مكية كلها ، وهي خمس وأربعون آيةمكية كلها في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر . قال ابن عباس وقتادة : إلا آية ، وهي
قوله تعالى : ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب . وفي
صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : لقد كان تنورنا وتنور
رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين - أو سنة وبعض سنة - وما أخذت " ق والقرآن المجيد " إلا عن لسان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ; يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس .وعن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما ب " ق والقرآن المجيد " و " اقتربت الساعة وانشق القمر " . وعن جابر بن سمرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد وكانت صلاته بعد تخفيفا .بسم الله الرحمن الرحيمق والقرآن المجيد
قوله تعالى : ق والقرآن المجيد قرأ العامة " قاف " بالجزم . وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم " قاف " بكسر الفاء ; لأن الكسر أخو الجزم ، فلما سكن آخره حركوه بحركة الخفض . وقرأ عيسى الثقفي بفتح الفاء ، حركه إلى أخف الحركات . وقرأ هارون ومحمد بن السميفع " قاف " بالضم ; لأنه في غالب الأمر حركة البناء نحو : منذ وقط وقبل وبعد .واختلف في معنى " ق " ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل . ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس . قال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في " ق " ; لأنه اسم وليس بهجاء . قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه ; كقول القائل :قلت لها قفي فقالت قافأي : أنا واقفة . وهذا وجه حسن وقد تقدم أول البقرة .
وقال وهب : أشرف ذو القرنين على جبل قاف فرأى تحته جبالا صغارا ، فقال له : ما أنت ؟ قال : أنا قاف ، قال : فما هذه الجبال حولك ؟ قال : هي عروقي وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقي ، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك فتزلزلت تلك الأرض ; فقال له : يا قاف أخبرني بشيء من عظمة الله ; قال : إن شأن ربنا لعظيم ، وإن ورائي أرضا مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا ، لولا هي لاحترقت من حر جهنم . فهذا يدل على أن جهنم على وجه الأرض والله أعلم بموضعها ؛ وأين هي من الأرض . قال : زدني ، قال : إن جبريل عليه السلام واقف بين يدي الله ترعد فرائصه ، يخلق الله من كل رعدة مائة ألف ملك ، فأولئك الملائكة وقوف بين يدي الله تعالى منكسو رءوسهم ، فإذا أذن الله لهم في الكلام قالوا : لا إله إلا الله ; وهو
قوله تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن
وقال صوابا يعني قول : لا إله إلا الله .
وقال الزجاج : قوله " ق " أي : قضي الأمر ، كما قيل في " حم " أي : حم الأمر .
وقال ابن عباس : " ق " اسم من أسماء الله تعالى أقسم به . وعنه أيضا : أنه اسم من أسماء القرآن . وهو قول قتادة .
وقال القرظي : افتتاح أسماء الله تعالى قدير وقاهر وقريب وقاض وقابض .
وقال الشعبي : فاتحة السورة .
وقال أبو بكر الوراق : معناه قف عند أمرنا ونهينا ولا تعدهما .
وقال محمد بن عاصم الأنطاكي : هو قرب الله من عباده ، بيانه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
وقال ابن عطاء : أقسم الله بقوة قلب حبيبه محمد
صلى الله عليه وسلم ، حيث حمل الخطاب ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله .والقرآن المجيد أي : الرفيع القدر .
وقيل : الكريم ; قاله الحسن .
وقيل : الكثير ; مأخوذ من كثرة القدر والمنزلة لا من كثرة العدد ، من قولهم : كثير فلان في النفوس ; ومنه قول العرب في المثل السائر : " في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار " . أي : استكثر هذان النوعان من النار فزادا على سائر الشجر ; قاله ابن بحر . وجواب القسم قيل هو : قد علمنا ما تنقص الأرض منهم على إرادة اللام ; أي : لقد علمنا .
وقيل : هو إن في ذلك لذكرى وهو اختيار الترمذي محمد بن علي قال : " ق " قسم باسم هو أعظم الأسماء التي خرجت إلى العباد وهو القدرة ، وأقسم أيضا بالقرآن المجيد ، ثم اقتص ما خرج من القدرة من خلق السماوات والأرضين وأرزاق العباد ، وخلق الآدميين ، وصفة يوم القيامة والجنة والنار ، ثم قال : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب فوقع القسم على هذه الكلمة كأنه قال : ق أي : بالقدرة والقرآن المجيد أقسمت أن فيما اقتصصت في هذه السورة لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
وقال ابن كيسان : جوابه ما يلفظ من قول .
وقال أهل الكوفة : جواب هذا القسم بل عجبوا .
وقال الأخفش : جوابه محذوف كأنه قال : ق والقرآن المجيد لتبعثن ; يدل عليه أإذا متنا وكنا ترابا .