﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾
[ الحديد: 11]

سورة : الحديد - Al-Ḥadīd  - الجزء : ( 27 )  -  الصفحة: ( 538 )

Who is he that will lend to Allah a goodly loan, then (Allah) will increase it manifold to his credit (in repaying), and he will have (besides) a good reward (i.e. Paradise).


قرْضا حسنا : محتسبا به ، طيبة به نفسه

من ذا الذي ينفق في سبيل الله محتسبًا من قلبه بلا مَنٍّ ولا أذى، فيضاعف له ربه الأجر والثواب، وله جزاء كريم، وهو الجنة؟

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم - تفسير السعدي

حث على النفقة في سبيله، لأن الجهاد متوقف على النفقة فيه، وبذل الأموال في التجهز له، فقال: { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } وهي النفقة [الطيبة] التي تكون خالصة لوجه الله، موافقة لمرضاة الله، من مال حلال طيب، طيبة به نفسه، وهذا من كرم الله تعالى [حيث] سماه قرضا، والمال ماله، والعبد عبده، ووعد بالمضاعفة عليه أضعافا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة محلها وموضعها يوم القيامة، يوم كل يتبين فقره، ويحتاج إلى أقل شيء من الجزاء الحسن، ولذلك قال:

تفسير الآية 11 - سورة الحديد

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا : الآية رقم 11 من سورة الحديد

 سورة الحديد الآية رقم 11

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم - مكتوبة

الآية 11 من سورة الحديد بالرسم العثماني


﴿ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ  ﴾ [ الحديد: 11]


﴿ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ﴾ [ الحديد: 11]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الحديد Al-Ḥadīd الآية رقم 11 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 11 من الحديد صوت mp3


تدبر الآية: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم

متى علمتَ أن ما تُنفق من مالٍ سيعود إليك يقينًا؛ طابت نفسُك ببذله وسهُل عليك إخراجُه، فكيف وقد أيقنتَ أنه سيُرَدُّ عليك أضعافًا كثيرة؟ ما تُنفق في سبيل الله لا يكون قرضًا حسنًا حتى يكونَ خالصًا لوجه الله، عن طِيب نفس ورضًا تام، من غير مَنٍّ ولا أذًى.
بمقدار ما تُحسن في إنفاقك، تنالُ المضاعفةَ في الأجر والزيادةَ من الخير.
حين تُنفق على المحتاجين والمضطرِّين فإنك في الحقيقة لا تُعاملهم، ولكن تعاملُ ربَّك وربَّهم، فأحسِن في الإنفاق يُحسن الله إليك.

ثم ختم- سبحانه - هذه الآيات الكريمة، بتحريض أشد وأقوى على الإنفاق في وجوه الخير، فقال-تبارك وتعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً، فَيُضاعِفَهُ لَهُ، وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ.
قال القرطبي: القرض: اسم لكل ما يلتمس عليه الجزاء، وأقرض فلان فلانا، أى:أعطاه ما يتجازاه واستقرضت من فلان أى: طلبت منه القرض فأقرضنى، واقترضت منه أى: أخذت منه القرض.
وأصل الكلمة: القطع.
ومنه المقراض، وأقرضته، أى: قطعت له من مالي قطعة يجازى عليها.
ثم قال: والتعبير بالقرض في هذه الآية، إنما هو تأنيس وتقريب للناس بما يفهمونه، والله هو الغنى الحميد، لكنه-تبارك وتعالى- شبه عطاء المؤمن في الدنيا بما يرجو به ثوابه في الآخرة بالقرض، كما شبه إعطاء النفوس والأموال في أخذ الجنة بالبيع والشراء» .
والقرض الحسن: هو الإنفاق من المال الحلال، مع صدق النية، دون رياء أو سمعة.
أو منّ أو أذى مع تحرى أوسط الأموال.
والاستفهام: للحض على البذل والعطاء، والتحريض على التحلي بمكارم الأخلاق.
ومَنْ اسم استفهام مبتدأ، وذَا اسم إشارة خبره، والَّذِي وصلته صفة لاسم الإشارة، أو بدل منه.
والمعنى: من هذا المؤمن القوى الإيمان، الذي يقدم ماله في الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله، وفي غير ذلك من وجوه الخير كمعاونة المحتاجين، وسد حاجة البائسين ...
فَيُضاعِفَهُ لَهُ أى: فيعطيه- سبحانه - أجره على إنفاقه أضعافا مضاعفة.
وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ، أى: ولهذا المنفق- فضلا عن كل ذلك- أجر كريم عند خالقه، لا يعلم مقداره إلا هو-تبارك وتعالى-.
فأنت ترى أن هذه الآية الكريمة، قد اشتملت على ألوان من الحض على الإنفاق في وجوه الخير.
ومن ذلك التعبير بالاستفهام في ذاته، لأنه للتنبيه وبعث النفوس إلى التدبر والاستجابة.
ومن ذلك- أيضا- التعبير بقوله: مَنْ ذَا الَّذِي.. إذ لا يستفهم بتلك الطريقة إلا إذا كان المقام ذا شأن وخطر، وكأن المخاطب لعظم شأنه، من شأنه أن يشار إليه، وأن يجمع له بين اسم الإشارة وبين الاسم الموصول.
ومن ذلك تسميته ما يبذله الباذل قرضا، ولمن هذا القرض؟ إنه لله الذي له خزائن السموات والأرض.
فكأنه-تبارك وتعالى- يقول: أقرضونى مما أعطيتكم، وسأضاعف لكم هذا القرض أضعافا مضاعفة، يوم القيامة يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً.
ومن ذلك إخفاء مرات المضاعفة، وضم الأجر الكريم إليها.
ومن ذلك التعبير عن الإنفاق بالقرض، إذ القرض معناه: إخراج المال.
وانتظار ما يقابله من بدل.
والخلاصة أن هذه الآية وما قبلها، فيها ما فيها من الدعوة إلى الإنفاق في وجوه الخير، وإلى الجهاد في سبيل الله.
ثم بين- سبحانه - ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب، وساق جانبا مما يدور بينهم وبين المنافقين من محاورات.. فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريمقوله تعالى : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ندب إلى الإنفاق في سبيل الله .
وقد مضى في ( البقرة ) القول فيه .
والعرب تقول لكل من فعل فعلا حسنا : قد أقرض ، كما قال :وإذا جوزيت قرضا فاجزه إنما يجزي الفتى ليس الجملوسمي قرضا ، لأن القرض أخرج لاسترداد البدل .
أي : من ذا الذي ينفق في سبيل الله حتى يبدله الله بالأضعاف الكثيرة .
قال الكلبي : قرضا أي : صدقة حسنا أي : محتسبا من قلبه بلا من ولا أذى .
فيضاعفه له ما بين السبع إلى سبعمائة إلى ما شاء الله من الأضعاف .
وقيل : القرض الحسن هو أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، رواه سفيان عن أبي حيان .
وقال زيد بن أسلم : هو النفقة على الأهل .
الحسن : التطوع بالعبادات .
وقيل : إنه عمل الخير ، والعرب تقول : لي عند فلان قرض صدق وقرض سوء .
القشيري : والقرض الحسن أن يكون المتصدق صادق النية طيب النفس ، يبتغي به وجه الله دون الرياء والسمعة ، وأن يكون من الحلال .
ومن القرض الحسن ألا يقصد إلى الرديء فيخرجه ، لقوله تعالى : ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وأن يتصدق في حال يأمل الحياة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الصدقة فقال : أن تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت : لفلان كذا ولفلان كذا وأن يخفي صدقته ، لقوله تعالى : وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وألا يمن ؛ لقوله تعالى : لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى وأن يستحقر كثير ما يعطي ، لأن الدنيا كلها قليلة ، وأن يكون من أحب أمواله ، لقوله تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وأن يكون كثيرا ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أفضل الرقاب أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .
فيضاعفه له وقرأ ابن كثير وابن عامر " فيضعفه " بإسقاط الألف إلا ابن عامر ويعقوب نصبوا الفاء .
وقرأ نافع وأهل الكوفة والبصرة " فيضاعفه " بالألف وتخفيف العين إلا أن عاصما نصب الفاء .
ورفع الباقون عطفا على يقرض .
وبالنصب جوابا على الاستفهام .
وقد مضى في ( البقرة ) القول في هذا مستوفى .
وله أجر كريم يعني الجنة .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يقرض , الله , قرضا , حسنا , فيضاعفه , أجر , كريم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء
  2. ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار
  3. إنه لقول رسول كريم
  4. أن جاءه الأعمى
  5. أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
  6. قال ياقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون
  7. فبأي آلاء ربكما تكذبان
  8. ولقد أنـزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين
  9. وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا
  10. ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم

تحميل سورة الحديد mp3 :

سورة الحديد mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الحديد

سورة الحديد بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الحديد بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الحديد بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الحديد بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الحديد بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الحديد بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الحديد بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الحديد بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الحديد بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الحديد بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب