364- عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»(1) . 365- ورواية مسلم: عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: «اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ» وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»(2) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «باسمك اللَّهم»: أي: باسمك يا اللَّه، والباء للاستعانة، أي: أستعين بك، وأسألك الحفظ والسلامة. . يَدُلّ عَلَى أَنَّ الاسم هُو المُسَمَّى، وهُو كَقَولِهِ تَعالَى: ﴿سَبِّح اسم رَبّك الأَعلَى﴾(3) ، أَي: سَبِّح رَبّك، ومَعنًى آخَر وهُو أَنَّ اللَّه تَعالَى سَمَّى نَفسه بِالأَسماءِ الحُسنَى، ومَعانِيها ثابِتَة لَهُ، فَكُلّ ما صَدَرَ فِي الوُجُود فَهُو صادِر عَن تِلكَ المُقتَضَيات، فَكَأَنَّهُ قالَ: بِاسمِك المُحيِي أَحيا، وبِاسمِك المُمِيت أَمُوت»(4) . 2- قوله: «أموت»: أي: ذاكرًا لاسمك، معظمًا له، قال ابن الملقن : «بذكر اسمك أحيا ما حييت، وعليه أموت، وقيل معناه: بك أحيا، أنت تحييني وأنت تميتني، والاسم هنا هو المسمى، والمراد بالموت هنا: النوم، والنشور: هو الإحياء للبعث يوم القيامة، نبه بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو موت على إثبات البعث بعد الموت، وحكمة الدعاء عند إرادة النوم -وهو مستحب- أن يكون خاتمة أعماله، وإذا أصبح أن يكون أول عمله بذكر التوحيد، والكلم الطيب»(5) . 3- قوله: «وأحيا»: أي: أحيا على هذه الحالة من ذكرك، وتوحيدك، وامتثال ما أمرتنا به، واجتناب ما نهيتنا عنه. وقال ابن الجوزي : «والمعنى بل أموت وأحيا بإرادتك وقدرتك »(6) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «يعني: أنني أموت وأحيا بإرادة اللَّه عز وجل، والمراد بالموت هنا، واللَّه أعلم، موت النوم؛ لأن النوم يسمى وفاة، أو أنه الموت الأكبر الذي هو مفارقة الروح للبدن ... المراد بالموت في قوله: باسمك اللهم أموت وأحيا يعني موت النوم، وهو الموت الأصغر»(7) .
ما يستفاد من الحديث:
1- المسلم يختم يومه بذكر ربه، والإقرار له بالعبودية؛ لأنه قد افتتح يومه بحمد اللَّه الذي أحياه بعد هذه الموتة الصغرى؛ ولذلك جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم «إذا استيقظ من منامه: كان يقول: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»(8) . 2- النوم يُذكِّر المسلم بالموت، وبأن اللَّه هو الحي الذي لا يموت، وكذلك الاستيقاظ دليل على قدرة اللَّه على البعث، والإحياء بعد الموت.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .