﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
[ آل عمران: 180]
سورة : آل عمران - Al Imran
- الجزء : ( 4 )
-
الصفحة: ( 73 )
And let not those who covetously withhold of that which Allah has bestowed on them of His Bounty (Wealth) think that it is good for them (and so they do not pay the obligatory Zakat). Nay, it will be worse for them; the things which they covetously withheld shall be tied to their necks like a collar on the Day of Resurrection. And to Allah belongs the heritage of the heavens and the earth; and Allah is Well-Acquainted with all that you do.
سيُطوّقون : سيُجعل طوقا في أعناقهم
ولا يظنن الذين يبخلون بما أنعم الله به عليهم تفضلا منه أن هذا البخل خير لهم، بل هو شرٌّ لهم؛ لأن هذا المال الذي جمعوه سيكون طوقًا من نار يوضع في أعناقهم يوم القيامة. والله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، وهو الباقي بعد فناء جميع خلقه، وهو خبير بأعمالكم جميعها، وسيجازي كلا على قدر استحقاقه.
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم - تفسير السعدي
أي: ولا يظن الذين يبخلون،- أي: يمنعون ما عندهم مما آتاهم الله من فضله، من المال والجاه والعلم، وغير ذلك مما منحهم الله، وأحسن إليهم به، وأمرهم ببذل ما لا يضرهم منه لعباده، فبخلوا بذلك، وأمسكوه، وضنوا به على عباد الله، وظنوا أنه خير لهم، بل هو شر لهم، في دينهم ودنياهم، وعاجلهم وآجلهم { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }- أي: يجعل ما بخلوا به طوقا في أعناقهم، يعذبون به كما ورد في الحديث الصحيح، "إن البخيل يمثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع، له زبيبتان، يأخذ بلهزمتيه يقول: أنا مالك، أنا كنزك" وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداق ذلك، هذه الآية.
فهؤلاء حسبوا أن بخلهم نافعهم، ومجد عليهم، فانقلب عليهم الأمر، وصار من أعظم مضارهم، وسبب عقابهم.
{ ولله ميراث السماوات والأرض }- أي: هو تعالى مالك الملك، وترد جميع الأملاك إلى مالكها، وينقلب العباد من الدنيا ما معهم درهم ولا دينار، ولا غير ذلك من المال.
قال تعالى: { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون } وتأمل كيف ذكر السبب الابتدائي والسبب الغائي، الموجب كل واحد منهما أن لا يبخل العبد بما أعطاه الله.
أخبر أولا: أن الذي عنده وفي يده فضل من الله ونعمة، ليس ملكا للعبد، بل لولا فضل الله عليه وإحسانه، لم يصل إليه منه شيء، فمنعه لذلك منع لفضل الله وإحسانه؛ ولأن إحسانه موجب للإحسان إلى عبيده كما قال تعالى: { وأحسن كما أحسن الله إليك } فمن تحقق أن ما بيده، فضل من الله، لم يمنع الفضل الذي لا يضره، بل ينفعه في قلبه وماله، وزيادة إيمانه، وحفظه من الآفات.
ثم ذكر ثانيا: أن هذا الذي بيد العباد كلها ترجع إلى الله، ويرثها تعالى، وهو خير الوارثين، فلا معنى للبخل بشيء هو زائل عنك منتقل إلى غيرك.
ثم ذكر ثالثا: السبب الجزائي، فقال: { والله بما تعملون خبير } فإذا كان خبيرا بأعمالكم جميعها -ويستلزم ذلك الجزاء الحسن على الخيرات، والعقوبات على الشر- لم يتخلف من في قلبه مثقال ذرة من إيمان عن الإنفاق الذي يجزى به الثواب، ولا يرضى بالإمساك الذي به العقاب.
تفسير الآية 180 - سورة آل عمران
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله : الآية رقم 180 من سورة آل عمران
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم - مكتوبة
الآية 180 من سورة آل عمران بالرسم العثماني
﴿ وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴾ [ آل عمران: 180]
﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير ﴾ [ آل عمران: 180]
تحميل الآية 180 من آل عمران صوت mp3
تدبر الآية: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم
إذا رأيتَ الرجل يقبض كفَّه عن السخاء، ويمسك يدَه عن بذل ما افترضه الله عليه من العطاء، فاعلم أن ذلك من الخِذلان والحرمان.
ليس بالمال وحدَه يكون العطاء، بل هو متنوِّعٌ بتنوُّع المنافع التي يهَبُها الله للعبد.
طوَّق البخيلُ مالَه ببخله فلم يصِل إلى أيدي مستحقِّيه، فطُوِّقَ بذلك المال يومَ القيامة، فيا ويلَ مُطوِّقٍ للحقِّ من تطويقه به يوم الحساب!
كيف يبخل العبدُ بما استخلفه الله فيه، وكلَّفه إنفاقَه في مَراضيه، وهو يعلم أنه راجعٌ إليه، وأنه سيرثُه عنه، وهو خير الوارثين؟!
يقينك بأن الخبير مطَّلعٌ على عملك، ومجازيك على إحسانك وإساءتك، يدفعك إلى البذل في مَرضاته؛ طمعًا في ثوابه، وخوفًا من عقابه.
شرح المفردات و معاني الكلمات : يحسبن , يبخلون , آتاهم , الله , فضله , خيرا , شر , سيطوقون , بخلوا , يوم , القيامة , ميراث , السماوات , الأرض , الله , تعملون , خبير , سيطوقون+ما+بخلوا+به+يوم+القيامة , لله+ميراث+السماوات+والأرض , والله+بما+تعملون+خبير ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
- أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد
- للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه
- وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب
- قال فما خطبكم أيها المرسلون
- ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما
- وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني
- وإذا الموءودة سئلت
- إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب
- والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون
تحميل سورة آل عمران mp3 :
سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Tuesday, December 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب