قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن أفضل دين في العالم في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112]
إذا أسلمتَ وجهك لله بالإخلاص، وأحسنتَ في عملك متَّبعًا رسول الله ﷺ، فأبشِر بالجزاء الوافر والحياة الطيِّبة. الأجر المضمون لا يضيع عند الله، والأمن الموفور لا يساورُه خوف، والسرور الفائض لا يمسُّه حزَن. تلك هي القاعدة العامَّة التي يستوي فيها الناس جميعًا، ﴿ولا يظلم ربُّك أحدا﴾ . |
﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213]
النجاة من الخلاف والخصام والبغضــاء، هدايــةٌ وتوفيــق واصطفـاء، وفضلٌ من خالق الأرض والسماء. لن تستقيمَ الحياة ويعُمَّ السلام ويُقطَعَ دابرُ الشِّقاق إلَّا بتحكيم الحقِّ الذي جاءت به الشَّرائع في كلِّ ما يختلف فيه الناس. لا يختلف اثنان على الحقِّ الواضح الجليِّ في كتاب الله تعالى إلا وفي نفسَيهما أو أحدهما بغيٌ وهوًى. إذا رُمتَ الهدايةَ إلى الصِّراط المستقيم، والنجاةَ من سبُل أهل الضلالة أجمعين، فتمسَّك بحبل الإيمان، واطلب الهُدى من الكريم المنَّان. |
﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19]
لا دينَ يقبله الله إلا الإسلام، ولا إسلامَ بغير استسلامٍ لله تعالى وطاعةٍ لرسوله، واتِّباعٍ لمنهجه، وتحكيمٍ لكتابه في كلِّ أمور الحياة. الإسلام دينُ أنبياء الله ورسُله جميعًا من أوَّلهم إلى آخرهم، لم يكن للبشر قطُّ دينٌ غيرُه. يا حسرةً على مَن جاءه العلمُ فلم يزدَد بالعلم إلا بغيًا وضلالا، ولم يكن العلمُ إلا حُجَّةً عليه ووَبالا. مرتَعُ البغي وَخيم، وجزاء صاحبه معجَّلٌ أليم. |
﴿أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83]
مَن ابتغى سعادتَه وصلاحَ حاله رجع إلى منهج الله في ذات نفسِه، ونظام حياته، ومنهج مجتمعه، ليتناسقَ مع نظام الكون كلِّه. كلٌّ راجعٌ إلى الله، أمَّا المؤمن فيستسلم بقلبه وقالَبه لله، فيعود إليه فائزًا، وأمَّا الكافر فيستسلم له تحت الكُره والسلطان، فيعود إليه خاسرًا. على العبد أن يحذرَ كلَّ الحذر من الرجوع إلى ربِّه على غير ملَّة الإسلام التي ارتضاها تعالى دينًا واحدًا لعباده. |
﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]
إن مجرَّد الإعراض عن دين الإسلام وطلب غيره يُعدُّ خسرانًا مبينًا، فما الظنُّ بحال مَن اطمأنَّ إلى دينٍ سواه وتديَّن به، والعياذ بالله؟! يدعو الإسلام الناس إلى التوحيد الذي بعثت به جميع الرسل، فلو آمن أهل الكتاب بأنبيائهم حقًّا لاتبعوا محمدًا ﷺ. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]
تقوى الله حقُّ التقوى: أن يُطاعَ فلا يُعصى، ويُذكرَ فلا يُنسى، ويُشكرَ فلا يُكفر. على العبد أن يبقى في ارتقاءٍ دائم للمعالي، واجتهادٍ مستمرٍّ في تحقيق التقوى، حتى يأتيَه الموت، فإن العِبرةَ بالخواتيم. |
﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا ﴾ [النساء: 125]
توجَّه إلى الله بكُليَّتك، واجعل له وحدَه عبادتَك، وأحسن في عبادته، وأحسن إلى عباده، تكُن أحسنَ الناس دينًا. إنك لو عرضتَ الإسلامَ على أكمل العقول لاستحسنَته، أو على أطهر الفِطَر لاستطابَته، فما بلغ حُسنَه دينٌ ولا كمالَه شرع، فكيف يقبل الله دينًا سواه؟ بلغ إبراهيمُ عليه السلام بصالح عمله وإخلاصه القُربى من الله، وارتقى إلى أعلى مقاماتها، فإن كانت نفسُك تهفو إلى المنازل العليا، فبهُدى إمام الحنفاء اقتَدِه. |
﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [المائدة: 3]
ما من عاقلٍ إلا ويُدرك أن الحكيم تعالى لا يأمرُ بغير الحكمة، وإن قصَّر عِلمُه عن إدراكها، ويزيدُه يقينًا ما تُبديه الأيام من حِكَم التشريع تحريمًا وتحليلًا. النيَّة ميزانٌ يُعرَف به صلاحُ الأعمال من فسادها، وصحَّتُها من بُطلانها، فمَن ذبحَ لغير الله كان حرامًا ولو ذَكر اسمَ الله عليه. مَن استقسمَ بالأزلام، للإقدام أو الإحجام، فقد جَنى على دينه ودنياه وعقلِه، ولا شفاءَ له إلا الفِرارُ إلى التوحيد الخالص. الإسلام كالشمس؛ لا يستطيع عُشاقُ ظلام الكفر حجبَها عن العالَم، غيرَ أنهم قد يُكدِّرون الأجواءَ حتى لا يراها بعضُ الناس على صفائها ونقائها، ولكن أنّى للقَتَر البقاءُ في الآفاق؟! هـــذا الإسـلامُ بكمــاله وتمامه، فأيُّ يدٍ إليه بالإبطال تمتد؟ وأيُّ قوةٍ بشرية قادرةٌ على إطفاء نورٍ أضاءه الواحدُ الأحد، وأيُّ عاقلٍ يرفض دينًا رضيَه اللهُ إلى أبدِ الأبد؟! الإسلام أعظمُ نعمة، فالواجب شكرُهـــا، والعملُ بمحتواها، فمَـن كفرَها ورفضَها فقد استنزلَ أعظمَ نقمة، واستبدلها بأعظمِ نعمة. امتدَّ ثوبُ الكمال والتمام على هذا الدين فلم يبقَ فيه خَرقٌ أو نَقص، فمَن نظر فيه يبغي قُصورَه رجع بصرُه خاسئًا وهو حسير. إكمال الدين، وإتمامُ النعمة، ورضا الله به لعباده؛ كلماتٌ توجب شكرَ الله وتعظيمَه على هذا الإكرام، والقيامَ بما جاء به دينُ الإسلام. قد رضيَ الله تعالى للناس خيرَ دينٍ وأكملَه، فما حُجةُ مَن يرفضه ويختار غيرَه؟ |
﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14]
أيُّ عاقلٍ يدعُ خالقَـه الغنيَّ الجليل، ذا القدرة الباهـــرة التي شهـدت لها سماواتُه وأرضُه وينصرفُ إلى مخلوقٍ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًا، راجيًا وَلايتَه، وطالبًا نصرتَه؟! لا تُطمِـع الكافرين أن يستغلُّـوا ما وهبـك الله من لطف، وما أمرَك به دينُك من رحمةٍ ولينٍ وعطف، فيستميلوك إليهم. إعلان الانتماءِ الكامل للتوحيد والموحِّدين، والبراءةِ التامَّة من الشرك والمشركين، عنوانٌ صريح يقطع أطماعَ الكافرين. |
﴿وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبٗا وَلَهۡوٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦٓ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلٖ لَّا يُؤۡخَذۡ مِنۡهَآۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أُبۡسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْۖ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ ﴾ [الأنعام: 70]
دين الإسلام حقيقٌ بالتوقير، حريٌّ بالتقدير، فلا مكانَ فيه للَّهو واللعب فيما جاء به. العاقل هو من جعلَ همَّه ما يكتسبُه من الخيرات في الدنيا، لا مجرَّدَ الحياةِ فيها. إن اغترَّ الإنسان بما يعود عليه وَبالًا في أُخراه، فليعلم أنه قد خدعَته دنياه. مَن تدبَّر القرآنَ وعمل به لم يأسِره الاغترارُ بالحياة وزينتها، ولم تَفُته مراكبُ النجاةِ من مُهلكاتها. مَن اتخذ دينَه لهوًا ولعبًا نال المؤاخذةَ الأليمة، والفضيحةَ الجسيمة، والحبسَ عن الخير، والارتهانَ بالذنوب. لا عاقلَ يقبل بمكسَب دنيويٍّ مهما عظُم، إن كانت عاقبتُه تجرُّعَ الحميم، ومعاناةَ العذاب الأليم. |
﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]
مَن انشرح صدرُه للإسلام، واستنار بنور الهُدى والإيمان، وأحبَّ الخير وأقبل عليه، فقد منَّ الله عليه بالتوفيق، وسلوكِ أقوم طريق. إذا ما ضاق صدرُ المرء عن قَبول الوحي، قبَض الله صدرَه عن فعل الخير، حتى لكأنه من ضِيقه يُكلَّفُ الصُّعودَ في طبقات السماء، فضِيقٌ بضِيق، والجزاءُ من جنس العمل. إنما يتفضَّل اللهُ بالتوفيق على مَن يعلم أنه يصلُح له، فسَلهُ تعالى أن يجعلَك له أهلًا. حين تخلو القلوبُ من الإيمان، تصيرُ مأوًى لكلِّ فساد وطغيان، فتَرِدُ عليها ذنوبٌ إثرَ ذنوب؛ عقوبةً من الله تعالى. |
﴿قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 161]
مَن أراد سلوكَ الصِّراطِ المستقيم فليتَّبع مَن هُدِيَ إليه، فإن وجد نفسَه على غير ذلك الأثر فقد حادَ عن الجادَّة. مَن عمل بالإسلام كما جاء به رسولُ الله ﷺ فهو من أهل الصِّراط المستقيم، والدين الحقِّ القويم، الذي به استقامةُ حياته، وصلاحُ آخرته. دين الإسلام دينٌ قائمٌ بمصالح الدنيا والآخرة، فما لعبدٍ عنه من غِنًى. للهِ ما أعظمَ مكانةَ إبراهيمَ عليه السلام! لقد أجمعَت الأممُ على فضل إمامته، وحُسن هَديه، وكلُّ الأمم تَدَّعي بدينه وصلًا. |
﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]
دلِّل على حُبِّك لله تعالى بصدقك في صَلاتك وصِلاتك، وإخلاصك في عبادتِك وأنساكك، وسائر أقوالك وأفعالك. الإسلام استسلامٌ كاملٌ في الباطن والظاهر، فلا يستبقي في نفس الإنسان ولا حياته بقيَّةً لا يعبِّدُها لله، ولا يوظِّفُها في مرضاته. |
﴿إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [النمل: 91]
عبادة الله تعالى وحده هي أمرُه لعباده، وحقُّه عليهم، فقد أمر بها الأنبياء وكلَّفهم تبليغَها مَن أُرسلوا إليهم. تشريف الله تعالى لمكانٍ ما يدعو أهله إلى شكر الله على نعمته، واتباع أمره ونهيه، والاستجابة لمَن دعاهم إلى طاعته. ما أعظم ملة الإسلام بأن جعل الله تعالى خير خلقه رسوله محمدًا ﷺ على هذه الملة، ومنتظمًا في عقدها النفيس! |
﴿إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 35]
من دلائل الإقبال على الإيمان والإسلام الطاعةُ الناشئة عن رضا داخليٍّ وقناعة قلبيَّة. منزلة العبد من الإيمان هي منزلتُه من الصدق، فمَن ترقَّى جميع درجات الصدق فقد استكمل الإيمان. بالصبر يستعين المرء على تحقيق شرائع الإسلام الظاهر، وأعمال الإيمان الباطنة؛ إذ لا تُبلغ الأمورُ الكبار إلا على طريق المصابرة. تعاهَد قلبَك وجوارحك، فإن وجدت فيها هيبة وإجلالًا لله تعالى، ووقوفًا عند حدوده، فذلك من مبشرات المغفرة والأجر العظيم. ذِكر الله معينٌ على الصدق والصبر والخشوع والبذل والصوم، فمَن كان مكثرًا من ذكر ربِّه في لسانه وقلبه سهُل عليه أداء تلك العبادات. لولا مغفرةُ الله سبحانه لعباده لنقَصَ تقصيرُهم وتفريطهم من أجورهم، ولكنه تعالى، تفضُّلًا منه، يعفو عن الهفوات والزلَّات، ثم يُتبع عفوَه هذا بالأجر العظيم. |
﴿قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ ﴾ [الزمر: 11]
أصل دعَوات الأنبياء جميعًا الدعوةُ إلى التوحيد الخالص من شوائب الشِّرك الظاهر والخفِيِّ، بصدق التوجُّه إلى الله وحدَه، فويلٌ لمَن لم يخلص العمل لله. |
﴿وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [الزمر: 12]
إحراز قصَب السَّبق في الدين إنما يكون بالإخلاص فيه، وإخلاصُه ﷺ أتمُّ من إخلاص كلِّ مخلص، فأين المتأسُّون بسيِّد الأوَّلين والآخرين؟ من أعظم أساليب التربية: التربيةُ بالقدوة، وقد كان رسولنا ﷺ قدوةً في كلِّ شيء، في إقباله على ربِّه بصدق العمل، ومسارعته في المبرَّات والطاعات. |
﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴾ [الزمر: 22]
إن وجدتَّ في قلبك إقبالًا على الله، وحبًّا لدينه وشريعته، ورضًا بقضائه وقدَره، فأنت على نور من ربِّك، فهنيئًا لك. قال مالكُ بن دينار: (ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظمَ من قسوة قلب، وما غضب الله عزَّ وجلَّ على قوم إلا نزعَ منهم الرحمة). |
﴿۞ قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [غافر: 66]
لقد جاءنا من البيِّنات الجليَّات، ومن الأدلَّة القاطعات، على وَحدانيَّة الله تعالى وجميل صفاته ما لا يملك العاقلُ معها إلا الخضوعَ لجلاله وعظيم سلطانه. القائد أولى الناس بالتزام الحقِّ واجتناب الباطل، وكذلك كان نبيُّنا ﷺ؛ ﴿قُل إنِّي أُمِرتُ أن أعبُدَ اللهَ مُخلِصًا لَهُ الدِّينَ * وأُمِرتُ لِأن أكُونَ أوَّلَ المُسلِمِين﴾ . كما كان رسولُ الله ﷺ لمَن خلفه من المسلمين خيرَ أُسوة، في إخلاص العبادة وصدق الاستقامة، على العلماء والدعاة أن يكونوا لمَن خلفهم قدوةً وأسوة. |
﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]
هذه الآيةُ وسام شرفٍ على صدور الدعاة الصادقين، والعلماء العاملين، فليس أحدٌ أحسنَ قولًا، ولا أكرم عند الله منزلةً منهم. (لا إله إلا الله) هي أصل الدعوة إلى الله، وأصل قَبول العمل الصالح عنده، وبها يُبرهِن المرء على أنه من المسلمين، فما أحسنَها من قول! وما أعظمَها من وسيلة لنيل الرِّضوان! |
﴿۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13]
لن تجتمعَ كلمة المؤمنين حتى يجتمعوا على دين الله الواحد، فهو الكفيل بانتفاء الخلاف والشِّقاق فيما بينهم، وبثِّ السلام والوئام. إقامة الدين إنما تكون برفع أركانه، وإرساخ بنيانه، وحفظه من أن يَقَعَ فيه زيغٌ أو انحراف، فهنيئًا لمَن أقامه. شرُّ التفرُّق التفرُّقُ في الدين، فهو سبب الهلاك والبلاء، وعاقبته الخسارة والفناء، فلنكن في الحقِّ يدًا واحدة. سُنن الله في خلقه لا تزول ولا تحول؛ فمَن تقرَّب إليه بالطاعة زاده منه قربًا، ووفَّقه للثبات، ومنَّ عليه بحُسن الختام. |
﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18]
وضع الله المنهاجَ الذي اختاره لعباده، فأنزل أحكامه على رسوله ﷺ، لتَصلُح به حياة العباد، ويَسعَدوا به يوم المعاد، فيا فوز مَن اتَّبع ما اختاره الله له، ويا خسارة مَن أعرض عن ذلك. لا يمكن للمرء أن يَحصُلَ على الهداية إن كان بعيدًا عن الطريق الذي ارتضاه الله عزَّ وجلَّ، فأيُّ انحراف عنها فيه مَهلكة وشقاء. هناك طريقان؛ طريقُ الهدى، وطريق الهوى، فمَن حادَ عن شريعة ربِّه هلك في دروب الهوى والشهوات. مَن خالف الشريعةَ فقد انسلخ من كلِّ علم ومعرفة، فإن اتِّباع الهوى دليلٌ على جهل الإنسان بالمَقصِد الذي خُلق من أجله. |
﴿إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 19]
أصحاب الأهواء لا يملكون نفعًا ولا ضُرًّا، وهم أضعفُ وأعجز من مواجهة الله الآمر بهذه الشريعة، فاجنَح إلى القويِّ، ودع عنك الأراذل. مهما تحالفَ هؤلاء الظالمون وتوالَوا وتآلفوا للصدِّ عن دين الله فلن يستطيعوا فِعلَ ذلك؛ فقد خذلهم الله تعالى وأحاط بمكائدهم. |
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾ [الصف: 9]
لقد أنجز الله عزَّ وجلَّ وعدَه؛ إذ لم يبقَ دينٌ من الأديانِ إلا وهو مغلوبٌ بدين الإسلام. تبقى قلوبُ المؤمنين الواثقين بوعد الله مطمئنَّه، مهما طال ليلُ الأمَّه، وازدادتِ المِحَن والغُمَّه. كيدوا أيها الكفَّارُ ما شئتم أن تكيدوا، أمَّا نحن فيقينُنا بما جاءنا عن رسولنا ﷺ لا يَشوبُه شكٌّ: «ليَبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليلُ والنهار، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ وأهلَه، وذلًّا يذلُّ اللهُ به الكفرَ». |
﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا ﴾ [الجن: 14]
من رغب في الشيء واجتهد في طلبه وُفِّق إليه؛ فاحرِص أن تجعلَ همَّتك في طلب الهُدى والحقِّ؛ لتفوزَ بهما، وتنعَمَ ببركتهما. ما جار امرؤٌ ومال عن الحقِّ إلا بمَحض اختياره، فأحسِن القصدَ تبلُغ المأمول، وخيرُ ما يُحرَص عليه رضا الله واتِّباعُ شرعه. |
﴿وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]
إقامة الحُجَج الساطعات، والبيِّنات الواضحات، يقتضي الاجتماعَ على الحقِّ لا التفرُّق فيه، ولكن ﴿وما تفرَّقوا إلَّا من بعدِ ما جاءَهُم العلمُ بَغيًا بينهُم﴾ . أيها المؤمنون، احذروا سلوكَ سبيل الكفَّار من أهل الكتاب؛ من الاختلاف والتفرُّق على ما أُرسل إليهم من بيِّنات، فإنَّ عاقبة الاختلاف شرٌّ مُستطير. |
﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]
هذه هي زُبدة الدَّعَوات، وغاية الشَّرائع والرسالات؛ إفرادُ الله وحدَه بالعبادات، والإخلاصُ له في الطَّاعات، فيا فوزَ من عرَف فلزِم. لا أَقْوَمَ من شريعة الله تعالى؛ فهي صراطُ الله المستقيم، وحبله القويُّ المتين، مَن تمسَّك بها هُدي وأفلح، ومَن أعرض عنها شَقي وهلك. إن أردتَّ بلوغَ التوحيد الخالص فاستقِم كما أُمرت؛ بإقامة الصَّلاة المكتوبة، وأداء الزكاة المفروضة، واجتناب الرِّياء والنفاق. |
﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ﴾ [النصر: 1]
ما أعظمَه من نصرٍ لنبيِّنا ﷺ بفضل الملك العظيم، وإن كلَّ من اتَّبع هَديه وصبر على الحقِّ وجاهد في سبيله، إنَّ الله ناصرُه نصرًا دونه كلُّ نصر. لمَّا أخلصوا في دعوتهم لله، ولم يكن لهم من غرَضٍ سوى إعلاء راية الله، جاءهم النصرُ من الله كفَلق الصُّبح، يُبهج قلوبهُم، ويُسعد أفئدتهم. |
﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ﴾ [النصر: 2]
تعبيد الناس لربِّهم ودعوتهم إلى الهداية هما الهدفُ الأسمى الذي ينبغي أن يحيا له المسلم؛ «لأَنْ يهديَ الله بكَ رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم». ما أحسنَ أن يقطِفَ المرء ثمرةَ جهاده وصبره، وذلك من تمام فضل الله على أوليائه، اللهم اجعلنا منهم؛ ﴿قُل بفَضْلِ اللهِ وبِرَحمَتِهِ فبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هو خَيرٌ ممَّا يجمَعُون﴾ . فلتطمئنَّ قلوبُ المؤمنين، فما بعد الضِّيق إلا الفرَج، وما بعد العُسر إلا اليُسر، وما بعد الاضطهاد إلا النصرُ العظيم، ولنا في سيرة سلفنا خيرُ مثال. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
اسم الله الوارث الهجرة الذبذبات الصوتية عدم إذاعة الأخبار عروج الملائكة الرد بالمثل الحق العدالة بلوى الموت يوم القيامة اليوم الآخر
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب