اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وصححه الألباني. وهو حديث عظيم المعنى، كثير الفوائد، يدل على شفقة النبي ﷺ ورحمته بأمته، وحرصه على هدايتهم واستقامتهم.

---

أولاً. شرح المفردات:

● نظر قبل العراق والشام واليمن: أي توجّه بوجهه أو بنظره نحو جهات هذه البلاد.
● أقبل بقلوبهم على طاعتك: أي اجعل قلوبهم مُقبلة على طاعتك، مُخبتة مُنيبة إليك.
● وحُطْ من ورائهم: أي اخفض من خلفهم، أو ارفع عنهم الشرور والمكاره التي قد تأتيهم من خلفهم.

---

ثانياً. شرح الحديث:

كان النبي ﷺ يدعو لأمته في كل وقت، وفي هذا الموقف نظر نحو جهات العراق والشام واليمن، وهي بلاد ستفتح بعد ذلك، وستسكنها أمم كثيرة من المسلمين، فدعا لهم بأن يوفقهم الله لطاعته، ويجنبهم الفتن والمصائب التي قد تأتيهم من خلفهم.
وهذا الدعاء النبوي يشمل:
- الدعاء بتثبيت القلوب على الإيمان والطاعة.
- الدعاء بحماية هذه البلاد من الشرور والفتن والغزوات.

---

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- حرص النبي ﷺ على أمته: حيث كان يدعو لهم في كل وقت، حتى للذين لم يولدوا بعد.
2- فضل الدعاء للمسلمين: فينبغي للمسلم أن يدعو لإخوانه في كل مكان، خاصة في الأماكن التي تشهد فتنًا أو حروبًا.
3- التوجه إلى القبلة أو جهة معينة أثناء الدعاء: وهذا من أسباب إجابة الدعاء، كما فعل النبي ﷺ حين نظر قبل تلك الجهات.
4- الاهتمام بأمور المسلمين العامة: كالدعاء لبلادهم بالاستقرار والأمن من الفتن.

---

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه البلاد (العراق والشام واليمن) لها فضل عظيم في الإسلام، وقد جاءت أحاديث أخرى في فضلها، مثل حديث: «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية» رواه البخاري.
- دعاء النبي ﷺ مستجاب، وقد استجاب الله دعوته، فكانت هذه البلاد منارة للإسلام والعلم عبر التاريخ.
أسأل الله أن يقبل قلوبنا على طاعته، ويحط عنا الشرور من ورائنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.