﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
[ الأعراف: 54]
سورة : الأعراف - Al-Araf
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 157 )
Indeed your Lord is Allah, Who created the heavens and the earth in Six Days, and then He Istawa (rose over) the Throne (really in a manner that suits His Majesty). He brings the night as a cover over the day, seeking it rapidly, and (He created) the sun, the moon, the stars subjected to His Command. Surely, His is the Creation and Commandment. Blessed be Allah, the Lord of the 'Alamin (mankind, jinns and all that exists)!
استوى على العرش : إستواءً بالمعنى اللائق به سبحانه
يُغشي الليل النهار : يُغطي النهار بالليل فيذهب ضوءه
يطلبه حثيثاً : يطلب الليل النهار طلباً سريعاً
له الخلقُ : إيجاد جميع الأشياء من العدم
الأمرُ : التدبير والتصرف فيها كما يشاء
تبارك الله : تنزّه أوتعظم أو كثر خيرهإن ربكم -أيها الناس- هو الله الذي أوجد السموات والأرض من العدم في ستة أيام، ثم استوى -سبحانه- على العرش -أي علا وارتفع- استواءً يليق بجلاله وعظمته، يُدخل سبحانه الليل على النهار، فيلبسه إياه حتى يذهب نوره، ويُدخل النهار على الليل فيذهب ظلامه، وكل واحد منهما يطلب الآخر سريعًا دائمًا، وهو -سبحانه- الذي خلق الشمس والقمر والنجوم مذللات له يسخرهن -سبحانه- كما يشاء، وهنَّ من آيات الله العظيمة. ألا له سبحانه وتعالى الخلق كله وله الأمر كله، تعالى الله وتعاظم وتنزَّه عن كل نقص، رب الخلق أجمعين.
إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى - تفسير السعدي
يقول تعالى مبينا أنه الرب المعبود وحده لا شريك له: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } وما فيهما على عظمهما وسعتهما، وإحكامهما، وإتقانهما، وبديع خلقهما.
{ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، فلما قضاهما وأودع فيهما من أمره ما أودع { اسْتَوَى } تبارك وتعالى { عَلَى الْعَرْشِ } العظيم الذي يسع السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، استوى استواء يليق بجلاله وعظمته وسلطانه، فاستوى على العرش، واحتوى على الملك، ودبر الممالك، وأجرى عليهم أحكامه الكونية، وأحكامه الدينية، ولهذا قال: { يُغْشِي اللَّيْلَ } المظلم { النَّهَارَ } المضيء، فيظلم ما على وجه الأرض، ويسكن الآدميون، وتأوى المخلوقات إلى مساكنها، ويستريحون من التعب، والذهاب والإياب الذي حصل لهم في النهار.
{ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا } كلما جاء الليل ذهب النهار، وكلما جاء النهار ذهب الليل، وهكذا أبدا على الدوام، حتى يطوي اللّه هذا العالم، وينتقل العباد إلى دار غير هذه الدار.
{ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ }- أي: بتسخيره وتدبيره، الدال على ما له من أوصاف الكمال، فخلْقُها وعظَمُها دالٌّ على كمال قدرته، وما فيها من الإحكام والانتظام والإتقان دال على كمال حكمته، وما فيها من المنافع والمصالح الضرورية وما دونها دال على سعة رحمته وذلك دال على سعة علمه، وأنه الإله الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ }- أي: له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها، أعيانها وأوصافها وأفعالها والأمر المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق: يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر: يتضمن أحكامه الدينية الشرعية، وثم أحكام الجزاء، وذلك يكون في دار البقاء، { تَبَارَكَ اللَّهُ }- أي: عظم وتعالى وكثر خيره وإحسانه، فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها، وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير، فكل بركة في الكون، فمن آثار رحمته، ولهذا قال: فـ { تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ولما ذكر من عظمته وجلاله ما يدل ذوي الألباب على أنه وحده، المعبود المقصود في الحوائج كلها أمر بما يترتب على ذلك، فقال: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
تفسير الآية 54 - سورة الأعراف
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض : الآية رقم 54 من سورة الأعراف
إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى - مكتوبة
الآية 54 من سورة الأعراف بالرسم العثماني
﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [ الأعراف: 54]
﴿ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ﴾ [ الأعراف: 54]
تحميل الآية 54 من الأعراف صوت mp3
تدبر الآية: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى
أيها العباد، إنه سبحانه هو مربِّيكم والمنعم عليكم والهادي لقلوبكم إلى سواء الصراط، فلا ينبغي أن يُعبدَ معه غيرُه.
هو القادرُ سبحانه على خلق ما يشاء كما يشاء في طَرفةِ عين، ولكن كم في التأنِّي من الحكمة ولطف التدبير، وإرشاد الخَلق إلى الأخذ بذلك في أمور حياتهم.
ألا تَرهبُ النفسُ ربًّا استوى على عرش عظيم، وتمتلئ له إجلالًا وإعظامًا، وإكبارًا وتقديسًا؟
كما للخالق كمالُ الخلق وإتقانه، وإبداعُه وإحكامه، فله ذلك سبحانه في أمره ونهيه.
تبارك ربُّنا في نفسه؛ لعظمة أوصافه، وكمالِ ذاته، وباركَ في غيره بإحلال الخير الجزيل فيه، فكلُّ بركةٍ في الكون فمن آثار بركاته ورحماته.
شرح المفردات و معاني الكلمات : ربكم , الله , خلق , السماوات , الأرض , ستة , أيام , استوى , العرش , يغشي , الليل , النهار , يطلبه , حثيثا , والشمس , القمر , والنجوم , مسخرات , بأمره , الخلق , الأمر , تبارك , الله , رب , العالمين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- إن الإنسان خلق هلوعا
- وما صاحبكم بمجنون
- فإن الجنة هي المأوى
- قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل
- ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل
- ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين
- ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون
- وهديناهما الصراط المستقيم
- لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا
- وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين
تحميل سورة الأعراف mp3 :
سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب