تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 14 من سورة الجاثية - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
[ سورة الجاثية: 14]

معنى و تفسير الآية 14 من سورة الجاثية : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون


يأمر تعالى عباده المؤمنين بحسن الخلق والصبر على أذية المشركين به، الذين لا يرجون أيام الله- أي: لا يرجون ثوابه ولا يخافون وقائعه في العاصين فإنه تعالى سيجزي كل قوم بما كانوا يكسبون.
فأنتم يا معشر المؤمنين يجزيكم على إيمانكم وصفحكم وصبركم، ثوابا جزيلا.

تفسير البغوي : مضمون الآية 14 من سورة الجاثية


( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ) أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون نقمته ، قال ابن عباس ومقاتل : نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وذلك أن رجلا من بني غفار شتمه بمكة فهم عمر - رضي الله تعالى عنه - أن يبطش به ، فأنزل الله هذه الآية ، وأمره أن يعفو عنه .
وقال القرظي والسدي : نزلت في أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل مكة كانوا في أذى شديد من المشركين ، من قبل أن يؤمروا بالقتال ، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله هذه الآية ثم نسختها آية القتال .
( ليجزي قوما ) قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي " لنجزي " بالنون ، وقرأ الآخرون بالياء ، أي ليجزي الله ، وقرأ أبو جعفر " ليجزى " بضم الياء الأولى وسكون الثانية وفتح الزاي ، قال أبو عمرو : وهو لحن ، قال الكسائي : معناه ليجزي الجزاء قوما ( بما كانوا يكسبون ) .

التفسير الوسيط : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون


ثم أمر الله-تبارك وتعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يحض المؤمنين على التجاوز والصفح، عما يصدر من المشركين من كلمات بذيئة، ومن أفعال قبيحة، حتى يأتى الله بأمره.. فقال-تبارك وتعالى-:قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ.
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات منها: ما روى عن ابن عباس أنها نزلت في عمر بن الخطاب، شتمه مشرك بمكة قبل الهجرة فهمّ أن يبطش به، فنزلت .
ومقول القول محذوف لأن الجواب دال عليه.
والرجاء هنا: بمعنى الخوف.
والمراد بأيام الله: وقائعه بأعدائه.
أى: قل- أيها الرسول الكريم- لأتباعك المؤمنين، على سبيل النصح والإرشاد، قل لهم: اغفروا يغفروا للمشركين الذين لا يخافون من وقائع الله ونقمته بأعدائه، ولا يتوقعون أن هناك عذابا شديدا سينتظرهم، وأن هناك ثوابا عظيما سينتظر المؤمنين.
فالآية الكريمة توجيه حكيم للمؤمنين إلى التسامح والصبر على كيد أعدائهم، حتى يأتى الله-تبارك وتعالى- بأمره، الذي فيه النصر للمؤمنين، والخسران للكافرين.
وقوله- سبحانه -: لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ علة للأمر بالصفح والمغفرة، وهو متعلق بما قبله، والمراد بالقوم: المؤمنون الذين أمروا بالتسامح والعفو.. والتنكير في لفظ قَوْماً للتعظيم.
أى: أمر الله المؤمنين بذلك، ليجزيهم يوم القيامة بما كسبوا في الدنيا من الأعمال الصالحة، التي منها الصبر على أذى أعدائهم، والإغضاء عنهم، واحتمال المكروه منهم.
قال صاحب الكشاف: قوله: لِيَجْزِيَ قَوْماً تعليل للأمر بالمغفرة أى إنما أمروا بأن يغفروا، لما أراده الله من توفيتهم جزاء مغفرتهم يوم القيامة.
فإن قلت: قوله: قَوْماً ما وجه تنكيره، وإنما أراد الذين آمنوا وهم معارف؟قلت: هو مدح لهم وثناء عليهم، كأنه قيل: ليجزي أيما قوم.
أو قوما مخصوصين، لصبرهم وإغضائهم على أعدائهم من الكفار، وعلى ما كانوا يجرعونهم من الغصص .

تفسير ابن كثير : شرح الآية 14 من سورة الجاثية


وقوله : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } أي: يصفحوا عنهم ويحملوا الأذى منهم . وهذا كان في ابتداء الإسلام ، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل الكتاب ؛ ليكون ذلك لتأليف قلوبهم ، ثم لما أصروا على العناد شرع الله للمؤمنين الجلاد والجهاد . هكذا روي عن ابن عباس ، وقتادة .
وقال مجاهد [ في قوله ] { لا يرجون أيام الله } لا يبالون نعم الله .
وقوله : { ليجزي قوما بما كانوا يكسبون } أي: إذا صفحوا عنهم في الدنيا ، فإن الله مجازيهم بأعمالهم السيئة في الآخرة ;

تفسير الطبري : معنى الآية 14 من سورة الجاثية


القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 14 )يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للذين صدّقوا الله واتبعوك, يغفروا للذين لا يخافون بأس الله ووقائعه ونقمه إذا هم نالوهم بالأذى والمكروه ( لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) يقول: ليجزي الله هؤلاء الذين يؤذونهم من المشركين في الآخرة, فيصيبهم عذابه بما كانوا فى الدنيا يكسبون من الإثم, ثم بأذاهم أهل الإيمان بالله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا آذوه, وكانوا يستهزئون به, ويكذّبونه, فأمره الله عزّ وجلّ أن يقاتل المشركين كافَّة, فكان هذا من المنسوخ.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله ( لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: لا يُبالون نِعم الله, أو نِقم الله.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: لا يُبالون نِعم الله.
وهذه الآية منسوخة بأمر الله بقتال المشركين.
وإنما قُلنا: هي منسوخة لإجماع أهل التأويل على أن ذلك كذلك.
* ذكر من قال ذلك:وقد ذكرنا الرواية في ذلك عن ابن عباس، حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة في قوله ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: نسختها ما في الأنفال فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ وفي براءة قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً أمر بقتالهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: نسختها فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ .
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: هذا منسوخ, أمر الله بقتالهم في سورة براءة.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, قال: ثنا عنبسة عمن ذكره عن أبي صالح ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: نسختها التي في الحج أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ) قال: هؤلاء المشركون, قال: وقد نسخ هذا وفرض جهادهم والغلظة عليهم.
وجزم قوله ( يَغْفِرُوا ) تشبيها له بالجزاء والشرط وليس به, ولكن لظهوره في الكلام على مثاله, فعرّب تعريبه, وقد مضى البيان عنه قبل.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( لِيَجْزِيَ قَوْمًا ) فقرأه بعض قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: ( لِيَجْزِي ) بالياء على وجه الخبر عن الله أنه يجزيهم ويثيبهم وقرأ ذلك بعض عامة قرّاء الكوفيين " لنجزي " بالنون على وجه الخبر من الله عن نفسه.
وذُكر عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرؤه ( لِيُجْزَى قَوْمًا ) على مذهب ما لم يسمّ فاعله, وهو على مذهب كلام العرب لحن، ( 1 ) إلا أن يكون أراد: ليجزي الجزاء قوما, بإضمار الجزاء, وجعله مرفوعا( لِيُجْزِي ) فيكون وجها من القراءة, وإن كان بعيدا ( 2 ) .
والصواب من القول في ذلك عندنا أن قراءته بالياء والنون على ما ذكرت من قراءة الأمصار جائزة بأيّ تينك القراءتين قرأ القارئ.
فأما قراءته على ما ذكرت عن أبي جعفر, فغير ( 3 ) جائزة عندي لمعنيين: أحدهما: أنه خلاف لما عليه الحجة من القرّاء, وغير جائز عندي خلاف ما جاءت به مستفيضا فيهم.
والثاني بعدها من الصحة فى العربية إلا على استكراه الكلام على غير المعروف من وجهه.
الهوامش:( 1 ) ليس كلام العرب حجة على القراءة ولكن القراءة حجة على كلامهم.
( 2 ) يجوز أن يكون الفاعل نائب فاعل هو قوله تعالى ( بما كانوا يكسبون ).
( 3 ) قوله: فغير جائزة، هذا خطأ لأن القراءة عشرية صحيحة متواترة في قوة السبعة.

قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون

سورة : الجاثية - الأية : ( 14 )  - الجزء : ( 25 )  -  الصفحة: ( 500 ) - عدد الأيات : ( 37 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم
  2. تفسير: إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون
  3. تفسير: واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب
  4. تفسير: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما
  5. تفسير: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا
  6. تفسير: أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا
  7. تفسير: فذرهم في غمرتهم حتى حين
  8. تفسير: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
  9. تفسير: وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم
  10. تفسير: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون

تحميل سورة الجاثية mp3 :

سورة الجاثية mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الجاثية

سورة الجاثية بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الجاثية بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الجاثية بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الجاثية بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الجاثية بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الجاثية بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الجاثية بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الجاثية بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الجاثية بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الجاثية بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب