﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾
[ النساء: 56]

سورة : النساء - An-Nisa  - الجزء : ( 5 )  -  الصفحة: ( 87 )

Surely! Those who disbelieved in Our Ayat (proofs, evidences, verses, lessons, signs, revelations, etc.) We shall burn them in Fire. As often as their skins are roasted through, We shall change them for other skins that they may taste the punishment. Truly, Allah is Ever Most Powerful, All-Wise.


نُصليهم نارًا : نُدْخِلُهم نارًا هائلةً نشْويهم فيها
نَضِجت جلودهم : احترقت و تهرَّت و تلاشت

إن الذين جحدوا ما أنزل الله من آياته ووحي كتابه ودلائله وحججه، سوف ندخلهم نارًا يقاسون حرَّها، كلما احترقت جلودهم بدَّلْناهم جلودًا أخرى؛ ليستمر عذابهم وألمهم. إن الله تعالى كان عزيزًا لا يمتنع عليه شيء، حكيمًا في تدبيره وقضائه.

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا - تفسير السعدي

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا }- أي: عظيمة الوقود شديدة الحرارة { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ }- أي: احترقت { بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ }- أي: ليبلغ العذاب منهم كل مبلغ.
وكما تكرر منهم الكفر والعناد وصار وصفا لهم وسجية؛ كرر عليهم العذاب جزاء وِفاقا، ولهذا قال: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا }- أي: له العزة العظيمة والحكمة في خلقه وأمره، وثوابه وعقابه.

تفسير الآية 56 - سورة النساء

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا : الآية رقم 56 من سورة النساء

 سورة النساء الآية رقم 56

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا - مكتوبة

الآية 56 من سورة النساء بالرسم العثماني


﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارٗا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمٗا  ﴾ [ النساء: 56]


﴿ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما ﴾ [ النساء: 56]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النساء An-Nisa الآية رقم 56 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 56 من النساء صوت mp3


تدبر الآية: إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا

الناس مع الحقِّ فريقان؛ مؤمنون به، وصادُّون عنه أنفسَهم وغيرَهم، وهذه سُنَّة جرَت عبرَ التاريخ، فلا حزنَ إذا لم يأخذ كلُّ الناس بحقٍّ هو أوضحُ من الشمس.
مَن صدَّ الناسَ عن الحقِّ فأوردَهم مواردَ الهلكة، فقد قدَّم لنفسه الجزاءَ الذي ينتظرُه، فبئس الواردُ والمورود.

والمراد بالذين كفروا هنا: كل كافر سواء أكان من بنى إسرائيل أم من غيرهم.
وقوله: نُصْلِيهِمْ من الإصلاء وهو إيقاد النار.
والمراد هنا إدخالهم فيها وقوله:نَضِجَتْ من النضج وهو بلوغ نهاية الشيء.
يقال: نضج الثمر واللحم ينضج نضجا إذا أدرك وبلغ نهايته.
والمراد هنا: احتراق الجلود احتراقا تاما.
والمعنى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا الدالة على أن الله وحده هو المستحق للعبادة والخضوع سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً أى: سوف ندخلهم نارا هائلة عظيمة وسوف هنا- كما قال سيبويه- للتهديد وتأكيد العذاب المقبل ولو مع التراخي وتراخى العذاب مع تأكيده يجعل النفس في فزع دائم، وخوف مستمر حتى يقع.
وقوله كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها بيان لشدة العذاب ودوامه أى: كلما احترقت جلودهم وتلاشت أعطيناهم بدل الجلود المحترقة جلودا غير محترقة مغايرة للمحترقة.
فالتبديل على هذا تبديل حقيقى مادى.
بمعنى أن يخلق الله-تبارك وتعالى- مكان الجلود المحترقة جلودا أخرى جديدة مغايرة للمحترقة.
ويرى بعضهم أن الجملة الكريمة كناية عن دوام العذاب لهم.
وقد ذكر هذا الرأى الفخر الرازي فقال: ويمكن أن يقال: هذا استعارة عن الدوام وعدم الانقطاع.
كما يقال لمن يراد وصفه بالدوام: كلما انتهى فقد ابتدأ.
وكلما وصل إلى آخره فقد ابتدأ من أوله.
فكذا قوله كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها.
يعنى: كلما ظنوا أنهم نضجوا واحترقوا وانتهوا إلى الهلاك، أعطيناهم قوة جديدة من الحياة.
فيكون المقصود بيان دوام العذاب وعدم انقطاعه} .
والذي نراه أن حمل التبديل على حقيقته أولى، لأنه ليس لنا أن نعدل في كلام الله عن الحقيقة إلى المجاز، إلا عند الضرورة.
وهنا لا ضرورة لذلك، لأن تبديل الجلود داخل تحت قدرة الله-تبارك وتعالى- ولأن هذا المعنى الذي ذكره الإمام الرازي يتأتى مع حمل اللفظ على حقيقته إذ كلمة «كل» تدل على دوام العذاب وعدم انقطاعه، ولأن كثيرا من السلف قد فسروا الآية على الوجه الأول، فقد روى عن ابن عمر أنه قال: تلا رجل عند عمر هذه الآية قال: فقال عمر: أعدها على.
فأعادها.
فقال معاذ بن جبل: عندي تفسيرها: تبدل جلودهم في كل ساعة مائة مرة.
فقال عمر: هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله لِيَذُوقُوا الْعَذابَ جملة تعليلية لقوله بَدَّلْناهُمْ أى بدلناهم جلودا غيرها ليقاسوا شدة العذاب، وليحسوا به في كل مرة كما يحس الذائق للشيء الذي يذوقه.
وقوله إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً تذييل قصد به تأكيد التهديد والوعيد الذي اشتملت عليه الآية الكريمة.
أى: أن الله- تعالى كان وما زال عزيزا لا يغلبه غالب، ولا يمنع عقابه مانع {حكيما} في تدبيره وتقديره وتعذيب من يعذبه وإثابة من يثيبه.
قوله تعالى : إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيماقد تقدم معنى الإصلاء أول السورة .
وقرأ حميد بن قيس " نصليهم " بفتح النون أي نشويهم .
يقال : شاة مصلية .
ونصب ( نارا ) على هذه القراءة بنزع الخافض تقديره بنار .
كلما نضجت جلودهم يقال : نضج الشيء نضجا ونضجا ، وفلان نضيج الرأي محكمه .
والمعنى في الآية : تبدل الجلود جلودا أخر .
فإن قال من يطعن في القرآن من الزنادقة : كيف جاز أن يعذب جلدا لم يعصه ؟ قيل له : ليس الجلد بمعذب ولا معاقب ، وإنما الألم واقع على النفوس ؛ لأنها هي التي تحس وتعرف فتبديل الجلود زيادة في عذاب النفوس .
يدل عليه قوله تعالى : ليذوقوا العذاب وقوله تعالى : كلما خبت زدناهم سعيرا .
فالمقصود تعذيب الأبدان وإيلام الأرواح .
ولو أراد الجلود لقال : ليذقن العذاب .
مقاتل : تأكله النار كل يوم سبع مرات .
الحسن : سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم : عودوا فعادوا كما كانوا .
ابن عمر : إذا احترقوا بدلت لهم جلود بيض كالقراطيس .
وقيل : عنى بالجلود السرابيل ؛ كما قال تعالى : وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران سميت جلودا للزومها جلودهم على المجاورة ؛ كما يقال للشيء الخاص بالإنسان : هو جلدة ما بين عينيه .
وأنشد ابن عمر رضي الله عنه :يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالمفكلما احترقت السرابيل أعيدت .
قال الشاعر :كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها فويل لتيم من سرابيلها الخضرفكنى عن الجلود بالسرابيل .
وقيل : المعنى أعدنا الجلد الأول جديدا ؛ كما تقول للصائغ : صغ لي من هذا الخاتم خاتما غيره ؛ فيكسره ويصوغ لك منه خاتما .
فالخاتم المصوغ هو الأول إلا أن الصياغة تغيرت والفضة واحدة .
وهذا كالنفس إذا صارت ترابا وصارت لا شيء ثم أحياها الله تعالى .
وكعهدك بأخ لك صحيح ثم تراه بعد ذلك سقيما مدنفا فتقول له : كيف أنت ؟ فيقول : أنا غير الذي عهدت .
فهو هو ، ولكن حاله تغيرت .
فقول القائل : أنا غير الذي عهدت ، وقوله تعالى : ( غيرها ) مجاز .
ونظيره قوله تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض وهي تلك الأرض بعينها إلا أنها تغير آكامها وجبالها وأنهارها وأشجارها ، ويزاد في سعتها ويسوى ذلك منها ؛ على ما يأتي بيانه في سورة " إبراهيم " عليه السلام .
ومن هذا المعنى قول الشاعر :فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار بالدار التي كنت أعرف وقال الشعبي : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : ألا ترى ما صنعت عائشة .
ذمت دهرها ، وأنشدت بيتي لبيد :ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب يتلذذون مجانة ومذلة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب فقالت : رحم الله لبيدا فكيف لو أدرك زماننا هذا ! فقال ابن عباس : لئن ذمت عائشة دهرها لقد ذمت " عاد " دهرها ؛ لأنه وجد في خزانة " عاد " بعدما هلكوا بزمن طويل سهم كأطول ما يكون من رماح ذلك الزمن عليه مكتوب : بلاد بها كنا ونحن بأهلها إذ الناس ناس والبلاد بلاد البلاد باقية كما هي إلا أن أحوالها وأحوال أهلها تنكرت وتغيرت .
إن الله كان عزيزا أي لا يعجزه شيء ولا يفوته .
حكيما في إيعاده عباده .


شرح المفردات و معاني الكلمات : كفروا , آياتنا , سوف , نصليهم , نارا , نضجت , جلودهم , بدلناهم , جلودا , غيرها , ليذوقوا , العذاب , الله , عزيزا , حكيما ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما
  2. أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون
  3. أو آباؤنا الأولون
  4. وما علينا إلا البلاغ المبين
  5. وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن
  6. فقال إني سقيم
  7. فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون
  8. ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون
  9. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون
  10. رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا

تحميل سورة النساء mp3 :

سورة النساء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النساء

سورة النساء بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النساء بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النساء بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النساء بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النساء بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النساء بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النساء بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النساء بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النساء بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النساء بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب