعُهُ لِلَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ لَا مُلْكَ لِأَحَدٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِلَّا لَهُ» (11) .
4- قوله: «وله الحمد»: أي: الحمد المطلق، فهو محمود في السراء حمد شكر، وفي الضراء حمد تفويض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسره قال: «الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات» (12) ، وإذا أتاه ما لا يسره قال: «الحمد لله على كل حال».
5- قوله: «وهو على كل شيء قدير»: قال ابن جرير: «وهو على كل شيء ذو قدرة، لا يتعذّر عليه شيء أراده» (13) ، وقال الإمام ابن القيم : «يسوق الأقدار إلى مواقيتها، ويجريها على نظامها، ويقدم ما يشاء تقديمه، ويؤخر ما يشاء تأخيره، فأزمّة الأمور كلها بيده» (14) .
6- قوله: «عدل رقبة»: أي: كأنه أعتق رقبة في الفضل، وليس في الإجزاء، العدل: المثل، والمُعادل، قال ابن الأثير : «العِدْل والعَدْل بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، وَهُمَا بِمَعْنَى المِثْل، وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ مَا عَادَلَه مِنْ جنْسِه، وَبِالْكَسْرِ مَا لَيْسَ مِنْ جنْسِه.
وَقِيلَ بِالْعَكْسِ
» (15) ، وقال العظيم أبادي: أَيْ مِثْلُ عِتْقِهَا، وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا بِمَعْنَى الْمِثْلِ، وَقِيلَ بِالْفَتْحِ الْمِثْلُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ وَبِالْكَسْرِ مِنَ الْجِنْسِ وَقِيلَ بِالْعَكْسِ» (16) .
7- قوله: «حرز من الشيطان»: أي: مانع من كيده، ومكره، ووسوسته، وذلك بحفظ اللَّه له، قال القاري : «أَيْ: حِفْظٍ رَفِيعٍ، وَحِصْنٍ مَنِيعٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَيْ: مِنْ شَرِّ إِغْوَائِهِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، أَيْ: مَا ذُكِرَ مِنَ الْجَزَاءِ حَتَّى يُصْبِحَ» (17) .
8- قوله: «من ولد إسماعيل»؛ لأنهم أشرف من غيرهم من العرب، ومن باب أولى أشرف من العجم، قال ابن الملقن : «ووجه كونها منهم أن عتق من كان من ولده له فضل على عتق غيره، وذلك أن محمدًا وإسماعيل وإبراهيم صلوات اللَّه وسلامه عليهم بعضهم من بعض» (18) .

ما يستفاد من الحديث:

1- إثبات صفة الحمد للَّه، فهو الذي افتتح الخلق بالحمد بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ سورة الأنعام، الآية: 1 ، وختم الأمر يوم القيامة بقوله: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سورة الزمر، الآية: 75 .
2- اللَّه عز وجل هو الذي له الملك بلا منازع، ولا معارض؛ ولذلك كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسمى أحد بملك الملوك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخنع اسم عند اللَّه رجل تسمى ملك الأملاك لا مالك إلا اللَّه» (19) .

1 أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: هو خالد بن زيد الخزرجي، البدري، خصّه الرسول صلى الله عليه وسلم بالنزول عليه في بني النجار إلى أن بنيت له حجرة أم المؤمنين سودة بنت زمعة ل، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير رضي الله عنه، وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، له مائة وخمسة وخمسون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على سبعة، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، مات رضي الله عنه سنة خمسين من الهجرة. انظر: سير أعلام النبلاء، ترجمة رقم (180)
2 السنن الكبرى للنسائي، كتاب عمل اليوم والليلة، ثواب من قال ذلك عشر مرات، برقم 9852، والطبراني في المعجم الكبير، 4/ 187، برقم 4093، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 660: «حسن صحيح»
3 السنن الكبرى للنسائي، كتاب عمل اليوم والليلة، ثواب من قال ذلك دبر صلاة الغداة: لا إله إلا اللَّه، برقم 9846، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته، برقم 6437
4 مسند أحمد، 14/ 336، برقم 8719، وصحح إسناده محققو المسند، وحسن إسناده أيضاً الإمام ابن باز : في تحفة الأخيار، ص44
5 صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم 2693، واللفظ له، والبخاري، كتاب الدعوات، باب فضل التهليل، برقم 6404
6 أبو عياش الزرقي، اختلف في اسمه فقيل اسمه زيد بن الصامت وقيل عبيد بن زيد بن الصامت، ، وقيل غير ذلك، له صحبة معروفة، ومشاهده كمشاهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عُمِّر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه مجاهد، وأبو صالح السمان، وعاش إلى زمن معاوية، ومات بعد الأربعين، وقيل بعد الخمسين. انظر: الاستيعاب، لابن عبد البر، 4/ 1724، والإصابة، لابن حجر، 7/ 294
7 أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم 5077
8 هذه تتمة رواية أبي داود عن أبي عياش، وصحح الألباني الرواية كلها، وليس فقط هذه الزيادة، في صحيح سنن أبي داود، برقم 5077
9 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 60
10 فيض القدير، 5/ 200
11 المنتقى، شرح الموطأ للباجي، 3 / 77
12 سنن ابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم 3803، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 265
13 تفسير الطبري، 23/ 165
14 مدارج السالكين، لابن قيم الجوزية، 3/ 349
15 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 191، مادة (عدل)
16 عون المعبود وحاشية ابن القيم، 13/ 284
17 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/ 1662
18 التوضيح لشرح الجامع الصحيح، 29/ 363
19 مسلم، كتاب الآداب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك، وبملك الملوك، برقم 2143

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب