حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل أهل اليمن

عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول الله ﷺ قبل اليمن فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل العراق فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل الشام فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٩٣٤)، وأحمد (٢١٦١٠)، والطَّبرانيّ في الكبير (٥/ ١٢٤) كلّهم من طرق عن عمران القطان، عن قتادة، عن زيد بن ثابت فذكره.

عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول الله ﷺ قبل اليمن فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل العراق فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل الشام فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: نظر رسول الله ﷺ قبل اليمن فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل العراق فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم» ونظر قبل الشام فقال: «اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)


١. شرح المفردات:


* نظر: أشار ببصره وتوجه بنظره.
* قبل اليمن، العراق، الشام: اتجاهات تلك البلدان من المدينة المنورة.
* أقبل بقلوبهم: اجعل قلوبهم مقبلة على الحق والإيمان، موالية لأهله، منصرفة عن الباطل والعداوة.
* صاعنا ومدنا: الصاع والمد من مكاييل الوزن والكيل التي كانوا يتعاملون بها في البيع والشراء وقياس الطعام، والمراد هنا الدعاء بالبركة في الأقوات والغلات والثمار، بحيث يقل الطعام فيكمّ كثيرًا، ويبارك الله فيه حتى يكفي الحاجة ويحصل فيه النفع.


٢. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم حيث كان النبي ﷺ واقفًا يدعو لأمته، متوجهًا بقلبه إلى ربه، مستشرفًا لمستقبل الدعوة الإسلامية.
* الدعوة للبلدان المذكورة: لم يكن دعاء النبي ﷺ لهذه البلدان الثلاثة (اليمن، العراق، الشام) اختيارًا عشوائيًا، بل لأنها كانت مراكز قوى وحضارات كبرى في زمانه، وكانت معاقل لأديان وممالك مختلفة. فدعاؤه ﷺ بأن تقبل قلوب أهلها على الإسلام هو دعاء لانتشار الدين في هذه المناطق المهمة، وهو ما تحقق لاحقًا في عهد الخلفاء الراشدين، حيث دخلت هذه البلاد في الإسلام وأصبحت من أعظم معاقله وحصونه.
* تكرار الدعاء "أقبل بقلوبهم": يدل على حرص النبي ﷺ على هداية الناس جميعًا، وعلى أهمية استقامة القلوب واتباعها للحق. فإذا صلح القلب صلحت الجوارح كلها.
* الزيادة في دعاء الشام: خص الشام بزيادة الدعاء بالبركة في المكاييل ("وبارك لنا في صاعنا ومدنا") لأهميتها الخاصة. فقد أخبر النبي ﷺ في أحاديث أخرى عن فضل الشام وأنها أرض البركة ومهاجر المؤمنين ومنها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان. فدعا لها بالبركة في أرزاقها ومعايشها لتكون قادرة على استيعاب المهاجرين والجيوش الإسلامية، ولتكون معينًا للمسلمين وقاعدة لهم. وقد استجاب الله تعالى دعاء نبيه، فكانت الشام من أكثر بلاد الإسلام خصبًا وبركة.


٣. الدروس المستفادة منه:


1- حرص النبي ﷺ على هداية أمته: فقد كان ﷺ يحمل هم الدعوة والإيمان في قلبه، ويدعو لقبائل وشعوب لم تدخل في الإسلام بعد، مما يدل على شفقته العظيمة وحرصه على كل إنسان.
2- أهمية الدعاء للأمة الإسلامية: ينبغي للمسلم أن يقتدي بنبيه فيدعو لإخوانه المسلمين في كل مكان بالثبات على الدين والهداية والبركة في الأرزاق.
3- التفاؤل والنظر إلى المستقبل: نظر النبي ﷺ إلى آفاق مستقبلية واسعة للدعوة، مع أنه كان في مدينة واحدة، وهذا درس في التفاؤل وعدم اليأس، والثقة بنصر الله.
4- فضل الشام وبركتها: الحديث من الأدلة على فضل أرض الشام وبركتها، وقد جاءت نصوص كثيرة تؤكد ذلك.
5- بركة الطعام والرزق من الله تعالى: الدعاء بالبركة في الصاع والمد تذكير بأن الرزق والخصب والوفرة هي من فضل الله تعالى وحده، وهو الذي يبارك فيه ولو كان قليلاً فيكفي.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يدخل في باب "دعاء النبي ﷺ لأمته"، وهو باب عظيم يظهر رحمة النبي ﷺ وشفقته.
* استجاب الله دعاء نبيه ﷺ، ففتحت هذه البلاد وأقبلت قلوب أهلها على الإسلام، وصارت اليمن والعراق والشام منارة من منارات العلم والإيمان عبر التاريخ الإسلامي.
* ينبغي للمسلم أن يتذكر دائمًا أن صلاح القلب هو أساس صلاح الحال، فيجتهد في دعاء الله أن يقبل قلبه على طاعته ويصلحه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٩٣٤)، وأحمد (٢١٦١٠)، والطَّبرانيّ في الكبير (٥/ ١٢٤) كلّهم من طرق عن عمران القطان، عن قتادة، عن زيد بن ثابت فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمران بن داور القطان فإنه اختلف فيه أهل العلم فيه إِلَّا أنه حسن الحديث إذا لم يخالف أو يأتي بما ينكر، وقد توبع.
تابعه حجَّاج بن حجَّاج الباهلي عن قتادة كما ذكره المزي في تحفة الأشراف (٣/ ٢٠٧). قال الترمذيّ: هذا حديث حسن غريب.
وفي الباب عن جبير بن مطعم قال: بينا نحن مع رسول الله ﷺ بطريق مكة إذ قال: «يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض»، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: «إِلَّا أنتم».
رواه أحمد (١٦٧٧٩)، وابن أبي شيبة (٣٣١٠٣) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: فذكره.
والحارث بن عبد الرحمن هو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب لم يرو عنه غير ابن أخته محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب لذا حكم عليه ابن المديني بأنه «مجهول» وقال أحمد والنسائي ليس به بأس. ومع هذا كله فإنه قد تفرّد بهذا الحديث وهو ليس ممن يقبل تفرده.
وفي الباب عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله، هم خير من بيني وبينهم».
رواه أحمد (٣٠٧٩) عن عبد الرزّاق، عن المنذر بن نعمان الأفطس، قال: سمعت وهبا يحدث عن ابن عباس قال: فذكر الحديث.
وقال: قال لي معمر: اذهب فاسأله عن هذا الحديث.
والمنذر بن النعمان الأفطس تفرّد بهذا الحديث ولم يوثّقه غير ابن معين كما في الجرح والتعديل (٨/ ٢٤٢).
وقول معمر في آخر الحديث يدل على أن في المتن نكارة. والله أعلم بالصواب.

معلومات عن حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

  • 📜 حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب