قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الوحي في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 118]
إن امتناع بعض الكفَّار عن الإيمان بكلام الله والانقياد له، لم يكن لطعنٍ فيه، ولكن لاستكبارهم عن أن ينزلَ على غيرهم، دون أن يُخَصُّوا به ابتداء. هذا دأَب الكفَرة في كلِّ حين، لا يطلبون الآيات ليهتدوا بها ويهدوا إليها العباد، وإنما يطلبونها تعنُّتًا وعِنادًا؛ وإلا فإن آيات الله بيِّنةٌ ظاهرة للموقنين. الجاهلون يخلُف بعضهم بعضًا في الضلالة، فقد تشابهت قلوبُهم قسوةً وجحودًا واستكبارًا. الصادق في طلب اليقين يجدُ في كلام الله مطلوبَ يقينه، وطُمَأنينةَ ضميره. |
﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]
أتى النبيُّ ﷺ أهلَ الكتاب بتفاصيلَ دقيقةٍ صحيحةٍ عن أنبيائهم، مع أنه لم يُدرك أزمانهم، ولم يقرأ كتبَهم، ولم يجالسهم، فهل غيرُ وحي الله أنبأه بذلك؟! |
﴿۞ إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ﴾ [النساء: 163]
سلسلة الرسالات المطهَّرة بدأت بنوحٍ عليه السلام، وخُتمت بمحمَّد سيِّد الأنام ﷺ، فدعوة الحقِّ معروفةُ المقدِّمات، مشرقةُ التاريخ والنهايات. رسُل الله هم القدوةُ التي يتأسَّى بها مريدُ الحقِّ، ذكر الله تعالى على سبيل الثناء أسماءَ بعضهم، وذكر فصولًا من حياتهم؛ ليكونَ ذلك نِبراسًا للمقتفين أثرَهم في طريق الصلاح. كلُّ محسنٍ له من الثناء الحسَن بين الأنام بحسَب إحسانه، والرسُل عمومًا والمذكورون في هذه الآية خصوصًا في المرتبة العُليا من الإحسان. |
﴿وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ﴾ [النساء: 164]
أيُّ صالح لم يُكتَب اسمُه في سجلَّات الخلق في الدنيا؛ تعريفًا به وثناء عليه، فحسبُه أن الله تعالى يعلم به. وكم قد أرسل سبحانه من الأنبياء والرسُل، ولكن لم يذكر منهم في القرآن إلا القليل! يكفي من الموعظة ما تحصُل به العِبرة، فليس الاستقصاء مطلوبًا دائمًا. |
﴿رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 165]
لا تبالغ في البِشارة فتُخرجَ الناسَ عن حدِّ العمل إلى حدود الإهمال، ولا في النِّذارة فتُخرجَهم عن حدِّ الخوف إلى القنوط وترك الإقبال، ولكن توسَّط بلا تفريطٍ ولا إفراط. إن الله سبحانه وإن كان كلُّ ما في الكون يدلُّ عليه، قد أرسل الرسُل لدعوة الناس إليه؛ إقامةً للحُجَّة، وتذكرةً للعباد وتبصرة، فلا تكون لهم بعد ذلك معذرة. لا تنفكُّ عزَّةُ الله تعالى عن حكمته؛ فعزَّتُه لا ذلَّ فيها، وحكمتُه لا عبثَ يعتريها، فاقترانُ العزَّة بالحكمة كمالٌ أُضيف إلى كمال. |
﴿وَلَوۡ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ كِتَٰبٗا فِي قِرۡطَاسٖ فَلَمَسُوهُ بِأَيۡدِيهِمۡ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الأنعام: 7]
إن الحُجـجَ القاطعـة، والبراهــينَ الساطعة، وإن بلغتِ الغايةَ في الاتضاح، والنهايةَ في الخير والصلاح، فليست بمُغنيةٍ شيئًا عند مَن لا يريدُها ولا يرغبُ في الإفادة منها. شأن المحجوج المغلوب أن يتعلَّقَ بالمعاذير الكاذبة والحِجاج الواهية، ليسترَ بها سوأةَ مكابرته، وفضيحةَ الغلَبة عليه. |
﴿وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ﴾ [الأنعام: 8]
طلبُ ما لا يمكن حصولُه عادةً متمسَّكٌ واهٍ يلجأ إليه من ألجمَته براهينُ الحق، ولم يجد في بيداءِ الباطل طريقًا تُخرجُه من حَيرته. ليسـت مهمَّـة رسـول الله ﷺ التصـدِّيَ لرغَباتِ الكافرين، وتلبيةَ اقتراحات المُعرضين، التي إن تحقَّقَ بعضُها طلبوا المزيد؛ عِنادًا واستكبارًا، وإنما عليه البلاغُ المبين. |
﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ﴾ [الأنعام: 9]
مجيءُ الرسولِ إلى البشر من جنسهم وليس من الملائكة رحمةٌ من الله تعالى؛ إذ يحصُل بذلك كمالُ الاقتداء، وتمامُ الاهتداء، فلا عذرَ لمَن كذَّب به، أو قصَّر في اتِّباعه. قال قَتادة: (ما لبَّس قومٌ على أنفسهم إلا لبَّسَ اللهُ عليهم، واللَّبْسُ إنما هو من الناس، قد بيَّن اللهُ للعباد، وبعثَ رسلَه، واتخذ عليهم الحجَّة، وأراهمُ الآيات، وقدَّم إليهم بالوعيد). |
﴿قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 19]
أعظم الشهاداتِ شهادةُ الله تعالى؛ إذ هو العالمُ بالقائل وما قال، وبالسامع وما سمع، وهو العليمُ بالأقوال والردود، وبالإقرار والجحود. ما أثبتَه محكَمُ الآيات فلا يُحتاج بعدَه إلى إثبات، وما جاء به الشرع فإنه القولُ الفصل. لا وسيلةَ أعظمُ من القرآن في الإنذار ولا أنفع، ولا وعظَ أجدى من وعظه ولا أوقع. مَن بلغَهُ القرآنُ بلغةٍ يفهمها فقد قامت عليه الحجَّة به، وبلغَه الإنذار، وحَقَّ عليه العذابُ إن كذَّب بعد البلاغ. قال الربيع بن أنس: (حقٌّ على من اتبع رسولَ الله ﷺ أن يدعوَ كالذي دعا رسولُ الله، وأن يُنذرَ بالذي أنذَر). أقبحُ ما عرَف الناسُ من شهاداتِ الزُّور ادِّعاءُ أن للهِ شريكًا في ملكِه وحُكمه. لا مُداهنةَ في العقيدة ولا مساومةَ في التوحيد، فمَن لم يشهد ببُطلانِ الآلهة سوى اللهِ عزَّ وجلَّ فما عرَف التوحيدَ ولا الإخلاص. |
﴿قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50]
على داعيةِ الحقِّ أن يكونَ واضحًا في دعوته، معلنًا بصدق منهجه وواقعيَّته، فلا يستدعي الأتباعَ بمطامعَ مزعومة، ولا يُغري المستجيبين بوعودٍ موهومة؛ فإن الحقَّ غنيٌّ عن كلِّ هذا. العقيدة مُستغنيةٌ عن كلِّ زُخرُف، فمَن أرادها لذاتها فهي أكبرُ من كلِّ قيمة، وأعظمُ من كلِّ غنيمة، ومَن أرادها سلعةً فهو لم يُدرك طبيعتَها، وهي لن تُغنيَه بهذه النيَّة الدنيَّة. العمل بغير الوحيِ كخَبط الأعمى، وهو عملُ الأدعياء. والعمل بمُقتضى الوحيِ كسَير البَصير، وهو عملُ الأنبياء. فلنسِر على مِنهاجهم. أنِر تفكيرَك بأنوار الوحي؛ حتى ترى الأمورَ على حقيقتها؛ لأن النظرَ إليها بغير ضياء السماء عَمًى يمنع من رؤية الصورة الصحيحة للأشياء. |
﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ فِي خَوۡضِهِمۡ يَلۡعَبُونَ ﴾ [الأنعام: 91]
مَن جحدَ رسالاتِ اللهِ فما عرَف ربَّه حقَّ معرفته، ولا عظَّمه حقَّ تعظيمه، ولا نزَّهَه عمَّا لا يليقُ به. كلُّ آيـةٍ تؤمـن بها وتعمـل بما فيهـا فهي تعظيمٌ منك لربِّك، وعلامةٌ على قَدر الله تعالى في قلبِك. الجهل قد يبلُغ بصاحبِه إلى إنكار الحقائق، والكذبِ على الخالق، فيُغضِبُ عليه ربَّه، ويُضحِكُ عليه أبناءَ جنسِه. القرآن مصدرٌ عظيمٌ في الردِّ على شبُهاتِ المبطِلين، ومعرفةِ أساليب مناظرةِ الضالِّين الملحِدين. إذا غلبَ الهـوى العقـلَ وغلبَـت الشهوة القلبَ قادا إلى جحود الحقِّ وردِّه، وتحريفِه والعبَثِ بمعانيه. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]
يَعجبُ الإنسانُ من تجرُّؤِ بعض الناس على الكذب على الله عزَّ وجلَّ، فأيَّ قلوبٍ يحملون، وبأيِّ لسانٍ يتكلَّمون؟! أيظنُّ مَن يَشرَعُ للناس ما يُغنيهم عن حُكم اللَّه أنه سيضارع منهجَ الله تعالى، وينجحُ فيما افتراه؟! لقد خاب وظلم هو ومَن اتَّبعَه. يزيدُ الموتَ مشقَّةً على الكافر ما يلقاه من الملائكة من الشدَّة حال نزع روحه، في حين يخفِّفُ على المؤمن سكَراتِ الموت بِشارتُهم له. إهانة الكافرين والشدَّةُ عليهم عند الموت مقدِّمةٌ لما سيصيرون إليه ويَقدَمون عليه. حين يُودِّع الظالمون دنياهم، ويُقبِلون على آخرتهم، تستقبلهم تحيَّةُ التوبيخ والتقريع، والإهانة والإذلال على ماضيهم المظلِم، وسالفِ حياتهم المعتِم. الافتراء على الله والتكبُّر على آياته مرَضانِ يُخشى على ذي العِلم منهما، ولا معصومَ إلا مَن عصمَه الله. |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [يونس: 15]
إنها لآياتٌ بيِّنات لا خَفاءَ فيها، ولا عيبَ يعتريها، فمن حادَ عنها فباغٍ أو جاحدٌ أو متكبِّر. مَن يُؤمن بالآخرة ولا يزالُ يذكرُها، ويستحضرُ لقاءَ ربِّه ولا يغيبُ عنه، فذاك الذي ينتفعُ بآياتِ مولاه تعالى. أيها الداعيةُ؛ لا تجامِل في سبيل الحقِّ، ولا تستَجِب لمن يطلبون منك تبديل شريعةِ الله وتحريفَها لتُوافقَ أهواءهم. سُننُ رسولِ الله ﷺ كلُّها آتيةٌ بوحي، وهي إذا ثبت وصحَّ إسنادها تَلزمُ لزومَ القرآن. مَن استحضرَ الخوفَ من اللهِ تعالى أبعدَه خوفُه عن معصية ربِّه، وكيف يعصيه مَن يعظِّمه ولا يأمَنُ عقابَه؟! يومُ القيامةِ يومٌ عظيم، لِطُوله وكثرةِ شدائده وفصلِ الأقضية فيه، وصدورِ الأحكام النهائيَّة في عَرَصاته، فما أجدرَ العاقلَ بالخوف منه! |
﴿وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ ﴾ [يونس: 20]
تفويضُ الغيبِ للهِ تعالى طريقةُ الأنبياءِ والصالحين، فلا يفتاتون على القدر، ولا يرجُمون بالغيب، ولا يتوعَّدون خصومَهم بما لا علمَ لهم به من أمر الله، بل ينتظرون قضاء الله فيهم. |
﴿وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ ﴾ [يونس: 109]
اتِّباع الوحيِ يحتاج إلى صبر وعناء، فطريقُه مفروشةٌ بخصوماتِ أهل الباطل إلى أن يحكمَ اللهُ بالحق، ويُظهرَ أهلَه في الخَلق. اتباع الوحي مع التدرُّعِ بالصبر يَقي المؤمنَ من سهام اليأسِ والشك، ويمنحُه الحياةَ المطمئنةَ السائرة على وقود التفاؤلِ، وانتظارِ حكمِ الله بين عباده. الحاكم في الأرض تَغيبُ عنه بواطنُ الأمور، فتتعرَّضُ أحكامُه للخطأ والقصور، لكن الله يطِّلعُ على السرائر اطِّلاعَه على الظواهر. |
﴿تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]
القرآن كتابُ اللهِ حقًّا، نزل من عنده على رسوله محمَّدٍ ﷺ صدقًا، فأنَّى لنبيٍّ أميٍّ في قوم أميِّين أن يأتيَ بأنباء التاريخ المُغيَّبة؟! مهما عانى المتَّقون في أوَّل الدعوة فليطمئنُّوا إلى أن العاقبةَ في النهاية لهم، فالعبرة بخواتيم الأمور لا بمبادئها. |
﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۖ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ أَجۡمَعُوٓاْ أَمۡرَهُمۡ وَهُمۡ يَمۡكُرُونَ ﴾ [يوسف: 102]
كم من تفصيلٍ دقيقٍ لقصصِ الأنبياءِ السابقين لا يَعلمُه إلا اللهُ، يذكرُ الله لنا منه في القرآن ما فيه لنا مُعتَبر وآية على نبوة النبي ﷺ. مهما تعرَّضَ الأنبياءُ للمكر فإن اللهَ تعالى لهم حافظٌ وناصرٌ، وجاعلٌ العاقبةَ لهم. |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [يوسف: 109]
أرسل الله رسُلًا من أهل الحَضَر؛ لأن القُرى أوسع في المدعوِّين، وأعظم تأثيرًا في غيرها، وأجمع لموارد العلم ومصادره، وقد بُعث صفوةُ الرسُل في أمِّ القرى. تبصَّر السبيلَ الذي سلكه الأقوامُ من قبلك، فأيُّ طريقٍ أفضى إلى هلاكِ أصحابه فلا تَرِده، فالعاقل من اعتبرَ بما جرى لغيره، والجاهل من لا يعتبرُ إلا بنفسه. يا بشرى المتَّقين بالمستقبل المشرقِ الذي ينتظرُهم في الدار الآخرة! أحوال الأمم السالفة، وما أعدَّه اللهُ للأبرار في الآخرة، كلاهما مما يَبعثُ الناسَ على استعمالِ عقولهم، والتفكيرِ في مآلهم. |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [الرعد: 32]
يُستدرَج الظالمون إلى العذاب بالإملاءِ لهم، وهم يظنون ذلك حُبًّا فيهم وإهانةً لغيرهم! ألا ساء ما يظنون! في إمهالِ المستهزئين بالرسُل عبرةٌ للمستعجلين عقوبةَ الظالمين، فالاستهزاءُ بالرسل ذنبٌ عظيم، ومع ذلك لم يُعاجَل أهلُه بالعقوبة من أول الأمر. ﴿فكيف كان عقاب؟﴾ سؤالٌ لا يحتاجُ إلى جواب، بل هو تحذيرٌ للسائرين على مِنوالِ المعاقَبين. |
﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [النحل: 123]
من أشرف النعم التي أُوتيَها خليلُ الرحمن عليه السلام اتِّباعُ رسول الله محمَّد ﷺ لملَّته، بحيث يبقى هديُه إلى آخر الدهر. كن أسوةً حسنة بين الناس في أقوالك وأفعالك وأحوالك، فما أعظمَ الأجرَ لمَن سار الناسُ على مثاله، ونسجوا في الخير على مِنواله! |
﴿ذَٰلِكَ مِمَّآ أَوۡحَىٰٓ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومٗا مَّدۡحُورًا ﴾ [الإسراء: 39]
شريعة الله أوامرُها ونواهيها مبنيَّةٌ على الحكمة، فما أعظمَها من شريعة! التوحيد رأسُ كلِّ حكمة ومِلاكها، ومَن عدِمَه لم تنفعه حِكمُه ولا علومُه، وإن بذَّ فيها الحكماء، وحكَّ برأسه السماء، وما أغنت عن الفلاسفة أسفارُ الحِكم، إن كانوا عن دين الله أضلَّ من النَّعَم. من تكبَّر على دين الله تعالى سيُلقى في جهنَّم إلقاءَ الحطب في اللهب، لا قيمةَ له ولا كرامة. ألا ما أشدَّ ما يَلقى المشركُ يوم القيامة! إنه يُرمى في جهنم والملامةُ تعذِّبُه، والخلودُ في الجحيم ينتظره. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡيِۚ وَلَا يَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 45]
ما أعظمَ أن يكون الإنذار بالوحي السماوي! فإنه أبلغ الإنذار وأحسنه، وأخلصه وأصوبه. إن لم ينفع سماعُ الحقِّ صاحبَه في التمسك بالخير الذي يؤمر به، والتحرُّز عن الحرام الذي يُنهى عنه؛ فأي معنًى لسماعه؟ |
﴿قُلۡ إِنَّمَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 108]
التوحيد هو الرحمةُ التي تنقذ البشرية من أوهام الجاهلية والخرافة، ومن رحمته كذلك أن يكفُل للإنسان ألا ينحني إلا لله الواحد. |
﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]
لا تكون تلاوةُ القرآن الحقَّة إلا باتِّباع ما فيه، وتدبُّر معانيه، وإقامة أحكامه، وتصديق أخباره. الصلاة تعني أن ترحلَ عن خطاياك إلى الله؛ لتَخرجَ من درَكات العادة إلى درجات العبادة، وليتغيَّر طعم المنكر في قلبك فلا تجد له لذَّة، فالصلاةَ الصلاة؛ فإنها تصنعك. مَن لم تستمرَّ صَلاتُه في نهيه عن الفحشاء والمنكر فليراجع صلاته. بالصلاة تَدفع المكروهَ من الفحشاء والمنكر، وبها تحصِّل المحبوب. ذِكرُ الله سبحانه أكبر من أن يبقى معه فاحشةٌ ومنكر، بل إذا تمَّ الذكر محَقَ كلَّ خطيئة ومعصية. عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: (ما عملَ آدميٌّ عملًا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله)، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: (ولا؛ إلا أن يضربَ بسيفه حتى ينقطع؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿ولذكرُ الله أكبر﴾ ). لازمِ العمل كما يلازم الصانع صنعته، وأقِم الذكر حتى يصير لك طبعًا صحيحا، ومقصودًا صريحا. |
﴿وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 2]
وحيُ الخبير سبحانه أولى بالعبد أن يتَّبعَ ما فيه؛ حرصًا على مصلحته، وأن يحذرَ مخالفته؛ خشيةً ممَّن يعلم خفايا النفوس، ودوافع أعمالها. |
﴿وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ هُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِيرُۢ بَصِيرٞ ﴾ [فاطر: 31]
القرآن الكريم هو الحقُّ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه. إن هذا القرآن مصدِّقٌ لما في الكتب السابقة من الحقِّ، وموافقٌ لها فيما جاءت به من عند الله، فمَن كان مؤمنًا بتلك الكتب حقًّا فيلزمه الإيمانُ بهذا الكتاب العظيم. إن القرآن الكريم هو الحقُّ، وما فيه هو الحق؛ لأنه نزل من عند الله الخبير بعباده، العليم بمصالحهم. |
﴿إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ﴾ [ص: 70]
على المُعرضين عن النبأ العظيم أن يتدبَّروا بيانه المُبين عن صدقه بما أخبر به عن المغيَّبات؛ فإنما هو وحيٌ من الله فيه النِّذارة لهم، فليتعقَّلوا وليرجِعوا عن غَيِّهم وإعراضهم. لمَّا كان القرآن يهدي للتي هي أحسن من السبُل الموصلة إلى الفلاح، كان نبأ عظيمًا جديرًا بالاهتمام، ولكن ما أقلَّ المقبلين عليه والمنتفعين به! |
﴿وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ﴾ [الزمر: 55]
تحذيرٌ بعد تحذير، وإنذارٌ بعد إنذار، فهل لك أيُّها المسلم من عُذرٍ بترك امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه؟ اتباع الوحي سبيلُ النجاة والفلاح، فمَن ضرب بعِظاته وهديه عُرضَ الحائط أتاه العذابُ فجأةً من غير إنذار ولا تنبيه. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6]
التواضع يرفعُك عند الله، ويقرِّبك من عباد الله، أوَليس لك قُدوة في رسول الله؟ لقد علَّمه ربُّه التواضعَ، ورفعه به مكانًا عليًّا، فما أحسنَ حالَ الداعية حين يتواضع في ردِّه على المخالفين، ويخاطبهم بمنطق الفطرة، ويبيِّن لهم الحقَّ المبين. الاستقامة على أمر الله لا تكــون إلا بنقــاء التوحيـد وإخلاص العبادة، ثمَّ الاستغفار لما قد يشوب العملَ من قصور، وما يصيب صاحبَه من فتور. عن قَتادة قال: (كان يُقال: الزكاة قنطرةُ الإسلام، مَن قطعها واجتازها فقد برئ ونجا، ومَن لم يقطعها فقد خسر وهلَك). مَن أيقن بزوال الدنيا وفنائها، وخلود الآخرة وبقائها، لم يمنع حقًّا أوجبه الله عليه، بل جعل من أدائه له طُهرةً لنفسه، ونماءً لإيمانه وإخلاصه. |
﴿كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [الشورى: 3]
شتَّان بين وحي الله الكامل في عزَّته، والكامل في علمه وحكمته، وبين قوانين البشر الموضوعة بعقولهم القاصرة، وقدراتهم الناقصة. إنه وحيُ السماء لأهل الأرض، قد بلغ الغايةَ في الكمال، والحكمة والجلال، فاستمسِك بهُداه، ودعك ممَّا سواه. |
﴿۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ ﴾ [الشورى: 51]
لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، يوحي من أمره ما شاء وكيف شاء، والعاقل مَن آمن بالوحي وعمل به، من غير أن يُجادلَ فيه أو يُماحك. إن العليَّ بذاته وأسمائه وصفاته لا يوحي لعباده إلا ما فيه سموُّهم وعلوُّهم، وإن الحكيم لا يشرِّع لخلقه إلا ما فيه نفعُهم وربحهم. |
﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الشورى: 52]
القرآن رُوحٌ من أمر الله يحيي به القلوب، ونورٌ يضيء به الأرواحَ والدروب، فهنيئًا لمَن عَمَرَ فؤادَه بالقرآن، واشتغل عُمُرَه بهدي الفرقان. المتَّبع للكتاب والسنَّة تراه قد كُسيَ من الرَّوحِ والنور، ومن الجلال والوقار ما حُرمه غيرُه، فلنَحرِص على أن نكونَ منهم. قد تزِلُّ القدم بعد ثبوتها، ويعتري الفطرةَ الزيغُ والضلال، فلا بدَّ لها من مرشد ناصح، وليس ككلام الله وسنَّة رسوله مرشدٌ هاد. لا تُغني الكتبُ عن الرسُل والدعاة إليها، المبصِّرين بهديها والناشرين لطيبها، فجزى الله عنَّا نبيَّنا محمَّدًا ﷺ خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمَّته. |
﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ﴾ [النجم: 4]
مَن أطاعَ هواه، أضاعَ هُداه، فإمَّا اتِّباعُ الهدى، وإمَّا السقوطُ في الرَّدى. ما القرآنُ والسنَّة إلا وحيُ السماء لأهل الأرض؛ فيا لضلال مَن حادَ عنهما؛ اغترارًا بعقله وهوى نفسه! |
﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ ﴾ [النجم: 10]
لا تتحقَّق رفعةُ العبد إلا بكمال عبوديَّته لربِّه. مهما ارتقيتَ في سُلَّم النجاح، وترقَّيتَ في مراتب الفلاح؛ فتذكَّر أنك لا تزال لله عبدًا. |
﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ ﴾ [النجم: 11]
تأمَّل كلَّ ما حولك بعينَي قلبك لا رأسك، فإذا ما واطأَ القلبُ العينَ بلغتَ مرتبةَ اليقين، ويا لها من مرتبة! |
﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ﴾ [الجن: 1]
لنتأمَّل حالَ الجنِّ بعد إصغائهم إلى آيات القرآن، كيف امتلأت نفوسُهم بمعاني الإعجاب والتعظيم، لهذا البيان المحكَم الكريم، أوَ لسنا أولى بهذا منهم؟ ما أحرانا أن نجتهدَ وننشطَ في تبليغ القرآن وإسماعه للعالمين؛ لعلَّ الله يُجري الخيرَ على أيدينا ويجعلنا سببًا لهداية الناس بكلامه المبين. مَن لم يهدِه القرآنُ للحقِّ والتوحيد الخالص، فلن تنفعَه آلافُ كتب الجدل والفلسفة والمنطق، فاستمسك بالقرآن تُفلح. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الاعتبار بالأمم السابقة الصابئة العمل الصالح مخاطبة الناس بما يفهمونه أصحاب السفينة شديد العذاب وجوب الحكم بما أنزل الله دعاء غير الله شرك لباقة القول شديد المِحال
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب