﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
[ الأعراف: 164]

سورة : الأعراف - Al-A‘rāf  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 172 )

And when a community among them said: "Why do you preach to a people whom Allah is about to destroy or to punish with a severe torment?" (The preachers) said: "In order to be free from guilt before your Lord (Allah), and perhaps they may fear Allah."


معذرة إلى ربّكم : نعِظهم اعتذارا إليه تعالى

واذكر -أيها الرسول- إذ قالت جماعة منهم لجماعة أخرى كانت تعظ المعتدين في يوم السبت، وتنهاهم عن معصية الله فيه: لِمَ تعظون قومًا الله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم إياه أو معذبهم عذابا شديدًا في الآخرة؟ قال الذين كانوا ينهَوْنهم عن معصية الله: نَعِظهم وننهاهم لِنُعْذَر فيهم، ونؤدي فرض الله علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجاء أن يتقوا الله، فيخافوه، ويتوبوا من معصيتهم ربهم وتعذِّيهم على ما حرَّم عليهم.

وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا - تفسير السعدي

معظمهم اعتدوا وتجرؤوا، وأعلنوا بذلك.
وفرقة أعلنت بنهيهم والإنكار عليهم.
وفرقة اكتفت بإنكار أولئك عليهم، ونهيهم لهم، وقالوا لهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا كأنهم يقولون: لا فائدة في وعظ من اقتحم محارم اللّه، ولم يصغ للنصيح، بل استمر على اعتدائه وطغيانه، فإنه لا بد أن يعاقبهم اللّه، إما بهلاك أو عذاب شديد.
فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ- أي: لنعذر فيهم.
وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ- أي: يتركون ما هم فيه من المعصية، فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ، وأثر فيهم اللوم.
وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور المنهي، ولعل اللّه أن يهديه، فيعمل بمقتضى ذلك الأمر، والنهي.

تفسير الآية 164 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما : الآية رقم 164 من سورة الأعراف

 سورة الأعراف الآية رقم 164

وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا - مكتوبة

الآية 164 من سورة الأعراف بالرسم العثماني


﴿ وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةٞ مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ  ﴾ [ الأعراف: 164]


﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾ [ الأعراف: 164]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأعراف Al-A‘rāf الآية رقم 164 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 164 من الأعراف صوت mp3


تدبر الآية: وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا

النهيُ عن المنكر مهمَّةٌ جسيمة، وعبادةٌ عظيمة؛ إذ هو برهانٌ على الغَيرة على الحرُمات، ومخفِّفٌ من اقتراف السيِّئات، وإعذارٌ إلى الله.
سلوك سبيلِ الوعظ والتذكير والتخويف والتحذير لمَن عصى اللهَ تعالى، عن هوًى، أسلوبٌ حسن يُرجى أن يثمرَ في نفسه التقوى.
الحُكم على الناس بالهلاك مدعاةٌ لترك الإنكار، وصدقَ رسولُ الله ﷺ: «color: blue">مَن قال: هلَكَ الناسُ فهو أهلكُهم».
كن للهِ عبدًا صالحًا، ولعباد الله ناصحًا؛ لتدفعَ عنهم عقابَ الله، وتستجلبَ خيرَه لهم.
على الناهي عن المنكر أن يحتسبَ عملَه، وينوي به الإعذارَ إلى الله، ويجوِّدَ عملَه تجويدًا؛ حتى يصلَ منه إلى مطلوبه في تقوى الناس.

ثم بين- سبحانه - طوائف هذه القرية وحال كل طائفة فقال تعالى وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً، قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ.
والذي يفهم من الآية الكريمة، - وعليه جمهور المفسرين- أن أهل القرية كانوا ثلاث فرق.
1- فرقة المعتدين في السبت، المتجاوزين حدود الله عن تعمد وإصرار.
2- فرقة الناصحين لهم بالانتهاء عن تعديهم وفسوقهم.
3- فرقة اللائمين للناصحين ليأسهم من صلاح العادين في السبت.
وهذه الفرقة الثالثة هي التي عبر القرآن الكريم عنها بقوله: وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً أى: قالت فرقة من أهل القرية، لإخوانهم الذين لم يألوا جهدا في نصيحة العادين في السبت، لم تعظون قوما لا فائدة من وعظهم ولا جدوى من تحذيرهم، لأن الله تعالى قد قضى باستئصالهم وتطهير الأرض منهم، أو بتعذيبهم عذابا شديدا، جزاء تماديهم في الشر، وصممهم عن سماع الموعظة فكان رد الناصحين عليهم مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ.
فهم قد عللوا نصيحتهم للعادين بعلتين:الأولى: الاعتذار إلى الله-تبارك وتعالى- من مغبة التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
والثانية: الأمل في صلاحهم وانتفاعهم بالموعظة حتى ينجو من العقوبة، ويسيروا في طريق المهتدين.
وقيل: إن أهل القرية كانوا فرقتين، فرقه أقدمت على الذنب فاعتدت في السبت، وفرقة أحجمت عن الأقدام، ونصحت المعتدين بعدم التجاوز لحدود الله-تبارك وتعالى- فلما داومت الفرقة الواعظة على نصيحتها للفرقة العادية، قالت لها الفرقة العادية على سبيل التهكم والاستهزاء: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا في زعمكم؟ فاجابتهم الناصحة بقولها.
معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
والذي نرجحه أن أهل القرية كانوا ثلاث فرق كما قال جمهور المفسرين- لأن هذا هو الظاهر من الضمائر في الآية الكريمة، إذ لو كانوا فرقتين لقالت الناهية للعاصية {ولعلكم تتقون} بكاف الخطاب، بدل قولهم {ولعلهم يتقون} الذي يدل على أن المحاورة قد دارت بين الفرقة اللائمة، والفرقة الناصحة.
قال الإمام القرطبي عند تفسيره الآية الكريمة: إن بنى إسرائيل افترقت ثلاث فرق «فرقة عصت وصدت، وكانوا، نحوا من سبعين ألفا، فرقة نهت واعتزلت، وكانوا نحوا من اثنى عشر ألفا، وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص، وأن هذه الطائفة هي التي قالت للناهية، لم تعظون قوما- عصاة- الله مهلكهم، أو معذبهم على غلبة الظن.
وما عهد حينئذ من فعل الله تعالى بالأمم العاصية؟} .
وقوله مَعْذِرَةً بالنصب على أنها مفعول لأجله أى: وعظناهم لأجل المعذرة، أو منصوبة على أنها مصدر لفعل مقدر من لفظها أى: نعتذر معذرة وقرئت «معذرة» بالرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف أى: موعظتنا معذرة وقد اختار سيبويه هذا الوجه وقال في تعليله: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا ولكنهم قيل لهم لم تعظون؟ فقالوا موعظتنا معذرة.
ويكون المعنى في قوله تعالى وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا أي قال الفاعلون للواعظين حين وعظوهم : إذا علمتم أن الله مهلكنا فلم تعظوننا ؟ فمسخهم الله قردة .
قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون أي قال الواعظون : موعظتنا إياكم معذرة إلى ربكم ; أي إنما يجب علينا أن نعظكم لعلكم تتقون .
أسند هذا القول الطبري عن ابن الكلبي .
وقال جمهور المفسرين : إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق ، وهو الظاهر من الضمائر في الآية .
فرقة عصت وصادت ، وكانوا نحوا من سبعين ألفا .
وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص ، وأن هذه الطائفة قالت للناهية : لم تعظون قوما - تريد العاصية - الله مهلكهم أو معذبهم على غلبة الظن ، وما عهد من فعل الله تعالى حينئذ بالأمم العاصية .
فقالت الناهية : موعظتنا معذرة إلى الله لعلهم يتقون .
ولو كانوا فرقتين لقالت الناهية للعاصية : ولعلكم تتقون ، بالكاف .
ثم اختلف بعد هذا ; فقالت فرقة : إن الطائفة التي لم تنه ولم تعص هلكت مع العاصية عقوبة على ترك النهي ; قاله ابن عباس .
وقال أيضا : ما أدري ما فعل بهم ; وهو الظاهر من الآية .
وقال عكرمة : قلت لابن عباس لما قال ما أدري ما فعل بهم : ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه وخالفوهم فقالوا : لم تعظون قوما الله مهلكهم ؟ فلم أزل به حتى عرفته أنهم قد نجوا ; فكساني حلة .
وهذا مذهب الحسن .
ومما يدل على أنه إنما هلكت الفرقة العادية لا غير قوله : وأخذنا الذين ظلموا .
وقوله : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت الآية .
وقرأ عيسى وطلحة معذرة بالنصب .
ونصبه عند الكسائي من وجهين : أحدهما على المصدر .
والثاني على تقدير فعلنا ذلك معذرة .
وهي قراءة حفص عن عاصم .
والباقون بالرفع : وهو الاختيار ; لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه ، ولكنهم قيل لهم : لم تعظون ؟ فقالوا : موعظتنا معذرة .
ولو قال رجل لرجل : معذرة إلى الله وإليك من كذا ، يريد اعتذارا ; لنصب .
هذا قول سيبويه .
ودلت الآية على القول بسد الذرائع .
وقد مضى في " البقرة " ومضى فيها الكلام في الممسوخ هل ينسل أم لا ، مبينا .
والحمد لله .
ومضى في " آل عمران " و " المائدة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ومضى في " النساء " اعتزال أهل الفساد ومجانبتهم ، وأن من جالسهم كان مثلهم ، فلا معنى للإعادة .


شرح المفردات و معاني الكلمات : قالت , أمة , تعظون , قوما , الله , مهلكهم , معذبهم , عذابا , شديدا , معذرة , ربكم , ولعلهم , يتقون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. وياقوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار
  2. وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا
  3. فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا
  4. عبدا إذا صلى
  5. فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا
  6. وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون
  7. ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار
  8. قالت ياويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب
  9. ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينـزل عليكم من خير من
  10. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب