﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
[ التغابن: 2]

سورة : التغابن - At-Taghābun  - الجزء : ( 28 )  -  الصفحة: ( 556 )

He it is Who created you, then some of you are disbelievers and some of you are believers. And Allah is All-Seer of what you do.


الله هو الذي أوجدكم من العدم، فبعضكم جاحد لألوهيته، وبعضكم مصدِّق به عامل بشرعه، وهو سبحانه بصير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم بها.

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير - تفسير السعدي

وذكر أنه خلق العباد، وجعل منهم المؤمن والكافر، فإيمانهم وكفرهم كله، بقضاء الله وقدره، وهو الذي شاء ذلك منهم، بأن جعل لهم قدرة وإرادة، بها يتمكنون من كل ما يريدون من الأمر والنهي، { وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .

تفسير الآية 2 - سورة التغابن

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن : الآية رقم 2 من سورة التغابن

 سورة التغابن الآية رقم 2

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير - مكتوبة

الآية 2 من سورة التغابن بالرسم العثماني


﴿ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ  ﴾ [ التغابن: 2]


﴿ هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ﴾ [ التغابن: 2]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة التغابن At-Taghābun الآية رقم 2 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 2 من التغابن صوت mp3


تدبر الآية: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير

ما أكثرَ نِعَمَ الله علينا وما أوسعَ فضلَه سبحانه! ومِن أولاها بالثناء والشُّكر نعمةُ الخَلق ونعمةُ الإيمان ونعمةُ الهداية.
إن الله بصيرٌ بك وبعملك، وبصيرٌ بظاهرك وباطنك، وبصيرٌ بما يجول بفكرك، وما توسوس به نفسُك، فلا تُرِ ربَّك منك ما يكره! منحَ الله خلقَه إرادةً حُرَّة، وعرَّفهم طريقَ الهداية ورغَّبهم فيها، وطريقَ الضَّلالة وحذَّرهم منها، وهو بصيرٌ بهم وبما يختارون ويعملون.
أحسنَ الله صورتكَ وجعلكَ في خير تقويم، فإن لم تشكره فإلى أيِّ أرض تفرُّ وبأيِّ سماء تستظلُّ، والأرض والسماوات وما بينهما كلٌّ خاضعٌ لأمره؟ اعلم أن المصيرَ والمآل إلى الله تعالى، فقدِّم بين يدَي لقائه ما يُنجيك من عذابه، ويبلِّغك رضوانه وجنَّته.

ثم بين- سبحانه - أقسام خلقه في هذه الحياة فقال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ، وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.
والخطاب في قوله: خَلَقَكُمْ لجميع المكلفين من هذه الأمة.
والفاء في قوله: فَمِنْكُمْ كافِرٌ للتفريع المشعر بالتعجب من وجود من هو كافر بالله-تبارك وتعالى- مع أنه- سبحانه - هو الذي خلقه، وخلق كل شيء.
وقدم ذكر الكافر، لأنه الأهم في هذا المقام، ولأنه الأكثر عددا في هذه الحياة.
أى: هو- سبحانه - الذي خلقكم بقدرته، دون أن يشاركه في ذلك مشارك، وزودكم بالعقول التي تعينكم على معرفة الخير من الشر، والنافع من الضار وأرسل إليكم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لكي يخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وأنزل معه الكتاب الذي يدلكم على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صادق فيما يبلغه عن ربه، وأمركم هذا الرسول الكريم بإخلاص العبادة لله-تبارك وتعالى- وحده، ولم يترك رسولنا صلى الله عليه وسلم وسيلة تهديكم إلى الحق إلا وأرشدكم إليها ...
ومع ذلك وجد منكم المختار للكفر بالحق، المعرض عن الإيمان بوحدانية الله-تبارك وتعالى- وكان منكم المستجيب للحق باختياره المخلص في عقيدته لله-تبارك وتعالى- المؤمن بوحدانيته، المؤدى لجميع التكاليف التي كلفه- سبحانه - بها.
قال القرطبي- بعد أن ذكر جملة من الأقوال في معنى هذه الآية-: وقال الزجاج- وقوله أحسن الأقوال، والذي عليه الأئمة والجمهور من الأمة-: إن الله خلق الكافر،وكفره فعل له وكسب، مع أن الله خالق الكفر.
وخلق المؤمن، وإيمانه فعل له وكسب، مع أن الله خالق الإيمان.
والكافر يكفر ويختار الكفر بعد خلق الله إياه، لأن الله-تبارك وتعالى- قدر ذلك عليه وعلمه منه، ولا يجوز أن يوجد من كل واحد منهما، غير الذي قدر عليه، وعلمه منه.. .
وقوله: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أى: والله-تبارك وتعالى- لا تخفى عليه خافية من أعمالكم، وسيحاسبكم عليها يوم القيامة، وسيجازى الذين أساءوا بما عملوا، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌقال ابن عباس : إن الله خلق بني آدم مؤمنا وكافرا , ويعيدهم في يوم القيامة مؤمنا وكافرا .
وروى أبو سعيد الخدري قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم عشية فذكر شيئا مما يكون فقال : ( يولد الناس على طبقات شتى .
يولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا .
ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا .
ويولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت كافرا .
ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت مؤمنا ) .
وقال ابن مسعود : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله فرعون في بطن أمه كافرا وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا ) .
وفي الصحيح من حديث ابن مسعود : ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها .
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) .
خرجه البخاري والترمذي وليس فيه ذكر الباع .
وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار .
وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) .
قال علماؤنا : والمعنى تعلق العلم الأزلي بكل معلوم ; فيجري ما علم وأراد وحكم .
فقد يريد إيمان شخص على عموم الأحوال , وقد يريده إلى وقت معلوم .
وكذلك الكفر .
وقيل في الكلام محذوف : فمنكم مؤمن ومنكم كافر ومنكم فاسق ; فحذف لما في الكلام من الدلالة عليه ; قاله الحسن .
وقال غيره : لا حذف فيه ; لأن المقصود ذكر الطرفين .
وقال جماعة من أهل العلم : إن الله خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا .
قالوا : وتمام الكلام " هو الذي خلقكم " .
ثم وصفهم فقال : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " كقوله تعالى : " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه " [ النور : 45 ] الآية .
قالوا : فالله خلقهم ; والمشي فعلهم .
واختاره الحسين بن الفضل , قال : لو خلقهم مؤمنين وكافرين لما وصفهم بفعلهم في قوله " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " .
واحتجوا بقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ) الحديث .
وقد مضى في " الروم " مستوفى .
قال الضحاك : فمنكم كافر في السر مؤمن في العلانية كالمنافق , ومنكم مؤمن في السر كافر في العلانية كعمار وذويه .
وقال عطاء بن أبي رباح : فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب , ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب ; يعني في شأن الأنواء .
وقال الزجاج - وهو أحسن الأقوال , والذي عليه الأئمة والجمهور من الأمة - : إن الله خلق الكافر , وكفره فعل له وكسب ; مع أن الله خالق الكفر .
وخلق المؤمن , وإيمانه فعل له وكسب ; مع أن الله خالق الإيمان .
والكافر يكفر ويختار الكفر بعد خلق الله إياه ; لأن الله تعالى قدر ذلك عليه وعلمه منه .
ولا يجوز أن يوجد من كل واحد منهما غير الذي قدر عليه وعلمه منه ; لأن وجود خلاف المقدور عجز , ووجود خلاف المعلوم جعل , ولا يليقان بالله تعالى .
وفي هذا سلامة من الجبر والقدر ; كما قال الشاعر : يا ناظرا في الدين ما الأمر لا قدر صح ولا جبر وقال سيلان : قدم أعرابي البصرة فقيل له : ما تقول في القدر ؟ فقال : أمر تغالت فيه الظنون , واختلف فيه المختلفون ; فالواجب أن نرد ما أشكل علينا من حكمه إلى ما سبق من علمه .
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌقال العلماء : وصف الله عز وجل نفسه بأنه بصير على معنى أنه عالم بخفيات الأمور .
والبصير في كلام العرب : العالم بالشيء الخبير به ; ومنه قولهم : فلان بصير بالطب , وبصير بالفقه , وبصير بملاقاة الرجال ; قال : فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب قال الخطابي : البصير العالم , والبصير المبصر .
وقيل : وصف تعالى نفسه بأنه بصير على معنى جاعل الأشياء المبصرة ذوات إبصار , أي مدركة للمبصرات بما خلق لها من الآلة المدركة والقوة ; فالله بصير بعباده , أي جاعل عباده مبصرين .


شرح المفردات و معاني الكلمات : خلقكم , فمنكم , كافرمؤمن , الله , تعملون , بصير ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. إنه من عبادنا المؤمنين
  2. وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
  3. هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات
  4. ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا
  5. فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون
  6. لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون
  7. إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من
  8. والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما
  9. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون
  10. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

تحميل سورة التغابن mp3 :

سورة التغابن mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التغابن

سورة التغابن بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التغابن بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التغابن بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التغابن بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التغابن بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التغابن بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التغابن بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التغابن بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التغابن بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التغابن بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, April 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب