قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن الخشية في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]
على خلاف كتُب البشر التي تُستفتَح بالاعتذار إلى القرَّاء والاعتراف بالتقصير، افتَتح الله السورةَ بإعلانٍ صريح أنَّ هذا الكتابَ العظيم حقٌّ كلُّه، لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه.
ما أرفعَ شأنَ القرآن، وما أبعدَه عن أن تنالَ منه شبُهات المشكِّكين! فيا أيها المؤمنُ انهض بقلبك وعقلك إليه، ويا أيها المرتابُ لن تَعدُوَ شبهاتُك القاعَ الذي أنت فيه! إنه الكتابُ الوحيد الذي تقرؤه وأنت مطمئنٌّ تمام الاطمئنان، وموقنٌ كمال اليقين، بصدق كلِّ حرفٍ فيه.
فاجعله صاحبَك في ليلك ونهارك.
كلَّما اتَّقى العبد ربَّه ارتقى في مدارج الهدى والصلاح، ولا يزال في مزيدِ هدايةٍ ما دام في مزيدٍ من الورع والتقوى، فاتَّقِ تَرتَقِ! التقوى تفتح مغاليقَ القلوب وتهيِّئها لتلقِّي أنوار الكتاب، فتحيا بالقرآن وتستجيبُ لأمره.
فما أسعدَ المتَّقين! في تخصيص الهدى بالمتَّقين رفعٌ لقَدرهم، وتنويهٌ بفضلهم، فنالوا بتقواهم الجزاء مضاعفًا؛ اهتداءً بالقرآن، وثناءً من الجليل الديَّان.
سورة: البقرة - آية: 2  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3]
ليس الفضل والمزيَّة في الإيمان بما تشاهده بعينيك فحسبُ، ولكن في الإيمان بما لا تُدركه حواسُّك ممَّا أخبر به الوحيُ.
ألا ترى أن المتَّقين قد مُدحوا بإقامة الصلاة لا بمجرَّد أدائها؟ إن في إقامتها معنى المحافظة عليها، والوفاء بحقوقها.
فيا أيها المؤمنُ، صلاتُك صِلتُك بربِّك، فأحسن الصِّلة! لو استحضرنا فضلَ الله علينا وعظيمَ بِرِّه بنا وجميلَ إحسانه إلينا، لكان ذلك دافعًا لنا إلى البِرِّ بعباده الضعفاء، والإحسان إلى المحتاجين والفقراء.
مَن أيقن بالخلَف من الله الرزَّاق جادت نفسُه بالبذل والعطاء، فلا تبخل بما آتاك، وأنفِق يُنفَق عليك.
شيوع النفقة في المجتمع المسلم يجعل الحياةَ مجالَ تعاونٍ وتراحُم، لا مُعترَكَ تطاحُنٍ وتزاحُم، ويُشعر العاجزين والضعفاء أنهم يعيشون بين قلوبٍ ونفوس، لا بين أنيابٍ ومخالب! أيها المؤمن، لا يطلُب الله تعالى منك أن تتصدَّق بكلِّ ما رزقك، بل يدعوك إلى أن تنفقَ ممَّا وهبك، فلا تبخل بالإنفاق في مَحابِّ مَن أعطاك.
سورة: البقرة - آية: 3  - جزء: 1 - صفحة: 2
﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]
في مَعرِض الحديث عن العيوب الظاهرة ذُكِرت قساوة القلب؛ تنبيهًا على أنها من العيوب، بل إن من أقبح العَيب، ما صدَّ عن عالم الغَيب.
هذه الحجارة على قساوتها تتصدَّع فينبثِقُ منها الماء، وتسقط من أعالي الجبال خشيةً لله، أمَّا القلوب الغُلف فلا تتأثَّر بكلام الله ولا يُرجى منها خير، فبئسَ مَن كان الجماد أشدَّ استجابةً لله منه.
تنبَّه إلى شدَّة التهديد والوعيد في هذه الكلمات، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ عالمًا بما يعمله العصاة، مطَّلعًا عليه، كان لمجازاتهم بالمِرصاد، إنَّ مَن تغفُل عنه لا يغفُل عنك!
سورة: البقرة - آية: 74  - جزء: 1 - صفحة: 11
﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150]
في الأمر بالتوجُّه شطرَ المسجد الحرام في كلِّ صلاة دعوةٌ إلى توجُّه القلب إلى الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حين.
لن تعدَمَ ظالمًا يكذِّب بالحقِّ، ويأبى الإذعانَ لحُجَّته، فلا تذهب نفسُك حسَراتٍ عليه؛ فإنما هو متَّبعٌ هواه، وإنما عليك البلاغ.
إن الذين يردُّون الحقَّ ويستدبرون الحُجَّة، إنما ينساقون مع العِناد واللَّجاج، ولا سبيلَ إلى إسكاتهم، فليُعرض المسلمون عنهم.
قيامك بحقوق ربِّك وواجباته مؤذنٌ بهداية الله لك وإنعامه عليك، فاحذر أن تضيعَ هدايته!
سورة: البقرة - آية: 150  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿وَلۡيَخۡشَ ٱلَّذِينَ لَوۡ تَرَكُواْ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّيَّةٗ ضِعَٰفًا خَافُواْ عَلَيۡهِمۡ فَلۡيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡيَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]
كما يحبُّ المرء أن يُكرَم أولادُه من بعده، كذا عليه أن يحبَّ لأولاد غيره، ومَن اتَّقى الله في أولاد الناس سخَّر الله لأولاده مثلَ ذلك.
الأمر بالعدل والالتزامُ بالشرع مطلوبٌ في جميع الحالات، وفي أحلكِ الأوقات، وذلك علامةُ صحَّة الدِّيانة، وصلابة الإيمان.
الكلمة الطيِّبة والعبارةُ اللطيفة من سَداد القول، وهي من مُرادات الشارع الحكيم التي بها صلاحُ الفرد والمجتمع.
سورة: النساء - آية: 9  - جزء: 4 - صفحة: 78
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]
جهاد النفس مقدَّمٌ على جهاد العدوِّ، فمَن انتصر على نفسه قوِيَ على مواجهة عدوِّه.
مَن استعجل الأمرَ قبل أوانه، ولم يصبر عليه أوانَ حُلوله، كان ذلك أَمارةً على أن استعجاله كان تهوُّرًا لا شجاعة.
نقل الأقوالِ إلى أعمالٍ صالحة، والإراداتِ إلى أفعالٍ صادقة، من أَمارات الصدق.
حين تغيب شمسُ أُمنيَّاتِ النهار، بظهور ليل الأخطار، حينئذٍ يبحث ذوو الحماسة الزائفة عن أعذارٍ تُعفيهم من المواجهة.
كيف يلهو العاقلُ بمتاع قليل زائل، متناسيًا به المتاعَ الكثير الدائم؟ على أن ذلك القليل منغَّصٌ بالمكروهات! إن اشتدَّت على نفسك التكاليف، وثقُل قيدُها على قدمَي هواك، فمَنِّها بقُربِ ما تهواه من الطيِّبات، إذا صبَرَت واتَّقَت.
اليقين بعدل الله تعالى وفضله يزرع في النفس الاطمئنان، فيسعى الإنسانُ إلى عمل الخير مهما قلَّ، ويوقن بأن الله لن يُضيعَ عمله، ويحذَر من كلِّ سوء مهما صغُر؛ لأن الله سيُحصيه عليه.
سورة: النساء - آية: 77  - جزء: 5 - صفحة: 90
﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [المائدة: 3]
ما من عاقلٍ إلا ويُدرك أن الحكيم تعالى لا يأمرُ بغير الحكمة، وإن قصَّر عِلمُه عن إدراكها، ويزيدُه يقينًا ما تُبديه الأيام من حِكَم التشريع تحريمًا وتحليلًا.
النيَّة ميزانٌ يُعرَف به صلاحُ الأعمال من فسادها، وصحَّتُها من بُطلانها، فمَن ذبحَ لغير الله كان حرامًا ولو ذَكر اسمَ الله عليه.
مَن استقسمَ بالأزلام، للإقدام أو الإحجام، فقد جَنى على دينه ودنياه وعقلِه، ولا شفاءَ له إلا الفِرارُ إلى التوحيد الخالص.
الإسلام كالشمس؛ لا يستطيع عُشاقُ ظلام الكفر حجبَها عن العالَم، غيرَ أنهم قد يُكدِّرون الأجواءَ حتى لا يراها بعضُ الناس على صفائها ونقائها، ولكن أنّى للقَتَر البقاءُ في الآفاق؟! هـــذا الإسـلامُ بكمــاله وتمامه، فأيُّ يدٍ إليه بالإبطال تمتد؟ وأيُّ قوةٍ بشرية قادرةٌ على إطفاء نورٍ أضاءه الواحدُ الأحد، وأيُّ عاقلٍ يرفض دينًا رضيَه اللهُ إلى أبدِ الأبد؟! الإسلام أعظمُ نعمة، فالواجب شكرُهـــا، والعملُ بمحتواها، فمَـن كفرَها ورفضَها فقد استنزلَ أعظمَ نقمة، واستبدلها بأعظمِ نعمة.
امتدَّ ثوبُ الكمال والتمام على هذا الدين فلم يبقَ فيه خَرقٌ أو نَقص، فمَن نظر فيه يبغي قُصورَه رجع بصرُه خاسئًا وهو حسير.
إكمال الدين، وإتمامُ النعمة، ورضا الله به لعباده؛ كلماتٌ توجب شكرَ الله وتعظيمَه على هذا الإكرام، والقيامَ بما جاء به دينُ الإسلام.
قد رضيَ الله تعالى للناس خيرَ دينٍ وأكملَه، فما حُجةُ مَن يرفضه ويختار غيرَه؟
سورة: المائدة - آية: 3  - جزء: 6 - صفحة: 107
﴿فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ ﴾ [المائدة: 31]
رسالةٌ لكلِّ متكبِّر بعلمه وقدُراته: قد يجدُ العالِم من العلم المحتاجِ إليه، عند مَن لا وزنَ له لديه، غيرَ أن العاقل مَن استفاد الخيرَ حيث كان.
الجريمة ولودٌ للمكدِّرات، لا تورث الطُّمَأنينةَ ولا الراحة، بل الندامةَ والحسرة.
سورة: المائدة - آية: 31  - جزء: 6 - صفحة: 112
﴿وَقَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ فِيهِ هُدٗى وَنُورٞ وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 46]
إقامة البراهين على صدق الكتب المنزَّلة، والدعوةُ إلى العمل بها، ونبذُ الغلوِّ فيها والانحرافِ عنها، وظيفةُ الرسُل الكرام وأتباعِهم جميعًا.
الحق واحدٌ وإن اختلفت شرائعُه؛ فإن كتُب اللهِ يصدِّق بعضُها بعضًا، وفيها من الهداية أتمُّها، ومن المواعظ أبلغُها.
النور والمواعظ موجودةٌ حاضرة، لكنَّها لا تدركها إلا بصائرُ مستنيرة، وأرواحٌ مستشرفة.
المتَّقون هم الذين يجدون في كتب الله تعالى النورَ والهدى والموعظة، وهم الذين تتفتَّح قلوبُهم لها، وتشرقُ جوارحُهم بأنوارها.
سورة: المائدة - آية: 46  - جزء: 6 - صفحة: 116
﴿قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [المائدة: 100]
ميزان العدل لا يجمعُ بين المختلفات، ولا يفرِّق بين المتماثلات، فلا يستوي عند الله الخبيثُ من الأشخاص والأعمالِ والأموال مع الطيِّبِ منها والحلال.
لا تهتمَّ بكميَّةِ الأشياء وأعدادِها بقدر ما تهتمُّ بكيفيَّاتها وصفاتها؛ فالطيِّبُ وإن قلَّ خيرٌ من الخبيث وإن كثُر.
العقلاء يعتبِرون بعواقبِ الأمور التي تدلُّ عليها أوائلُها بعد التأمُّلِ فيها، فلا يُصرُّون على الاغترار بكثرةِ الخبيثِ بعد التنبيهِ والتذكير.
سورة: المائدة - آية: 100  - جزء: 7 - صفحة: 124
﴿قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ﴾ [الأنعام: 15]
الخوف من عذاب يوم القيامة حاجزٌ عن العصيان، ودافعٌ إلى طاعة الرحمن.
ألا يستحـيي العبـدُ أن يعصـيَ مَن يعتني به ويُربِّيه؟ ألم يكن حقيقًا به أن يفعلَ ما يقرِّبه منه ويُرضيه؟ كم تُثيرُ عظمةُ القيامة في النفس المؤمنة من مخاوف! ولا غَروَ؛ فإنه يومٌ شديدُ الأهوال.
سورة: الأنعام - آية: 15  - جزء: 7 - صفحة: 129
﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 51]
القرآن أبلغُ المواعظِ في الإنذار، وأكثرُ مَن ينتفعُ به مَن يخافُ الحشرَ إلى ربِّه، فما أحسنَ أن يكونَ وسيلةَ الإنذارِ الأولى لدى الداعية! مَن خاف ربَّه لم يتعلَّق بسواه، لا طالبًا نصرَه، ولا سائلًا شفاعتَه، بل انقطع إلى ربِّه وحدَه، متوكِّلًا عليه، فهو الشافعُ والناصر.
لا يكفي المرءَ أن يخاف، بل لا بدَّ له من العلم بما يُنجيه؛ ليكونَ خوفُه على بصيرة، يعرفُ معه ما يأتي وما يذَر.
سورة: الأنعام - آية: 51  - جزء: 7 - صفحة: 133
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]
ذِكرُ اللهِ بذكر اسمه وعظمته ورحمته، وهو شعورٌ يبعث على استحضار عظمَة الله، والإكثارِ من الخير، فلا يزال صاحبُه قريبًا من الطاعات، بعيدًا عن المحرَّمات.
إنما تظهر آثارُ حلاوة الإيمان في القلب عندما تجدُ اللسانَ يستحلي ذكرَ ربِّه، وتسارع الجوارحُ إلى طاعته.
إذا عَمَرَت القلوبُ بالإيمان، أصغَت لتلاوة القرآن، فوقع أثرُه فيها، فزاد إيمانُ أصحابها.
لا يجتمع كمالُ توحيد الله والتوكُّلُ على سواه في قلبٍ واحد، فمَن وجد في قلبه توكُّلًا على أحد أو سببٍ غيرَ الله فلخللٍ في إيمانه.
سورة: الأنفال - آية: 2  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [التوبة: 13]
البادئ بالشرِّ أظلم، وهو أوَّل مَن يُبدأ بتأديبه، وشقِّ هامة عدوانه؛ ومن أمثلته: البَدء بقتال الناكثين قبل سواهم من الكافرين.
إيمانُك يدعوك إلى ألا تخشى مخلوقًا، خشيةً تُقعدُك عن القيام بأمر خالقك.
سورة: التوبة - آية: 13  - جزء: 10 - صفحة: 188
﴿۞ أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [التوبة: 19]
حين يعيش المرءُ في ظلُمات الضلال يضطرب ميزانُ حُكمِه على الأشياء، فيقدِّم ما يستحقُّ التأخير، ويؤخِّر ما يستحقُّ التقديم.
ما أبعدَ الظالمَ عن الهداية، وإن تستَّرَ بالعبادات، وبعضِ الأعمال الصالحات!
سورة: التوبة - آية: 19  - جزء: 10 - صفحة: 189
﴿وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِۦ وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13]
من الخَلق مَن يسبِّح بحمد ربِّه ويخشاه، وكثيرٌ من المكلَّفين غافلٌ عن ربِّه، ساعٍ في سبُل سَخَطه، فمَن أحرى بالتسبيح والخشية؟! أفعال الله العجيبةُ في الكون، يتأمَّلها المؤمنون فيسبِّحون ربَّهم ويحمَدون، ويهابون ويخشَون، ويراها الكافرون فيجادلون في وَحدانيَّة الله وقدرته على البعث، فيستعجلون العذابَ المُهين.
سورة: الرعد - آية: 13  - جزء: 13 - صفحة: 250
﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ۩ ﴾ [النحل: 50]
هذا الكونُ برُمَّته منقادٌ لخالقه، طائعٌ لأوامره، فكلُّ عصيان وكلُّ تكذيب فإنما هو شذوذٌ عن ذلك النهج القويم.
مشهد الظِّلال وهي تمتدُّ وتتراجع وتثبُت وتتمايل، مشهدٌ موحٍ لمَن يفتح قلبَه ويوقظ حِسَّه ويتجاوبُ مع الكون حوله، يُستدَلُّ به على مُدبِّره العظيم، فيا خسارةَ مَن استمتع بنِعَمه ثم كفرها! ما سجد لله جلَّ جلاله مَن أظهرت جوارحُه التذلُّلَ بين يديه، في حين قلبُه قد مُلئ كِبْرًا، ونفسُه أُشبِعَت عُجبًا.
يَرقى الموحِّدُ بتوحيده إلى أشرف المراتب، وينزلُ المشركُ بشِركه إلى ما دون رتبةِ البهائم.
لو أنفق المؤمن التقيُّ عُمرَه كلَّه في الطاعة لخشيَ التقصيرَ في جنب الله، وحُقَّ لمَن عرَف مقامَ الله أن يخافَه.
سورة: النحل - آية: 50  - جزء: 14 - صفحة: 272
﴿ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 49]
مَن كان يخشى اللهَ تعالى حيث لا يراه أحدٌ فكيف يكون حالُه بين الناس؟ إنما يُشفق من يوم القيامة مَن يستصغر حسناتِه، ويستكثر سيئاته، ويستحيي أن يلقى بها سيَّده.
سورة: الأنبياء - آية: 49  - جزء: 17 - صفحة: 326
﴿فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]
ما أعظمَ الدعاء وأحسنَه وسيلةً للخروج من البلاء! فقد دعا أيوبُ في مرضه فشُفي، ودعا يونسُ في ضيقه فنُجِّي، ودعا زكريا في حال فقدِ الولد فرُزق بيحيى نبيًّا من الصالحين.
كم من دعوة صالحة تفتح بابَ نعمة أخرى، فيتِمُّ بهما الفضل، ويكمُل بهما الخير.
إصلاحُ الزوجة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا من أعظم النعم على الزوج الراغب في الولد.
مَن كان بعيدًا عن فعل الخير فإنه يسارع إليه حتى يأتيَه فيقومَ به، لكن الأنبياء لمَّا كانوا لا ينفكون عن الخير فإنهم يسارعون فيه لا إليه.
كان الصدِّيق رضي الله عنه يقول: (أوصيكم بتقوى الله، وأن تُثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبةَ بالرهبة، وتجمعوا الإلحافَ بالمسألة؛ فإن الله عزَّ وجلَّ أثنى على زكريا وأهل بيته)، ثم ذكر الآية.
سورة: الأنبياء - آية: 90  - جزء: 17 - صفحة: 329
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ﴾ [الحج: 34]
من عظيم البراهين على منزلة عبادة من العبادات أن تراها مشروعةً في جميع الشرائع، وهكذا كان النحر، فهل يقدر المسلم هذه الشعيرةَ قدرها؟ مالُك هو من رزق الله لك، ومن فضله عليك، فمن شُكره أن تبتغي به رضاه، فتنسُبه إليه.
ذبحُ النسيكة مشهدٌ من مشاهد التوحيد؛ فبها يتقرَّب المسلم الموحِّد إلى الله، وعلى اسمه يذبحها، وله وحدَه يصرف شكرَها.
طوبى للحجيج المخبِتين الذي استسلموا لربِّ العالمين، وانقادوا له راضين، وكانوا له متواضعين.
مَن أخبتَ لله قلبُه استنارت بالأعمال الصالحات جوارحُه، فنالته البِشارات، وهطَلَت عليه الخيرات، فأصلِح قلبك؛ فإنه موضع نظر ربِّك منك.
سورة: الحج - آية: 34  - جزء: 17 - صفحة: 336
﴿ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [الحج: 35]
من صفات المُخبِتين الوجَل عند ذكر الله عزَّ وجل، وذلك يقتضي معرفتَهم بعظيم شأنه، واستشعارهم تقصيرَهم في جنبه، وبُعدهم عن العُجب بما هم عليه.
إذا أردتَّ البشرى فأحسن ببارئك الظنون، ولا تتبرَّم من أقداره فيك؛ فإنه بحكمته يبتليك فيصطفيك.
حين لم يتمكَّن حبُّ الدنيا من قلوب المخبتين ظلُّوا بين العباد منفقين، غيرَ بخلاء بما رُزقوا؛ لعلمهم أن المال ماله، والفضل فضله.
سورة: الحج - آية: 35  - جزء: 17 - صفحة: 336
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57]
قال الحسن البصريُّ: (إن المؤمن جمعَ إحسانًا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا).
لا يزال المؤمن في ازدياد من الإيمان قولًا وعملًا، ولا يفتأ يجدِّده كلَّ حين، شاكرًا لله تعالى إحسانَه وفضله، وجوده وتوفيقه.
ألا يستحقُّ الموصوف بالربوبيَّة جلَّ وعلا أن يُخشى وأن يُتَّقى، وأن يؤمنَ به، وألا يُشركَ به؟
سورة: المؤمنون - آية: 57  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]
يستشعر المؤمن فضل الله عليه، ويُحِسُّ آلاءه في كلِّ نفَس وكلِّ نبضة، ومن ثَم يستصغر كلَّ عباداته، ويستقلُّ كلَّ طاعاته، إلى جانب آلاء الله.
كان سهلُ بن عبد الله التُّستَريُّ يقول: (إنما خوف الصِّدِّيقين من سوء الخاتمة عند كلِّ خَطْرة، وعند كلِّ حركة).
سورة: المؤمنون - آية: 60  - جزء: 18 - صفحة: 346
﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ [النور: 37]
كان الصحابة رضي الله عنهم يمارسون التجارة والصفق في الأسواق، غير أن فرائض الله تعالى متى حضرت فلا يَشغَلهم عنها شيء.
المؤمن لا تُلهيه عن عبادته تجارةٌ مهما أربحت، ولا صفقةُ بيع مهما أغرت.
حقٌّ على كل عاقل أن يخاف يومًا تضطرب فيه الأبصار والقلوب عن مواضعها من شدة الخوف والوجل، كما يتقلب المرء في مكانه.
امتلاء القلب رهبةً من أهوال الآخرة يدفع صاحبه إلى الإكثار من ذكر الله تعالى والصلة به، وترك الانشغال بلهو الدنيا، والانشغال بما يؤمِّن الإنسانَ يوم الفزع الأكبر.
إن انصراف المرء إلى ملهيات الحياة، تاركًا بذلك حقَّ الله يدل على أنه قليل الخوف من يوم القيامة، ولو أن ذلك اليوم العظيم حاضرٌ في قلبه لصرفه عن ذلك اللهو.
سورة: النور - آية: 37  - جزء: 18 - صفحة: 355
﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ﴾ [النور: 52]
المؤمن يتردَّد بين الخشية والتقوى، فيخشى الله على ما مضى من ذنوبه، ويتَّقيه بفعل الخير من أجله، وتجنُّبِ ما نهى عنه من معصيته، وذلك طريقه إلى الفوز برضا ربَّه، ودخول جنَّته.
سورة: النور - آية: 52  - جزء: 18 - صفحة: 356
﴿إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 35]
من دلائل الإقبال على الإيمان والإسلام الطاعةُ الناشئة عن رضا داخليٍّ وقناعة قلبيَّة.
منزلة العبد من الإيمان هي منزلتُه من الصدق، فمَن ترقَّى جميع درجات الصدق فقد استكمل الإيمان.
بالصبر يستعين المرء على تحقيق شرائع الإسلام الظاهر، وأعمال الإيمان الباطنة؛ إذ لا تُبلغ الأمورُ الكبار إلا على طريق المصابرة.
تعاهَد قلبَك وجوارحك، فإن وجدت فيها هيبة وإجلالًا لله تعالى، ووقوفًا عند حدوده، فذلك من مبشرات المغفرة والأجر العظيم.
ذِكر الله معينٌ على الصدق والصبر والخشوع والبذل والصوم، فمَن كان مكثرًا من ذكر ربِّه في لسانه وقلبه سهُل عليه أداء تلك العبادات.
لولا مغفرةُ الله سبحانه لعباده لنقَصَ تقصيرُهم وتفريطهم من أجورهم، ولكنه تعالى، تفضُّلًا منه، يعفو عن الهفوات والزلَّات، ثم يُتبع عفوَه هذا بالأجر العظيم.
سورة: الأحزاب - آية: 35  - جزء: 22 - صفحة: 422
﴿وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا ﴾ [الأحزاب: 37]
تحرر الإنسان من رِبقة الذل لغير الله، وإطلاق أفعاله لتكون تحت مشيئته لا مشيئة سواه؛ نعمةٌ عظيمة ومِنَّة جسيمة.
قالت عائشةُ رضي الله عنها: (لو كتمَ النبيُّ ﷺ شيئًا ممَّا أوحي إليه لكتم هذه الآية: ﴿وَتُخفِي فِي نَفسِكَ ما الله مُبدِيهِ﴾ ).
لا ينبغي لامرئ أن يخشى الناسَ في فعل ما شرَعه الله تعالى له من الحلال، أو يتحرَّج منه.
قد يُذهب الله تعالى عن مؤمنٍ شرفًا كان يسمو به، فيبدله شرفًا أسمى منه وأرقى، فزَيدٌ لمَّا ذهب عنه شرف (زيد ابن محمد) أبدله الله بشرف ذكر اسمه في القرآن الكريم.
التعليم الفعليُّ أبلغ من القوليِّ، فإن اجتمعا فكمال، وها هو ذا رسولُ الله أبطل التبنِّي بقوله وبفعله.
سورة: الأحزاب - آية: 37  - جزء: 22 - صفحة: 423
﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا ﴾ [الأحزاب: 39]
إذا كمَل خوفُ العبد من ربِّه لم يخَف شيئًا سواه، ومتى نقصَ خوفه منه سبحانه زاد خوفه من كلِّ ما عداه.
لو أن الداعي عظُم يقينه بأنَّ الأمر كلَّه بيد الله، ولا يضرُّ ولا ينفع سواه، لجدَّ كلَّ الجدِّ في تبليغ رسالة ربِّه، غيرَ خائف في طريقه.
سورة: الأحزاب - آية: 39  - جزء: 22 - صفحة: 423
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18]
إن الله تعالى عادل في حكمه، فلا يؤاخذ عبدًا بجريرة غيره ما لم تكن له يد فيها، فاطمئن على نفسك فإنك لا تحاسب إلا عليها.
قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (يلقى الأب والأمُّ ابنه فيقول: يا بنيَّ؛ احمل عنِّي بعض ذنوبي، فيقول: لا أستطيع حمل شيء؛ حسبي ما علي).
لا تظنَّ اليوم أن أحدًا سيحمل عنك ذنبك غدًا، ولو كان أقربَ قريب لك، فتخفَّف منه اليوم بالتوبة قبل أن تلقى الله بالندامة يوم القيامة.
ما أحسنَ خشيةَ الله وإقامةَ الصلاة في الانتفاع بالنِّذارة والموعظة! فمَن كان أكثرَ خشيةً وأحسن صلاةً صار أكثر انتفاعًا بالذكرى.
إذا تطهَّرت من المعاصي، ونقَّيت باطنك وظاهرك من المساخط، فإن عائدة ذلك النقاء على نفسك، فاحرِص على ذلك فأنت الرابح.
من تفكر بأن مصيره إلى ربِّه الذي سيحاسبه على عمله انتفع بالنِّذارة، وطهَّر نفسه من الذنوب حتى يوافيَ مولاه على أحسن حال.
سورة: فاطر - آية: 18  - جزء: 22 - صفحة: 436
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]
خلق الله الناسَ من شيء واحد، وفاوت بينهم في ألوانهم وصفاتهم، وطباعهم وميولهم، فلا يتَّفق شخصٌ مع شخص في كلِّ شيء منذ أوَّل مخلوق إلى آخر مخلوق، فسبحان الخالق العظيم! إنما العلم الخَشيةُ، فإذا لم يَقُدِ العلمُ صاحبه إلى خشية الله، فيتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته، فلا خير في ذلك العلم.
مَن أيقن بأن الله تعالى بعزته يعاقب مَن عصاه ويقهره، وبمغفرته يثيبه ويأجُره، دعاه ذلك إلى خشيته وحسن عبادته.
سورة: فاطر - آية: 28  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11]
مَن أقفل مغاليقَ قلبه دون اتِّباع الذِّكر، ولم يخشَ الله في الغيب، لم ينتفع بإنذارٍ أبدًا، وكان كالأصمِّ الأعمى لا يهتدي سبيلا.
ليست خشيةُ الله دعوى بالألسنة، ولكنَّها واقعٌ يصدِّقه اجتنابُ الذنوب في حال الغَيبة كاجتنابها في حال الشهادة.
العاقل حقًّا لا يزيده يقينه برحمة الله الرحمن إلا خشيةً لعظمتِه، واستقامةً على شريعتِه.
خشية الله بالغيب، واتِّباع ما أنزل سبحانه، أمران متلازمان في القلب، فما حلَّت الخشية فيه إلا تَبِعها العمل.
سورة: يس - آية: 11  - جزء: 22 - صفحة: 440
﴿لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16]
سبحانك ربَّنا ما أرأفك بعبادك! تخوِّفهم من عذابك، وتدعوهم لاتِّباع أوامرك، رغبةً في فلاحهم ونجاتهم.
تمام العبودية لله في طاعته وتقواه، أمَّا أن تكون مجرَّد ادِّعاء مع العكوف على المعاصي والآثام، فما هي بالعبودية الحقَّة التي يرضاها ربُّنا.
سورة: الزمر - آية: 16  - جزء: 23 - صفحة: 460
﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]
كيف لا يكون القرآن أحسنَ الحديث وهو كتابٌ لا ريبَ فيه هدًى للمتَّقين، وشفاءٌ ورحمة للمؤمنين؟ يا مَن تجد قَسوةً في قلبك، وبرودًا في مشاعرك، دونك الدواءَ الشافي، والبلسمَ الوافي، الذي يليِّن الجلود والقلوب؛ إنه كتاب الله؛ تدبَّر آياتِه، وتفكَّر بحِكَمه وأحكامه.
سورة: الزمر - آية: 23  - جزء: 23 - صفحة: 461
﴿مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ ﴾ [ق: 33]
وعدُ الله كائنٌ لا محالة، فلنتجمَّل بحفظ العهد والرجوع دومًا إلى الحقِّ؛ لنفوزَ بجميل وعده سبحانه.
إذا ما خلَوتَ يومًا بنفسك، ودعَتكَ إلى معصية ربِّك، فذكِّرها بما أعدَّ الله للأوَّابين، فلا أخسرَ ممَّن باع هذه المنزلةَ بشهوة عابرة.
سورة: ق - آية: 33  - جزء: 26 - صفحة: 519
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]
أيها الدعاةُ، إنما وظيفتكم تبليغُ رسالة الإسلام وتبيينُ شرع الله، وهو سبحانه أعلمُ بخصومكم، وعند الله تجتمعُ الخصوم.
القرآن تبصرةٌ وعِظة، فيه الحجَّةُ البالغة والموعظةُ البليغة، ولكن هيهاتَ أن ينتفعَ به إلا من يخافُ الوعيد، ويطمعُ بالموعود.
سورة: ق - آية: 45  - جزء: 26 - صفحة: 520
﴿قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ ﴾ [الطور: 26]
مَن خاف اللهَ في الدنيا أمَّنه في الآخرة، ورضَّاه وأسعده.
يا لها من ساعات يسترجعُ فيها أهلُ الجنَّة ذكرياتِهم الغابرة؛ عن حياة قضَوها في طاعة الله وابتغاء رضاه؛ فليصنَع كلٌّ منَّا ما يكون له في الآخرة ذكرياتٍ حسنةً مُبهجة.
سورة: الطور - آية: 26  - جزء: 27 - صفحة: 524
﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]
خافوا في الدنيا خوفَ خشيةٍ واستحياء من جَناب الله العظيم، فكافأهم ربُّهم بمضاعفة الأجر وزيادة النعيم.
مَن عكَف على الذنوب والمعاصي لم يحظَ بشرَف أن يكونَ في مَقام الخائفين المُخبِتين، فحُرم من طُمَأنينتهم في الدنيا، ومن منزلتهم في الآخرة.
كلُّ خَوف يُورث صاحبَه الاضطرابَ والقلق والنفور، إلا الخوفَ من الله فإنه يُورثه الطُّمَأنينةَ والرِّضا والحُبور.
سورة: الرحمن - آية: 46  - جزء: 27 - صفحة: 533
﴿۞ أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]
عن ابن عمرَ رضي الله عنه أنه كان إذا تلا هذه الآيةَ ﴿ألم يَأنِ للَّذينَ آمنُوا أن تخشعَ قُلوبُهُم لذِكر الله﴾ قال: (بلى يا رب، بلى يا رب).
إنَّ الله يحبُّ من عباده المسارعةَ إلى الطاعات في أكمل وجوهها، فهيَّجَ قلوبَهُم إليها، ورفع من هممهِم، وشحَذَ من عزائمهِم؛ ليرتقيَ بهم من مقام الإيمان، إلى مقام الإحسان.
إن رُمتَ أيها المسلمُ خشوعَ القلب ورقَّةَ الحاشية، فاعلم أنْ ليس كتدبُّر القرآن سبيلٌ لذلك، فاحرِص عليه.
أشدُّ الناس عِنادًا وتماديًا في الباطل، وأبعدُهم عن التوبة والفَيء إلى الصواب، أطولُهم مُكثًا على الخطأ وغفلةً عن الحقِّ.
تعهَّد أيها المؤمن دومًا نيَّتَك، وجدِّد العهدَ باستحضار أهدافك، فإنَّ بُعدَ الطريق وتطاولَ الزمن كفيلان بحَرفك عن مسارك.
عندما تتمادى الآمالُ تقسو القلوب، فاقطع الأملَ بتذكُّر الموت هاذم اللذَّات، حتى يرقَّ قلبُك للحقِّ ويَلينَ له.
قسوةُ القلب داءٌ عَياءٌ تبدأ منه كلُّ الشرور، وهي تنشأ من طول الغفلة باتِّباع الشهَوات، ولا دواءَ لها إلا دوام ذِكر فاطر البريَّات.
سورة: الحديد - آية: 16  - جزء: 27 - صفحة: 539
﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ﴾ [الحديد: 25]
من نِعَم الله الجليلة على خَلقه أنه أمدَّهم بكلِّ ما يُقيمون به حياتهم في سلام ووئام؛ من شريعة هادية، وميزان عادل، وقوَّة يدفعون بها عن أنفسِهم.
مَن رامَ نشرَ الهدى وإقامةَ العدل وجبَ عليه امتلاكُ القوَّة المادِّيَّة والمعنويَّة التي تمكِّنه من بلوغ هدفه وتحقيق طُموحه.
الحقُّ والعلم دون قوَّة ضعفٌ وعَجز وصَغار، والبأسُ والقوَّة دون شريعة بيِّنة وميزان عادل فسادٌ وخرابٌ ودَمار.
العدالةُ عند الأفراد والأمم تكونُ بمقدار نصيبها من الكتاب واستمساكها بالشَّريعة.
لا تكتمل رسالةُ العالِم حتى يُصلحَ الدنيا بالعدل والميزان، كما يُصلح الدِّينَ بالكتاب والفُرقان.
سعادةُ الناس وطُمَأنينتُهم لا تقوم إلا بصلاح دينهم ودنياهم معًا، دون إهمال جانبٍ على حساب آخَر.
إن الله غنيٌّ عن عباده، وما دعاهم لنُصرة دينه إلا ليقيمَ الحُجَّةَ عليهم من أنفسهم، فيُثيبَ مَن امتثلَ أمرَه، ويعذِّبَ مَن تمرَّد وأبى.
سورة: الحديد - آية: 25  - جزء: 27 - صفحة: 541
﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]
لو أنزل الله القرآنَ على جبل وأمره بما أمرنا، وخوَّفه بالذي خوَّفنا، لخشعَ وتصدَّع من خوف الله، أوَلَسنا أحقَّ بالخوف والخشية منه؟ إذا كانت الجبالُ الضخمة الصُّلبة تتزلزل وتتصدَّع من خشية ما في القرآن من مواعظَ وعِبَر، أفلا تَلينُ لها قلوبُ الخَلق من البشَر؟ إنَّ أمر القرآن لعظيم، وإن قدره لرفيع، وحريٌّ بنا أن تخشعَ له قلوبُنا، وتذرِفَ عيونُنا؛ لما فيه من الوعد الحقِّ والوعيد الأكيد.
عن مالك بن دينار قال: (أُقسم لكم، لا يُؤمن عبدٌ بهذا القُرآن إلَّا صدَّع قلبَه).
من لطف الله تعالى بعباده المسلمين ورأفته بهم أنه يضربُ لهم الأمثالَ تبصيرًا لعقولهم، وإيقاظًا لقلوبهم، فمَن تدبَّرها حسُن فكرُه، واستنارَت بصيرتُه.
سورة: الحشر - آية: 21  - جزء: 28 - صفحة: 548
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ ﴾ [الملك: 12]
خشيةُ العباد ربَّهم ولم يرَوه، وخشيتُهم له وهم في خِفيةٍ عن الأعين، كلاهما معنًى جليل، وشعور نبيل، يؤهِّل للأجر الكبير، والجزاء الكثير.
أكثرُ الناس حظًّا من رحمة الله ومغفرته، هم أكثرُ الناس خشيةً له؛ إذ الخشية دليلٌ على ضبط نفوسهِم، وكَبْح جِماح أهوائهِم.
سورة: الملك - آية: 12  - جزء: 29 - صفحة: 562
﴿وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ﴾ [المعارج: 27]
المصدِّقُ بالحساب يعمل وبين عينيه ميزانُ السماء لا ميزانُ الأرض، فلا يرجو شكرَ شاكرٍ ولا ثناء إنسان، إلا رضا الله الديَّان.
المؤمن الصادقُ لا يغترُّ بما عليه من صلاح، فهو يشعر دومًا بالتقصير، في جَناب المتعالي الكبير.
سورة: المعارج - آية: 27  - جزء: 29 - صفحة: 569
﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا ﴾ [نوح: 13]
توقير الله جلَّ وعلا ليس كلماتٍ تتحرَّك بها الألسُنُ فحسب، ولكنَّه خشيةٌ في القلب تورث العملَ بخشوعٍ وإخلاص.
أيُّ عذر لكم في ترك مخافة الله تعالى، مع أن أدلَّة كمال قُدرته أظهرُ ما تكون في خَلقكم أنتم ﴿وفي أنفُسِكُم أفَلا تُبصِرُون﴾ ؟! من أعظم الظُّلم وغاية الجهل أن تطلبَ الإجلالَ والتوقير من الناس، وليس في قلبك ذرَّةٌ من توقير الله وتعظيمه.
سورة: نوح - آية: 13  - جزء: 29 - صفحة: 571
﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا ﴾ [الإنسان: 10]
جُبلت النفوسُ على حبِّ الجزاء والثناء، فمَن جاهد نفسَه على العطاء، بلا ترقُّب شكرٍ ولا إطراء، بلغ رتبةَ الأنقياء الأتقياء.
مَن طلب من الفقراء الدعاءَ أو الثناءَ فقد أخرج نفسَه من شرف هذه الآية وما فيها من شريف الخُلق وجليل الشَّمائل.
لمَّا استحضَروا في أنفسهم الآخرةَ والخوفَ من أهوالها، تعالَوا في مطالبهم على حظوظ الدنيا؛ راغبين فيما عند الله فهو خيرٌ وأبقى.
سورة: الإنسان - آية: 10  - جزء: 29 - صفحة: 579
﴿وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ﴾ [النازعات: 40]
علامةُ الخوف الحقيقيِّ من الله حرصُ العبد ألَّا يراه مولاه إلا على خيرٍ وطاعة، فلا تجعل اللهَ أهونَ الناظرين إليك.
سورة: النازعات - آية: 40  - جزء: 30 - صفحة: 584
﴿سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ ﴾ [الأعلى: 10]
لعلَّ من أعظم أسباب الانتفاع بالقرآن وإشراق أنواره في قلب المؤمن، استحضارَ تعظيم الله وخشيته في قلب العبد عند القراءة.
سورة: الأعلى - آية: 10  - جزء: 30 - صفحة: 591
﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ ﴾ [البينة: 8]
لولا الخشيةُ لم يترك العبد المناهيَ والمعاصي، ولا استعدَّ ليومٍ يؤخَذ فيه بالنَّواصي، فهي مِلاكُ السعادة الأبديَّة، وقِوامُ الفوز بالرتب العليَّة.
رضُوا عن ربِّهم فيما شَرَع لهم وقضى، مُذعِنين لأمره، مسلِّمين لقضائه، فقَبِلَ منهم ورضي عنهم، وبوَّأهم مقاعدَ الخلود في جنَّات النعيم.
سورة: البينة - آية: 8  - جزء: 30 - صفحة: 599


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


المخاصمة والمنازعة عدد الطلقات الخطبة رب آبائكم الأولين الجحيم حب الله خير الراحمين الجن وعد الله للمؤمنين خلق الذكر والأنثى


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب