قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن خشية الله تعالى وتقواه في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]
في مَعرِض الحديث عن العيوب الظاهرة ذُكِرت قساوة القلب؛ تنبيهًا على أنها من العيوب، بل إن من أقبح العَيب، ما صدَّ عن عالم الغَيب.
هذه الحجارة على قساوتها تتصدَّع فينبثِقُ منها الماء، وتسقط من أعالي الجبال خشيةً لله، أمَّا القلوب الغُلف فلا تتأثَّر بكلام الله ولا يُرجى منها خير، فبئسَ مَن كان الجماد أشدَّ استجابةً لله منه.
تنبَّه إلى شدَّة التهديد والوعيد في هذه الكلمات، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ عالمًا بما يعمله العصاة، مطَّلعًا عليه، كان لمجازاتهم بالمِرصاد، إنَّ مَن تغفُل عنه لا يغفُل عنك!
سورة: البقرة - آية: 74  - جزء: 1 - صفحة: 11
﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150]
في الأمر بالتوجُّه شطرَ المسجد الحرام في كلِّ صلاة دعوةٌ إلى توجُّه القلب إلى الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حين.
لن تعدَمَ ظالمًا يكذِّب بالحقِّ، ويأبى الإذعانَ لحُجَّته، فلا تذهب نفسُك حسَراتٍ عليه؛ فإنما هو متَّبعٌ هواه، وإنما عليك البلاغ.
إن الذين يردُّون الحقَّ ويستدبرون الحُجَّة، إنما ينساقون مع العِناد واللَّجاج، ولا سبيلَ إلى إسكاتهم، فليُعرض المسلمون عنهم.
قيامك بحقوق ربِّك وواجباته مؤذنٌ بهداية الله لك وإنعامه عليك، فاحذر أن تضيعَ هدايته!
سورة: البقرة - آية: 150  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]
كَفَلَت الشريعة للمسلمين الأمانَ في الشهر الحرام، ما استقاموا وأطاعوا، فمَن بغَى منهم واعتدى فلا أمانَ له، بل عقابٌ من جنس فعله وعمله.
هذا هو مقتضى العدل والإنصاف؛ شهرٌ بشهرٍ وقتالٌ بقتالٍ والحرُمات قِصاص، فلا تلتفِت لتشنيع كافرٍ يُبيح لنفسه ما يشاء ويحرِّم عليك مجازاته بالمِثل، إن المسلم ليس بالذليل ولا الضعيف ولا القليل الحِيلة.
يَكِلُ الله المسلمين في انتقامهم من المعتدين إلى تقواهم، فيأمرهم بالتقوى، ويذكِّرهم بأنه مع المتَّقين، وفي هذا أبلغُ ضمانٍ لإقامتهم العدل.
سورة: البقرة - آية: 194  - جزء: 2 - صفحة: 30
﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [البقرة: 212]
المفتونُ مَن فتنَته الحياة الدنيا بزينتها، فغدَت ملذَّاتها كلُّها أثيرةً لديه، غيرَ عابئٍ بما كان منها حرامًا.
مَن وجد في نفسه تعظيمًا لزخرُف الحياة الدنيا، وازدراءً لأهل التقوى الزاهدين فيها، فإنه على خطرٍ من الذلَّة والمهانة يوم القيامة.
أيها المؤمن، اثبُت على إيمانك، ولا يُزعزِعكَ استهزاءُ الكافرين، ولا سخريَّةُ العاصين؛ فإنهم إن علَوكَ في متاع دنيا، فدرجتُك عند الله في الآخرة أعلى وأرقى.
هو الوهَّاب سبحانه يرزق مَن يشاء من المؤمنين والكافرين في هذه الحياة الدنيا، له الحكمةُ البالغة والمشيئةُ النافذة، وما عنده لعباده المؤمنين في الآخرة خيرٌ وأبقى.
سورة: البقرة - آية: 212  - جزء: 2 - صفحة: 33
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]
تقوى الله حقُّ التقوى: أن يُطاعَ فلا يُعصى، ويُذكرَ فلا يُنسى، ويُشكرَ فلا يُكفر.
على العبد أن يبقى في ارتقاءٍ دائم للمعالي، واجتهادٍ مستمرٍّ في تحقيق التقوى، حتى يأتيَه الموت، فإن العِبرةَ بالخواتيم.
سورة: آل عمران - آية: 102  - جزء: 4 - صفحة: 63
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]
على العبد أن يلازمَ الصبر، ولا ينقطعَ عن مجاهدة نفسه عليه في جميع حالاته؛ فإنَّ الصبر محتاجٌ إلى صبر.
ما أفلحَ عبدٌ إلا بالصبر والمصابرة، والجهاد والمرابطة، ولا خابَ إلا وكان إخلالُه بها أو ببعضها سببَ خَيبته.
إذا كان أهلُ الباطل يَمضون في باطلهم بصبرٍ وإصرار، فما أجدرَ أهلَ الحقِّ أن يكونوا أعظمَ منهم صبرًا وإصرارًا.
لا ينفع المؤمنَ الصبرُ ولا المصابرة ولا المرابطة إلا بالتقوى، كما أن التقوى لا تقوم إلا على ساق الصبر، فهي صفاتٌ يقوم بعضُها ببعض.
سورة: آل عمران - آية: 200  - جزء: 4 - صفحة: 76
﴿وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النساء: 25]
لا يُغفل الإسلامُ فطرةَ الإنسان ولا طاقتَه، ولا واقعَه ولا حاجاتِه، بل يلبِّي الصالحَ منها؛ ليسموَ به إلى معارج الطُّهر وآفاق النقاء.
يتشوَّف الإسلامُ إلى الحرية، ويدعو إلى نكاح الحرائر، ولا يرخِّص في زواج الإماء إلا عند مَسيس الحاجة؛ لئلَّا يسريَ في الذرِّية الرِّقُّ الذي يسعى إلى إنهائه.
أزاحَ الإسلامُ عن الأَمَة المؤمنة أحكامَ الجاهليَّة التي كانت تغُضُّ من شأن الإماء، وتجعلهنَّ للمتعة فحسب، فرفعها بإيمانها عن أن تكونَ أداةً يُستمتَع بها ثم يُستغنى عنها.
سمَّاهنَّ ﴿المؤمنات﴾ لأن الأحكام تجري على الظواهر، ثم قال: ﴿واللهُ أعلمُ بإيمانِكِم﴾ لأن البواطنَ إلى الله.
الآصِرةُ الإنسانيَّة والإيمانيَّة هما محورُ الارتباط في العَلاقات الإنسانيَّة التي تقوم بين الأحرار والرقيق في المجتمع المسلم.
الزواج في الإسلام تكريمٌ للمرأة، حيث تخرُج المرأة المؤمنةُ إلى بيت زوجها بإذن أهلها موفورةَ الاحترام، وتُعطى من المال ما يُرضيها على وجه الحقِّ والإكرام.
شتَّان بين الدُّرِّ الثمين والمتاع المَهين؛ فالعفيفة تمنع نفسَها وتصون عِرضَها، فيُبذَل لأجلها الغالي والنفيس، وتُرخِصُ البَغِيُّ نفسَها فتُشترى بالبخس والخسيس.
ما تفعلُه الحرَّة بنفسها وقومها إذا ارتكبَت جُرمًا هو فوقَ ما تفعله الأَمَة، والمقاماتُ تُراعى في العقوبات.
سورة: النساء - آية: 25  - جزء: 5 - صفحة: 82
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]
جهاد النفس مقدَّمٌ على جهاد العدوِّ، فمَن انتصر على نفسه قوِيَ على مواجهة عدوِّه.
مَن استعجل الأمرَ قبل أوانه، ولم يصبر عليه أوانَ حُلوله، كان ذلك أَمارةً على أن استعجاله كان تهوُّرًا لا شجاعة.
نقل الأقوالِ إلى أعمالٍ صالحة، والإراداتِ إلى أفعالٍ صادقة، من أَمارات الصدق.
حين تغيب شمسُ أُمنيَّاتِ النهار، بظهور ليل الأخطار، حينئذٍ يبحث ذوو الحماسة الزائفة عن أعذارٍ تُعفيهم من المواجهة.
كيف يلهو العاقلُ بمتاع قليل زائل، متناسيًا به المتاعَ الكثير الدائم؟ على أن ذلك القليل منغَّصٌ بالمكروهات! إن اشتدَّت على نفسك التكاليف، وثقُل قيدُها على قدمَي هواك، فمَنِّها بقُربِ ما تهواه من الطيِّبات، إذا صبَرَت واتَّقَت.
اليقين بعدل الله تعالى وفضله يزرع في النفس الاطمئنان، فيسعى الإنسانُ إلى عمل الخير مهما قلَّ، ويوقن بأن الله لن يُضيعَ عمله، ويحذَر من كلِّ سوء مهما صغُر؛ لأن الله سيُحصيه عليه.
سورة: النساء - آية: 77  - جزء: 5 - صفحة: 90
﴿لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93]
إن الله تعالى عدلٌ لا يؤاخذ عبدًا ارتكب محرمًا لم يصل إليه العلمُ بتحريمه؛ لأن الله تعالى تنزّه عن ظلم عباده.
الإيمان والعملُ الصالح يُثمِرانِ تقوى الله تعالى، فمَن كان مؤمنًا عاملًا كان لله متَّقيًا، وإذا تحقَّقت التقوى حرسَت صاحبَها من ترك الواجبات، وفعلِ المحرَّمات.
الإحسان غايةٌ عالية، ومَرتبة في الخير سامية، فيا من تتشوَّفُ نفسُه لذلك المقام، وحيازةِ ذاك الإكرام، دونَك سبيلَه فاسلكه، وقد بيَّن اللهُ لك مسالَكه، فما بقي إلا الانطلاقةُ الصادقة.
سورة: المائدة - آية: 93  - جزء: 7 - صفحة: 123
﴿وَأَنۡ أَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّقُوهُۚ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 72]
إقامة الصلاة والتزيُّنُ بالتقوى من مظاهر الاستسلام لربِّ العالمين، فمَن ضيَّعَهما فقد استسلمَ للشياطين.
الناجونَ في الحشر إلى ربِّ العالمين هم المستسلمون له، الذين لم يقدِّموا على الانقياد لأمره الآراء، ولا اتِّباعَ الشهَواتِ والأهواء.
سورة: الأنعام - آية: 72  - جزء: 7 - صفحة: 136
﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]
إذا كان النذيرُ من القوم كان أقربَ لمودَّتهم، وأبعدَ عن تهمتهم، وأحرصَ على مصلحتهم.
لا صلاحَ لأمَّةٍ حادت عن كتاب ربِّها، وانحرفت عن سبيل هداياتها، فكيف تصل إلى غايتها، بغير الوسيلة التي جُعلت لها؟ بين الخوفِ ممَّا سيكون والحزنِ على ما كان يقفُ سدُّ التقوى والإصلاح؛ ليَحولَ دون تسرُّب الخوفِ والحزن إلى حصن التقيِّ المصلح.
سورة: الأعراف - آية: 35  - جزء: 8 - صفحة: 154
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]
ذِكرُ اللهِ بذكر اسمه وعظمته ورحمته، وهو شعورٌ يبعث على استحضار عظمَة الله، والإكثارِ من الخير، فلا يزال صاحبُه قريبًا من الطاعات، بعيدًا عن المحرَّمات.
إنما تظهر آثارُ حلاوة الإيمان في القلب عندما تجدُ اللسانَ يستحلي ذكرَ ربِّه، وتسارع الجوارحُ إلى طاعته.
إذا عَمَرَت القلوبُ بالإيمان، أصغَت لتلاوة القرآن، فوقع أثرُه فيها، فزاد إيمانُ أصحابها.
لا يجتمع كمالُ توحيد الله والتوكُّلُ على سواه في قلبٍ واحد، فمَن وجد في قلبه توكُّلًا على أحد أو سببٍ غيرَ الله فلخللٍ في إيمانه.
سورة: الأنفال - آية: 2  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31]
كم من جهةٍ يَفيضُ عليك منها رزقُ ربِّك، ويجيئُك منها جزيلُ فضله، فسبحانه من ربٍّ وسِعتنا رحمتُه، فوجبَ علينا حمدُه وشكرُه.
تذكَّر أن الله يملك سمعَك وبصرك، فاحذر أن يسلُبَك إيَّاهما وأنت تعصيه بهما.
السمع والبصر هما طريقا العلم والتمييز، فإذا كان الله مالكَهما فكيف نجعل شيئًا من أعمالنا أو علومنا لغير الله المالك لها؟! يا مَن ترى مظاهرَ قدرة الله بعينك، قِس عليها قدرتَه على بعثك ومُجازاتك.
سورة: يونس - آية: 31  - جزء: 11 - صفحة: 212
﴿وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21]
مَن كان ذا لُبٍّ حصيفٍ فسيصلُ رحمَه، ولا يَقطعُها وإن قَطعت؛ لأن وصلَه لها جالبٌ للخير له في الدنيا والآخرة.
لو لازمَ المؤمنُ الخوفَ من الله تعالى لَما أقدمَ على المحرَّمات، ولا ترَكَ الواجبات، ولَما أحسنَ ظنًّا بعمله، ولا اتَّكلَ إلا على رحمةِ ربِّه وعفوه.
سورة: الرعد - آية: 21  - جزء: 13 - صفحة: 252
﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ﴾ [الحجر: 45]
يا بشرى المتَّقين بوعد ربِّ العالمين! فهم بعد البلاء في الجنَّات سالمون آمنون، وفي هناء النعيم خالدون، فانصَبِ اليوم في طاعة الله تَنعَم في الجنَّة بالراحة والرخاء.
لا يليق بالجنَّة أن يدخلَها أحدٌ وفي قلبه شيءٌ من الفساد، ولا يطيب لقاء الإخوة إلا بعد صفاء المودَّة، فإذا كنَّا سنقابل إخواننا في الجنَّة إن شاء الله متآلفين، فعلامَ نتمادى في الخصومة متنافرين؟!
سورة: الحجر - آية: 45  - جزء: 14 - صفحة: 264
﴿۞ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30]
المتَّقون يدركون أن الخير هو قِوام دعوةِ الحق، وأساسُ ما أنزل ربُّهم من أمرٍ ونهي، وتوجيهٍ وتشريع.
مَن أوتيَ القرآنَ فقد أوتيَ الخيرَ كلَّه، فلا ينبغي له أن يَرى أحدًا من أهل الدنيا خيرًا منه، وإلا سخِطَ نعمةَ الله تعالى عليه.
إذا رأيتَ عاقبةَ مَن يرى القرآنَ أساطيرَ الأولين، ومَن يراه الخيرَ كلَّه، علمتَ أن لكل قولٍ ما يستحقُّ صاحبُه من العقابِ أو الثواب.
مَن أحسنَ في هذه الدنيا بالإيمان والطاعة جوزيَ بحالةٍ حسنة من النصر والعزِّ، مع الهداية إلى القول السديد، والفعل الحسَن الرشيد، الذي يكون به الفوز في الآخرة.
مهما كانت دنيا المؤمن رضِيَّة، وعيشتُه فيها هنيَّة، فإن الآخرة خيرٌ له منها؛ صفاءً ودواما، وعطاءً وإنعاما، وملذَّاتٍ ومسَرَّات.
سورة: النحل - آية: 30  - جزء: 14 - صفحة: 270
﴿۞ وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ﴾ [النحل: 51]
ما لله تعالى من شريكٍ ولا له من نظير، فلا يُدعى سواه ولا يُرتَجى غيرُه.
الرهبة عبادةٌ من العبادات، فاصرِفها لربِّ الأرض والسماوات، ولا تَصرِفها لغيره من المخلوقات.
سورة: النحل - آية: 51  - جزء: 14 - صفحة: 272
﴿ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 49]
مَن كان يخشى اللهَ تعالى حيث لا يراه أحدٌ فكيف يكون حالُه بين الناس؟ إنما يُشفق من يوم القيامة مَن يستصغر حسناتِه، ويستكثر سيئاته، ويستحيي أن يلقى بها سيَّده.
سورة: الأنبياء - آية: 49  - جزء: 17 - صفحة: 326
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ﴾ [الحج: 34]
من عظيم البراهين على منزلة عبادة من العبادات أن تراها مشروعةً في جميع الشرائع، وهكذا كان النحر، فهل يقدر المسلم هذه الشعيرةَ قدرها؟ مالُك هو من رزق الله لك، ومن فضله عليك، فمن شُكره أن تبتغي به رضاه، فتنسُبه إليه.
ذبحُ النسيكة مشهدٌ من مشاهد التوحيد؛ فبها يتقرَّب المسلم الموحِّد إلى الله، وعلى اسمه يذبحها، وله وحدَه يصرف شكرَها.
طوبى للحجيج المخبِتين الذي استسلموا لربِّ العالمين، وانقادوا له راضين، وكانوا له متواضعين.
مَن أخبتَ لله قلبُه استنارت بالأعمال الصالحات جوارحُه، فنالته البِشارات، وهطَلَت عليه الخيرات، فأصلِح قلبك؛ فإنه موضع نظر ربِّك منك.
سورة: الحج - آية: 34  - جزء: 17 - صفحة: 336
﴿ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [الحج: 35]
من صفات المُخبِتين الوجَل عند ذكر الله عزَّ وجل، وذلك يقتضي معرفتَهم بعظيم شأنه، واستشعارهم تقصيرَهم في جنبه، وبُعدهم عن العُجب بما هم عليه.
إذا أردتَّ البشرى فأحسن ببارئك الظنون، ولا تتبرَّم من أقداره فيك؛ فإنه بحكمته يبتليك فيصطفيك.
حين لم يتمكَّن حبُّ الدنيا من قلوب المخبتين ظلُّوا بين العباد منفقين، غيرَ بخلاء بما رُزقوا؛ لعلمهم أن المال ماله، والفضل فضله.
سورة: الحج - آية: 35  - جزء: 17 - صفحة: 336
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57]
قال الحسن البصريُّ: (إن المؤمن جمعَ إحسانًا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا).
لا يزال المؤمن في ازدياد من الإيمان قولًا وعملًا، ولا يفتأ يجدِّده كلَّ حين، شاكرًا لله تعالى إحسانَه وفضله، وجوده وتوفيقه.
ألا يستحقُّ الموصوف بالربوبيَّة جلَّ وعلا أن يُخشى وأن يُتَّقى، وأن يؤمنَ به، وألا يُشركَ به؟
سورة: المؤمنون - آية: 57  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ﴾ [الأحزاب: 70]
ينبغي أن تكونَ أفعال المؤمن دائرةً على التقوى، وأقوالُه موافقةً للحقِّ والهدى.
ما من شيء أذهبُ بالرشد، وأجلب للضُّر، وأقتل للتقوى من اللسان السائب.
سورة: الأحزاب - آية: 70  - جزء: 22 - صفحة: 427
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰٓۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18]
إن الله تعالى عادل في حكمه، فلا يؤاخذ عبدًا بجريرة غيره ما لم تكن له يد فيها، فاطمئن على نفسك فإنك لا تحاسب إلا عليها.
قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (يلقى الأب والأمُّ ابنه فيقول: يا بنيَّ؛ احمل عنِّي بعض ذنوبي، فيقول: لا أستطيع حمل شيء؛ حسبي ما علي).
لا تظنَّ اليوم أن أحدًا سيحمل عنك ذنبك غدًا، ولو كان أقربَ قريب لك، فتخفَّف منه اليوم بالتوبة قبل أن تلقى الله بالندامة يوم القيامة.
ما أحسنَ خشيةَ الله وإقامةَ الصلاة في الانتفاع بالنِّذارة والموعظة! فمَن كان أكثرَ خشيةً وأحسن صلاةً صار أكثر انتفاعًا بالذكرى.
إذا تطهَّرت من المعاصي، ونقَّيت باطنك وظاهرك من المساخط، فإن عائدة ذلك النقاء على نفسك، فاحرِص على ذلك فأنت الرابح.
من تفكر بأن مصيره إلى ربِّه الذي سيحاسبه على عمله انتفع بالنِّذارة، وطهَّر نفسه من الذنوب حتى يوافيَ مولاه على أحسن حال.
سورة: فاطر - آية: 18  - جزء: 22 - صفحة: 436
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]
خلق الله الناسَ من شيء واحد، وفاوت بينهم في ألوانهم وصفاتهم، وطباعهم وميولهم، فلا يتَّفق شخصٌ مع شخص في كلِّ شيء منذ أوَّل مخلوق إلى آخر مخلوق، فسبحان الخالق العظيم! إنما العلم الخَشيةُ، فإذا لم يَقُدِ العلمُ صاحبه إلى خشية الله، فيتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته، فلا خير في ذلك العلم.
مَن أيقن بأن الله تعالى بعزته يعاقب مَن عصاه ويقهره، وبمغفرته يثيبه ويأجُره، دعاه ذلك إلى خشيته وحسن عبادته.
سورة: فاطر - آية: 28  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ ﴾ [يس: 71]
تذكيرُ الله لخلقه بنعمه وآلائه، وواسع فضله وعطائه، هو نعمةٌ منه أخرى، ومنَّةٌ جليلة كبرى، تستوجب منهم دوامَ الشكر له.
لو تأمَّلنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا ومركبنا لاستشعرنا أننا مغمورون بفيض وافر من نعم الله تعالى، فما أعظمَ فضلَه سبحانه! وما أقلَّ شكرَنا! إن الذي ذلَّل الدوابَّ للبشر، فأسلس قيادها، ويسَّر ظهرها، لقادرٌ على تطويعك، فانقَد إليه حبًّا قبل أن تخضعَ له كُرهًا.
سورة: يس - آية: 71  - جزء: 23 - صفحة: 445
﴿وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61]
كما وقى الله المتَّقين في الدنيا من المخالفات، حماهم يومَ القيامة من العقوبات، فما أسعدَهم بتقواهم! أهل الورع والتقوى لا يحزنون لشيء من حظوظ الدنيا بعد فواتها؛ لأن قلوبهم معلَّقة أبدًا بربِّهم، يرجون رحمته ويخشَون عذابه.
سورة: الزمر - آية: 61  - جزء: 24 - صفحة: 465
﴿مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ ﴾ [ق: 33]
وعدُ الله كائنٌ لا محالة، فلنتجمَّل بحفظ العهد والرجوع دومًا إلى الحقِّ؛ لنفوزَ بجميل وعده سبحانه.
إذا ما خلَوتَ يومًا بنفسك، ودعَتكَ إلى معصية ربِّك، فذكِّرها بما أعدَّ الله للأوَّابين، فلا أخسرَ ممَّن باع هذه المنزلةَ بشهوة عابرة.
سورة: ق - آية: 33  - جزء: 26 - صفحة: 519
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]
التقوى حالةٌ من الحضور تجعل القلبَ يقظًا متَّصلاً بالله دومًا، ووَجلًا مستحيًا أن يطَّلع منه على ما يكره.
تنبَّه أيها المؤمنُ، فقد طالت غفلتُك! وتدبَّر ما قدَّمتَ من عمل، واستعدَّ ليوم المعاد، فإنه يومٌ يُجازى فيه المحسنُ عن إحسانه، والمسيء عن إساءته وكُفرانه.
النظرُ في سالف الأعمال وسيلةٌ إلى الشُّكر على ما حَسُن منها، وإلى التوبة عمَّا قَبُح منها.
مَن رامَ النجاة في الآخرة فليحيَ بمشاعر المترقِّب المنتظر لغده القريب.
سورة: الحشر - آية: 18  - جزء: 28 - صفحة: 548
﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]
لو أنزل الله القرآنَ على جبل وأمره بما أمرنا، وخوَّفه بالذي خوَّفنا، لخشعَ وتصدَّع من خوف الله، أوَلَسنا أحقَّ بالخوف والخشية منه؟ إذا كانت الجبالُ الضخمة الصُّلبة تتزلزل وتتصدَّع من خشية ما في القرآن من مواعظَ وعِبَر، أفلا تَلينُ لها قلوبُ الخَلق من البشَر؟ إنَّ أمر القرآن لعظيم، وإن قدره لرفيع، وحريٌّ بنا أن تخشعَ له قلوبُنا، وتذرِفَ عيونُنا؛ لما فيه من الوعد الحقِّ والوعيد الأكيد.
عن مالك بن دينار قال: (أُقسم لكم، لا يُؤمن عبدٌ بهذا القُرآن إلَّا صدَّع قلبَه).
من لطف الله تعالى بعباده المسلمين ورأفته بهم أنه يضربُ لهم الأمثالَ تبصيرًا لعقولهم، وإيقاظًا لقلوبهم، فمَن تدبَّرها حسُن فكرُه، واستنارَت بصيرتُه.
سورة: الحشر - آية: 21  - جزء: 28 - صفحة: 548
﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]
يتجلَّى لطفُ الله بعباده في أنه لا يشقُّ عليهم ولا يُعنتهم، ويرضى منهم ما يُطيقون من عمل في طاعته وتقواه.
مَن تلقَّى أوامرَ الله تعالى ورسوله ﷺ باهتمام وتعظيم، كانت طاعتُه على بصيرة، وعن حبٍّ وانشراح صدر.
حين يتيقَّن المسلم أنَّ ما يُنفقه في وجوه البِرِّ إنما هو إنفاقٌ لنفسه لا لغيره، فإنَّ ذلك يَحفِزُه إلى بذل المزيد؛ ليكونَ من الفائزين.
يا لها من مرتبةٍ رفيعة؛ مرتبة التحرُّر من الأثَرة والبُخل، وتربية النفس على السَّخاء والبَذل، بأريحيَّة ونُبل.
سورة: التغابن - آية: 16  - جزء: 28 - صفحة: 557
﴿ذَٰلِكَ أَمۡرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُۥٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا ﴾ [الطلاق: 5]
طاعةُ الله تعالى في أوامره وأحكامه تحقيقٌ لمعنى الإيمان؛ كيف لا، وقد أنزل الله هذه الأحكامَ للمؤمنين ليعملوا بها؛ رحمةً منه وفضلًا؟ إذا ما علمتَ أيها المسلمُ أن أحكام دين الله هي وحيٌ منه سبحانه، أنزلها لصلاح البشَر في عاجل أمرهم وآجله، فاحرِص على رعاية أمر الله والعلم به والعمل بمقتضاه.
سورة: الطلاق - آية: 5  - جزء: 28 - صفحة: 558
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ ﴾ [الملك: 12]
خشيةُ العباد ربَّهم ولم يرَوه، وخشيتُهم له وهم في خِفيةٍ عن الأعين، كلاهما معنًى جليل، وشعور نبيل، يؤهِّل للأجر الكبير، والجزاء الكثير.
أكثرُ الناس حظًّا من رحمة الله ومغفرته، هم أكثرُ الناس خشيةً له؛ إذ الخشية دليلٌ على ضبط نفوسهِم، وكَبْح جِماح أهوائهِم.
سورة: الملك - آية: 12  - جزء: 29 - صفحة: 562
﴿وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]
إن الله حَقيقٌ أن يتَّقيَه عبادُه ويخافوا عقابَه، بالإيمان به وبطاعة أمره، وإنه حقيقٌ أن يغفرَ لهم ما سلفَ منهم.
قلوب العباد بين إصبَعَين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء، فداوم أُخيَّ على سؤال الله الهدايةَ والثبات وحُسن الختام.
سورة: المدثر - آية: 56  - جزء: 29 - صفحة: 577
﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ ﴾ [البينة: 8]
لولا الخشيةُ لم يترك العبد المناهيَ والمعاصي، ولا استعدَّ ليومٍ يؤخَذ فيه بالنَّواصي، فهي مِلاكُ السعادة الأبديَّة، وقِوامُ الفوز بالرتب العليَّة.
رضُوا عن ربِّهم فيما شَرَع لهم وقضى، مُذعِنين لأمره، مسلِّمين لقضائه، فقَبِلَ منهم ورضي عنهم، وبوَّأهم مقاعدَ الخلود في جنَّات النعيم.
سورة: البينة - آية: 8  - جزء: 30 - صفحة: 599


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


التحية والسلام أرحم الراحمين رب المشرق والمغرب كتم الشهادة الأدب مع الرسول اللغات التي كان يتكلم بها الأنبياء الزواج بمطلقة المتبنى الوفاء بالنذر قوم نوح الحذر من الآخرة


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب