قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن تنزيه الله تعالى عن الظلم في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿۞ لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]
يعلم المؤمن أنه المنتفعُ الأوَّل بما يُنفق، وأن الخير عائدٌ عليه وهو أحوجُ ما يكون إليه، فينشرح صدرُه للبذل، وتسخو يدُه بالإنفاق؛ ابتغاءَ وجه الله، إيمانًا به وثقةً بعطائه. ثقة المنفِق بوعد الله تعالى، وانتظارُه الثوابَ منه، ارتقاءٌ بالبشريَّة ومَكرُمةٌ لا ينهض بها إلا الإسلام، ولا يعرفها على حقيقتها إلا أهلُ الإيمان. أنفِق أيها المسلمُ ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا، فإنك إذا أعطيتَ لوجه الله محتاجًا فقد أحسنتَ عملك، ولا عليك ما كان من عمله. |
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]
مَن قدَّر اليوم الآخرَ حقَّ قدره، وعلم أنه محاسبٌ فيه على كلِّ أعماله، أصلح كلَّ معاملاته. في التذكير بيوم الجزاء بعد آيات المعاملات تنبيهٌ للعباد؛ ليتَّقوا الظلمَ، ويجتنبوا الشهَوات. |
﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]
فلنطمئنَّ إلى رحمة الله وعدله في كلِّ ما افترضَه علينا، فلولا أنها في طاقتنا لما ألزمَنا بها، فلا يحسُن أن نتبرَّمَ بتكاليفه، ولا أن نستثقلَ أوامرَه. ما أكرمَه سبحانه وأوسعَ رحمتَه؛ يثيب عبدَه على أعماله الصالحة سواءٌ عملها بسعيه أم وقعَت له بغير اختياره، ولا يعاقبه إلا على ما سعى إليه وقصد إلى فعله! مَن عمل خيرًا فليَحمَد الله على ما وفَّقه إليه، ومَن عمل شرًّا فليتخفَّف من حَملِ وِزرٍ سيجده يوم القيامة ثقيلًا عليه. هذا هو حالُ المؤمن الطامعِ في عفو الله ومغفرته، لا المتبجِّحِ بالخطيئة، المجاهر بالمعصية، المصرِّ على السيِّئة. إن الناسيَ ليُعذَر إذا لم يفرِّط في أسباب التذكُّر، ولم يستَهِن بها، فذاك الذي يُرجى له الغُفران. من فضل الله على هذه الأمَّة أنه رفعَ عنها الحرجَ والشدَّة، وجعل شريعتَه مبنيَّةً على التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير. المؤمنون حقًّا يعزمون على الالتزام بتكليف الله لهم أيًّا كان ذلك التكليف، مع رجاء أن يرحمَ ضعفَهم فلا يكلِّفَهم ما لا يُطيقون. لن يدخلَ أحدٌ الجنان، إلا برحمة الرحيم الرحمن، جعلنا الله وإيَّاكم من أصحابها. طريق النصر والتمكين ميسَّرةٌ لمَن اعتمد على ركن الله الركين، ومَن كان الله مولاه، لم يخشَ في الحقِّ سواه. |
﴿فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 25]
لا أحدَ يعلم كيف ستكون حالُه في يوم الجزاء المشهود، فلمَ الاغترارُ بالأمانيِّ الباطلة، والرُّكونُ إلى الأحلام الفارغة؟! إن الدنيا أهونُ من أن تتحسَّرَ على فوات بعض حظِّك فيها، إنما الشأن أن تأخذَ موضعًا حسنًا في أعظم مجمَع مشهود، يوم تسقُط الرتب الزائفة، والمزايا الخادعة، والخصوصيَّات المدَّعاة. |
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108]
ليس في آيات الله شائبةُ جَور، فحاشا لله أن يظلمَ عباده، إنما يرتِّب الجزاءَ على العمل؛ ليَحقَّ الحقُّ، ويجريَ العدل. إرادة الظلم منتفيةٌ في حقِّ الله تعالى، فأوامره ونواهيه وثوابه وعقابه، كلُّ ذلك مشتملٌ على الحكمة والرحمة، والعدل والفضل. |
﴿مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 117]
ما لم يُحَط العملُ بسياج الإيمان اقتلعَته ريحُ الكفر العاتية، وما لم يُسقَ بماء الإخلاص لم يُثمر إلا الحُطام. سنَّة الله جاريةٌ أن الظلم مُؤذِنٌ بهلاك الأمم، ماحقٌ للبركة للأفراد والدول، وهو يومَ الجزاء ظلماتٌ بعضُها فوق بعض. جعل الله نفسَك أمانةً عندك، فزكِّها بالإخلاص والطاعات، ولا تظلمها بالمعاصي والسيِّئات. |
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 161]
أصحاب الرسالات أعظمُ الناس وفاءً بالأمانات، وقيامًا بالحقوق، فمَن اتَّهمَهم في أمانتهم فقد طعنَ في ديانتهم. قد ترى يوم القيامة رجلًا يحمل بعيرًا كان يركبه، وآخرَ يحمل عَقارًا كان يسكنه، وثالثًا يُقلُّ أرضًا كانت تُقلُّه. فليَنجُ بنفسه مَن أراد لها النجاة. ليس الغالُّ وحدَه من سيُوفَّى جزاءه، بل ستُوفَّى كلُّ نفس ما كسَبَت، إنها العدالةُ التي تشمَل جميعَ الخلائق. |
﴿لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [آل عمران: 181]
ليس أحدٌ أصبرَ على أذًى سمعه من الله؛ إنه لقادرٌ على أن يبادرَهم بعقابه، غير أنه يُمهلهم فيرزقهم دون أن يناجزَهم بعذابه؛ عساهم يرجعون إلى بابه، فيسلَموا من أليم حسابه. هذه صفحةٌ من تاريخ اليهود المظلم، وها هم أولاءِ أبناؤهم على دربهم سائرون؛ محاربةً لله تعالى، وعَداءً لأوليائه. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 40]
الإنفاق رياءً يذهب بالعمل هباءً، والإخلاص يضاعِف أجور الأعمال، حتى تغدوَ كأمثال الجبال. الوزن يومئذٍ الحقُّ؛ فمِثقالُ ذرَّةٍ قد يرفع العبدَ أو يخفضه، فلا تحقِرَنَّ من الصالحات شيئًا فتدَعَه، ولا يُغرينَّك من الصغائر أمرٌ فتفعلَه. إن الذي يؤتي الحسنةَ ويبارك فيها ويُنمِّيها، ثم يَجزي عليها الأجرَ العظيم؛ جديرٌ بأن يَدأبَ الإنسانُ في العمل له دون سواه. |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 49]
احذر أن تزكِّيَ نفسَك، ولكن اجعل أعمالكَ الصالحة الخالصة لوجه الله تمنحُك شهادةَ التزكية برحمةٍ منه سبحانه؛ فإنها أعلى الشهادات وأشرفُها، وأصدقها وأنفعُها. لا يغرنَّك مدحُ الناس لك فتنفخَ شخصَك، ولا يسوءنَّك قدحُهم فتجلدَ ذاتك، وليكن همُّك رضا الله عنك، ومعرفتَك حقيقةَ نفسك، فعند ذلك تبرُد لفَحاتُ القادحين، وتضمحلُّ نفَحاتُ المادحين. |
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا ﴾ [النساء: 124]
عَلِمَ اللهُ أن عبادَه المؤمنين لن يُطيقوا عملَ الصالحات كلِّها؛ فقال: ﴿من الصالحات﴾ ، ووعدَهم الجنَّة عليها، فضلًا منه وكرمًا. إن الجنَّة منالٌ سامٍ لا يُنال بالمُنى، بل بعمل الصالحات، فمَن جدَّ للعمل وجد لعمله ثوابًا. إنما مثَلُ الأعمال دون إيمانٍ كأغصانِ شجرةٍ قُطع أصلُها، فهل تحيا شجرةٌ لا جذرَ لها ولا ساق؟ إن الله عدلٌ لا يظلم عبادَه، فلا يخافنَّ عاصٍ من زيادة سيِّئة لم يفعلها، ولا يَفزعنَّ طائعٌ من نقصان حسنة فعلها. |
﴿ذَٰلِكَ أَن لَّمۡ يَكُن رَّبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا غَٰفِلُونَ ﴾ [الأنعام: 131]
الإهلاك نتيجةٌ حتميَّةٌ للحائدين عن المنهج القويم، وعاقبةٌ سيِّئةٌ للذين بلغَهم الحقُّ فلم يقبلوه، أفلا انتبهَ المفرِّطون لما يُوعَدون، وانتفع المعرِضون بما يُوعَظون؟! لا أعدلَ من ربِّنا عزَّ وجلَّ ولا أرحم؛ لا يُباغِتُ عبادَه بالهلاك والانتقام، قبل التقدُّم إليهم بالإنذار والإعلام. |
﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 152]
الإسلام يحمي حقَّ الضعيفِ حتى يصيرَ قويًّا، ويحذِّرُ القويَّ من أن يكونَ ظلومًا، فاليتيمُ ضعيفٌ حماه الله بنهي المجتمع عن التعدِّي على ماله بغير الإحسان، حتى يشتدَّ عودُه ويستدَّ رأيُه. صيانةً لحقوق العباد، ومنعًا من الظلم والفساد؛ أمرَت الشريعةُ بتوفية الكَيل والوزن بالعدل؛ إنصافًا للبائع وللمشتري. قد تفوتُ الإنسانَ دقَّةُ المقادير لعجزه وضعفه، مع حرصه على وفاء الحقوق، فعُفيَ عمَّا خرج عن القدرة؛ إذ لا يكلِّف الله الرحيمُ نفسًا إلا وُسعَها. العدل في الأقوال واجبٌ مع الموافق والمخالف، ولا يدفعُ المؤمنَ عنه إلى الحَيفِ والميلِ قرابةُ قريبٍ ولا محبَّةُ حبيب. أُضيفَ العهدُ إلى اللهِ لتربية المهابة في النفس، لكي تهتمَّ بهذا العهد، وتنصرفَ إليه ولا تنصرفَ عنه؛ لِما له من أهميَّةٍ وشرفٍ على سائر العهود. على المسلم الأخذُ بالحذرِ من أن تَركَنَ نفسُه إلى حظوظها، أو أن يُغريَها مقتضى طبعِها وإلفُ عاداتِها، فتنسى وصايا اللهِ لها وتَغفُل عنها، فلا تستيقظُ إلا وقد رَتعَت في ما نهى الله عنه. كثرة معالجةِ الأعمال وممارستِها قد تحمل غيرَ المتذكِّر على الغفلة عن تكليف الله فيها، فمَن رافقَه التذكُّرُ وافقَه السَّداد. |
﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 160]
قال ابنُ مسعود رضي الله عنه: (إن العبدَ إذا عمل حسنةً كُتب له بها عشرٌ، وإذا عمل سيِّئةً لم تُكتَب إلا واحدة)، ثمَّ قال: (هلك من غَلبَت آحادُه عشَراتِه). إن الله هو الحكَمُ العدل، لا يُظلَم عنده أحدٌ البتَّةَ؛ فلا يَنقُص حسناتِ المحسنين، ولا يَزيدُ في سيِّئات المسيئين، ولا يعذِّب غيرَ المستحقِّين. |
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60]
لا ينبغي للأمَّة المسلمة أن تقعدَ عن سببٍ من أسباب القوَّة يدخل في طاقتها، بل عليها أن تبذُلَ في تحقيقه كلَّ ما في وُسعها. لو شاء اللهُ لهزم الأعداءَ دون تدخُّلٍ من البشر، لكنَّها حكمتُه تعالى في ابتلائه؛ ولذا أمر عباده بالإعداد، ووعد الصابرين والمتَّقين بالإمداد. لكلِّ زمانٍ عُدَّتُه وقوَّتُه التي تُرهبُ العدو، فالخيل قوَّةُ الأمس، والعلم والصناعة والتِّقانة قوَّةُ اليوم. إنما كان الاستعدادُ للحرب ليَرهبَ الأعداءُ والمتربِّصون، فيكُفُّوا شرَّهم عن الإسلام وأهله، وليكونَ المسلمُ مع غيره في سلام، لكنَّه سلامُ عزٍّ لا ذلٍّ. الإنفاق في إعداد القوَّة الإسلاميَّة إنفاقٌ في سبيل الله، ولا يمكن الوصولُ إلى تحقيق القوَّة المرجُوَّة إلا بإنفاق الكثير من المال، وذلك الإنفاقُ في ميزان حسناتِ أصحابه. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70]
حين لا يفكِّرُ ذوو القوَّة بمَصارع الأقوياء قبلهم، تجري عليهم السُّننُ الإلهيَّة على حين غِرَّة، فيُؤخَذون وهم في نَعمائهم يتقلَّبون. لا تنفعُ عِظاتُ الماضي إلا مَن تتفتَّحُ بصائرُهم لإدراك سنَّة الله التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل، ولا تُحابي أحدًا من الناس. القوَّة إذا لم تُقَد بالهداية توجَّهت إلى مُراد بطشها عمياءَ؛ لا ترى عِبرَ الماضي، ولا تفكِّر في فواجع المستقبل العادل. أرأيتَ شدَّةَ مَصارع الأمم؟ أما لو نظرتَ إلى قبيح أفعالهم وشدَّةِ عنادهم لربِّهم لعلمتَ أنهم هم الذين جنَوا على أنفسهم، وأنهم أهلٌ لما حلَّ بهم. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـٔٗا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]
ما من ظلمٍ دقَّ أو جلَّ إلا واللهُ تعالى منزَّهٌ عنه في شرعِه وقَدَره وجزائه. ظلمَ نفسَه من كذَّبَ بآيات الله؛ لأنه أفسدَ فطرتَه، وأسدلَ الغِشاوةَ على قلبه، وأساءَ إلى نفسِه، وعرَّضها لأنْ تتردَّى في أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة. أكثرُ الناسِ يُسيئون إلى أنفسهم ويحسَبون أنهم أحسنوا إليها، ولو اتَّضحَت الصورةُ في البصيرة لعرفوا حقيقةَ الإحسانِ والإساءة. |
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 47]
حاجة الناس إلى الرسول أشدُّ من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ إذ به الهداية لمَصالحهم العُظمى في الدنيا والأخرى. بلَّغ رسولُ الله ﷺ في الدنيا عن الله أمرَه، وهو يومَ القيامةِ خَصمٌ لمن كذَّب رسالتَه. |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 54]
ألا يستثمرُ العبدُ ساعاتِ حياته وما أنعمَ اللهُ عليه بما يدفعُ عنه عذابَ يومِ القيامة؟ فإنه لا يدري أيَّ عملٍ سينجيه يومَ يَرخُصُ كلُّ غالٍ في سبيل تلك النجاة. كم من حالةٍ من العذاب النفسي يتقلَّبُ فيها الكافرُ، فتارةً يُسِرُّ الندامةَ، وتارةً يُعلنُها! ربَّنا، لا يكونُ منك إلا العدلُ والفضل، لكننا نطمعُ في رحمتك وفضلِك، وجودك وإحسانك، فبلِّغنا ما نطمعُ، وأمِّنَّا ممَّا نخاف. |
﴿وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبٖ ﴾ [هود: 101]
لا يعصي العاصي ولا يبغي الباغي إلا ويصيبُ بفعله نفسَه، فمَن أراد أن يحفظَ نفسَه فليُبعدها عن موارد الهلكة. ذهبت الآلهةُ الباطلةُ عن عابديها أحوجَ ما كانوا إليها، فلن ينفعَ التجاءُ من التجأ إلى غير الله تعالى شيئًا عند نزول الشدائد، وإنما يزيدُه ضررًا إلى ضرَره. |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ أَمۡرُ رَبِّكَۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [النحل: 33]
ليحذَر الظالمُ من التمادي في ظلمه، فإنه متى حقَّ العذابُ على أهله، نزل عليهم من الله بعدلِه، وما ظلمَهم بأخذِه، ولكن ظلموا أنفسَهم بمعصيته. |
﴿۞ يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 111]
في يوم القيامة لا يُظلم العبدُ مثقالَ ذرَّة، فلا يُزاد في سيِّئاته، ولا يُنقَص من حسناته، فاجتهد اليومَ في تثمير حسناتك، تنفعك أفقرَ ما تكونُ إليها. |
﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [النحل: 118]
قد يُحرَم العبدُ النِّعمَ بسبب ظلمه، فكم حُرِمت أمَّةٌ نِعمَ ربها بسبب ظلمها في عصور انحطاطها. مَن تأمَّلَ وجدَ أكبرَ مَغبَّةِ الظلم تعودُ على الظالم نفسِه، ومن عرَف ذلك ارعَوى عن ظلمه، واستقام على صراط ربِّه. كم يحرمُ العاصي نفسَه من الطيِّبات، بارتكابه بعضَ الخطيئات، ولو كان منع نفسَه عنها لوجدَ من اللذَّة في الطاعة ما لا يجده في المعصية. |
﴿يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلٗا ﴾ [الإسراء: 71]
هذا أكبرُ شرفٍ لكلِّ من سلكَ تعلُّمَ علوم الشريعة، فإن النبيَّ ﷺ إمامٌ له؛ إذ هو المشرِّع الذي تُستَقى منه هذه العلوم. يا سعدَ من يؤتى كتابَه بيمينه، فيقرأ ما فيه فرحًا بما يحتويه! ويا بُشراه بنيل ثواب أعماله الصالحة من غير نقص فيها. |
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ﴾ [الكهف: 49]
لا يزال المجال أمامَك رحبًا لاستدراك التقصير وإصلاح المُعوَجِّ ما دام فيك عقلٌ يعي ونفَس يتردَّد، فالزَم بابَ التوبة والاستغفار، فإنه نعمَ الباب. لا تستهِن بصغائر الأعمال؛ فإن الناس تضِجُّ يوم القيامة من آثارها، كما تضِجُّ يومها من كبارها. قال قَتادة: (اشتكى القومُ الإحصاء، ولم يشتَكِ أحدٌ ظلمًا، فإيَّاكم والمحقَّراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكَه). |
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا ﴾ [مريم: 60]
حتى لو أهملتَ صلاتك دهرًا وأضعتها، حتى وإن قادتك شهواتك فاتبعتها، فإن الله يدعوك لتوبة صالحة، ليس جزاؤها فقط ألا تعاقَب، بل جزاؤها الجنة. |
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا ﴾ [طه: 112]
أيها المؤمنُ العامل، دُم على سعيك، وأبشر بثواب ربِّك، ثوابًا لا تخاف فيه ظلمًا بزيادة سيِّئاتك، ولا هضمًا بنقصان حسناتك. |
﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]
أدّبنا الله، فعلمنا أن يكون ميزاننا قِسطًا قدر المستطاع، مع كل الأنفس، بَرِّها وفاجرها، فلا نَحِيفُ لمَن نحب على مَن نكره. فـي بعــض الموازيــن الـتي يصنعهـا المخلـوق دقة باهرة، فكيـف بمـيزان الخـالق؟ الذنب الذي يستهان به سيُرى هناك فلا تُقدِم عليه، والحسنة التي يستهان به ستُرى هناك فلا تتأخر عنها. |
﴿ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [الحج: 10]
التكبُّر عن الحقِّ، ودفعُه، ومجادلة أهله فيه تَدفع المتكبِّرَ إلى نشر الضلال بين الناس؛ حتى يحذِّرهم من الحق، ويقنعَهم بما هو عليه من الباطل. ما أشدَّ ما ينتظر المعرضين عن الحقِّ، غير المنقادين له من سوء العاقبة! ففي دنياهم خزيٌّ وهوان، وفي أُخراهم غضب ونيران، فأصلح عملك اليوم تسعد به في دنياك وآخرتك. سبحان القويِّ القادر الذي تنزَّه عن ظلم عباده مهما تركوا من الأوامر وارتكبوا من المناهي! فلا يعاقب عبدًا لا يستحقُّ العقاب، ولا يمنع المؤمنين المخلصين العطاءَ والثواب. |
﴿وَلَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ وَلَدَيۡنَا كِتَٰبٞ يَنطِقُ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [المؤمنون: 62]
ما الذي يمنعُك من فعل الطاعات المؤدِّيةِ إلى نيل الخيرات، وهي التي لا تخرج عن حدود وُسعِك وطاقتك؟ لو أن العبد يوقن إيقانًا لا يخالطه ريبٌ بأن أعماله محفوظة، وعند الله مكتوبة، لما قصَّر في فعل الخير، ولأقصرَ عن عمل الشر. |
﴿ذِكۡرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الشعراء: 209]
حين ينسى الناسُ عهد الفِطرة التي فطرهم عليها، تأتي الرسُل فتذكرهم ما نسُوه، موقظة لغافلهم، ومعلِّمة لجاهلهم. تعالى الله عزَّ وجلَّ أن يكونَ الجَور من وصفه، أو يكونَ الظلم من فعله، فإنه لا يعاقب مَن لا يستحقُّ العقاب، ولا يعذِّب إلا مَن يستأهل العذاب. |
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبۡعَثَ فِيٓ أُمِّهَا رَسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۚ وَمَا كُنَّا مُهۡلِكِي ٱلۡقُرَىٰٓ إِلَّا وَأَهۡلُهَا ظَٰلِمُونَ ﴾ [القصص: 59]
بزوغ نور الدعوة المستقيمة في المدن يُشع نوره إلى بواديها؛ لأنها تبَع لها، والمدن مرجعها، فما أجمل أن يُعنى بالأصل ليَصلُح به الفرع! إذا عمَّ الظلم من العباد، وفشا بينهم الإعراضُ والفساد، نزل بهم العذابُ العامّ؛ جزاء مظالمهم. |
﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]
لله دَرُّ الناظرين في أوامر الله تعالى النافذة، والمتفكرين في سنَّته الماضية، فبها يوقنون أن الله تعالى لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء. عندما يرسَخ الظلم في أمَّة ويستشري، ويعُمُّ ويستفحل، فذلك مؤذِنٌ بحكم الله العادل فيها بأن يقطعَ دابرها، ويريحَ منها البلاد والعباد. |
﴿أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [الروم: 9]
يا مَن يقف عند النظر في ظاهر الملك ببصره، ويقصر عن الاعتبار في باطن الملكوت بفكره؛ هلا امتطيت هذه الدرجة العليَّة، التي تدعوك إليها هذه الآية الجليَّة؟ الأرض مجال رحْب للتأمل والتفكر، والاعتبار والتدبر، فمَن سار فيها، وجال في نواحيها، وقرأ ببصيرته عِبرها عاد متَّعظًا بما رأى منها، وبما جرى لأهلها عليها. سنة الله تعالى جارية على الجميع، ثابتة يقوم عليها هذا الوجود، لا تحابي أمة، ولا تجامل جيلًا. مَن نظر في آثار السابقين وجد أممًا بائدة، وخلقًا مُهلَكين، ومنازل موحشة، وكل ذلك إشارة إلى حياة أخرى يكون فيها الحساب والجزاء. إن كان العرب الأوائل قد اغترُّوا بدنيا، إنما هي جبالٌ سوداء، وفيافٍ غبراء، فلقد أهلك الله قبلهم مَن شقَّ الصُّخور وبنى العمَد، ورفع الصَّواري والأهرام، فما أغنت عنهم من عذاب الله شيئًا. لقد ظلم نفسه مَن لم يستعمل عقله فيما خُلق له، ولم يقبل من الهُداة ما جاؤوا به، وانتقل من الغفلة إلى العناد، ولم يعتبر بآيات الله الباهرات المبثوثة بين العباد. من رحمة الله وحِلمه أنه يُمهل عباده الظالمين، وإن تكرر منهم الظلم وتجدد، فإذا لم يُقلعوا مع تتالي النُّذر والعِبر أخذهم أخذ عزيز مقتدر. |
﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [يس: 54]
أعظِم بمَن يحشر الخلائقَ الذين لا يُحصَون عددا، ليُجازيَهم فردًا فردا، فطوبى لمَن كان في الصالحين، وخاب مَن كان في الظالمين. حرَّم الله على نفسه أن يظلمَ عباده في الجزاء، وإنما هي أعمالهم توفَّى لهم، فمَن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه. |
﴿ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [غافر: 17]
كلُّ إنسان مرهونٌ بعمله يوم القيامة؛ إنْ خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، لا يَنقُص من حسناته ذرَّة، ولا يتحمَّل وِزرَ غيره. ألا فليستعدَّ العاقل لذلك اليوم بما يُنجيه. لا يظلم عند الله مسيءٌ ولا محسن، فهو تعالى سريع المحاسبة لعباده يوم القيامة، لإحاطة علمه وكمال قدرته. |
﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]
جاءت رسالة الإسلام لتعلنَ رُشدَ البشريَّة، وتُـحمِّلَها عِبءَ الاختيار، وترفعَ شعار المسؤوليَّة الفرديَّة، فطوبى لمَن اختار الحقَّ وعمل صالحًا. |
﴿وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الزخرف: 76]
تعالى الله وتقدَّس أن يظلِمَ عبدًا من عباده! بل العبد هو من يظلم نفسه حينما يوبقها في الخطايا التي توردها دار البَوار. |
﴿وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 22]
يضع الله الموازينَ القِسطَ ليوم القيامة، فلا تُظلم نفس شيئًا. تلك الموازينُ التي تزن مثقال الذرَّة، فلا ظلمَ ذلك اليوم ولا شَطط. |
﴿وَلِكُلّٖ دَرَجَٰتٞ مِّمَّا عَمِلُواْۖ وَلِيُوَفِّيَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [الأحقاف: 19]
هي درجاتك التي تُنشئها، فإمَّا أن تصعدَ بها وتعلو، وإمَّا أن تنزلَ بها، فاختر لنفسك ما تريد. واسوءتاه ممَّا فعلنا، فميزانُ العدل يوم القيامة لا تغيب عنه الذرَّة، ولا يخفى على الله العمل مهما صغُر، فنسألك يا ربَّنا لُطفك وسَترك. |
﴿مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]
من سنن الله التي لا تتغيَّر: أنَّ المحسنَ يُكافأ بالإحسان، وأنَّ المسيء مستحقٌّ للعقوبة والحرمان. |
﴿لِيُنفِقۡ ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ سَيَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرٖ يُسۡرٗا ﴾ [الطلاق: 7]
ما أحوجَنا إلى امتثال توجيهات الله تعالى وأوامره، ومنها قناعةُ المرء بما يُنفَقُ عليه، دون تكليف المُنفِق ما ليس في طَوقه وقدرته. لمَّا كان الأمر كلُّه بيد الله وحدَه؛ فهو الذي يعطي ويمنع، ويبسُط ويقبض، وبيده الضِّيق والفرَج، والشدَّة والرَّخاء، وجبَ أن نُفردَه بالطَّلب والالتجاء. إن العُسر لا بدَّ أن يعقبَه يُسر، والمشقَّة يعقبها راحة، ولكن لكلٍّ وقتٌ معلوم، وما عليك إلا أن تتفاءلَ وتترقَّبَ الفرَج. مهما اشتدَّ بك الأسى، وأظلمَت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الآفاق، فإن الخلاص آتٍ آت، فتسلَّح بالأمَل؛ ليكونَ قائدَك إلى الصبر والعمَل. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الفضول اسم الله الحفيظ عقائد البشر وأهواؤهم صلاة الخوف التوارث بين الزوجين ذكر الله فضل الجهاد الجاهلية الاستعاذة قبل التلاوة القتل
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب