قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن مكانة النبي في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 31]
كلُّ طريقٍ سوى طريقه ﷺ مسدود، وكلُّ عملٍ سوى ما سنَّه مردود.
بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه.
بمتابعة النبيِّ ﷺ يحصُل المرء على أجلِّ مرغوب، وأعظم محبوب، وهو الفوز بمحبَّة الله جلَّ وعلا، مع مغفرة الآثام والذنوب، فيا لها من غنيمة!
سورة: آل عمران - آية: 31  - جزء: 3 - صفحة: 54
﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32]
ليس الشأن أن تحبَّ الله ادِّعاءً، ولكنَّ الشأن أن يحبَّك الله حقًّا، فاتَّبع رسولَ الله ﷺ لتصدُقَ في محبَّتك لله، فيحبَّك الله ويرضى عنك.
التولِّي عن طاعة الله وطاعة رسوله؛ رغبةً عنها، وإعراضًا عن التزامها، يَؤولُ بصاحبه إلى الكفر، والعياذ بالله.
سورة: آل عمران - آية: 32  - جزء: 3 - صفحة: 54
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ﴾ [النساء: 65]
لا دخولَ إلى رحاب الإيمان إلا من باب اقتفاء أثرِ الرسول ﷺ، وتحكيم سُنَّته المطهَّرة، والقَبولِ بما تُمليه والرضا به، وما سواها من طرُقٍ فمسدودة.
مَن أنشأ أقوالًا بحسَب فهمه وتأويله، لم يجب اتِّباعُها حتى تُعرَضَ على السنَّة، فإن شهدَت لها قُبِلت، وإن خالفتها طُرِحَت.
القلب السليم هو الذي يقدِّم الأمر النبويَّ على كلِّ رأي أيًا كان صاحبُه.
سورة: النساء - آية: 65  - جزء: 5 - صفحة: 88
﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا ﴾ [النساء: 80]
اسم الجلالة يربِّي في النفس المهابة، واستحضارُه عند الحديث عن الطاعة يرغِّب بها، ويحذِّر من مخالفتها.
مهمَّة الرسُل وأتباعهم بَذرُ حَبِّ الهداية في قلوب الناس، وليس عليهم قطفُ ثمارها، فأيُّ أرض أبَت ذلك البَذرَ فحسابُها على بارئها.
سورة: النساء - آية: 80  - جزء: 5 - صفحة: 91
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ وَرَحۡمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيۡءٖۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 113]
سَلِ الله تعالى مقلِّبَ القلوب أن يثبِّتَ قلبك على دينه؛ فإنك ما اهتديتَ إلى الحقِّ إلا بفضله عليك، فلا تأمن على نفسك الحَوْرَ بعد الكَوْر، والضلال بعد الهُدى.
إضلال المرء غيرَه عائدٌ على نفسه؛ إذ لا يمكن أن يَضُرَّ مَن هدى الله ممَّن اعتصم بالله تعالى ووحيه، مهما اجتهد في إضلاله وإغوائه.
اعتصِم بالكتاب والسنَّة حقَّ الاعتصام تَنجُ من كلِّ ضلال؛ فإن القرآن والسنَّة أصلُ الهداية.
لكلِّ مُتباهٍ بعلمه، مُتعالٍ بفهمه، متكبِّرٍ على بني جنسه: اعلم أن كلَّ ما لديك، إنما هو من فضل الله عليك، فبماذا تفخَر؟ وعلامَ تزهو وتبطَر؟!
سورة: النساء - آية: 113  - جزء: 5 - صفحة: 96
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 41]
على داعي الحقِّ أن يحرِصَ على تبليغه، ولا يحزنَ على مَن لم يستجب له، فما عليه سوى التبليغ، أما الاستجابةُ فبيد الله وحدَه.
أهل الزيغ والضلال لا يسارعون إلى الكفر؛ بل هم متوغِّلون فيه ومتلبِّسون به، ويتنافسون في الهبوط إلى درَكاته حتى يبلغوا قَعرَه.
أقوال اللسان لا تعبِّر دائمًا عما في الفؤاد مما عليه مدارُ الأحكام، فإن الإيمان لا يكون حقًّا إلا إذا أقرَّ به الجَنان، وصدَّقته الأعمال.
مَن استطاب رَضاعَ الباطل عسُر فِطامُه، فإن جاءه الحقُّ ردَّه أو حرَّفه عن مواضعه؛ لأنه لم يذُق لَذاته، ولا وجد فيه قضاءَ شهواته.
لما كانت الألفاظ إنما تُراد لمعانٍ معلومة، كان تحريفُها بتأويل معانيها على غير مُراد الله منها صِنوَ تحريفها بتغيير ألفاظها التي أُنزلت عليها.
خطر المحرِّفين للنصوص أشدُّ من خطر مكذِّبيها؛ لأن المكذِّب واضحُ الضلال، أما المحرِّفُ فقد كسا ضلالَه بلباس حقٍّ لكي يُقبَل.
حين يغلِب ظلامُ الهوى نورَ البصيرة يصبح الحقُّ هو ما وافق الهوى، والباطلُ ما خالفه.
كيف لك أن تهديَ مَن لا يقبلُ من الحقِّ إلا ما يعجبُه، ولا يجلس إلا حيثُ يسمع ما يوافق هواه، فإن كان الحقُّ يخالفه كان أبعدَ الناس عنه؟! عنوان طهارة القلب إقبالُه على كلام الشرع إقبالَ الظامئ على مَورِد الماء الزُّلال، وإصغاؤه لحديثه بكلِّ توقير وإجلال.
سورة: المائدة - آية: 41  - جزء: 6 - صفحة: 114
﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49]
ما أكثرَ ما يحتال الفاجرون على ذوي الاستقامة لإقناعهم بالحَيدة عن بعض الأحكام الشرعيَّة! وتلك هي الفتنةُ التي لا بدَّ فيها من الحذر.
سُلَّم التنازلات عن الثوابت لا تنتهي درجاتُه في مطالب المُبطلين، فتنازلُ صاحب الحقِّ عن بعض الحقِّ لا يُشبع نَهَمَ ذوي الأهواء، وإن البقاء على قمة الحقِّ خيرٌ من الاستيقاظ في سَفحه.
إذا كان عقابُ بعض الذنوب قد كفى لإهلاك العباد في الدنيا، فكيف يكون عقابُ جميعِها يوم القيامة؟ حين كان الحقُّ مُلجِمَ الشهوات، وفاطمَ النفس عن النزَوات، صار أهلُه قليلين، والخارجون عنه كثيرين، وفي هذا تسليةٌ للمؤمن عندما يرى ازدحامَ سبيل الباطل بالسالكين.
سورة: المائدة - آية: 49  - جزء: 6 - صفحة: 116
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 67]
العلم بدين الله نورٌ يضيء للناس الطريقَ المستقيم، وحاملُ هذا النور مأمورٌ بتبليغه، فإن كتمَه فإنه لم يبلِّغ رسالةَ ربِّه، وكفى بهذا ذمًّا.
لله في ثنايا التكاليف ألطافٌ تعين عليها، فانظر كيف أمر الله رسولَه بالصَّدع والبلاغ، والقومُ مبغِضون له معاندون، ثم كفَلَ له العصمةَ من الناس إن قام بالتكليف، وقد فعل.
فما أحرانا أن نتأسَّى بنبيِّنا في تبليغ رسالة ربِّنا، متَّكلين عليه وحدَه! يا داعيَ الحقِّ، ثِق بحُسن العاقبة إن كانت دعوتُك إليه خالصة، وعلى سبيله مستقيمة، فأنت في أمانه وكلاءته، وحفظه ورعايته، فاحفظ الله يحفَظك.
حسبُك أيها الداعية البلاغُ المبين، فمَن اهتدى فلنفسه، أمَّا الكافرون الذين لا قصدَ لهم إلا اتِّباعُ أهوائهم فإن الله لا يَهديهم ولا يوفِّقهم للخير؛ لإصرارهم على الكفر وعنادهم.
سورة: المائدة - آية: 67  - جزء: 6 - صفحة: 119
﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33]
يكفيك أيها الداعيةُ إلى الحقِّ أن الله يعلم أحزانَك من أجل دينه، وأشجانَك على مَن أعرضَ عنه، فهو مَن يأجرُك ويبارك عملَك.
يا داعيَ الحقِّ، إذا تكاثفَت في آفاقك أحزانُ الدعوة فاكشِفها بالاقتداء بخير الأنبياء، ففي سيرته سَلوى عند الشَّكوى، ونبراسٌ يشُقُّ بنوره ظلامَ البَلوى.
تكذيب الكافرين لما جاء به الصادقُ الأمين، مع إقرارهم في الباطن بصدقه المبين، يكشِفُ عن ظلمهم وجحودهم.
سورة: الأنعام - آية: 33  - جزء: 7 - صفحة: 131
﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ [الأنعام: 35]
جرت سنَّةُ الله بأن لا اجتماعَ على الهدى، فلو شاء اللهُ لما كان في الدنيا إلا المهتدون، ولكنَّه قدَّر بحكمته أن يكونَ فيها العاصون، ولدعاةِ الحقِّ في هذا عِبرةٌ عند ردِّ دعوتهم.
لم يكن رسولُ الله ﷺ ممَّن يجزعُ في مواطن الصبر، فتلك صفةٌ لا تليق إلا بالجاهلين، وما أبعدَ حالَه منهم! ينبغي للداعية أن يتعرَّف على سنن الله تعالى، وأن يحذر من الجهل بها، حتى لا يقع في الحرج ويكلِّف نفسه ما ليس له.
سورة: الأنعام - آية: 35  - جزء: 7 - صفحة: 131
﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكُواْۗ وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الأنعام: 107]
شرك المشركين واقع بمشيئة الله، فيا أهلَ الحقِّ طِيبوا نفسًا فإن الله منَّ عليكم بهدايته، وجعلكم من أهل كرامته.
إذا أدَّى الداعيةُ أمانةَ البلاغ المبين فلا يحزنُ بعد ذلك لإعراضِ المعرِضين.
سورة: الأنعام - آية: 107  - جزء: 7 - صفحة: 141
﴿كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 2]
القرآن العظيمُ كتابُ هدايةٍ ونور، وشفاءٍ لما في الصدور، فمَن كان مؤمنًا فلا ينبغي أن يشكَّ فيه، ولا يتحرَّجَ في إبلاغه والإنذارِ به.
كان الناسُ قبل نزول القرآنِ في حرج وعمًى، فلمَّا نزل القرآنُ ذهب ذلك عمَّن آمن، ولكنَّه باقٍ لدى مَن لم يؤمن به، ولم يتَّبع ما جاء فيه.
الإنذار والذكرى بالقرآن من غايات إنزاله؛ فالإنذار يُقبِلُ بالشاردين، والذكرى تنفع المؤمنين، حيث تذكِّرهم بالله وبدينه.
سورة: الأعراف - آية: 2  - جزء: 8 - صفحة: 151
﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188]
اعتراف العبد بعدمِ قدرته على ما ليس من حولِه ولا قوَّته هو من تمامِ عبوديَّته لربِّه.
قد يريد الإنسانُ أن يجلبَ لنفسه ما يظنُّه نفعًا، وهو عليه وَبال، كما يظنُّ أنه يدفعُ عن نفسه ما لا يحبُّ، وهو خيرٌ له لو كان يعلم.
إن كان رسولُ الله ﷺ لا يعلمُ الغيبَ القريب المتعلِّقَ بمصلحته، فكيف يُسأل عن الساعة التي هي غيبٌ بعيد متعلِّقٌ بشأن الخلق كلِّهم؟! لو صحَّ ادِّعاء مدَّعي الغيب أفكان يصيبُه ما يسوءُه، أو يفوته ما يسعى إليه؟!
سورة: الأعراف - آية: 188  - جزء: 9 - صفحة: 175
﴿عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]
تأدَّب في حديثك عن نبيِّك ﷺ، ألا ترى أن الله فاتحه ببِشارة العفو، وتعهَّده بحسن الموعظة، ولطف المراجعة.
مَن أراد العدالةَ في المعاملة، ومعرفةَ الأمور على ما هي عليه فليتأنَّ، ولا يغترَّ بظواهر الأحوال.
سورة: التوبة - آية: 43  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [يونس: 65]
أيها الداعيةُ، لا تُقِم وزنًا لِما يقوله المتهكمون، وقِفْ موقفَ العزمِ والثبات، فإن ضعيفَ الإيمان هو الذي ينصرفُ عن الدعوة بمجردِ تثبيطِ الناس له.
على داعي الحقِّ أن يوطِّن نفسَه على أن إحزانَ الناسِ له سينتظرُه في الطريق، فعليه أن يركبَ مركبَ الجَلَد والعزيمة حتى يتجاوزَه.
يسمعُ اللهُ تعالى أقوال أعداءه، ويعلمُ سبحانه بأعمالهم وما في قلوبهم، ولو شاء بعزته لانتصر منهم، فحسْبُك أيها المؤمن علم الله وكفايته.
سورة: يونس - آية: 65  - جزء: 11 - صفحة: 216
﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ ﴾ [هود: 12]
لا ينبغـي للداعيـة أن يصُـدَّه اعتراضُ المعترضين، ولا أن يَضيقَ صدرُه بقَدْحِ القادحين، بل يمضي على طريق الصبر مطمئنًا، وبما عند ربه واثقًا.
لا يفهمُ الكافرُ المتعنِّتُ سوى منطقِ القوة، ولا يخضع إلا للمال، وإلا فعلامَ يشترطون في المعجزة أن تكون كنزًا، وفي المُساعدِ أن يكون مَلَكًا؟ أيها الداعيةُ، لا تدع الإنذارَ فإنه رسالتُك، فإن لم تجد في الناس إجابةً فلا تيئَس، فلستَ عليهم رقيبًا ولا حسيبًا.
سورة: هود - آية: 12  - جزء: 12 - صفحة: 222
﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]
لا يضرُّ أهلَ الحقِّ قلَّةُ عددِهم، كما يزعمُ الجاهلون؛ إذ لا يُعرفُ الحقُّ بكثرة أهله، بل الجماعةُ ما وافقَ الحقَّ وإن كنتَ وحدَك.
الحرصُ الشديد على هداية الناس لا يسوقُهم إليها، ولو كان الأمرُ على ذلك لما ضلَّ أقاربُ الأنبياء، ولكنَّ الهدى هدى الله.
سورة: يوسف - آية: 103  - جزء: 13 - صفحة: 247
﴿وَمَا تَسۡـَٔلُهُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [يوسف: 104]
الناسُ يريدون أن يكون داعيهم غيرَ طامع في دنياهم، حتى يعلموا صدقَ دعوته، فمتى أراد دنياهم عرَفوا انحرافَ نيَّته.
لا يحتكرُ هذا الدينَ جنسٌ ولا أمَّةٌ ولا قبيلة، ولا يمتازُ به الأغنياءُ ولا ذوو القدرة والجاه والمكانة، بل هو للخَلق أجمعين.
سورة: يوسف - آية: 104  - جزء: 13 - صفحة: 248
﴿كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ ﴾ [الرعد: 30]
تلاوةُ رسولِ اللهِ القرآنَ على أمته من مقاصدِ رسالته، فمَن لم يجعل هدى القرآن أصلًا من أصول دعوته، فما أبعدَه عن كتاب ربه وهدي رسوله الكريم! سبحانَ ربِّنا الحليمِ على مَن عصاه! إنهم ليكفرون به، ويقابلون إحسانَه إليهم بالإساءة، وهو مع ذلك يرحمُهم ويُمهِلهم! صلَّى الله وسلَّم على مَن أقرَّ بالتوحيد لربِّه، وسعى في إبطال كفر الجاحد وشركِه، وبيَّن أن التوكُّل كلَّه على الله، وأن المتابَ إليه لا إلى أحدٍ سواه.
سورة: الرعد - آية: 30  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانٗا سُيِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمۡ يَاْيۡـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوۡ تَحُلُّ قَرِيبٗا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31]
لقد صنع القرآنُ في النفوس التي تلقَّته عجائبَ ما أبعدَ آثارَها في أقدار الحياة! فكم غيَّرَ وجهَ الأرض وصفحةَ التاريخ! القرآن أصلُ الهداية، فمَن لم يَهدِه القرآنُ الذي لو نَزل على جبلٍ لتصدَّع من خشية الله ، فما الذي سيهديه إذن؟! ليس لأهواءِ الناسِ مكانٌ أمامَ أمرِ الله تعالى وحُكمِه، فإنه العليمُ بما يُنزلُ من الآيات، وما في إنزالها من البركات.
الهداية بيد الله تعالى، فلو شاء أن يهديَ عبدًا لهداه، ولو لم يدعه أحد، فالأمرُ له سبحانه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
حينَ لا يُجدي الدليلُ ولا ينفعُ البرهانُ، فلا بدَّ عند ذاك من شدَّةٍ تُصيبُ، أو قارعةٍ تُزلزل؛ جزاءً للمعاندين، وعِبرة لمَن يعتبر.
المشركون هم أَولى الخَلق بالخوف؛ لعِظَم ذنبهم، وشناعة جُرمهم، فلا أمنَ لهم ولا طُمَأنينة، بل هم مهدَّدون بشنيع النَّقِمات، في جميع الأوقات.
سورة: الرعد - آية: 31  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [الرعد: 32]
يُستدرَج الظالمون إلى العذاب بالإملاءِ لهم، وهم يظنون ذلك حُبًّا فيهم وإهانةً لغيرهم! ألا ساء ما يظنون! في إمهالِ المستهزئين بالرسُل عبرةٌ للمستعجلين عقوبةَ الظالمين، فالاستهزاءُ بالرسل ذنبٌ عظيم، ومع ذلك لم يُعاجَل أهلُه بالعقوبة من أول الأمر.
﴿فكيف كان عقاب؟﴾ سؤالٌ لا يحتاجُ إلى جواب، بل هو تحذيرٌ للسائرين على مِنوالِ المعاقَبين.
سورة: الرعد - آية: 32  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ ﴾ [الرعد: 40]
حين يَدِبُّ الفسادُ في أمة فلا بدَّ من أن يأتيَ يومٌ وتُنقَصُ من قوتها وثرائِها وقدْرها، وتُحصَرُ في رُقعةٍ ضيقةٍ من الأرض.
لقد جرت سنَّةُ الله الماضيةُ في التمكين لعباد الله الصالحين، فمَن ذا الذي يستطيعُ أن يرُدَّ حكمَ اللهِ النافذ، أو يُبطلَ وعدَه الحق؟! لا يستبطِئ مستبطئٌ نزولَ العقوبةِ بالكافرين، فإن لهم عند الله أمَدًا هم بالغوه، وسيُنزلُه بهم من غير تأخيرٍ ولا إبطاء، فإنه سريعُ المجازاة.
سورة: الرعد - آية: 40  - جزء: 13 - صفحة: 254
﴿ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ﴾ [الحجر: 3]
كيف يهنأ بعيش، أو يتمتَّع بدنيا، أو يعكُف على حظٍّ وهوى، مَن يحيط به التهديدُ العظيم، والخطرُ الجسيم؟! ليس من أخلاق المؤمنين إيثارُ التلذُّذ والتنعُّم، وما يؤدِّي إليه طولُ الأمل، بل التمرُّغُ في ذلك من أخلاق الهالكين.
سورة: الحجر - آية: 3  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ ﴾ [الحجر: 6]
كيف يُوصفُ مَن نزل عليه أعظمُ كتابٍ بالجنون، وقد كان لديهم في المنزلة العليا من العقل والحصافة؟! غيرَ أن البغيَ يطمِسُ معالمَ الحقيقة.
مهما أُكِّدت الدعاوى الباطلة بمؤكِّدات، فإنها تبقى مجرَّد افتراءات، لا قيمةَ لها ولا وزن، ما لم يأتِ أصحابُها عليها ببرهان، فكيف إذا أسقطتها أدلَّةٌ وبراهينُ لا تقبلُ الرد؟ صبرًا قليلًا يا حمَلةَ الرسالةِ المحمَّدية، حين تواجهون التُّهمَ والسخريَّة، فكم لقيَ قبلكم سيِّدُ الخلق من السخريَّة والتكذيب!
سورة: الحجر - آية: 6  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ ﴾ [الحجر: 8]
الملائكة تنزل بالرحمة أو بالعذاب، فمَن لم يؤمن ويصدِّق بالكتاب المبين، الذي نزل به الروح الأمين، فإن الملائكة لا تنزل عليه إلا بالعذاب المُهين.
سورة: الحجر - آية: 8  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88]
لا تُرسِل نظراتِ الاستحسان إلى ما مُتِّعَ به العُصاة، فإن في موعود الصالحين غُنيةً وكفاية.
لأهلِ الإيمان حقٌّ من التخلُّق بالتواضع لهم، وأما الكافرون المعرضون فلا تحزن عليهم، ولا تطلب وَلايتهم.
سورة: الحجر - آية: 88  - جزء: 14 - صفحة: 266
﴿فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]
يا سائرًا على الطريق المستقيم وسهامُ الأذيَّة مسدَّدةٌ إليه من كلِّ جانب؛ اصدَع بالحقِّ واصبِر عليه، فقد أصاب نبيَّك ومَن معه ما لم يُصِبك، وإن الله ناصرٌ المتَّقين، ومذيقٌ الكافرين عاقبةَ أفعالهم.
سورة: الحجر - آية: 94  - جزء: 14 - صفحة: 267
﴿إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ ﴾ [الحجر: 95]
من دلائل النبوَّة أنه ما أظهر أحدٌ الاستهزاء برسول الله ﷺ وبما جاء به إلا أهلكَه الله تعالى.
سورة: الحجر - آية: 95  - جزء: 14 - صفحة: 267
﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ [الحجر: 97]
إن من لطف الله وإكرامه أنه يعلم ما يحمله قلبُ الداعي إلى الحقِّ من الغموم والهموم الدعوية، فيثيبُه عليها ويأجُره على حملها.
ليس هنالك من نفسٍ لا تؤلمُها الكلماتُ الجارحات، فالمؤمنُ يؤلمه سماعُ الطعن في الدين، والتكذيبُ بربِّ العالمين، واتهامُ دُعاته المخلِصين.
سورة: الحجر - آية: 97  - جزء: 14 - صفحة: 267
﴿إِن تَحۡرِصۡ عَلَىٰ هُدَىٰهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَن يُضِلُّۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ﴾ [النحل: 37]
مَن أضلَّه الله تعالى لاستحقاقه الضَّلال فلن ينفعَه حرصُ الحريص على هدايته، لأن الله تعالى بعدله قد حكم بغَوايته.
هل يصبر مَن اختار الضلالَ في الدنيا على المآلِ العصيب في الآخرة، يومَ لا يجدُ له فيه ناصرًا ولا معينًا؟!
سورة: النحل - آية: 37  - جزء: 14 - صفحة: 271
﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]
ادعُ إلى سبيل ربِّك، لا إلى نفسك، فما أثمرت دعوةٌ بمثل إخلاص أصحابها، وكم من داعٍ لنفسه، وهو يحسَب أنه يدعو إلى الله! لا يُكتفى بالعلم في الدعوة، بل لا بدَّ من حكمةٍ وموعظة حسَنة، وإن الناس إلى قليلٍ من الحكمة أحوجُ منهم إلى كثيرٍ من العلم.
من الحكمة الدعوةُ بالعلم، والبداءةُ بالأهمِّ والأقربِ إلى الفهم، ومن الموعظة الحسنة التنويعُ بين الترغيب والترهيب.
الدعوة إلى الله كالدواء، وحاملُها كالطبيب، فعلى الطبيب أن يَرفُقَ بمرضاه، ويعطيَهم من الدواء ما يناسب حالَهم.
أيها الداعيةُ، لا تظُنَّ أنك ستهدي كلَّ مَن تدعوه، وأن تلك مهمَّتُك، فاللهُ أعلم بالضالِّين والمهتدين، وهو من يَجزيهم أجمعين.
سورة: النحل - آية: 125  - جزء: 14 - صفحة: 281
﴿وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ ﴾ [النحل: 126]
الإسلام يُجيز العدلَ في المعاقبة، ويرغِّب في الفضل بالعفو عنها، فما أعظمَه من دِينٍ يراعي المشاعر، ويدعو إلى سَنام الفضيلة! مَن علم أن عاقبة عفوه مع قدرته معيَّةُ الله تعالى الخاصَّةُ له، هان عليه ما يجد في نفسه، وانشرح صدرُه إلى مآل صبره.
سورة: النحل - آية: 126  - جزء: 14 - صفحة: 281
﴿وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ﴾ [النحل: 127]
لا تترك الاستعانةَ بالله على الصبر وضبطِ النفس، واستحضِر على الدوام بُشرى الصابرين.
مَن أسقط اللهُ تعالى قدرَه، فلا تحزن على إعراضه، ولا يضِق قلبك من عداوته، فقد ضمِن الله كِفايةَ المؤمنين، وألا يجعلَ للكافرين عليهم سبيلًا.
سورة: النحل - آية: 127  - جزء: 14 - صفحة: 281
﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]
مَن كان الله تعالى معه كان غالبًا، وأمره عاليًا، وصفقتُه رابحة، وحالتُه صالحة، ومَن لم يكن كذلك صار في أسوأ الأحوال.
بالتقوى والإحسان تنال معيَّة الرحمن، وعلى قدرهما منك تتنزَّلُ معيَّة ربِّك لك.
سورة: النحل - آية: 128  - جزء: 14 - صفحة: 281
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر.
ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها.
سورة: الإسراء - آية: 54  - جزء: 15 - صفحة: 287
﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا ﴾ [الإسراء: 73]
أهل الشرِّ يعرفون أن مصدر قوَّة أهل الخير هي دينُهم، فلا يفتؤون يسعَون إلى زعزعة تمسُّكهم به؛ ببثِّ الشُّبَه ليفتنوهم عنه.
ما أكثرَ فرحَ الكافرين والمنافقين بالمفترين على الدين، والمنحرفين عن مساره الصحيح! وما أعظمَ حبَّهم لمَن يطعَن في الإسلام وشرائعه ممَّن غرَّتهم الشهَوات، وأعمتهم الشبُهات!
سورة: الإسراء - آية: 73  - جزء: 15 - صفحة: 289
﴿وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74]
لا يعصِمُك من الركون إلى الكافرين إلا توفيقُ الله تعالى لك، وتثبيتُه إياك، فتلك العنايةُ الربَّانية هي التي عصمت نبيَّك الكريم من أدنى مراتب ذلك الركون.
صاحب الحقِّ الذي يقبَل التنازلَ في جزء منه ولو يسيرًا، وفي إغفال طرف منه ولو ضئيلًا، لا يملِك أن يقفَ عندما سلَّم به أوَّل مرَّة؛ لأن استعداده للتنازل يتزايد كلما رجَع خطوةً إلى الوراء.
ينبغي للعبد أن يكونَ في كلِّ أوقاته متضرِّعًا إلى ربِّه أن يثبِّته على الإيمان، ساعيًا في كل سبب موصِلٍ إلى ذلك؛ لأن النبي ﷺ -وهو أكملُ الخَلق- قد خُوطب بهذه الآية، فكيف بغيره؟!
سورة: الإسراء - آية: 74  - جزء: 15 - صفحة: 289
﴿إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 75]
مهما علَت منزلتُك عند الله تعالى فلا تُداهِن مَن يعاديه، فإنه فعلٌ لا يرتضيه اللهُ من أحدٍ، وإن كان من أعظم المقرَّبين إليه.
يا أيها الثابتون على الحقِّ إنكم بإذنِ الله تعالى منصورون، والراكنون إلى الباطل وأهله هم المخذولون.
سورة: الإسراء - آية: 75  - جزء: 15 - صفحة: 289
﴿وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [الإسراء: 76]
أهل الباطل يسلُكون مع صاحب الحقِّ طريقَ الترغيب، فإن أوصلهم إلى بُغيتهم وإلا سلكوا معه طريقَ الترهيب، والمؤمن الصادق ثابتٌ على الحقِّ إن رغَّبوا أو رهَّبوا.
أرادوا إخراجَ النبيِّ الكريم ﷺ ليُغلقوا عن أنفسهم باب الضجَر بوجوده، فلم يلبثوا إلا قليلًا حتى فُتح عليهم باب العذاب.
سورة: الإسراء - آية: 76  - جزء: 15 - صفحة: 290
﴿وَلَئِن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 86]
مهما علَت في العلم رتبتُك، وقويَ حفظُك واستحضارُك، فافتقِر إلى مَن علَّمك، فإنه لا يُعجزه أن يسلُبَ عبدًا ما أعطاه.
سورة: الإسراء - آية: 86  - جزء: 15 - صفحة: 290
﴿إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 87]
على كلِّ ذي علم ألا يغفُلَ عن شكر الله على مِنَّته عليه بحفظ العلم ورسوخه في صدره.
سورة: الإسراء - آية: 87  - جزء: 15 - صفحة: 291
﴿فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]
يتبدَّى صدقُ محبَّة العبد لربِّه في شفقته على خلقه، وحرصِه على هدايتهم، لكن عليه ألا يُهلكَ نفسَه في سبيل ذلك.
تأمَّل في رحمة الله تعالى برسوله، وحبِّه إبعادَ الحزن عن حبيبه عليه الصلاة والسلام، فإنه نهاه عن إهلاك نفسه غمًّا على إعراض قومه، وصدودهم عن دعوته.
سورة: الكهف - آية: 6  - جزء: 15 - صفحة: 294
﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا ﴾ [الكهف: 28]
الخير كلُّ الخير في صُحبة الصالحين الذاكرين؛ فبهم تكثُر الحسنات، وتقِلُّ السيِّئات، وتنهَض الدعَوات، وهم القومُ لا يشقى بهم جليسُهم.
مجالسة الصالحين عبادةٌ تحتاج إلى صبر؛ لأن النفس قد لا تجد عندها شهَواتها، ولا ترى في أهلها زينةَ المال والنفوذ، فاحتاجت إلى مزيد تصبير.
ليكن لأهل الطاعة منك إكبارٌ وتبجيل، وتقديمٌ وتعظيم، فمثلُهم بهذا أولى، وهو لك أزينُ وأسمى.
لم يقُل سبحانه: (ولا تُطِع من أسكتنا لسانه عن ذكرنا)، ولكنه قال: ﴿أغفَلنا قلبَه﴾ ؛ إذ كم من إنسانٍ يذكر بلسانه لكنَّ قلبه غافلٌ لاهٍ! فلا يكون للذِّكر حينئذٍ أثرٌ بيِّن، وإنما حياة القلب باجتماع ذِكر الجَنان واللسان.
اعمُر قلبَك بذكر الله تعالى، فهو العاصم لك من اتِّباع الهوى، والغفلة عن ربِّك المولى.
لو تأمَّلت أمَّةً في انحلال، وأمرُها في انفراط واختلال، فستجد الغفلةَ قد استحكمَت من قلوب أصحابها، والأهواءَ قد سكنت فيها.
سورة: الكهف - آية: 28  - جزء: 15 - صفحة: 297
﴿طه ﴾ [طه: 1]
قال قَتادة: (لا واللهِ ما جعله اللهُ شقيًّا، ولكن جعله رحمةً ونورًا، ودليلًا إلى الجنَّة).
فمَن اتَّبعه واتَّبع النور الذي أنزل معه كان إلى الرحمة أقرب، ومن الشقاء أبعد.
سورة: طه - آية: 1  - جزء: 16 - صفحة: 312
﴿إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ ﴾ [طه: 3]
التوحيد مستقِرٌّ في الفطرة، والإسلامُ إحياء له وتذكير به وتنبيه إليه.
إذا أردتَّ الانتفاعَ بالقرآن فكن من أهل الخَشية؛ لأنها طريق الاستفادة بمواعظ القرآن؛ فأهلُها على كتاب الله مقبلون، وبتذكيره منتفعون، وبما فيه عاملون.
سورة: طه - آية: 3  - جزء: 16 - صفحة: 312
﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا ﴾ [طه: 114]
وعدُ الله تعالى حقيقٌ بأن يُرجى، ووعيده جديرٌ بأن يخشى، فأقبِل على القرآن الكريم لتعرفَ وعده فتعمل له، ووعيدَه فتتجنب طريق الوصول إليه.
سلِ اللهَ تعالى أن يفتح عليك من أسرار كتابه وكنوز آياته، ودعِ الاستعجال في قراءته وتلقيه؛ فإن الاستعجال من آفات الفهم، وقواطع الرسوخ في المعرفة.
سورة: طه - آية: 114  - جزء: 16 - صفحة: 320
﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ﴾ [طه: 130]
لن يسلم المؤمنُ من طعن أهل الباطل، وحرب ألسنتهم الذرِبة، وإيذاء إعلامهم الأفَّاك، ولكن في حصن الصبر منجى للمؤمنين من سهام أولئك الطاعنين المؤذين.
ما أسعدَ تلك اللحظات التي يُعطى فيها المؤمن ثواب أعماله الصالحة بين يدي ربه، فيرضى بما أعطاه الله تعالى، ويتسع صدرُه سرورًا بما نال، على صالح الأعمال! حينما يوقنُ الإنسانُ بأن الله تعالى يُعطي عبده العامل يوم لقائه ما يُرضيه يطمئن قلبه، وتقَرُّ عينه بعبادة ربه، ويتسلى بها عن أذية الأعداء، فيخِف عليه حينئذ الصبر.
سورة: طه - آية: 130  - جزء: 16 - صفحة: 321
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ ﴾ [طه: 131]
كما تدعو الشريعةُ إلى غض البصر عن الحرمات والعورات، تدعو كذلك إلى غضها عن مناظر الفتنة من زينة الدنيا لدى الكافرين.
التطلُّع إلى ما عند الله من الثواب خيرٌ للمؤمن من الاستشراف إلى زينة الدنيا الصادَّة عن طاعة الله تعالى؛ فعرضُ الدنيا زائل بائد، وما عند الله باقٍ خالد.
ما أعظمَ ما عند المؤمن من الرزق العاجل والرزق الآجل! ففي الدنيا إيمانٌ يورث السعادةَ والاطمئنان، وفي الآخرة ثوابٌ يورث الجِنان، فأي شيء يستحقُّ أن ينظرَ إليه بعد ذلك؟
سورة: طه - آية: 131  - جزء: 16 - صفحة: 321
﴿وَإِذَا رَءَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا ٱلَّذِي يَذۡكُرُ ءَالِهَتَكُمۡ وَهُم بِذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 36]
حين تقهر الحجةُ السفهاءَ والجهلاء فإنهم يواجهونها بالسخرية والاستهزاء، فذاك سلاح العاطل عن الجواب والبرهان، ومنطق المتعالي عن التسليم والإذعان.
الرسالة السماوية نعمة مسداة، ورحمة عظمى من الله تعالى إلى خلقه، ولا سيما محمدٌ ﷺ، فما أعظمها من رحمة! وما أحسنها من نعمة! لا يقابل رحمةَ الرحمن جلَّ وعلا بالكفر والإساءة إلا امرؤٌ امتلأ باللؤم، فلا هو يشكر المعروف، ولا هو يجتنب الجحود.
سورة: الأنبياء - آية: 36  - جزء: 17 - صفحة: 325
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنبياء: 41]
على السائرين على خطى المصلحين أن يتأملوا في سير أولئك السالفين وما لاقوا من الاستهزاء، وما لقوا بعده من الكرامة، وما لقي أعداؤهم من الخزي والبوار؛ ليصبروا على مشقة الطريق.
سورة: الأنبياء - آية: 41  - جزء: 17 - صفحة: 325
﴿قُلۡ مَن يَكۡلَؤُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ بَلۡ هُمۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 42]
مَن تأمَّل أسباب الهلاك الممكنة في هذا العالم؛ من أوبئةٍ وحوادثَ وحروبٍ وغيرها؛ علم أنه لولا رحمةُ أرحم الراحمين سبحانه، لما كانت هنالك رعايةٌ لكائنٍ، ولا كلاءة لمخلوق.
لا يخاف بأسَ الله مَن هو معرضٌ عن ذكره، ولا يتقرَّب إليه بشكره مَن لم يقرَّ بتوحيده، ولو أن المعرضين وحَّدوه وذكروه لخافوا بأسه، وشكروا فضله.
سورة: الأنبياء - آية: 42  - جزء: 17 - صفحة: 325
﴿أَمۡ لَهُمۡ ءَالِهَةٞ تَمۡنَعُهُم مِّن دُونِنَاۚ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَ أَنفُسِهِمۡ وَلَا هُم مِّنَّا يُصۡحَبُونَ ﴾ [الأنبياء: 43]
أمِنَ الحكمة أن يدع المرء عبادةَ مَن ينصره ويكفيه، ويتجه إلى عبادة مَن لا يحوطه بعناية، ولا ينفعه برعاية، ولا يمنع عنه بلية؟ مَن لم يستطع نفعَ نفسه فلن ينفع غيره، ومَن لم يقدر على حماية ذاته فلن يحمي سواه، وفاقدُ الشيء لا يعطيه.
سورة: الأنبياء - آية: 43  - جزء: 17 - صفحة: 325
﴿بَلۡ مَتَّعۡنَا هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۗ أَفَلَا يَرَوۡنَ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 44]
كم يفسد المتاعُ الطويل من الفطرة، ويَطمِس من نور البصيرة، ما لم يراقب الإنسان نفسه، فإنه إذا راقبها فلن يدع النعمةَ تَشغَله عن المنعم بها سبحانه.
للهوى سكرة، وإلا كيف يعمَون عن شواهد ضعفهم البشري؟ فمع انتقاص ما لديهم من موارد وقوى وأرض وسكان هم في سكرة التمتع والإحساسِ بالغلبة سادرون.
لا يسَعُ الكافرين الخروجُ عن قدَر الله وغلبته بمكرٍ ينجيهم أو قوة تمنعهم، فكما نقص الله الأرضَ من المشركين السابقين بإنزال بأسه عليهم، فكذلك مَن بعدهم على أثرهم.
سورة: الأنبياء - آية: 44  - جزء: 17 - صفحة: 325
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡيِۚ وَلَا يَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 45]
ما أعظمَ أن يكون الإنذار بالوحي السماوي! فإنه أبلغ الإنذار وأحسنه، وأخلصه وأصوبه.
إن لم ينفع سماعُ الحقِّ صاحبَه في التمسك بالخير الذي يؤمر به، والتحرُّز عن الحرام الذي يُنهى عنه؛ فأي معنًى لسماعه؟
سورة: الأنبياء - آية: 45  - جزء: 17 - صفحة: 326
﴿وَلَئِن مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةٞ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 46]
انهمك قومٌ في غفلاتهم، ولم يكترثوا بإنذار ربهم، فلما أصابهم أدنى عذاب أظهروا سرعة تأثرهم به وخوفهم منه، أما لو حضرهم هذا الخوف عند الوعيد به لنجَوا مما صاروا إليه.
آلآن تفتَّحت العيون، وزالت عن القلوب الغِشاوات؟! ولكن هيهات الإقرار والانتفاع بعد فوات الأوان، وتقحم العذاب.
سورة: الأنبياء - آية: 46  - جزء: 17 - صفحة: 326
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]
ما أعظمَ هذه التزكيةَ وأعلى هذا التكريم من رب العالمين لرسوله الأمين عليه الصلاة والسلام! فما من أحدٍ من المكلفين إلا أصابته هذه الرحمة العامة.
سورة: الأنبياء - آية: 107  - جزء: 17 - صفحة: 331
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَعَادٞ وَثَمُودُ ﴾ [الحج: 42]
يسلِّي اللهُ تعالى نبيَّه وصفيَّه الكريم ﷺ، ويصبِّره على ما يقاسيه من فنون البلاء العظيم، كذلك هو تسلية لمَن جاء من بعده وسار على نهجه.
مع كلِّ ما أُوتيه موسى عليه السلام من الآيات البيِّنات، والدلائل الباهرات، فقد كذَّبه قومه، ورمَوه بالسحر والافتراءات.
إذا رأيتَ عُداةَ الحقِّ وشدَّة تكذيبهم ومحاربتهم له، فلا تَقصُر نظرك على مشهد الحال، ولكن انظر إلى أفق المستقبل؛ فإن العاقبة الوخيمة تنتظرهم، والعقوبة المخزية هي نهايتهم.
لقد كان إنكارُ الله على الكافرين عظيما، وعذابه لهم عذابًا أليما، فهل من معتبِر في الآخرين، بما جرى للمكذِّبين السالفين؟
سورة: الحج - آية: 42  - جزء: 17 - صفحة: 337
﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴾ [المؤمنون: 93]
على المؤمن أن يحرِص على النجاة من عذاب الله وسخطه بالبعد عن معصيته، ومفارقة أهل غضبه وعقوبته؛ فإن البعد عن الظالمين من دعاء المؤمنين، والعجَب ممن يتودَّد إليهم، ويحرِص على صحبتهم! أفلا يخشى أن يصير إلى مصيرهم، أو ينزِل به ما ينزل بهم؟ أكثر من الدعاء بالحماية من المكاره، ولا تأمن على نفسك، وأصلح عملك؛ لأنك لا تدري أتُقبِّل منك أم رُدَّ عليك؟
سورة: المؤمنون - آية: 93  - جزء: 18 - صفحة: 348
﴿وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 98]
الشيطان مسيء أبدًا؛ فحضوره هلكة، وبعده عن المسلم بركة؛ لأن ذلك العدو مطبوع على الفساد، فلا تفيد معه المداراة ولا المدافعة بالتي هي أحسن، بل أحسن ما يدفع به أن يستعاذ بالله تعالى منه.
سورة: المؤمنون - آية: 98  - جزء: 18 - صفحة: 348
﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النور: 54]
الطاعة الصادقة تكشف عمَّا في الضمير من نية، فمَن صدق كان إسراعُه إلى العمل لا إلى الوعد به؛ إذ طاعةٌ في الوقت أولى من تسويف بالوعد.
على الرسول مُهمَّة هي البلاغ المبين، وعلى الناس مهمَّة هي الاستجابة له، فإن أعرضوا فليس عليه حسابهم، وإن أقبلوا فعلى الله أجرُهم وثوابهم.
سئل بعض الصالحين: كيف الطريقُ إلى الله؟ فقال: أصحُّ الطرق وأعمرها وأبعدها من الشُّبَه اتِّباعُ الكتاب والسنَّة، قولًا وفعلًا وعقدًا ونيَّة.
مَن أراد الهدايةَ إلى كل خير فطاعةُ الرسول عليه الصلاة والسلام هي طريق ما أراد، ومَن حاد عن ذلك فلا هدى له بين العباد.
سورة: النور - آية: 54  - جزء: 18 - صفحة: 357
﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا ﴾ [الفرقان: 10]
قضى الله بحكمته أن يكونَ إقبال الناس على الحقِّ مَبنيًّا على النظر والاستدلال، لا على ما يُلهي المشاعرَ والخيال بأنواع التشغيب والجدال.
لو كانت الجنَّات والقصور خيرًا لرسول الله لأعطاها له، لكنَّ تكليفه بالنبوَّة ورعايته وهدايته، وتوفيقه لحلاوة مناجاته، والانشغال بطاعاته هي الخير الذي خصَّه الله به.
سورة: الفرقان - آية: 10  - جزء: 18 - صفحة: 360
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا ﴾ [الفرقان: 31]
كفاح أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها هو الذي يميز الدعوات الحقة من الزائفة، وهو الذي يمحِّص الصادقين من المدَّعين.
إذا واجه الحقَّ أعداؤه بالإضلال فإن الله هو الهادي لأوليائه، وإن واجهوه بالقوَّة والجبروت فإن الله هو النصير لأهل الإيمان به.
سورة: الفرقان - آية: 31  - جزء: 19 - صفحة: 362
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا ﴾ [الفرقان: 32]
التدرُّج في التعليم والتربية والتقويم أسلوبٌ قرآنيٌّ وهَديٌّ نبوي؛ إذ فيه من الحفظ والتأثير ما ليس في الجمع والتكثير.
حين لم يجد المشركون في القرآن مطعنًا بعد أن جرَّبوا كل مَطعَن أرادوا ثلبَه بكيفيَّة الإنزال على خلاف ما سبقه من الكتب، ولكنهم خابوا آخِرًا كما خابوا أوَّلًا.
على المربِّي حين تشتدُّ بين الناس الفتن أن يثبِّتهم بالقرآن، فإنه يربِط على القلوب، ويزكي النفوس، ويَشفي الصدور.
سورة: الفرقان - آية: 32  - جزء: 19 - صفحة: 362
﴿وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا ﴾ [الفرقان: 33]
في القرآن الكريم تقرير للحق، لا مجرد الانتصار في الجدل، والغلبة في المحاججة.
القرآن العزيز هو خير ما يكشف عَوار المضلين، وأحق ما يُستدل به على إبطال شبُهات المبطلين.
دحضُ شبهات أهل الباطل وإبطالها مظهرٌ من مظاهر تأييد الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام.
سورة: الفرقان - آية: 33  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَكِيلًا ﴾ [الفرقان: 43]
شتَّان بين توحيد الله تعالى والتوجُّه إليه وحده، وبين صنم الهوى الذي يصنعه المرء في قلبه، ويبذُل حياته كلَّها في سبيل إرضائه.
أرأيتَ حبَّ الله العظيم لرسوله الكريم كيف يخفِّف عنه غمومه، ويزيح عنه همومه الناتجة عن صدود قومه المشركين، وإعراضهم عن دعوته.
ليس بيد الداعية غرس الهداية في قلب أحد، وإنما هو عبد نذير، وليس برب قدير.
سورة: الفرقان - آية: 43  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]
إن مَن يسمع آيات الله تعالى حقَّ السماع، ويعقِل بحقٍّ كلَّ ما يبصره، فذاك جديرٌ بأن يُعتنى بهدايته ويُطمعَ في إيمانه.
ليست الأَنعام التي تهتدي لمراعيها وتنقاد لأربابها أضلَّ ممَّن لا يطيع ربَّه ولا يشكر نعمه، ويُقدِم على ما يضرُّه ولا ينفعه.
الميزان القرآنيُّ هو المعتَبرَ في تقدير عقل الإنسان قوَّةً وضعفًا، فبمقدار الالتزام بالشرع وسماع الحقِّ يكون تمام العقل أو نقصه.
سورة: الفرقان - آية: 44  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَبَعَثۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٖ نَّذِيرٗا ﴾ [الفرقان: 51]
تخصيص رسول الله محمَّد ﷺ بالبعثة دون غيره من أمَّته إلى جميع أهل الأرض تشريفٌ له وإعظام، وحثٌّ له على الثبات والقيام بالأمر حقَّ القيام.
سورة: الفرقان - آية: 51  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا ﴾ [الفرقان: 52]
لا يُطاع الكافر في كلِّ ما يأمر به؛ لأنه مظِنَّة التُّهمَة، فلا يوافَق في أمر الدنيا إلا على ما عُرف وجهُه وبدت مصلحتُه.
في هذا القرآن من السلطان ما يهُزُّ القلوب هزًّا، ومن القوَّة ما لو سُلَّت حُجَجه على التصوُّرات الفاسدة لقطعتها قطعًا .
سورة: الفرقان - آية: 52  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿طسٓمٓ ﴾ [الشعراء: 1]
بالقرآن الكريم يستبين الهدى من الضلال، والرُّشد من الغَيِّ، والحقُّ من الباطل، فمعالمه واضحةٌ لا التباسَ فيها ولا غموض، ولا بواطنَ له تخالف مقتضى الظاهر.
سورة: الشعراء - آية: 1  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ ﴾ [الشعراء: 2]
بالقرآن الكريم يستبين الهدى من الضلال، والرُّشد من الغَيِّ، والحقُّ من الباطل، فمعالمه واضحةٌ لا التباسَ فيها ولا غموض، ولا بواطنَ له تخالف مقتضى الظاهر.
سورة: الشعراء - آية: 2  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]
الاستقرار النفسيُّ مطلوب للداعية، فلا يصل به الحرصُ على صلاح المدعوِّين إلى الحدِّ الذي يُهلك فيه نفسه همًّا وغمًّا وأسفًا وحزنًا على عدم استجابتهم.
سورة: الشعراء - آية: 3  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ ﴾ [الشعراء: 4]
لو شاء الله تعالى لأنزل آيات يُذعن لها الناس مُكرَهين، لكن حكمته تعالى قضت ألا يحملَ عباده على الإيمان به إلا طائعين.
سورة: الشعراء - آية: 4  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ ﴾ [الشعراء: 213]
خاطب نبيِّه عليه الصلاة والسلام مع عِصمته من الشرك؛ ليعتبرَ غيره، والخوفُ من الوقوع في الشرك أشدُّ.
سورة: الشعراء - آية: 213  - جزء: 19 - صفحة: 376
﴿وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]
بمثل أخلاق النبي الكريم ﷺ فليأتسِ الدعاة في الرفق بالمؤمنين، والتواضع لهم، والتلطف معهم، ولين القول لهم.
سورة: الشعراء - آية: 215  - جزء: 19 - صفحة: 376
﴿فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [الشعراء: 216]
لا ينبغي أن يكون خفض الجناح للمؤمنين مسوِّغًا للرضا بما يَصدُر عنهم من عصيان، فكما لا تنفير فكذلك لا مداهنة.
سورة: الشعراء - آية: 216  - جزء: 19 - صفحة: 376
﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾ [الشعراء: 219]
أقبل على صلواتك، وقُم في جوف الليل بين يدَي ربِّك، واستشعر سمعَه لكلِّ ما نطق به فمك، فكم في تلك الصلواتِ من موجبات الرحمات.
سورة: الشعراء - آية: 219  - جزء: 19 - صفحة: 376
﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ [النمل: 6]
كفى بهذا الكتاب شرفًا أنه جاء من عند الله الحكيم العليم، الذي أودعه من بدائع حكمته وعلمه ما جعله تشريعًا تامًّا يراعي مصالحَ الناس في معاشهم ومعادهم.
ما في القرآن الكريم من التوجيهات والأخبار، والمواعظ والأسرار، هو من آثار حكمة الله وعلمه، فما أحسنَ مَن تدبَّر كتاب ربِّه فعرف العبرَ في تلك الآثار!
سورة: النمل - آية: 6  - جزء: 19 - صفحة: 377
﴿وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ﴾ [النمل: 70]
مَن آثر الضلالة لا يستحقُّ أن يُـحزنَ عليه، وإن مكرَ بأولياء الله فلا خوفَ من مكره، فإن الله مُبطلٌ مكرَه وناصرٌ جندَه.
انظر كيف يسلِّي الله رسوله، ويُسدل عليه ثوبَ الاطمئنان، فيزيل عنه الحزن والخوف لئلا تتكدَّر نفسه وينشغلَ باله.
سورة: النمل - آية: 70  - جزء: 20 - صفحة: 383
﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِيِّ إِذۡ قَضَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [القصص: 44]
القرآن الكريم يثبت لرسول الله محمَّد عليه الصلاة والسلام صدقَ رسالته؛ إذ كيف يأتي بتفاصيل وحي الله لموسى عليه السلام وهو لم يحضُر مكانه، ولم يشهد زمانه؟
سورة: القصص - آية: 44  - جزء: 20 - صفحة: 391
﴿وَلَٰكِنَّآ أَنشَأۡنَا قُرُونٗا فَتَطَاوَلَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِيٗا فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ تَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ ﴾ [القصص: 45]
ما كان أشدَّ الحاجة إلى بعثة محمَّد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، حينما تطاول على الناس قبل زمانه العمر، وتمادى عليهم الأمد، فتغيَّرت الشرائع والأحكام، ونُسي الحلال والحرام! لم يكن رسول الله ﷺ في تلك البُقعة من الأرض ساعةَ الحدث، حتى أتى بتلك التفاصيل الصحيحة الدقيقة، ولكنَّه تنزيلُ العليم الخبير عليه.
سورة: القصص - آية: 45  - جزء: 20 - صفحة: 391
﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 46]
نزول الآيات بالإخبار عمَّن سبق مظهرٌ من مظاهر رحمة الله بهذه الأمَّة؛ لتسلكَ طريقَ الرشاد الموصل إلى النجاة، وتَحيدَ عن طريق التكذيب الذي يهلك سالكه، كما أهلك مَن قبله.
لقد كانت قريشٌ والعرب أحوجَ الناس إلى الرسالة؛ إذ لم يسبق لهم تشريع، وكان نظامهم مختلًّا غير مَشوب بشريعة معصومة.
سورة: القصص - آية: 46  - جزء: 20 - صفحة: 391
﴿وَلَوۡلَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوۡلَآ أَرۡسَلۡتَ إِلَيۡنَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [القصص: 47]
اقتضَت رحمة الله وحكمته ألا يدَعَ قومًا على غفلتهم من غير نذير يذكِّرهم بما ينفعهم وما يضرُّهم، فالحمد لله على رحمته وحكمته.
المعاصي بعد العلم والبلاغ طريقٌ إلى العذاب، ولا يُنجي منه إلا التوبةُ والعودة إلى الغفور التوَّاب.
العقل مهما بلغ من الحكمة لا يُغني عن إرسال الرسل في الوصول إلى الهداية، وتجنب الضلالة والغَواية.
سورة: القصص - آية: 47  - جزء: 20 - صفحة: 391
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]
هداية القلوب بيد الله، والحرص على هداية امرئ لا يُدخل الإيمان في قلبه، فقد آمن برسول الله بُعداء، ولم يؤمن به أقرباء! أكثِر من سؤال الله الهداية فإنها بيده لا بيد غيره، وهو أعلم بمَن يستحقها ممَّن لا يستحق.
سورة: القصص - آية: 56  - جزء: 20 - صفحة: 392
﴿وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبُ إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرٗا لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [القصص: 86]
ما في القرآن من أوامرَ ونواهٍ وحكمٍ وعِبَر هي مظهرٌ من مظاهر رحمة الله بخلقه؛ لأنها تدعوهم إلى رضوانه والبعد عن معصيته.
رحم الله رسوله بإنزال القرآن عليه؛ لأنه به أيَّده وأظهر حُجَّته، وبيَّن عجز مَن خاصمه وكذَّبه.
من شُكر الله تعالى على نعمة هذا القرآن أن يعملَ المؤمن بما فيه، وألا يكونَ مُعينًا ولا ناصرًا لمَن يعاديه.
سورة: القصص - آية: 86  - جزء: 20 - صفحة: 396
﴿وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بَعۡدَ إِذۡ أُنزِلَتۡ إِلَيۡكَۖ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [القصص: 87]
على الداعي المؤمن أن يعلم أن طريق الدعوة إلى الحق محفوف بالصادين عنه، فلا يهُولنَّه ذلك، وليمض في تبليغ رسالة ربه التي ائتمنه عليها، فإن الله ناصره.
سورة: القصص - آية: 87  - جزء: 20 - صفحة: 396
﴿وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]
حذارِ أن تدعوَ مع الله سبحانه وتعالى أحدًا؛ فإن ذلك يخالف مقتضى شهادة التوحيد، ويوصل صاحبه إلى أسوأ مصير.
لا معبودَ يستحقُّ أن تَصرفَ له عبادتك ودعاءك، وتوجُّهك ورجاءك، إلا الله وحده الذي بيده كلُّ شيء.
إن الله تعالى هو الحيُّ القيُّوم الذي لا يموت، وما سواه إلى فناء وزوال، ونقص واضمحلال، فأيُّ عاقل يدَعُ الباقي، ويتوجَّه إلى الفاني؟ مصير الخلق إليه، وحسابهم عليه يوم يقفون بين يديه، فيا سعادةَ الموحدين! ويا شقاء المشركين!
سورة: القصص - آية: 88  - جزء: 20 - صفحة: 396
﴿وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 28]
اجتماع جميع أفراد العالمين على تحاشي فاحشـةٍ مـا دليـلٌ على أن مَن يأتيها شديدُ الضلال بها، شديد العِناد عليها، فكيف إذا اجتمع عليها قوم؟ ما أقبحَ أن يُحدثَ امرؤٌ معصيةً يُقتدى به فيها، فينال بذلك وِزرَها ووِزرَ مَن عمل بها إلى يوم القيامة! إن ما أتى به قومُ لوطٍ من الفاحشة إسرافٌ في تصريف الشهوة في غير موضعها، على نمط لا تستمرُّ به حياة، ولا تحصُل به مصلحة.
لا يُغفل الداعية قضيَّةً من القضايا التي يحتاج إليها المجتمع على حساب أخرى، بل يسعى في إصلاحٍ شامل لما يقع فيه الناس من المعاصي والأخطاء.
ظهور فاحشةٍ في مجتمع ما يؤدِّي إلى استمرائها من غير فرق لدى أهلها من أن تكونَ في السرِّ أو في العلن.
لا ينبغي أن يتعاشرَ الناس على المنكر، ولا يجتمعوا على الهُزء والتلَهِّي، وإنما يجتمعون على ما قَرَّب إلى الله، وباعَدَ من سَخَطِه.
إذا قابل العاصي ناصِحَه الأمين بالتحدِّي والاستكبار وقلَّة المبالاة بعواقب عصيانه، فإنه على شفا هلكة، فليراجع نفسَه قبل أن يقعَ فيها.
سورة: العنكبوت - آية: 28  - جزء: 20 - صفحة: 399
﴿فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴾ [السجدة: 30]
مَن استكبر أو أعرض عن الحقِّ الذي تدعوه إليه فأعرِض عن تكذيبه واستكباره، وسترى عاقبة ذلك بنصر الله تعالى للحق وأهله.
سورة: السجدة - آية: 30  - جزء: 21 - صفحة: 417
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 1]
دُم على تقوى الله ولو بلغتَ من العمل الصالح منتهاه، فإن المرء ما يزال على خير ما دام متَّقيًا ربَّه.
لا ترى كافرًا ولا منافقًا ينصح مؤمنًا بخير، فلا تتبع أهواء الكافرين، واحذر لحن القول من المنافقين.
إلى نصح الله تعالى فاستمع، وبما أمرك به فاتَّبع، فهو العليم بعواقب الأمور ومصالحها من مفاسدها، وبما يخطِّطه الأعداء، وهو الحكيم فلا يأمر عباده إلا بما فيه صلاحهم.
سورة: الأحزاب - آية: 1  - جزء: 21 - صفحة: 418
﴿وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 2]
وحيُ الخبير سبحانه أولى بالعبد أن يتَّبعَ ما فيه؛ حرصًا على مصلحته، وأن يحذرَ مخالفته؛ خشيةً ممَّن يعلم خفايا النفوس، ودوافع أعمالها.
سورة: الأحزاب - آية: 2  - جزء: 21 - صفحة: 418
﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 3]
مَن توكَّل على الله جلَّ وعلا أغناه عن غيره، ممَّن يُرغب فيما عنده، أو يُخشى ممَّا لديه، فإن الله سبحانه هو مَن ينفع عبده، وهو مَن يدفع عنه ضُرَّه.
سورة: الأحزاب - آية: 3  - جزء: 21 - صفحة: 418
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 45]
الداعية الناجح هو مَن يقدِّم البِشارةَ على النِّذارة، والترغيبَ على الترهيب، ما لم يستدعِ المقام خلاف ذلك.
سورة: الأحزاب - آية: 45  - جزء: 22 - صفحة: 424
﴿وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 46]
على الداعية أن يعرِّفَ الناسَ اللهَ تعالى، وأسماءه الحسنى وصفاته العليا، ويدعوهم إليه وحده، لا إلى حظوظ نفسه ومصالح دنياه.
ينبغي أن تكونَ الدعوة بإذن الله تعالى وبأمره، بلا ابتداع ولا نقصان عمَّا يرضاه.
ما كان الناس قبل بعثة النبيِّ ﷺ إلا في ظُلمة حالكة، فلمَّا جاء الدنيا أضاءها وأنارها.
سورة: الأحزاب - آية: 46  - جزء: 22 - صفحة: 424
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 47]
إذا كان الله الكبير تعالى يبشِّر عباده بفضل يصفه بالكبير، فما ظنُّك بعظمة ذلك الفضل؟ ما أرجاها من آيةٍ في كتاب الله! يأمر الله نبيَّه ﷺ بأن يبشِّرَ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم في روضات الجنَّات لهم ما يشاؤون عند ربهم.
سورة: الأحزاب - آية: 47  - جزء: 22 - صفحة: 424
﴿وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 48]
لا خيرَ للمؤمنين في طاعة الكافرين والمنافقين، فقد تكرَّر في السورة النهيُ عن ذلك مرَّتين، فليذكر المؤمن ذلك.
الإعراض عمَّن يؤذي هو في غاية المشقَّة على النفس، لكن مَن استحضر الدواء وهو التوكل على الله تعالى هان ذلك عليه.
سورة: الأحزاب - آية: 48  - جزء: 22 - صفحة: 424
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28]
إرسال الله تعالى رسوله ﷺ إلى الناس كافَّة يعني أن رسالته تصلُح لهم أينما كانوا، وفي أيِّ زمان وجدوا.
يا دُعاة الحق، إن ما تحملونه من العلم والهدى هو للناس كافَّة، فاعملوا على إبلاغه قدرَ استطاعتكم، واجتهدوا في إيصاله لكلِّ الناس يعظُم ثوابكم.
الجهل بما جاءت به النبوة من أعظم الآفات التي عدلت بأهلها عن طريق النجاة.
سورة: سبأ - آية: 28  - جزء: 22 - صفحة: 431
﴿قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ ﴾ [سبأ: 47]
يا مَن تعمل بما كلَّفك الله إيَّاه، اصبر حتى تنال أجرك ممَّن تعمل له، دون أن تنتظرَ من الناس شيئًا، فالعاقل لا يدَع عظيم فضل الربِّ ابتغاء ما بيد العباد.
إن الله تعالى شاهدٌ بما عليه رسوله ﷺ من الحقِّ، وما عليه المشركون من الباطل، وسيؤيِّد نبيَّه الكريم ﷺ بالغلبة والنصر، وسيُلحق بأعدائه الهزيمة والقهر.
سورة: سبأ - آية: 47  - جزء: 22 - صفحة: 433
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3]
الزم تذكُّر نِعمَ ربِّك عليك في جَنانك ولسانك، فلا مُوجدَ لك إلا الله، ولا رازقَ لك سواه، فلا تَصرِف قلبك في رزقك لمخلوق مثلك.
لو أنصف المشرك وعقَلَ لعلمَ أن مَن خلقه ورزقه هو أولى بعبادته من غيره، فكيف ينصرف عنه إلى سواه؟!
سورة: فاطر - آية: 3  - جزء: 22 - صفحة: 434
﴿إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 23]
قلوب الخلق بيد الخالق، فلن يستطيعَ منذرٌ هدايةَ ما ضلَّ منها، وإنما عليه أن يُسمعَها الحقَّ فقط.
سورة: فاطر - آية: 23  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ ﴾ [فاطر: 24]
إن الحقَّ أمر عظيم، مَن حمله كان جزاؤه أن يبشَّر، ومَن تركه كان جزاؤه أن ينذَر، فلذلك كان التبشير والإنذار في حقيقته جزاءً.
اقتضت رحمة الله تعالى بعباده ألا تخلوَ أمَّة منهم من نذير يحذِّرها عاقبةَ كفرها وضلالها.
سورة: فاطر - آية: 24  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ ﴾ [فاطر: 25]
ما أعظمَ مقامَ رسول الله ﷺ عند ربِّه، وهو يبعد الغمَّ عنه! فإنه يُسلِّيه حين أعرض عن دعوته معرضون، بأن مَن قبله من الرسُل قد جرى لهم مثلُ ذلك.
سبحان مَن قلوبُ العباد بيده! فقد جاءت لأقوامٍ معجزاتٌ مادِّية محسوسة، وآيات وبراهينُ عقليَّة مقنعة، ومع ذلك لم يؤمن أكثرهم!
سورة: فاطر - آية: 25  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿يسٓ ﴾ [يس: 1]
إنه لقسَمٌ لو تعلمون عظيم، إنه لقرآنٌ حكيم، قد أحكم الله آياته نظمًا ومعنى، فلا تشوبه شائبةُ نقص أو خلَل، ولا قصور أو خطَل.
سورة: يس - آية: 1  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ ﴾ [يس: 2]
إنه لقسَمٌ لو تعلمون عظيم، إنه لقرآنٌ حكيم، قد أحكم الله آياته نظمًا ومعنى، فلا تشوبه شائبةُ نقص أو خلَل، ولا قصور أو خطَل.
سورة: يس - آية: 2  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [يس: 3]
لو لم يكن لرسالة النبيِّ ﷺ دليلٌ ولا شاهدٌ إلا هذا القرآن، لكفى به دليلًا وشاهدًا على صدق الرسالة والرسول.
سورة: يس - آية: 3  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [يس: 4]
كتاب الله الحكيم دليلٌ على الصِّراط القويم، فما قبس المرء من ضيائه إلا وجد الاستقامةَ في عِبَره ومواعظه، وفي حِكَمه وأحكامه.
طبيعة شريعة الإسلام السدادُ والاستقامة، فلا عِوَج فيها ولا انحناء، ولا انحراف ولا التواء، الحقُّ فيها واضحٌ وضوح الشمس في كبِد السماء.
سورة: يس - آية: 4  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ [يس: 5]
أنزل الله القرآن رحمةً للعالمين، وبلاغًا إلى الحقِّ المبين، وحماه بعزَّته من التغيير، ومن كلِّ عبثٍ أو تبديل.
سورة: يس - آية: 5  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ ﴾ [يس: 6]
كثيرًا ما تحتاج القلوب المستغرقة في الغفلة إلى هِزَّة توقظها من سُباتها، وليس كالنذُر موقظٌ لها، ومن هنا كان نبيُّنا ﷺ مبشِّرًا ونذيرا.
على الدعاة أن يتنبَّهوا في دعوتهم إلى سلوك سبيل الإنذار والتحذير، مع التبشير لا التنفير، فإنَّ النفوس إذا طال عليها الأمد نسيَت.
سورة: يس - آية: 6  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ ﴾ [يس: 6]
كثيرًا ما تحتاج القلوب المستغرقة في الغفلة إلى هِزَّة توقظها من سُباتها، وليس كالنذُر موقظٌ لها، ومن هنا كان نبيُّنا ﷺ مبشِّرًا ونذيرا.
على الدعاة أن يتنبَّهوا في دعوتهم إلى سلوك سبيل الإنذار والتحذير، مع التبشير لا التنفير، فإنَّ النفوس إذا طال عليها الأمد نسيَت.
سورة: يس - آية: 6  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ ﴾ [يس: 76]
طيبوا نفوسًا أيها المصلحون، ولا تبتئسوا لعداوة المبغضين وكيد الحاقدين؛ فإن الله محيط بعملهم، جليلًا كان أو حقيرا، صغيرًا أو كبيرا، وإنه مجازيهم به.
أنعِم بها من تسلية للمؤمنين من ربِّهم العزيز الرحيم؛ إن أعداءكم في قبضته وهم لا يشعرون، وإنه يعلم ما يُسرُّون وما يعلنون.
سورة: يس - آية: 76  - جزء: 23 - صفحة: 445
﴿إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35]
أعظم جريمةٍ يُجرمها الإنسان هي الاستكبارُ على التوحيد، والتمرُّغ في أوحال الشرك، ومَن استخفَّ بالتوحيد استخفَّ بما وراءه.
سورة: الصافات - آية: 35  - جزء: 23 - صفحة: 447
﴿وَمَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الصافات: 39]
إن العذاب وإن كان بالغ الغاية في الإيلام، فإنه جزاءٌ موافق لأعمالهم السيِّئة التي كانوا يعملونها على الدوام.
سورة: الصافات - آية: 39  - جزء: 23 - صفحة: 447
﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ﴾ [الصافات: 174]
إذا تولَّى الرسول عن قومه المعرضين فإن ذلك نذيرٌ لهم، وإيذانٌ بهلاكهم؛ لأن بقاءه فيهم رحمةٌ بهم، فإذا زالت الرحمة وهم في كفرهم يتمادَون، لم يبقَ لهم إلا العذاب الذي به يُجزَون.
سورة: الصافات - آية: 174  - جزء: 23 - صفحة: 452
﴿وَأَبۡصِرۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ﴾ [الصافات: 179]
أيُّ تهديد في هذا حين يأمر الله رسوله أن يرتقبَ أمر الله فيه وفيهم، ويعِدَه بأنه سيريهم؟
سورة: الصافات - آية: 179  - جزء: 23 - صفحة: 452
﴿ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 17]
أيُّها الدعاة، إذا ضعُفتم فانظروا إلى مَن قبلكم من الرسُل كيف كان جَلَدهم وقيامهم بالحقِّ، ومتى حَزَبكم الهمُّ وازداد عليكم الغمُّ فاستحضِروا معاناة الأنبياء وصبرهم على أقوامهم، فإن في ذلك تثبيتًا لأفئدتكم وتسليةً لنفوسكم.
ليست القوَّة في صرع الناس والهيمنة عليهم، ولكنَّها في أخذ الكتاب بحزم وعزم؛ إقبالًا على الطاعات والواجبات، واجتنابًا للمحرَّمات والمكروهات.
سورة: ص - آية: 17  - جزء: 23 - صفحة: 454
﴿قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ ﴾ [ص: 76]
كم أهلكَت (أنا) من أقوام، حمَلتهم على ألا يرَوا إلا ذواتِهم، ظانِّين أنهم فوق الخلق أجمعين! فما أسوأ مصيرَهم!
سورة: ص - آية: 76  - جزء: 23 - صفحة: 457
﴿قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي ﴾ [الزمر: 14]
الإخلاص لله قضيَّة القضايا، أَولاها القرآن عنايةً كبرى؛ لخطَرها وعِظَم أثرها، فإن الانحراف عنه يودي بصاحبه إلى الجحيم.
قال قَتادة: (ليس أحدٌ إلا وقد أعدَّ الله له أهلًا في الجنَّة إن أطاعه)؛ أمَّا العصاة فيُحرَمون من الأهل والأنيس، زيادةً في تعذيبهم.
خسران الدنيا بما فيها ليس بشيء أمام خسران الآخرة.
«ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعلُ أحدُكم إصبَعَه في اليمِّ، فلينظُر بمَ يَرجِع؟».
سورة: الزمر - آية: 14  - جزء: 23 - صفحة: 460
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]
لا تشغل نفسَك بمصير أعداء الحقِّ والدين، فإنه جدُّ وخيم، ولكن اجتهد في الدعوة والثبات على الأمر القويم، والعاقبةُ لا ريبَ للمتَّقين.
سورة: غافر - آية: 77  - جزء: 24 - صفحة: 475
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [فصلت: 6]
التواضع يرفعُك عند الله، ويقرِّبك من عباد الله، أوَليس لك قُدوة في رسول الله؟ لقد علَّمه ربُّه التواضعَ، ورفعه به مكانًا عليًّا، فما أحسنَ حالَ الداعية حين يتواضع في ردِّه على المخالفين، ويخاطبهم بمنطق الفطرة، ويبيِّن لهم الحقَّ المبين.
الاستقامة على أمر الله لا تكــون إلا بنقــاء التوحيـد وإخلاص العبادة، ثمَّ الاستغفار لما قد يشوب العملَ من قصور، وما يصيب صاحبَه من فتور.
عن قَتادة قال: (كان يُقال: الزكاة قنطرةُ الإسلام، مَن قطعها واجتازها فقد برئ ونجا، ومَن لم يقطعها فقد خسر وهلَك).
مَن أيقن بزوال الدنيا وفنائها، وخلود الآخرة وبقائها، لم يمنع حقًّا أوجبه الله عليه، بل جعل من أدائه له طُهرةً لنفسه، ونماءً لإيمانه وإخلاصه.
سورة: فصلت - آية: 6  - جزء: 24 - صفحة: 477
﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [فصلت: 43]
تشابهَت قلوبُ المكذِّبين في الكُفر، فتماثلت مقالاتهم في الجَحد؛ يمضي الخَلَف منهم على إثر السلف في عداوة الحقِّ وأهله، فبئسَ التابعُ والمتبوع.
أيُّ شعور للداعية بالأُنس والعزيمة، والاستعلاء على مصاعب الدعوة ورفض الهزيمة، حين يعلم أن أسلافه في هذا الطريق هم تلك العصبةُ المختارة من الأنبياء والصالحين؟!
سورة: فصلت - آية: 43  - جزء: 24 - صفحة: 481
﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الشورى: 52]
القرآن رُوحٌ من أمر الله يحيي به القلوب، ونورٌ يضيء به الأرواحَ والدروب، فهنيئًا لمَن عَمَرَ فؤادَه بالقرآن، واشتغل عُمُرَه بهدي الفرقان.
المتَّبع للكتاب والسنَّة تراه قد كُسيَ من الرَّوحِ والنور، ومن الجلال والوقار ما حُرمه غيرُه، فلنَحرِص على أن نكونَ منهم.
قد تزِلُّ القدم بعد ثبوتها، ويعتري الفطرةَ الزيغُ والضلال، فلا بدَّ لها من مرشد ناصح، وليس ككلام الله وسنَّة رسوله مرشدٌ هاد.
لا تُغني الكتبُ عن الرسُل والدعاة إليها، المبصِّرين بهديها والناشرين لطيبها، فجزى الله عنَّا نبيَّنا محمَّدًا ﷺ خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمَّته.
سورة: الشورى - آية: 52  - جزء: 25 - صفحة: 489
﴿فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [الزخرف: 83]
مَن لَها عن طاعة ربِّه، وعاش حياته طَرِبًا بمعصيته، فرِحًا بما ركب من المخالفات، فعمَّا قريب ينتهي طربُه، ويذهب عنه لهوه وفرحُه، وذلك حين ينتقل من دار العمل إلى دار الحساب.
سورة: الزخرف - آية: 83  - جزء: 25 - صفحة: 495
﴿وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الزخرف: 88]
يتبرَّأ المؤمن ممَّن عادى اللهَ وحارب دينه، فينصرف عنهم بعد أن بذل وُسعه، وأدَّى ما عليه في سبيل إيضاح الحقِّ لهم.
سورة: الزخرف - آية: 88  - جزء: 25 - صفحة: 495
﴿فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 89]
الصَّفْح هو العُدَّة التي لا بدَّ أن يحملَها الدعاة إلى الله، فإنهم سيواجهون في هذا الطريق ما تضيق به صدورُهم.
في هذا وعيدٌ لمَن تنكَّب طريق الحقِّ، فإنه سيُعاين الحقائقَ يوم القيامة، لكنه يومئذٍ لن ينتفعَ بمعرفة علم أو إدراك حقيقة.
سورة: الزخرف - آية: 89  - جزء: 25 - صفحة: 495
﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الأحقاف: 9]
كلُّ دعوات الأنبياء والرسُل من مِشكاة واحدة، والمؤمن يؤمن بهم كلِّهم، لا يفرِّق بين أحد منهم، فقد حملوا همَّ الدعوة، وأوصلوا رسالة ربِّهم للناس.
يمضي الرسولُ في دعوته، مؤتمرًا بأوامر الله، غيرَ آبهٍ بما يقوله المعرضون، واثقًا بربِّه، مستسلمًا لإرادته، مطيعًا لتوجيهه، يضع خُطاه حيث قادها الله.
سورة: الأحقاف - آية: 9  - جزء: 26 - صفحة: 503
﴿فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [الأحقاف: 35]
مَن طالع سِيَر الصابرين قبله، ووقف على أخبارهم وثباتهم، هان عليه كلُّ ما يلقى من لأواءَ في هذا الطريق.
إن العزم المحمود هو ما زكَّى النفسَ ورقَّاها عند ربِّها، وقِوامُه الصبر، وباعثه التقوى، وقوَّة شدَّته هي المراقبةُ والمحاسبة لهذه النفس.
مَن استعجل أمرًا فاتته فضيلةُ الصبر التي هي أعظم أجرًا، وخيرٌ له ممَّا طلبه واستعجله.
إن عذاب يومِ القيامة وشدَّته ليَنسى فيه الخِلُّ خليلَه، والحبيبُ حبيبَه، بل إن المرء يَذهَل فيه عن نفسه، فلا يتذكَّر كم كانت حياته التي قضاها، والمدَّة التي عاشها.
إن عناية الله عزَّ وجلَّ وحِفظه مكفولةٌ لمَن حفظ أوامره وحدوده، أمَّا مَن زاغ عن هديه، وحاد عن أمره، فقد وكلَه الله إلى نفسه، فكان من الخاسرين.
سورة: الأحقاف - آية: 35  - جزء: 26 - صفحة: 506
﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٖ ﴾ [الذاريات: 54]
أيها الداعيةُ، لا تُبال بمَن استكبر وأصرَّ على الضلال، ولا تذهب نفسُك عليه حسَرات، فحسبُك أنك لم تقصِّر في تبليغ الرسالة، ولم تألُ جهدًا في النصح والإرشاد.
الذكرى تزيد المؤمنَ إيمانًا ويقينًا، ومَن ذُكِّر بآيات الله ولم يتذكَّر فليُبادر بالتوبة؛ فإنه على خطَر!
سورة: الذاريات - آية: 54  - جزء: 27 - صفحة: 523
﴿قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ ﴾ [الطور: 31]
لئن كان الفجَّار المكذِّبون يترقَّبون هلاكَ الدعاة والمصلحين؛ إن الدعاة ليترقَّبون كذلك أن يحلَّ بالمكذِّبين وَعيدُ الله وتهديدُه، وشتَّان بين ترقُّب وترقُّب!
سورة: الطور - آية: 31  - جزء: 27 - صفحة: 524
﴿وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ [الطور: 48]
كلُّ من حملَ على عاتقه أمانةَ الدعوة إلى الله عليه أن يهيِّئَ نفسَه لمشاقِّ الطريق الطويل؛ بالاحتساب والصبر الجميل.
أيها العبدُ، كن مع الله ولا تُبالِ، فمَن أحاطَه الله برعايته وحِفظه لم يضرَّه شيء.
التسبيحُ ودوام الذِّكر يشحَذُ الهمَّة على الصبر، ويزيدُ من قُدرة المرء على التجلُّد والثَّبات؛ فما أحرانا أن نستمسكَ به.
سورة: الطور - آية: 48  - جزء: 27 - صفحة: 525
﴿وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ ﴾ [القمر: 2]
من سِمات المشركين العِنادُ في ردِّ الأدلَّة الصريحة، والتنكُّر للحُجَج الفصيحة، ولا ينبغي لعاقل التشبُّه بهم.
سورة: القمر - آية: 2  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَكُلُّ أَمۡرٖ مُّسۡتَقِرّٞ ﴾ [القمر: 3]
من شُؤم اتِّباع الهوى أنه يقودُ صاحبَه إلى التكذيب بالحقائق الظاهرة؛ حتى لا يبصرَ بعدُ رشدًا.
كلُّ شيء ماضٍ إلى غاية؛ فالحقُّ يستقرُّ ظاهرًا باقيا، والباطل يستقرُّ زاهقًا ماضيا، فما أبعدَ البَونَ بين استقرارٍ واستقرار!
سورة: القمر - آية: 3  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ ﴾ [القمر: 4]
من أعظم الزَّواجر عن التكذيب ما بيَّنه الله سبحانه في مُحكَم التنزيل من مصير الأمم الجاحدة؛ ففيه الكفايةُ لمن أراد الاعتبار.
سورة: القمر - آية: 4  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ ﴾ [القمر: 5]
لقد كانت قَصصُ الأوَّلين وما حلَّ بهم حكمةً بالغة؛ لأن القَصصَ أدعى إلى إقبال النفس عليها، والانتفاع بعِبَرها.
حُجَج القرآن كافيةٌ وافية في بيان الحقِّ وجَلائه، فمَن لم تُغْنه الحُجَج لم ينتفع بشيء بعدها.
سورة: القمر - آية: 5  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ ﴾ [القمر: 6]
إن موقف الحساب لموقفٌ منكرٌ فظيع، فيه من الأهوال ما تنخلعُ له القلوب فزعًا وخشية، ولا مَنجى منه إلا الإحسانُ في دار الدنيا.
سورة: القمر - آية: 6  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَلَا يَسۡرِقۡنَ وَلَا يَزۡنِينَ وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ وَلَا يَأۡتِينَ بِبُهۡتَٰنٖ يَفۡتَرِينَهُۥ بَيۡنَ أَيۡدِيهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا يَعۡصِينَكَ فِي مَعۡرُوفٖ فَبَايِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الممتحنة: 12]
كلُّ مسلم رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمَّد ﷺ نبيًّا ورسولًا، في عُنقه بيعةٌ على السَّمع والطاعة، فإيَّاكم ونقضَ بيعتكم.
الطاعة الواجبةُ إنما تكون في المشروع والمعروف، ولا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق.
من رحمة الله بعباده أنَّ بنود البيعة اشتملت على المقوِّمات الكُبرى للعقيدة والحياة، بما يُصلح حالَ العبد والمجتمع والأمَّة.
قوَّة التشريع مستمدَّةٌ من قوَّة الشريعة القائمة على المعروف؛ لأنها حُكم الله الحكيم الخبير، لا من إرادة الحاكم ولا الأمَّة ولا ذي رأي فَطير.
سورة: الممتحنة - آية: 12  - جزء: 28 - صفحة: 551
﴿نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]
قال قَتادة: (القلم نعمةٌ من الله عظيمة؛ لولا القلمُ ما قام دينٌ ولم يصلُح عَيش، والله أعلمُ بما يُصلح خَلقَه).
سورة: القلم - آية: 1  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ ﴾ [القلم: 2]
حسبُ النبيِّ ﷺ منزلةً عَليَّة؛ أنَّ الله سبحانه تولَّى الذبَّ عن عِرضه الشريف، ودَفع افتراء المُبطلين عنه.
فليقُل المكذِّبون فيك - أيها النبيُّ - ما شاءت لهم أهواؤهم وأحقادُهم، ألا يرضيكَ أن الله وصلكَ برضاه، وبأجرٍ دائم من عُلاه؟
سورة: القلم - آية: 2  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ ﴾ [القلم: 3]
حسبُ النبيِّ ﷺ منزلةً عَليَّة؛ أنَّ الله سبحانه تولَّى الذبَّ عن عِرضه الشريف، ودَفع افتراء المُبطلين عنه.
فليقُل المكذِّبون فيك - أيها النبيُّ - ما شاءت لهم أهواؤهم وأحقادُهم، ألا يرضيكَ أن الله وصلكَ برضاه، وبأجرٍ دائم من عُلاه؟
سورة: القلم - آية: 3  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ﴾ [القلم: 4]
سُئلت أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها عن خُلق رسول الله ﷺ، فقالت: (كان خُلُقه القرآن) أي: بما تضمَّنه من حثٍّ على المحاسن وتنفيرٍ من المساوي.
كان نبيُّنا ﷺ مهتديًا بهدي الله تعالى؛ بتنزيه علمه عن الجهل، وجُوده عن البخل، وعدله عن الظُّلم، وحِلمه عن الطَّيش، وما أحرانا أن نهتديَ بهديه.
سورة: القلم - آية: 4  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿فَسَتُبۡصِرُ وَيُبۡصِرُونَ ﴾ [القلم: 5]
مهما افترى المفترون، وأرجف المرجفون، فإنَّ العاقبة لا ريبَ للمتَّقين؛ إذ لا يحقُّ في النهاية إلا الحقُّ ولا يصحُّ إلا الصحيح.
سورة: القلم - آية: 5  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ ﴾ [القلم: 6]
مهما افترى المفترون، وأرجف المرجفون، فإنَّ العاقبة لا ريبَ للمتَّقين؛ إذ لا يحقُّ في النهاية إلا الحقُّ ولا يصحُّ إلا الصحيح.
سورة: القلم - آية: 6  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [القلم: 7]
لو بلغ زعيقُ المنافقين عَنانَ السماء في وَصم المهتدين وعَيب المتَّقين ما ضرَّهم شيئًا؛ فإنَّ الله أعلمُ بالصالح والطالح، وبالمصلح والمفسد.
ليس بمفتونٍ مَن أعمل عقلَه فانتفع به وبلغ طريقَ الهُدى والرَّشاد، ولكنَّ المفتون من عطَّل عقلَه عن قَبول الحقِّ وهو أظهرُ من الشمس في كبِد السماء!
سورة: القلم - آية: 7  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ ﴾ [القلم: 47]
تنزيهُ الدعوة عن مكاسب الدنيا وأطماعها العاجلة ضمانٌ لنجاحها، وتحقيق مآربها.
ما قولك فيمَن يُنكر غيبَ السماء ويطعُن به، ثم ينسِجُ من أهوائه وأوهامه وأساطير الأوَّلين غيبًا يركن إليه؟!
سورة: القلم - آية: 47  - جزء: 29 - صفحة: 566
﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ ﴾ [القلم: 51]
الحقد داءٌ بغيض يحمل صاحبَه على رجاء هلاك مَن يحقدُ عليه، فلا تجعل للحقد إلى قلبك سبيلًا.
ليس بغضُ الكفَّار الأوَّلين للذِّكر دون بغض الكفَّار المعاصرين، فليحذَر الدعاةُ منهم فإنهم غيرُ مأمونين.
سورة: القلم - آية: 51  - جزء: 29 - صفحة: 566
﴿وَٱلضُّحَىٰ ﴾ [الضحى: 1]
هي تسليةٌ للنبيِّ ﷺ؛ أن الله هو مربِّيك، وهو كافلك وراعيك، ولن يدعَك أو يجفوَك، فأحسن الظنَّ دومًا بربِّك تجده عند ظنِّك.
سورة: الضحى - آية: 1  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ ﴾ [الضحى: 2]
هي تسليةٌ للنبيِّ ﷺ؛ أن الله هو مربِّيك، وهو كافلك وراعيك، ولن يدعَك أو يجفوَك، فأحسن الظنَّ دومًا بربِّك تجده عند ظنِّك.
سورة: الضحى - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾ [الضحى: 3]
هي تسليةٌ للنبيِّ ﷺ؛ أن الله هو مربِّيك، وهو كافلك وراعيك، ولن يدعَك أو يجفوَك، فأحسن الظنَّ دومًا بربِّك تجده عند ظنِّك.
سورة: الضحى - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ ﴾ [الضحى: 4]
بشرى لرسول الله ﷺ؛ أن الله مدَّخرٌ له من الخيرات أضعافَ ما آتاه في الدنيا من نعيم الطاعة، ولذَّة العبادة.
اجعل الآخرةَ همَّك ومَطمحَك يكفِكَ الله همَّ الدنيا، ويجعل غناكَ في قلبك، ويؤتِكَ من خيرَي الدنيا والآخرة.
سورة: الضحى - آية: 4  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ ﴾ [الضحى: 5]
كم من العطاءات التي منحَها الله سبحانه لنبيِّه ﷺ؛ تشمل ما يرجوه لنفسِه ولأمَّته، وهي عطاءاتٌ تنتظر كلَّ مسلمٍ التزم منهجَه، واقتفى أثرَه.
سورة: الضحى - آية: 5  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ ﴾ [الضحى: 6]
لطف الله بنبيِّه ﷺ ملازمٌ له من صِغَره، وقد ذكر أفضاله السابقة عليه ليعلمَ الناس أن وعد الله له حقٌّ؛ أليس الله بكاف عبده؟!
سورة: الضحى - آية: 6  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ ﴾ [الضحى: 11]
بين الإعلانِ بالعمل تحدُّثًا بنِعَم الله، والإعلانِ به غرورًا ورياءً فرقٌ رقيق دقيق، ينبغي مراعاتُه، والاحتراس من تجاوزه وتخطِّيه.
التحدُّث بنِعَم الله من دواعي شُكرها، وموجبات تحبيب القلوب بمَن أنعم بها، فإنَّ القلوب مجبولةٌ على حبِّ مَن أحسن إليها.
سورة: الضحى - آية: 11  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ ﴾ [الشرح: 1]
أوَّل ما يحتاج إليه الداعيةُ في دعوته انشراحُ صدره؛ ولذلك كان أولُ دعاء موسى عليه السلام قبل انطلاقه لتبليغ رسالته: ﴿قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري﴾ .
بدأت السُّورة بذكر أعظم النِّعَم وهي انشراحُ الصَّدر، وستُختَم بأهمِّ أسباب انشراحه وهو التفرُّغ لعبادة الله وطاعته.
سورة: الشرح - آية: 1  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ﴾ [الشرح: 2]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم.
العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة!
سورة: الشرح - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ﴾ [الشرح: 3]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم.
العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة!
سورة: الشرح - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ﴾ [الشرح: 4]
عن قَتادة قال: (رفع الله ذكرَ نبيِّه في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ ولا متشهِّد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمَّدًا رسول الله").
سورة: الشرح - آية: 4  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ﴾ [الشرح: 5]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر.
مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف.
سورة: الشرح - آية: 5  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ﴾ [الشرح: 6]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر.
مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف.
سورة: الشرح - آية: 6  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ﴾ [الشرح: 8]
هي دعوةٌ لاستثمار الوقت، فلا تركَن إلى الدَّعة والكسَل، وإذا فرغتَ من عملٍ نافع مفيد فأتبعه بمثلِه، فإنك يوم القيامة مسؤولٌ عن عمُرك فيمَ أفنيتَه؟ اجعل رغبتَك إلى الله تعالى وحدَه في جميع مطالبك الدنيويَّة والأخرويَّة، وترفَّع ما استطعتَ عمَّا في أيدي الناس، واستغنِ عن غير ربِّك.
سورة: الشرح - آية: 8  - جزء: 30 - صفحة: 597


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


شهادة الزور أصحاب الأخدود القتل ذو عقاب أليم الهاوية اسم الله الكريم حقيقة الإيمان تحرير العبيد التكذيب الغاشية


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, March 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب