1. التفسير الميسر
  2. تفسير الجلالين
  3. تفسير السعدي
  4. تفسير البغوي
  5. التفسير الوسيط
تفسير القرآن | باقة من أهم تفاسير القرآن الكريم المختصرة و الموجزة التي تعطي الوصف الشامل لمعنى الآيات الكريمات : سبعة تفاسير معتبرة لكل آية من كتاب الله تعالى , [ الأنفال: 14] .

  
   

﴿ ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ﴾
[ سورة الأنفال: 14]

القول في تفسير قوله تعالى : ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ..


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

التفسير الميسر : ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار


ذلكم العذاب الذي عجَّلته لكم -أيها الكافرون المخالفون لأوامر الله ورسوله في الدنيا- فذوقوه في الحياة الدنيا، ولكم في الآخرة عذاب النار.

المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار


ذلكم العذاب المذكور لكم - أيها المخالفون لله ورسوله - فذوقوه مُعَجَّلًا لكم في الحياة الدنيا، وفي الآخرة لكم عذاب النار إن متم على كفركم وعنادكم.

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 14


«ذلكم» العذاب «فذوقوه» أيها الكفار في الدنيا «وأن للكافرين» في الآخرة «عذاب النار».

تفسير السعدي : ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار


‏ذَلِكُمْ‏}‏ العذاب المذكور ‏{‏فَذُوقُوهُ‏}‏ أيها المشاققون للّه ورسوله عذابا معجلا‏.‏ ‏{‏وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ‏}‏‏.‏ وفي هذه القصة من آيات اللّه العظيمة ما يدل على أن ما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسول اللّه حقًا‏.‏ منها‏:‏ أن اللّه وعدهم وعدا، فأنجزهموه‏.‏ ومنها‏:‏ ما قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ‏}‏ الآية‏.‏ ومنها‏:‏ إجابة دعوة اللّه للمؤمنين لما استغاثوه بما ذكره من الأسباب، وفيها الاعتناء العظيم بحال عباده المؤمنين، وتقييض الأسباب التي بها ثبت إيمانهم، وثبتت أقدامهم، وزال عنهم المكروه والوساوس الشيطانية‏.‏ ومنها‏:‏ أن من لطف اللّه بعبده أن يسهل عليه طاعته، وييسرها بأسباب داخلية وخارجية‏.‏

تفسير البغوي : مضمون الآية 14 من سورة الأنفال


( ذلكم ) أي : هذا العذاب والضرب الذي عجلته لكم أيها الكفار ببدر ، ( فذوقوه ) عاجلا ( وأن للكافرين ) أي : واعلموا وأيقنوا أن للكافرين أجلا في المعاد ، ( عذاب النار )روى عكرمة عن ابن عباس قال : قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدر : عليك بالعير ليس دونها شيء ، فناداه العباس وهو أسير في وثاقه : لا يصلح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لمه؟ قال : لأن الله تعالى وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك .

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية


ثم يوجه- سبحانه - خطابه على سبيل الالتفات لأولئك الذين شاقوا الله ورسوله، متوعدا إياهم بسوء المصير فيقول: ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ فاسم الإشارة ذلِكُمْ يعود إلى ما سبق بيانه من تأييد المؤمنين، وخذلان الكافرين وإنزال العقوبة بهم.
أى ذلكم الذي نزل بكم- أيها الكافرون- من القتل والأسر في بدر، هو العقاب المناسب لطغيانكم وشرككم وعنادكم، فذوقوا آلامه، وتجرعوا غصصه، وعيشوا في مذلته.
هذا في الدنيا، أما في الآخرة فلكم عذاب النار الذي هو أشد وأبقى من عذاب الدنيا.
فاتركوا الكفر، وادخلوا في الإيمان لتنجوا من العذاب وتنالوا الثواب.
قال الجمل ما ملخصه وقوله: ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ.. يجوز فيه وجوه من الإعراب أحدها أن يرفع بالابتداء والخبر محذوف أى ذلكم العقاب.
الثاني: أن يرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أى: العقاب ذلكم أو الأمر ذلكم وعلى هذين الوجهين يكون قوله فَذُوقُوهُ لا تعلق له بما قبله من جهة الاعراب فهو مستأنف، والوقف يتم على قوله: ذلِكُمْ الثالث: أن يرتفع بالابتداء.
والخبر قوله فَذُوقُوهُ وهذا على رأى الأخفش.
وقوله وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ معطوف على قوله ذلِكُمْ أو منصوب على أنه مفعول معه، والمعنى: ذوقوا ما عجل لكم مع ما أجل لكم في الآخرة، ووضع الظاهر فيه موضع المضمر- بأن قال فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ ولم يقل فذوقوه وأن لكم- للدلالة على أن الكفر سبب للعذاب الآجل أو للجمع بينهما.
ومن هذا نرى أن تلك الآيات الكريمة قد ذكّرت المؤمنين الذين اشتركوا في غزوة بدر بألوان من نعم الله عليهم، وبأنواع من البشارات التي كانت تدل على أن النصر سيكون لهم.
1- ذكّرتهم بوعد الله لهم بأن إحدى الطائفتين: العير أو النفير ستكون لهم، وقد وفّى لهم- سبحانه - بوعده، حيث جعل النصر لهم، ومن أوفى بعهده من الله؟.
2- وذكرتهم بإجابة الله لدعائهم، حيث أمدهم بألف من الملائكة مردفين.
3- وذكرتهم بالنعاس الذي ألقاه- سبحانه - عليهم قبل المعركة، ليكون أمانا لهم، وراحة لأبدانهم.
4- وذكرتهم بنزول المطر عليهم من السماء ليكون طهارة ظاهرية وباطنية لهم، وليكون طمأنينة لقلوبهم، وتثبيتا لأقدامهم.
5- وذكرتهم بأمر الله لملائكته أن يثبتوهم، بأن يغرسوا في قلوبهم الثقة في نصر الله لهم، والاستهانة بقوة أعدائهم.
6- وذكرتهم بما ألقاه- سبحانه - في قلوب الكافرين من رعب وفزع وجزع، جعلهم ينهزمون أمامهم.
7- وذكرتهم بأن ما أصاب أعداء الله وأعداءهم من قتل وأسر وخسران كان سببه كفرهم وعنادهم وإيثارهم سبيل الغي على سبيل الرشد، وأنهم- إذا استمروا في كفرهم- فسيلقون في الآخرة عذابا أشد وأبقى مما نزل بهم في الدنيا.
ولا شك أن هذا التذكير من مقاصده الأساسية حض المؤمنين على الاستجابة لله ولرسوله:وعلى مداومة الشكر لخالقهم، فهو- سبحانه - الذي منحهم هذه النعم الجزيلة التي تمكنوا معها من رقاب أعدائهم، وهو الذي جعلهم يغنمون كل هذه الغنائم بعد أن خرجوا من ديارهم بلا مال ولا ظهر ولا عتاد.
هذا، ومن الخير قبل أن ننتقل من هذه الآيات إلى غيرها، أن نتكلم بشيء من التفصيل عن مسألة كثر الحديث عنها.
وهذه المسألة هي: ماذا كانت وظيفة الملائكة في بدر؟ أكانت وظيفتهم تثبيت المؤمنين فحسب أم أنهم بجانب هذا التثبيت قاتلوا فعلا معهم؟ إننا بمطالعتنا لما كتبه الكاتبون عن هذه المسألة نراهم في كتاباتهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:{أ} أما القسم الأول منهم، فيرى أن الملائكة في غزوة بدر لم تكن وظيفتهم التثبيت فحسب، وإنما هم قاتلوا مع المؤمنين فعلا، ويستدلون على ذلك بأدلة من أهمها:1- ما جاء عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أنه قال: بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه.
إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وقائلا يقول: أقدم حيزوم، فخر المشرك مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد حطم وشق وجهه.
فجاء فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة .
2- وجاء عنه أنه قال- أيضا-: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاء، ويوم أحد عمائم خضراء، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر وكانوا فيما سواه عددا ومددا .
3- وعن أبى داود المازني قال: تبعت رجلا من المشركين لأضربه يوم بدر.
فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي.
4- وروى عن عبد الله بن مسعود أن أبا جهل سأله يوم بدر: من أين كان ذلك الصوت الذي كنا نسمعه ولا نرى شخصا؟ فقال: من الملائكة، فقال له أبو جهل: هم إذن غلبونا لا أنتم .
5- وقال القرطبي: وتظاهرت الروايات بأن الملائكة حضرت يوم بدر وقاتلت.
ومن ذلك قول أبى أسيد مالك بن ربيعة وكان شهد بدرا: لو كنت معكم الآن ببدر ومعى بصرى لأريتكم الشعب- أى الطريق في الجبل- الذي خرجت منه الملائكة.
لا أشك ولا أمارى.
وعن سهل بن حنيف قال: لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا يشير بسيفه إلى رأس المشرك فتقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه .
هذه أهم الروايات التي استند إليها العلماء الذين يرون أن الملائكة قد قاتلوا مع المؤمنين يوم بدر، وعلى رأس هؤلاء العلماء القرطبي، فهو يرى أن هذا هو الصحيح وأنه رأى الجمهور.
{ب} أما القسم الثاني من العلماء فيرى أن الملائكة لم تقاتل يوم بدر، وإنما كانت وظيفتهم تثبيت المؤمنين في المعركة، وتقوية أرواحهم وقلوبهم، واستدلوا على ذلك بأدلة من أهمها:1- أنه ليس في الآيات القرآنية التي تحدثت عن غزوة بدر آية واحدة صريحة في أن الملائكة قد قاتلت بالفعل، وإنما هي صريحة في أن الله-تبارك وتعالى- قد أمد المؤمنين بالملائكة، وجعل هذا الإمداد بشارة لهم.
قال الآلوسى عند تفسيره لقوله- تعالى: وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى.. وفي الآية إشعار بأن الملائكة لم يباشروا قتالا، وهو مذهب لبعضهم.
ويشعر ظاهرها بأن النبي- صلى الله عليه وسلم أخبرهم بذلك الإمداد، وفي الأخبار ما يؤيد ذلك.
بل جاء في غير ما خبر أنالصحابة رأوا الملائكة- عليهم السلام- .
2- أن بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن غزوة بدر قد وضحت وظيفة الملائكة توضيحا تاما، ومن ذلك قوله-تبارك وتعالى-: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا، سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ، وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ.
قال ابن جرير في معنى فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا قووا عزمهم، وصححوا نياتهم في قتال أعدائهم من المشركين..وقال في معنى قوله-تبارك وتعالى- فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ..: والصواب من القول في ذلك أن يقال إن الله أمر المؤمنين معلما إياهم كيفية قتل المشركين وضربهم بالسيف، أن يضربوا فوق الأعناق منهم والأيدى والأرجل ...
» .
وقال الفخر الرازي: قوله فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ فيه وجهان: الأول: أنه أمر للملائكة متصل بقوله-تبارك وتعالى- فَثَبِّتُوا.
وقيل: بل أمر للمؤمنين، وهذا هو الأصح لما بينا أنه-تبارك وتعالى- ما أنزل الملائكة لأجل المقاتلة والمحاربة..3- أن الروايات التي استند إليها من قال بأن الملائكة قاتلت مع المؤمنين في بدر لم ترد في كتب السنة المعتمدة، بل لم يذكر معظمها الإمام ابن جرير مع علمنا باهتمامه بالمرويات في تفسيره.
وفضلا عن ذلك فإن أكثر هذه الروايات لم تصرح بأن الملائكة قد قاتلت.
فمثلا رواية أبى داود المازني لم تصرح بأن المشرك الذي أراد هو أن يقتله قد قتله ملك.
وكذلك الحال بالنسبة لروايتي أبى أسيد وسهيل بن حنيف وأما قول أبى جهل لابن مسعود:«هم إذن غلبونا- يعنى الملائكة- لا أنتم، فنرجح أنه من باب التبرير والمغالطة.
فهو يريد أن ينفى- حقدا منه وعنادا- قوة المؤمنين الذين صرعوا أمثاله من الطغاة..والخلاصة أن معظم هذه الروايات- مع ضعفها- لم تصرح بأن الملائكة قد قاتلوا مع المؤمنين يوم بدر.
4- استبعد كثير من العلماء اشتراك الملائكة في القتال، ومن هؤلاء العلماء الإمام أبو بكر الأصم فقد قال:«إن الملك الواحد يكفى في إهلاك أهل الأرض كما فعل جبريل بمدائن قوم لوط.
فإذا حضر هو يوم بدر- وجميع الروايات تذكر أنه كان على رأس الملائكة- فأى حاجة إلى مقاتلة الناس مع الكفار؟ بل أى حاجة حينئذ إلى إرسال سائر الملائكة؟ وأيضا فإن أكابر الكفار كانوا مشهورين، وقاتل كل منهم من الصحابة معلوم.
وأيضا لو قاتلوا فإما أن يكونوا بحيث يراهم الناس أو لا.. وعلى الأول يكون المشاهد من عسكر الرسول ثلاثة آلاف وأكثر، ولم يقل أحد بذلك.. وعلى الثاني كان يلزم جز الرءوس، وتمزيق البطون، وإسقاط الكفار من غير مشاهدة فاعل، ومثل هذا من أعظم المعجزات، فكان يجب أن يتواتر ويشتهر بين المسلم والكافر والموافق والمخالف ...
» .
وقال صاحب المنار: مقتضى السياق أن وحى الله للملائكة وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى إلخ.
وقوله-تبارك وتعالى- سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ.. إلخ بدء كلام خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون تتمة للبشرى.
فيكون الأمر بالضرب موجها إلى المؤمنين قطعا، وعليه المحققون الذين جزموا بأن الملائكة لم تقاتل يوم بدر تبعا لما قبله من الآيات.
ثم قال: وفي كتب السير وصف للمعركة علم منه القاتلون والآسرون لأشد المشركين بأسا، فهل تعارض هذه البينات النقلية بروايات لم يرها شيخ المفسرين ابن جرير حرية بأن تنقل.
كفانا الله شر هذه الروايات الباطلة التي شوهت التفسير وقلبت الحقائق، حتى إنها خالفت نص القرآن نفسه فالله-تبارك وتعالى- يقول في إمداد الملائكة وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ.. وهذه الروايات تقول بل جعله مقاتلة، وإن هؤلاء السبعين الذين قتلوا من المشركين لم يمكن قتلهم إلا باجتماع ألف أو ألوف من الملائكة عليهم مع المسلمين الذين خصهم الله بما ذكر من أسباب النصر المتعددة.
ألا إن في هذا من تعظيم شأن المشركين، وتكبير شجاعتهم وتصغير شأن أفضل أصحاب الرسول وأشجعهم ما لا يصدر عن عاقل، إلا وقد سلب عقله لتصحيح روايات باطلة لا يصح لها سند، ولم يرفع منها إلا حديث مرسل عن ابن عباس ذكره الآلوسى وغيره بغير سند.
وابن عباس لم يحضر غزوة بدر لأنه كان صغيرا، فرواياته عنها حتى في الصحيح مرسلة..هذه أهم الأدلة التي استند إليها القائلون بأن الملائكة لم تقاتل يوم بدر، وإنما كانت وظيفتهم تثبيت المؤمنين، وتقوية عزائمهم.
وتصحيح نياتهم.
{ج} أما القسم الثالث من العلماء الذين كتبوا في هذه المسألة، فمنهم الذي اكتفى بسرد الآراء دون أن يرجح بينها، ومن هؤلاء صاحب الكشاف، فقد قال:فإن قلت: هل قاتلت الملائكة يوم بدر؟ قلت: اختلف فيه.
فقيل: نزل جبريل في يوم بدر في خمسمائة ملك على الميمنة وفيها أبو بكر، وميكائيل في خمسمائة على الميسرة وفيها على بن أبى طالب في صورة الرجال.
فقاتلت.
وقيل: قاتلت يوم بدر ولم تقاتل يوم الأحزاب.. وقيل: لم يقاتلوا وإنما كانوا يكثرون السواد، ويثبتون المؤمنين، وإلا فملك واحد كاف في إهلاك أهل الدنيا كلهم.. .
ومنهم الذي يرى أن البحث في تفاصيل أمثال هذه المسائل ليس من الجد الذي هو طابع هذه العقيدة، ومن هؤلاء صاحب «في ظلال القرآن» فقد قال ما ملخصه:«تروى روايات كثيرة مفصلة عن الملائكة في يوم بدر: عددهم وطريقة مشاركتهم في المعركة.
وما كانوا يقولونه للمؤمنين مثبتين، وما كانوا يقولونه للمشركين مخذلين.
ونحن- على طريقتنا في الظلال- نكتفي في مثل هذا الشأن من عوالم الغيب بما يرد في النصوص المتيقنة من قرآن أو سنة، والنصوص القرآنية هنا فيها الكفاية: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ.. فهذا عددهم إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا.. فهذا عملهم.
ولا حاجة إلى التفصيل وراء هذا فإن فيه الكفاية.
وبحسبنا أن تعلم أن الله لم يترك العصبة المسلمة وحدها في ذلك اليوم، وهي قلة والأعداء كثرة، وأن أمر هذه العصبة وأمر هذا الدين قد شارك فيه الملأ الأعلى مشاركة فعلية على النحو الذي يصفه الله سبحانه في كلماته.. إننا نؤمن بوجود خلق أسماهم الملائكة، ولكنا لا ندرك من طبيعتهم إلا ما أخبرنا به خالقهم عنهم.
فلا نملك من إدراك الكيفية التي اشتركوا بها في نصرة المسلمين يوم بدر إلا بمقدار ما يقرره النص القرآنى.
وقد أوحى إليهم ربهم: أنى معكم.
وأمرهم أن يثبتوا الذين آمنوا ففعلوا.
- لأنهم يفعلون ما يؤمرون- ولكننا لا ندري كيف فعلوا.
إن البحث التفصيلي في كيفيات هذه الأفعال كلها ليس من الجد الذي هو طابع هذه العقيدة.
وطابع الحركة الواقعية بهذه العقيدة ولكن هذه المباحث صارت من مباحث الفرق الإسلامية ومباحث علم الكلام في العصور المتأخرة، وعند ما فرغ الناس من الاهتمامات الإيجابية في هذا الدين، وتسلط الترف العقلي على النفوس والعقول.
وإن وقفة أمام الدلالة الهائلة لمعية الله- سبحانه - للملائكة في المعركة، واشتراك الملائكة فيها مع العصبة المسلمة لهى أنفع وأجدى.. .
وبعد فهذه أهم الأقوال التي قالها العلماء في مسألة وظيفة الملائكة في بدر، بسطناها بشيء من التفصيل لتتضح آراؤهم فيها.
والذي نراه بعد كل ذلك: أن أقرب الأقوال إلى الصواب، هو القول الذي ذهب أصحابه إلى أن الملائكة في بدر لم تقاتل، وإنما كانت وظيفتهم تثبيت وتقوية عزائم المؤمنين.. وذلك لما سبق أن بيناه من أدلة وحجج- والله أعلم بالصواب.
وبعد أن بين- سبحانه - بعض البشارات والنعم التي ساقها للمؤمنين الذين اشتركوا في بدر.
وجه- سبحانه - نداء إليهم أمرهم فيه بالثبات في وجوه أعدائهم، وذكرهم بجانب من مننه عليهم.
فقال-تبارك وتعالى-:

ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار: تفسير ابن كثير


{ ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار } هذا خطاب للكفار أي: ذوقوا هذا العذاب والنكال في الدنيا ، واعلموا أيضا أن للكافرين عذاب النار في الآخرة .

تفسير القرطبي : معنى الآية 14 من سورة الأنفال


ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار قال الزجاج : ذلكم رفع بإضمار الأمر أو القصة ، أي الأمر ذلكم فذوقوه .
ويجوز أن يكون في موضع نصب ب ذوقوا كقولك : زيدا فاضربه .
ومعنى الكلام التوبيخ للكافرين .
و أن في موضع رفع عطف على ذلكم .
قال الفراء : ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى : وبأن للكافرين .
قال : ويجوز أن يضمر : واعلموا أن .
الزجاج : لو جاز إضمار " واعلموا " لجاز زيد منطلق وعمرا جالسا ، بل كان يجوز في الابتداء : زيدا منطلقا ; لأن المخبر معلم ، وهذا لا يقوله أحد من النحويين .

﴿ ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ﴾ [ الأنفال: 14]

سورة : الأنفال - الأية : ( 14 )  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 178 )

English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون
  2. تفسير: ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
  3. تفسير: أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم
  4. تفسير: فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين
  5. تفسير: ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر
  6. تفسير: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم
  7. تفسير: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا
  8. تفسير: قال ربكم ورب آبائكم الأولين
  9. تفسير: وجعلنا سراجا وهاجا
  10. تفسير: وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب