حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أهل الحجاز

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٢: ٥٣) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز».

أولاً. شرح المفردات:


● غلظ القلوب: الغلظ هو الخشونة والقسوة، وغلظ القلب يعني قسوته وعدم تأثره بالمواعظ والذكر.
● الجفاء: هو البعد عن الحق والهدى، وقلة البركة، والفظاظة في المعاملة.
● المشرق: يقصد به الجهة الشرقية من جزيرة العرب، وهي مناطق نجد وما حولها.
● الإيمان: هو التصديق القلبي والانقياد العملي لشرع الله.
● أهل الحجاز: هم سكان المنطقة الغربية من جزيرة العرب والتي تشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف.

ثانياً. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي يصف واقعًا اجتماعيًا ونفسيًا لأهل المناطق المختلفة في جزيرة العرب في زمن النبي ﷺ، وهو يحمل معنى أخباريًا تنبؤيًا.
● «غلظ القلوب والجفاء في المشرق»: يشير النبي ﷺ إلى أن أهل المشرق (مناطق نجد وما جاورها) كانت في الغالب تتصف قلوبهم بالقسوة، وأخلاقهم بالجفاء والفظاظة. وهذا وصف لحالهم آنذاك، حيث كانوا أبعد عن تأثير الدعوة الإسلامية في بدايتها مقارنة بأهل الحجاز.
● «والإيمان في أهل الحجاز»: أما أهل الحجاز، حيث مكة والمدينة، فقد كانوا أقرب إلى النبي ﷺ، وأسرع استجابة لدعوته، وأكثر تأثرًا ببركات وجوده بينهم، فاستقر الإيمان في قلوبهم، وظهرت آثاره على أخلاقهم وسلوكهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تفاضل البقاع بحسب قربها من الخير: فالحجاز كان أفضل من غيرها لأنها مهبط الوحي وموطن النبي ﷺ، مما جعل الإيمان يزداد ويقوى في أهلها.
2- تأثير البيئة على النفس: فالبيئة التي يكثر فيها الخير والدعاة والصالحون تكون عاملة على تلين القلوب وزيادة الإيمان، بعكس البيئات البعيدة عن هذه المؤثرات.
3- عدم تعميم الحكم على الأشخاص: الحديث يصف غلبة الحال على أهل تلك المناطق، ولا يعني أن كل فرد في المشرق كان قاسي القلب، أو أن كل فرد في الحجاز كان مؤمناً كامل الإيمان. بل كان هناك استثناءات في كلا الجانبين.
4- الحكمة من ذكر هذا الوصف: فيه تنبيه للأمة إلى أهمية مجالسة الصالحين والاقتراب من مراكز الخير والعلم، والحذر من العزلة عن أهل الإيمان التي قد تؤدي إلى قسوة القلب.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث لا يعني ذمّ أهل المشرق على الإطلاق، بل هو وصف لحالهم في تلك الفترة. وقد تغير الحال بعد ذلك، حيث دخل الكثير من أهل تلك المناطق في الإسلام، وكان منهم علماء وكرماء وفصحاء.
- ينبغي فهم هذا الحديث في سياقه التاريخي والجغرافي، وعدم إسقاطه على واقع اليوم بشكل حرفي.
- من الحكمة في هذا الحديث أن النبي ﷺ يوجه الأنظار إلى أهمية البيئة الصالحة في تشكيل الإيمان وتليين القلب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٩٢: ٥٣) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: فذكره.
وأمّا ما رُوي عن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة أن رسول الله ﷺ قال: «إنَّ الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي». فهو ضعيف جدًّا.
رواه الترمذيّ (٢٦٣٠) عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حَدَّثَنِي كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن» وفي نسخة: «حسن صحيح».
وهذا تساهل منه، فإن كثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف جدًّا.
قال الشافعي وأبو داود: «ركن من أركان الكذب»، وقال الدَّارقطنيّ وغيره: «متروك»، وذكر الذّهبيّ في الميزان من حديثه: «الصلح جائز بين المسلمين» وصحّحه الترمذيّ.
فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذيّ.
وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه لا يتابع عليه» اهـ.
قال الأعظمي: وفي حديثه نكارة واضحة فإن الصَّحيح: «إنَّ الإيمان ليأرز إلى المسجدين» وليس إلى الحجاز كله.

معلومات عن حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

  • 📜 حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب