قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن خصائص النبي في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ هَمَّ قَوۡمٌ أَن يَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ فَكَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [المائدة: 11]
ليست المنفعةُ في حصول النعمةِ فحسب، بل تكون المنفعةُ أيضًا في دفع النِّقمة، فانظر إلى ما منعَه عنك من البلاء، وكفَّه من الأذى والعناء، فلعلَّه أعظمُ من جليل النِّعَم.
كم من البلاء سعى إليك بخيله ورَجِلِه، لا تملك له دفعًا، ولا تستطيع له رفعًا، قد كفَّه الله عنك بلطفه! أفلا تتَّقي ربَّك حقَّ التقوى؟! التذكير بنعمة كفِّ الأعداء عن صالحي المؤمنين قبلنا فيه حثٌّ على التأسِّي بهم في القيام بأمر الدين؛ من الحقِّ والصَّبرِ على المشاقِّ، وهذا هو المعنى العامُّ للجهاد في سبيل الله.
إفراد الله بالتوكل من علامات كمال الإيمان، وكلما قوي إيمان العبد زاد توكله على ربه.
سورة: المائدة - آية: 11  - جزء: 6 - صفحة: 109
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]
نزعَ الله الغنيمةَ ممَّن يجمعُها في المعركة، وردَّ حُكمَها إليه وإلى الرسول ﷺ؛ ليَخلُصَ الأمر إليهما، وليتجرَّدَ المجاهدون من الملابسات الأرضيَّة، ويسلِّموا أمرَهم لربِّهم ولقائدهم.
التقوى زِمامُ القلوب الذي يمكن أن تُقادَ منه إلى إصلاح ذات بينها وهي طائعة، وهي خيرُ ما يمنع المشاحَّةَ في الحقوق المالية.
إن الإيمانَ ليدعو إلى طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله ﷺ، فمَن وجد نقصًا في طاعاته فليتفقَّد إيمانَه.
الإيمان بالله ورسوله يبقى مجرَّدَ دعوى حتى يبرهِنَ عليه الانقيادُ لله ورسوله؛ بطاعتهما والبعدِ عن معصيتهما.
سورة: الأنفال - آية: 1  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ ﴾ [الأنفال: 5]
لا تسخَط أقدارَ اللهِ فيك إذا بدَت أوائلُها مكروهةً لديك، فقد أخرج اللهُ نبيَّه من بيته لنصرةِ دينه وإعزازِ كلمته، فكَرِه ذلك بعضُ المؤمنين، ثم كانت العاقبةُ الحسنة لهم.
سورة: الأنفال - آية: 5  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ ﴾ [الأنفال: 6]
إنما يكون محلُّ الجدال وفائدتُه عند اشتباه الحقِّ والتباس الأمر، أمَّا إذا وضَحَ الحقُّ وبان، فليس سوى الانقيادِ والإذعان.
المؤمن لا يغفُل عن الأسباب الإيمانيَّة، والعوامل الماديَّة في تحقيق النصر المنشود.
سورة: الأنفال - آية: 6  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]
يخطئُ من يحسَبُ أن اختيارَه لنفسه خيرٌ من اختيار ربِّه له، ويخطئ كذلك من يتبرَّمُ لأذًى يصيبُه ويكمُن وراءه الخيرُ الكثير.
المواجهة فيها شيءٌ من الخطر، لكنَّ الظفر عُقبى المؤمنين، وذلك يحتاجُ إلى طُمأنينة وصبر ويقين.
إرادة الله التي يشاء سبحانه تحقيقَها على أيدي المؤمنين، قد تقف في طريقها مكروهاتٌ لدى النفس البشرية، لكنَّ النفسَ المؤمنة الصادقة تتحمَّلها حتى تصلَ إلى الغاية الربَّانيَّة.
سورة: الأنفال - آية: 7  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 8]
الإسلام هو الحقُّ، والحقُّ ثابتٌ لا يضمحِلُّ، وفي هذا البِشارةُ ببقائه، وحصولِ جزاء أعماله.
لا يظنُّ الداعي إلى الله أن إحقاقَه للحقِّ وإبطالَه للباطل سيقبله كلُّ الناس ويَرضَونه، فهناك من سيكره، وهناك من سيواجه.
سورة: الأنفال - آية: 8  - جزء: 9 - صفحة: 177
﴿وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]
أهل الباطل لا ينامون عن مُعاداة الحقِّ وأهله بأفكارهم وأعمالهم، فهم لا يدَعون وسيلةً يرَون أنها تُزهقُ الحقَّ وتضرُّ أهلَه إلا اتَّبعوها.
إنَّ مكرَ الكافرين يشمَل كلَّ ما يمتُّ إلى الإيمان بصِلة، فهم يمكُرون برسول الإيمان، وبما جاء به، وبمَن اتَّبعه وسار على هديه.
مهما بلغ مكرُ أهل الباطل فلن يستطيعوا محاصرةَ الحقِّ أو إطفاءَ جذوته، فإنَّ مكرَ الله من ورائهم، وهو محيطٌ بهم.
سورة: الأنفال - آية: 30  - جزء: 9 - صفحة: 180
﴿۞ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]
الإيمان بالله تعالى وآياتِه يوجبُ العملَ بالعلم، والرضا بالحُكم.
توزيعُ غنائم الجهاد حيث شاء اللهُ دليلٌ على أن الجهادَ شُرع لأغراضٍ سامية لا تَلهثُ خلفَ المال، ولكنَّها تُديره إدارةً حسنة لتحقِّقَ مقاصدَه الشرعيَّة.
كم حرَص الإسلامُ على ضعفاء المجتمع! فقد أعطاهم من الغنيمة ليُعينَهم، وليقومَ بمصالحهم حيث فُقدَ مَن يقوم لهم بها.
العبودية لله تعالى وحدَه هي أعلى وسام شرفٍ يناله الإنسانُ عند الله، فقد وُصِف به خيرُ خلقه في أعظم المقامات.
لمَّا كان النصرُ من عنده وحدَه سبحانه، فإن الغُنم هو بفضله وحدَه، فكيف لا يكون الحُكم فيه له وحدَه؟! حين كان ربُّنا هو الناصرَ والقادرَ والغنيَّ عن عباده، فإنه يجب أن يُطاعَ أمرُه، ولا يُخالَفَ حكمُه.
سورة: الأنفال - آية: 41  - جزء: 10 - صفحة: 182
﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40]
لا تخشَ على دين الله تعالى، فإن الله حافظُه وناصرُه، ولكن اخشَ على نفسك ألا تكونَ من أنصاره المشرَّفين بالدفاع عنه.
إن أوائلَ الطريق إلى النصر قد لا تؤذِن به، فهذه حالُ رسول الله ﷺ؛ من طلبِ النجاة في غارٍ موحش مع صاحبٍ وحيد، إلى فتح مكةَ بجيش عَتيد! من غار ثور انبثق درسٌ يعلِّم الناسَ تكاليفَ الدعوة الشاقَّة، فمع نصرة الله تعالى وملائكته لرسوله ﷺ يخرجه قومُه من أرضه، ويلجأ إلى غارٍ مهجور طلبًا للأمان.
هنيئًا لأبي بكر رضي الله عنه أن كان الثانيَ في الإسلام، وفي الصُّحبة إلى المدينة، وأن الله كان معه حين صاحبَ رسولَه ﷺ، وتلك منزلةٌ لم يرقَ إليها أحد.
في قمَّة الخوف الذي يدور حولهما، والطلبِ الشديد بحثًا عنهما؛ تُشرقُ شمسُ الثقة من فم الصادق الأمين، فتبدِّد ظلُماتِ المخاوف.
كيف يستسلم للحزن مَن كان الله معه، ذو العزَّة التي لا تُغلَب، والقدرةِ التي لا تُقهَر، والرحمةِ التي بها يقوم كلُّ شيء؟ السَّكينةُ في أوقاتِ الشدائد من تمام نعمة الله على عبده، وتكون بحسَب المعرفة بالله، والثقةِ بوعده الصادق، والإيمان به، ورَباطة الجأش.
لم تكن كلمةُ الله يومًا غيرَ عليا، بل هي العليا بدءًا وانتهاءً، دائمًا وأبدًا.
عزَّته تعالى تدعوك إلى الخضوع له؛ خوفًا من سلطانه، وحكمتُه تدفعك إلى أن تطيعَه، راغبًا في الخير الكامن فيما يأمرُك به.
سورة: التوبة - آية: 40  - جزء: 10 - صفحة: 193
﴿وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٞۚ قُلۡ أُذُنُ خَيۡرٖ لَّكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ وَرَحۡمَةٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [التوبة: 61]
لا تعجَب إن حرَّف المنافقون مظاهرَ الخير في المؤمنين، فجعلوها صفاتِ ذمٍّ، فذلك داءٌ فيهم قديم.
الأصل في المسلمين حُسنُ الظنِّ، حتى يظهرَ ما يخالفُ ذلك.
كلَّما كانت النفسُ أسلمَ قلبًا كانت في السماحة أكمل، ليس ضعفًا منها، بل من باب اللطافة وسرعةِ القَبول لما يُناسب من الخير.
ما يجب أن يسودَ في المجتمع هو اللطفُ والتصديق، ولا يعكِّر ذلك أفرادٌ غيرُ أنقياء من تلك الثلَّة النقيَّة.
لقد أرسل اللهُ تعالى رسولَه رحمةً لجميع الخلائق، فطوبى لمَن تلقَّى هذه الرحمةَ بالقَبول، وصدَّق ما جاء به.
مَن آذى رسولَ الله ﷺ فقد آذى اللهَ الذي أرسله جلَّ جلالُه، وذلك يوجب سَخَط اللهِ وعذابَه.
سورة: التوبة - آية: 61  - جزء: 10 - صفحة: 196
﴿مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ ﴾ [الحجر: 8]
الملائكة تنزل بالرحمة أو بالعذاب، فمَن لم يؤمن ويصدِّق بالكتاب المبين، الذي نزل به الروح الأمين، فإن الملائكة لا تنزل عليه إلا بالعذاب المُهين.
سورة: الحجر - آية: 8  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]
كما أحسن اللهُ إلى نبيِّه وعوَّده جميلَ صنائعه، فإنه سيمتنُّ عليه، ويُنجز له جميلَ ما وعده.
سورة: الحجر - آية: 87  - جزء: 14 - صفحة: 266
﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]
إذا أردتَّ أن ترى بعضَ مظاهرِ لطفِ الله تعالى بنبيِّه ﷺ فتأمَّل خطابَه له، وإضافتَه إليه.
تقرَّب إلى ربِّك لتقوى عزيمتُك، ولا تفتُر عن عبادته، فكيف يفتُر مَن هو في وظيفة العمر التي لا استقالةَ منها حتى تؤدَّى على أكمل وجه؟!
سورة: الحجر - آية: 99  - جزء: 14 - صفحة: 267
﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]
يا له من خبرٍ عجيب دالٍّ على عظيم قدرة الله، إنه خبرُ الإسراء برسول الله ﷺ إلى بيت المقدِس في بعض ليلة، فاقتضى الحالُ أن ينطِقَ المتأمِّلُ بتسبيح الله تعالى.
بلغَ نبيُّنا ﷺ بكمال عبوديَّته لربِّه رفيعَ الدرجات، ونال بها أعظمَ الأوسمة والمقامات.
ما اصطفاه الله تعالى من الأماكن يكثُر خيرُه، وتعظُم بركتُه، فالقدس أضحت بالاصطفاء أرضَ الرسالات.
لقد أكرم الله نبيَّنا الكريم بأن أراه آيةً من آياته عينَ اليقين، ولو أعلمه إعلامًا لكفاه، ولكنَّه مزيدُ العناية والرعاية.
حادثة الإسراء حادثةٌ عظيمة جرت فيها أحداثٌ كبار، وصدَّقها المؤمنون وكذَّبها الكفَّار، وكلُّ ذلك بسمع الله وبصره.
سورة: الإسراء - آية: 1  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا ﴾ [الإسراء: 90]
ما أكثرَ دلائلَ القرآن على أنه كتابٌ من عند الله! فهل وجدوا فيه ما يقدحُ حتى يسألوا رسولهم غيرَه؟! من أساليب بعض المعاندين في مجادلة أهل الحقِّ الحَيدةُ عن جوهر المسألة إلى قضايا أخرى حين يَعيا عن الجواب.
لم يُبالِ المُعرِضون كيف يتحدَّون نبيَّهم، بما ينفعهم أو بما يضرُّهم، فما أعجبَ شأنَ التعنُّت والمتعنِّتين! تبدو على المشركين طفولةُ الإدراك والتصوُّر، كما يبدو التعنُّت في هذه المقترحات الساذَجة، وهم يسوُّون بين البيت من الذهب، والعروج إلى السماء! يقف الرسولُ الكريم عند حدود بشريَّته، ويعمل وَفقَ تكاليف رسالته، لا يقترح على الله تعالى، ولا يتزيَّد فيما كلَّفه إيَّاه.
إن الله تعالى لا يُعجزه شيءٌ طلبه خلقُه أو لم يطلبوه، ولكنَّه تعالى يَرفُقُ بعباده؛ خشيةَ أن يكونَ عذابُهم فيما سألوه، إن لم يؤمنوا بعد ذلك بما طلبوه.
سورة: الإسراء - آية: 90  - جزء: 15 - صفحة: 291
﴿قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 96]
رسول الله ﷺ لا يفتقرُ إلى شهادة بشر بصحَّة رسالته؛ إذ تكفيه شهادةُ الله تعالى بأنه رسوله الذي بعثه إلى خلقه.
إن الله تعالى عالمٌ بمَن يستحقُّ من عباده الإحسانَ والرعاية، ومَن هو أهلٌ للضلال والغَواية، فليطمئنَّ المؤمنون وأهلُ الحقِّ والدعاةُ إليه.
سورة: الإسراء - آية: 96  - جزء: 15 - صفحة: 291
﴿مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ فَلۡيَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لۡيَقۡطَعۡ فَلۡيَنظُرۡ هَلۡ يُذۡهِبَنَّ كَيۡدُهُۥ مَا يَغِيظُ ﴾ [الحج: 15]
ألا فليستبشرِ المؤمنون بأن الله تعالى ناصرٌ دينه ورسوله، وعباده الصالحين، ومتمٌّ نوره ولو كره الكافرون.
مهما ملأ الغيظُ قلوبَ أعداء الإسلام من انتشاره وانتصاره، ومهما كادوه من أجل انحساره أو اندحاره؛ فإن ذلك لن يطفئَ نورًا كتب الله له التمام، ولن يوقف خُطًا قُدِّر لها التقدُّم والاستمرار.
سورة: الحج - آية: 15  - جزء: 17 - صفحة: 333
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٖ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلۡقَى ٱلشَّيۡطَٰنُ فِيٓ أُمۡنِيَّتِهِۦ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ ثُمَّ يُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [الحج: 52]
من رحمة الله برسوله محمَّد ﷺ أنه يسلِّيه بما جرى لإخوانه من الرسُل، مبيِّنًا له أنه لم يسلم أحدٌ منهم من محاولة الشيطان أن يفسد بعضَ ما يحاولونه من هدي الأمم.
لقد حفظ الله رسُله من دسَّ الماكرين، وتلقين المعاندين الذين يحاولون تشويه الحقيقة، بعد أن عجَزوا عن إخفاء نورها بأيِّ طريقة.
سورة: الحج - آية: 52  - جزء: 17 - صفحة: 338
﴿لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [الحج: 53]
لا تثبت صورةُ الحقِّ في القلب المريض، ولا تنطبع على القلب القاسي، فلا غَروَ أن هذين القلبين لا يزالان يعذَّبان ويَشقَيان.
حين يكونُ القلب مريضًا بالشكوك فإن أقلَّ شيء يَريبه ويؤثِّر فيه حتى يفتتن به، وإن لم يكن للالتفات أهلًا، ولا يستحق الاهتمام.
الظلمُ والكفر وعناد الحقِّ علل تجعل صاحبها في شقاق بعيد، فما أبعدَ الظالمين عن الاهتداء.
سورة: الحج - آية: 53  - جزء: 17 - صفحة: 338
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [النور: 11]
قد يتوارى جمعٌ من أعداء الإسلام وراء ستاره، فيكيدون في الخفاء له ولأهله من أجل تفتيته وتشويهه، والقضاء على عناصر القوة فيه.
ما أعظمَ الإفك الذي رُميت به الطاهرة العفيفة عائشة الصديقة! فإنه لم يأت في القرآن تعريف الإفك بالألف واللام إلا في هذا الموضع؛ لبيان شناعة ما رُميت به، رضي الله عنها.
إنه لخيرٌ عظيم أن يُنزل الله تعالى براءة عبده من السماء، ويجزل له الأجر في الآخرة، ويجعل من خبره قرآنًا يُتلى، موعظة للمؤمنين، ونقمة من المفترين.
كم كان لهذا الحدث من أثر عظيم في يقظة الأمة، وتبصيرها بحقيقة عدو كاشح في الماضي والحاضر! وكم من الأحداث ظنها الناس شرًّا، فأصبحت خيرًا عظيمًا.
يترتب الإثم على ما حصل فيه تصميم وعزمٌ قوي صدَّقه العمل، وكلما عظم العمل عظم الإثم والعقوبة.
سورة: النور - آية: 11  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ ﴾ [النور: 12]
المؤمنون والمؤمنات يحسنون الظن بإخوانهم، فلا تنطلق ألسنتهم بالتهم التي ينزهون أنفسهم عنها؛ لأنهم كنفس واحدة، صالحة طاهرة.
سورة: النور - آية: 12  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [النور: 13]
لا يجوز لمسلم أن يرمي مسلمًا في عرضه، وليس له حجةٌ تصدقه، وإذنٌ من الشرع يؤيده؛ وذلك حفاظًا على سمعته، وأمانًا للمجتمع، فما أعظمَ حرمةَ المسلم عند الله! كيف لا يترتب على هذه الإشاعة الكاذبة عذاب عظيم، وقد سببت الأذية لرسول الله الكريم وصاحبه الصدِّيق، وخدشت عرض الحَصان الطاهرة بفِرية على صحابي كريم؟
سورة: النور - آية: 13  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 14]
لا يجوز لمسلم أن يرمي مسلمًا في عرضه، وليس له حجةٌ تصدقه، وإذنٌ من الشرع يؤيده؛ وذلك حفاظًا على سمعته، وأمانًا للمجتمع، فما أعظمَ حرمةَ المسلم عند الله! كيف لا يترتب على هذه الإشاعة الكاذبة عذاب عظيم، وقد سببت الأذية لرسول الله الكريم وصاحبه الصدِّيق، وخدشت عرض الحَصان الطاهرة بفِرية على صحابي كريم؟
سورة: النور - آية: 14  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ ﴾ [النور: 15]
حين يغيب التثبُّت يتلقَّى لسانٌ عن لسان بلا تروٍّ، حتى لكأن القولَ لا يمرُّ على الآذان، ولا تتملَّاه الأذهان، ولا تتدبَّره القلوب.
على المرء ألا يقولَ بلسانه إلا ما يعلمه ويتحقَّقه، فلا يتكلَّم بالباطل، ولا يقول ما لا يدري به، وفي هذا زجرٌ بليغ عن التهاون في إشاعة الباطل.
إذا كان الكلامُ في أعراض الناس خطيرًا، فإنه في عِرض بيت النبوَّة الطاهر أعظمُ خطرًا، ولا يصدر إلا عن غافلٍ أو منافق.
سورة: النور - آية: 15  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ ﴾ [النور: 16]
من الأدب العظيم في الإنسان أنه متى سمع كلامًا سيئًا أو وصل إليه بأي طريق فعَلِق بذهنه أن يتبرأ منه، ويدافع عن المسلم المفترى عليه.
أيُّ بهتان أعظم من أن يَطعُن امرؤٌ في عِرض سيِّد الخلق ﷺ، وزوجه الطاهرة الشريفة، وصحابي جليل كريم؟
سورة: النور - آية: 16  - جزء: 18 - صفحة: 351
﴿لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]
لا بدَّ من امتلاء القلوب بالتوقير لرسول الله ﷺ، حتى تستشعر كلَّ كلمة في ندائه، وكلَّ صوت في مناداته.
كما كان الصحابة يخاطبون رسولَ الله ﷺ في حضرته بكلِّ أدب وتوقير، وتشريف وتعظيم، كذا يجب أن يكونَ الأمر بعده عند ذكره في غَيبته.
من الناس مَن يتسلَّلون من أوامر رسول الله ﷺ وزواجره، مُستَخْفين بتأويلات بعيدة حتى لا ينكشفوا فيُفتَضحَ أمرهم بين المسلمين.
فليحذر العقاب مَن يخالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام بمخالفة الواجب من سُنته، أو ترك ما أمر به، واقتراف ما نهى عنه.
سورة: النور - آية: 63  - جزء: 18 - صفحة: 359
﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا ﴾ [الفرقان: 52]
لا يُطاع الكافر في كلِّ ما يأمر به؛ لأنه مظِنَّة التُّهمَة، فلا يوافَق في أمر الدنيا إلا على ما عُرف وجهُه وبدت مصلحتُه.
في هذا القرآن من السلطان ما يهُزُّ القلوب هزًّا، ومن القوَّة ما لو سُلَّت حُجَجه على التصوُّرات الفاسدة لقطعتها قطعًا .
سورة: الفرقان - آية: 52  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنَّكَ عَلَى ٱلۡحَقِّ ٱلۡمُبِينِ ﴾ [النمل: 79]
لمَّا كان الله تعالى وليَّ الحقِّ وناصرَه ومؤيِّدَه، فما على صاحب الحقِّ إلا أن يتوكل عليه، ويكتفيَ به ويأويَ إليه.
يا لها من شهادة عظيمة من الله تعالى لنبيِّه الكريم بكمال الاهتداء! فهو عليه الصلاة والسلام متمكِّنٌ من الحقِّ الجامع لحقائق الأشياء، وذلك الحقُّ واضح ليس فيه خَفاء.
سورة: النمل - آية: 79  - جزء: 20 - صفحة: 384
﴿إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ﴾ [النمل: 80]
لا يعرف الحق ويُقبل عليه ويحبه ويؤثره على غيره إلا ذو قلب حيٍّ، وأما القلب الميت فلا إحساس فيه ولا تمييز.
ما أشبهَ المعرضين عن كتاب الله تعالى بحال الأصَم الذي لو أقبل على محدِّثه ما سمعه، فكيف به وهو مدبر عنه؟
سورة: النمل - آية: 80  - جزء: 20 - صفحة: 384
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [النمل: 81]
مَن غاب عقله وانطمسَت بصيرته وأصبح يقوده هواه فقد عميَ عن طريق الهداية، فأنَّى يُهدى مَن هذا حاله؟! ما يصغي امرؤٌ لآيات الله بقلبه ويُقبل عليها بروحه إلا وجدتَّه مسارعًا إلى الإيمان بها، فإن صفاءها يحتاج إلى قلب صافٍ حتى تستقرَّ فيه.
سورة: النمل - آية: 81  - جزء: 20 - صفحة: 384
﴿ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا ﴾ [الأحزاب: 6]
ألا يكون رسول الله ﷺ أولى بنا من أنفسنا، وأحبَّ إلينا منها، وحكمه أنفذ، وحقُّه آثر، وأحقَّ بأن تفديَه أموالنا وأولادنا ونفوسنا؟! ما أشرفهنَّ من نساء وهبَهنَّ الله من الكمالات اللائقة ما جعلهنَّ أهلًا ليكنَّ زوجاتٍ لأحبِّ الخلق إليه، وأمَّهاتٍ للمؤمنين به! فلا يستأهلنَ منَّا إلا التوقير والإعظام، والمبرَّة والاحترام.
للقرابة المسلمة حقوقٌ لازمة مقدَّمة معظَّمة؛ ألا ترى كيف جعل أخوَّة النسب في الميراث أولى من أخوَّة الهجرة؟ ابسُط يدك إلى ذويك بالمعروف؛ بصدقة أو مواساة أو هدية أو وصية، فذلك من شريعة الله تعالى التي كتبها، ولعباده قد رضيها.
سورة: الأحزاب - آية: 6  - جزء: 21 - صفحة: 418
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 28]
قد تجول الخواطر الدنيوية في أذهان كرام الناس، غير أنهم في قرارة نفوسهم لا يمكن أن يختاروا زينة الدنيا على نعيم الآخرة.
لو أن امرأةً آثرت ترك زوجها لأسباب مباحة وبطرق مشروعة، فإنَّ الزوج الكريم لا يسيء إليها، ولا ينتقص من حقها، فالشهم النبيل يسرِّح السراح الجميل.
سورة: الأحزاب - آية: 28  - جزء: 21 - صفحة: 421
﴿وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34]
إن ضمان العاقبة الحسنة والجزاء العظيم، يدعو العاقلَ إلى السعي إلى أسباب نيل ذلك الموعود، وفي العلم بالشريعة والعمل بها، ودراسة القرآن والاهتداء بنوره طريقٌ إلى تلك الغاية.
ليس شيءٌ أنفعَ ولا أجدى لتمتين العَلاقات الزوجيَّة، وتربية الأسرة من تدارُس القرآن.
لَطفَ الله بأمَّهات المؤمنين إذ جعلهنَّ في بيوت تُتلى فيها آياتُ الله تعالى وسنَّة نبيِّه الكريم ﷺ، وبخبرته تعالى وحكمته اختارهنَّ زوجاتٍ لأشرف خلقه وأحبهم إليه.
سورة: الأحزاب - آية: 34  - جزء: 22 - صفحة: 422
﴿مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]
كل ما يبيحه الله تعالى للنبي ﷺ لا حرج فيه، ولا التفاتَ معه إلى أي قول يقال من عدو أو صديق.
لا يَضيقنَّ مسلمٌ بشيء من تشريع الله تعالى، ولا يتحرجنَّ منه أمام المنافقين والكافرين، وليكن صريحًا في الحق كما كان الأنبياء، فإن له بهم أسوةً حسنة.
أمر اللهِ نافذٌ مفعول، لا يقف في وجهه شيء ولا يَحول دونه أحد، وهو مقدَّر بحكمة وخبرة ووزن، منظورٌ فيه إلى الغاية التي يريدها الله منه، ويعلم ضرورتها وقدرها وزمانها ومكانها.
سورة: الأحزاب - آية: 38  - جزء: 22 - صفحة: 423
﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا ﴾ [الأحزاب: 39]
إذا كمَل خوفُ العبد من ربِّه لم يخَف شيئًا سواه، ومتى نقصَ خوفه منه سبحانه زاد خوفه من كلِّ ما عداه.
لو أن الداعي عظُم يقينه بأنَّ الأمر كلَّه بيد الله، ولا يضرُّ ولا ينفع سواه، لجدَّ كلَّ الجدِّ في تبليغ رسالة ربِّه، غيرَ خائف في طريقه.
سورة: الأحزاب - آية: 39  - جزء: 22 - صفحة: 423
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحۡلَلۡنَا لَكَ أَزۡوَٰجَكَ ٱلَّٰتِيٓ ءَاتَيۡتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ ٱلَّٰتِي هَاجَرۡنَ مَعَكَ وَٱمۡرَأَةٗ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةٗ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ لِكَيۡلَا يَكُونَ عَلَيۡكَ حَرَجٞۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 50]
لمَّا كان رسول الله ﷺ لا يرضى إلا بالأكمل من الأمور، فقد كان يعجِّل المهور، ويوفي الأجور، ولم يزل التعجيل دَيدنَ السلف وسنَّتهم.
علمَ الله ما يَصلُح لعباده، فجعل للمؤمنين في النكاح ما يليق بحالهم، وجعل للنبيِّ ﷺ ما يليق به؛ تفضيلًا له وإكرامًا منه تبارك وتعالى، والأصل التسوية في الأحكام، إلا ما دلَّ الدليل على خصوصيَّة رسول الله فيه.
انظر إلى حبِّ الله تعالى رسولَه الكريم؛ شرَع له ما يرفع به الحرجَ عنه والضِّيق، ويجلِب له السَّعة وتمام النعمة، فوسَّع له ممَّا أنعم به عليه من الفَيء، وآنسه بما يُباح له من ذوي القرابة والهجرة، وخصَّه بالمرأة التي وهبت نفسها له، فليس لغيره أن يتزوَّجَ امرأة بالهبة.
سورة: الأحزاب - آية: 50  - جزء: 22 - صفحة: 424
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53]
الإيمان يحثُّ أهله على البعد عن التطفُّل، ومباغتة الناس على موائدهم من غير سابق دعوة أو تقدُّم إذن ورضا.
يعلِّم الله عباده من الآداب الرفيعة الحضورَ للطعام عند موعده؛ مراعاةً لحال المُضيف وأهل بيته، ووقته وانشغاله، فما ألطفَه من أدب! من أدب الدعوة مراعاة وقتها بدءًا وانتهاء، فلا يَحضُر المدعو قبل وقته، ولا يتأخر في المُكث عند داعيه.
لمَّا منع الحياء النبيَّ ﷺ من أن يفصحَ عن حاجته إلى انتشار مَن نزل عليه؛ تولى الله تعالى القولَ عنه حمايةً له، ودفعًا للأذى عن جانبه الكريم.
إذا أُمر الصحابة بسؤال أمَّهات المؤمنين من وراء حجاب وهم أطهرُ الأمَّة قلوبًا، فغيرهم مع سائر النساء أولى وأحرى.
العينان نافذة طهارة القلب أو نجاسته، فمَن حفظ عينيه طهَّره، ومَن أطلقهما في الحرام قذَّره.
الذي خلق النفوس البشرية وعلم ما تنطوي عليه أخبر بأن سؤال الرجال للنساء من وراء حجاب أطهرُ لقلوبهم وقلوبهن، فمَن زعم خلافَ ذلك فزعمُه باطل مردود.
لا يحِلُّ لأحد أن يؤذيَ رسول الله ﷺ حيًّا ولا ميتًا، بل الواجب إكرامه وإعظامه، وتوقيره واحترامه، ورعاية حقوقه في حياته وبعد مماته.
إذا كان الإثقال على رسول الله ﷺ عند الله ذنبًا عظيمًا، فكيف ذنبُ من آذاه بقوله، أو استصغره في شأنه؟!
سورة: الأحزاب - آية: 53  - جزء: 22 - صفحة: 425
﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]
يكفيك شرفًا في صلاتك على رسولك ﷺ أن الله تعالى وملائكته الكرام يصلون عليك.
على المؤمن أن تتجدَّد صلاته وتسليمه ويتكرَّرا على رسول الله ﷺ، كما تتجدَّد وتتكرَّر صلاة الله وتسليمه عليه، ﷺ.
جميلٌ أن يجمعَ المسلم في الصلاة على رسول الله ﷺ بين الصلاة والتسليم، كما أمر الله تعالى بذلك.
سورة: الأحزاب - آية: 56  - جزء: 22 - صفحة: 426
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 59]
مَن كان آمرًا بالمعروف فليبدأ بأهله وأقاربه، فإنهم أولى الناس بعنايته، واهتمامه ونصحه.
عجبًا لمَن يشتري لنفسه الأذيَّة، ويسعى إلى بابها لدفع ثمنها، فإذا حازها ولوَلَ وأعوَل! تلك هي المرأة النازعة حجابَها، أو العابثة به خارج بيتها.
المرأة بحجابها الساتر تعرِّف نفسها إلى مجتمعها بأنها المؤمنة الطاهرة العفيفة، المتميزة بالستر والصيانة، فلا تتعَرَّض لمكروه أو أذى.
لا تَيئسنَّ امرأة قصَّرت في حجابها من مغفرة الله لها ورحمته بها، فلتُقبل على ربِّها بتوبتها، وتلبَس حجابها، وتبشِّر بمغفرة الله ورحمته.
سورة: الأحزاب - آية: 59  - جزء: 22 - صفحة: 426
﴿سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 62]
إن الله ناصرُ دينه، ومُظهرُ سنَّة رسوله ﷺ، ولو كره الكافرون والمنافقون، ومَن أراد أن يغالبَ دينَ الله فإن دينه هو الغالب.
سورة: الأحزاب - آية: 62  - جزء: 22 - صفحة: 426
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]
لا تشغل نفسَك بمصير أعداء الحقِّ والدين، فإنه جدُّ وخيم، ولكن اجتهد في الدعوة والثبات على الأمر القويم، والعاقبةُ لا ريبَ للمتَّقين.
سورة: غافر - آية: 77  - جزء: 24 - صفحة: 475
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ﴾ [غافر: 78]
أرسل الله من الرسُل جمًّا غَفيرًا؛ أمروا بالمعروف ونهَوا عن المنكر، وصبروا على تكذيب أقوامهم وإيذائهم، وما أحسنَ أن يقتديَ بصبرهم المصلحون المخلصون! الرسُل عليهم الصلاة والسلام يدعون إلى ربِّهم، ويبلِّغون رسالته كما أراد منهم، وهو وحدَه الذي يؤيِّدهم بالمعجزات، والآيات الباهرات، التي يأتون بها أقوامهم، وليس في وُسع رسولٍ منهم أن يأتيَ بمعجزةٍ أرادها قومه منه؛ إلا بإذن الله تعالى.
لا بدَّ من لحظةٍ فارقة يُقضى فيها بالحقِّ؛ فيعزُّ أهل التقوى والإيمان، ويذلُّ أهل الشرك والعصيان، أعاذنا الله من الخزي والخُسران.
مهما ربح المبطلون في الدنيا من أعراضها، وتعزَّزوا على المؤمنين بسلطانهم وقوَّتهم فيها، فإن الخسارة الحقيقيَّة التي لا ربحَ بعدها تنتظرهم يوم القيامة بين يدَي الملك العظيم سبحانه وتعالى.
سورة: غافر - آية: 78  - جزء: 24 - صفحة: 476
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا ﴾ [الفتح: 28]
لا يستوي المسيرُ إلى الله إلا بكمال العلم والعمل، فعلمٌ بلا عملٍ يغُرُّ صاحبه، وعملٌ بلا علمٍ يُردي صاحبه.
لو بحثتَ في مناهج الدنيا كلِّها فلن تجد منهجًا يسامي ما بُعث به النبيُّ ﷺ، فيقتضي ذلك أن يَسلُكه الناس ويلتزموه.
ما من امرئ يتجرَّد من أهوائه، وينفكُّ عن معتقداته، فينظر في هذا الدين إلا أحبَّه؛ فإنه دينٌ يخاطب فِطرةَ الإنسان وطبعَه.
سورة: الفتح - آية: 28  - جزء: 26 - صفحة: 514
﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا ﴾ [الفتح: 29]
خلَّد الله ذكرَ الصحابة ورفع شأنهم؛ لأنهم ناصروا دينه، وآزروا نبيَّه ﷺ، فحقَّت لهم الرفعة، ووجب لهم الثناء.
المنهج المستقيم في الولاء والبراء يتمثل بالشِّدَّة على الكافرين، والرحمة بالمؤمنين، فمَن عكسَ القضيَّة فقد خالف ما كان عليه الرسول وأصحابه.
جمع الله لهؤلاء المؤمنين بين الشدَّة والرحمة؛ إيماءً إلى أصالة آرائهم وحكمة عقولهم، وأنهم يتصرَّفون في أخلاقهم وأعمالهم تصرُّفَ الحكمة والرُّشد، فلا تغلِب على نفوسهم مَحمَدةٌ دون أخرى، ولا يندفعون إلى العمل بالجِبِلَّة وعدم الرؤية.
مَن انقطع إلى الله وصله الله، ومَن أراد صِلةً بمولاه فليلزم الصلاة، فهي مفتاح كلِّ خير، وأصل كلِّ سعادة.
لم يكن يَشغَلهم عن ربِّهم بَهرَجُ هذه الدنيا، ولم يكونوا يسعَون لتحصيل زخارفها، بل أسمى غاياتهم رضوان ربِّهم.
قال الإمام مالك: (مَن أصبح في قلبه غَيظٌ على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ فقد أصابته الآية).
لئن سبق السابقون بنصرة النبيِّ والوقوف معه، إن للاحقين بابًا يدركونهم منه إذا أحبُّوهم وقاموا بما قاموا به، والمرء مع مَن أحبَّ.
سورة: الفتح - آية: 29  - جزء: 26 - صفحة: 515
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [الحجرات: 1]
ينطلق النداء للمؤمنين في مسالك هذه السورة، ليُرسيَ قواعدَ التعامل في المجتمع المسلم، ويَرسُمَ صورةَ المؤمنين الناصعةَ التي ينبغي أن يكونوا عليها.
يقتضي الإيمان ألا يقدِّم صاحبُه على قول الله وقول رسوله رأيًا ولا عُرفًا ولا هوًى يعارضهما.
يعلم المؤمن أن الله مطَّلع عليه، سميعٌ قوله، عليمٌ بسريرته، فيجتنب لذلك كلَّ ما يسوءُه عند ربِّه، أو يُخزيه عند ملاقاته.
سورة: الحجرات - آية: 1  - جزء: 26 - صفحة: 515
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]
إن رفع الصوت فيما لا فائدةَ فيه من مساوي الأخلاق، وكان من وصيَّة لقمانَ لابنه: ﴿واغضُضْ من صَوتك﴾ ، فكيف إذا كان رفع الصوت فوق صوت النبيِّ ﷺ؟ لقد وعظ الله المؤمنين بهذه الآية تشريفًا لنبيِّه، وبيانًا لقَدره الرفيع الذي يسمو على كلِّ إنسان؛ ليُعلِّمَهم أن الخطاب معه ليس كالخطاب مع غيره.
إذا كان رفعُ الصوت عند رسول الله ﷺ مُحبطًا للأعمال، ومُؤذِنًا بغضب الله الكبير المتعال، فكيف بالإعراض عن هديه، وتَنكُّب طريقه وسنَّته؟ كلَّما داوم المرء على الذنب واستمرأه، ألِفَه واعتاده، فلا يشعر بندم إذا قارفه، ولا وجَل إذا واقَعه.
قد يستهينُ المرء بأمر لا يظنُّ أن يبلغَ ما بلغ، تكون هلَكته فيه، فالسلامة أن يبتعدَ العبد عن كلِّ ما يُغضب الله جلَّ جلاله.
سورة: الحجرات - آية: 2  - جزء: 26 - صفحة: 515
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3]
لقد أظلَّت الصحابةَ جلالةُ هيبة رسول الله ﷺ وتوقيره، وغشِيتهم سحائبُ تعظيمه وتقديره، فكانوا في حضرة النبيِّ ﷺ على كمال الأدب وغضِّ الصوت.
اعلم أن التقوى لا تَحُلُّ القلوبَ الخرِبة، فلا تضع رحالها إلا في قلوبٍ اختارها الله، فتهيَّأت لاستقبال هذه النعمة الكبرى.
سورة: الحجرات - آية: 3  - جزء: 26 - صفحة: 515
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 4]
المسلم العاقل يستعمل مع رسول الله ﷺ رفيعَ الأدب وحُسن المعاملة، حال حياته مع ذاته، وبعد موته مع سُنَّته، عليه الصلاة والسلام.
إن خطاب الناس ومناداتهم يُعرف منه مَبلغُ عقل الإنسان وأدبه، فذو العقل يُحسن الخطاب والنداء، وغيره يسيء في ذلك.
سورة: الحجرات - آية: 4  - جزء: 26 - صفحة: 515
﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الحجرات: 5]
توقير النبيِّ ﷺ جالبٌ لمحبَّة الله تعالى ومغفرته ورحمته، ومخالفةُ ذلك تقرِّب العبدَ من سخَط الله وغضبه.
سورة: الحجرات - آية: 5  - جزء: 26 - صفحة: 516
﴿وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الحشر: 6]
من منَّة الله وفضله على عباده أن ينصرَهم على عدوِّهم، ويمكِّنَ لهم في الأرض، بغير مشقَّة وجَهد ولا عتاد وعُدَّة! من تمام قدرة الله سبحانه أنه لا يمتنعُ منه ممتنع، ولا يتعزَّز من دونه قويٌّ عزيز.
إذا جارَ الناسُ وجنَحوا عن هَدي ربِّهم سلَّط الله عليهم من صفوة خَلقه من يدفع ظُلمَهم ويردُّ كيدَهم، ويأطِرُهم على القِسط أَطْرًا.
سورة: الحشر - آية: 6  - جزء: 28 - صفحة: 546
﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]
كتب عمر إلى حُذيفةَ رضي الله عنهما؛ (أنْ أعطِ النَّاسَ أَعطيتَهُم وأرزاقهم).
فكتب إليه: (إنَّا قد فعَلنا وبَقيَ شيء كثير.
فكتب إليه عمرُ: إنَّ فَيئَهم الذي أفاء الله عليكم ليس هو لعمر ولا لآل عمر، اقسِمه بَينهم).
من أجلِّ مبادئ الإسلام وأنظمته: تقويةُ الضعيف وجبرُ الكسير، من مسكينٍ وعابر سبيل ويتيمٍ وفقير.
كلُّ نظام أو قانون يؤدِّي إلى أن يكونَ المالُ متداولًا بين الأغنياء وحدَهم هو مخالفٌ للإسلام، ومُخلٌّ بالتكافل الاجتماعيِّ.
آية واحدةٌ اشتملت بكلمات موجَزة على قاعدتين كُبرَيَين من قواعد التشريع الاقتصاديِّ والدستوريِّ، فيهما صلاحُ المجتمع المسلم بأسره، وهما قوله: ﴿كي لا يكونَ دُولةً بين الأغنياءِ منكُم﴾ وقوله: ﴿وما آتاكُم الرسولُ فخُذوه وما نهاكُم عنه فانتهوا﴾ .
ما صحَّ عن النبيِّ ﷺ فإنما هو وحيٌ من الله وتشريع، فيجب العملُ بما أمرَ به، واجتنابُ ما نهى عنه، ولا يُقدَّم رأيُ أحد على حُكمه.
سورة: الحشر - آية: 7  - جزء: 28 - صفحة: 546
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [التحريم: 1]
لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق، وكما لا يجوز أن نحلِّلَ ما حرَّم الله تعالى، كذلك لا يجوز أن نحرِّمَ ما أحلَّه سبحانه.
لرسول الله ﷺ منزلةٌ عظيمة عند ربِّه ليست لأحدٍ من البشَر، تأمَّل كيف تولَّى الله الدفاعَ عنه، وعلَّم أمَّتَه التأدُّبَ معه.
مخاطبة الرسول ﷺ بأمرٍ ما تنبيهٌ للأمَّة على أهميَّته، ووجوب التزام أمر الله فيه.
سورة: التحريم - آية: 1  - جزء: 28 - صفحة: 560
﴿قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [التحريم: 2]
ما شرعَ الله حُكمًا إلا لعلمه بما فيه من صلاحك أيها العبدُ وخيرك، وهو لا يأمرُ وينهى إلا بما تقتضيه الحكمةُ بأجلِّ معانيها.
مَن كان الله مولاه فقد كفاه وأغناه، عن كلِّ ما سواه، فأخلص لربِّك وتوكَّل عليه، ولا تخشَ فيه أحدًا.
سورة: التحريم - آية: 2  - جزء: 28 - صفحة: 560
﴿وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ﴾ [التحريم: 3]
قِوامُ الحياة الزوجيَّة الثقةُ المتبادلة بين الزوجين، وممَّا يدعِّم أركانَ الثقة كتمانُ أحدهما أسرار الآخَر.
ما استمرَّت الألفةُ والمحبَّة إلا على أساس من إقالة العثَرات، والتغاضي عن الزلَّات.
قيل: (تسعةُ أعشار العافية في التغافُل).
فما أجملَه مع زوجةٍ وولدٍ ومحبٍّ، ومن قبلُ قال عليٌّ رضي الله عنه: (مَن لم يتغافل تنغَّصَت عِيشتُه).
كم من فتنةٍ وُئِدَت في مهدها بالتغافُل والتسامح، ومن هنا قيل: إن التغافلَ نصفُ العقل، بل هو العقل كلُّه.
مهما تناجى المتناجون واستَخفَوا عن الأنظار، فإنَّ الله عليمٌ بالسرائر، خبيرٌ بما في الضمائر.
سورة: التحريم - آية: 3  - جزء: 28 - صفحة: 560
﴿إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 4]
وقوعُك في الخطأ ليس نهايةَ المطاف، فكلُّ بني آدمَ خطَّاء، والمهمُّ أن تنهضَ من كَبوتك وتمضيَ في مسيرتك نادمًا مستغفرًا.
ما أعظمَ النبيَّ ﷺ وما أكرمَه على الله تعالى! فإنَّ مكانته رفيعةٌ عالية في الملأ الأعلى في السماء، وبين المؤمنين في الأرض.
بلغ النبيُّ ﷺ من المنزلة عند ربِّه أعلاها، كيف لا وقد جعل الملكُ العزيز نفسَه مولاه، وجعل خواصَّ خَلقه أعوانًا له ومناصرين؟
سورة: التحريم - آية: 4  - جزء: 28 - صفحة: 560
﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا ﴾ [التحريم: 5]
لا يختار الله لرسوله ﷺ إلا أكملَ الأحوال وأعلى الأمور، فلمَّا اختار له بقاء نسائه معه دلَّ على أنهنَّ خيرُ النساء وأكملهنَّ فضلًا.
احرِص أيها الخاطبُ على ذات الدِّين، فإنَّ الظَّفَر بها خيرٌ لك في عاجلك وآجلك.
ما اجتمعَت هذه الصفاتُ في امرأة إلا كانت صالحةً ربَّانية؛ تصون دينَها، وتحفظ بيتَها، وتنفع مجتمعَها.
بئسَ الضَّلالُ ضلالُ قوم آذَوا رسولَ الله ﷺ في أزواجه، بهتانًا وافتراء!
سورة: التحريم - آية: 5  - جزء: 28 - صفحة: 560
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]
صلاةُ الليل وذكرُ الله زادٌ يعين المؤمنَ على تحمُّل أثقال الحياة وتجاوز عقَباتها، وأَولى من يتزوَّد به العلماءُ والدعاة.
المقصود من الترتيل حضورُ القلب وتدبُّر المعاني؛ فمَن تدبَّر القرآنَ ابتهج فؤادُه، واستشعر حلاوةَ الإيمان وبردَ اليقين.
إن الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعَها، فقُم من الليل ما تستطيع، وتهجَّد ما كان قلبك حاضرًا، وفؤادك ناشطًا، فإذا أثقلك النعاسُ فنَم.
سورة: المزمل - آية: 1  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [المزمل: 2]
صلاةُ الليل وذكرُ الله زادٌ يعين المؤمنَ على تحمُّل أثقال الحياة وتجاوز عقَباتها، وأَولى من يتزوَّد به العلماءُ والدعاة.
المقصود من الترتيل حضورُ القلب وتدبُّر المعاني؛ فمَن تدبَّر القرآنَ ابتهج فؤادُه، واستشعر حلاوةَ الإيمان وبردَ اليقين.
إن الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعَها، فقُم من الليل ما تستطيع، وتهجَّد ما كان قلبك حاضرًا، وفؤادك ناشطًا، فإذا أثقلك النعاسُ فنَم.
سورة: المزمل - آية: 2  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 3]
صلاةُ الليل وذكرُ الله زادٌ يعين المؤمنَ على تحمُّل أثقال الحياة وتجاوز عقَباتها، وأَولى من يتزوَّد به العلماءُ والدعاة.
المقصود من الترتيل حضورُ القلب وتدبُّر المعاني؛ فمَن تدبَّر القرآنَ ابتهج فؤادُه، واستشعر حلاوةَ الإيمان وبردَ اليقين.
إن الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعَها، فقُم من الليل ما تستطيع، وتهجَّد ما كان قلبك حاضرًا، وفؤادك ناشطًا، فإذا أثقلك النعاسُ فنَم.
سورة: المزمل - آية: 3  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]
صلاةُ الليل وذكرُ الله زادٌ يعين المؤمنَ على تحمُّل أثقال الحياة وتجاوز عقَباتها، وأَولى من يتزوَّد به العلماءُ والدعاة.
المقصود من الترتيل حضورُ القلب وتدبُّر المعاني؛ فمَن تدبَّر القرآنَ ابتهج فؤادُه، واستشعر حلاوةَ الإيمان وبردَ اليقين.
إن الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعَها، فقُم من الليل ما تستطيع، وتهجَّد ما كان قلبك حاضرًا، وفؤادك ناشطًا، فإذا أثقلك النعاسُ فنَم.
سورة: المزمل - آية: 4  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]
كلُّ أمرٍ عظيم القَدر جليل المعاني يتطلَّب تلقِّيه تهيئةً واستعدادًا، فكيف بكلام الله العظيم بما اشتمل عليه من معانٍ جليلة غزيرة، وأوامرَ وأحكامٍ ثقيلة عظيمة؟! لمَّا كان الوحيُ أمانةً عظيمة يتطلَّب تبليغُه تربيةً إيمانيَّة عالية انتُدب المسلمون لقيام الليل والاصطبار عليه.
سورة: المزمل - آية: 5  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]
إنَّ للعبادة في الليل حَلاوة، وللصَّلاة فيه خشوعًا وطَلاوة، ولترتيل القرآن لذَّةً وعذوبة، فيا خيبةَ من فرَّط بها وتهاون! الليل بسكونه وظُلمته أوقعُ أثرًا في مُواطأة القلب للِّسان، وحضور الذِّهن وخشوع الأركان، فعليكَ به؛ فإنه دأبُ الصالحين المُخبِتين.
سورة: المزمل - آية: 6  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا ﴾ [المزمل: 9]
من تمسَّك بهذه الآية فوحَّد الله وتوكَّل عليه، وفوَّض أمره إليه، عاش حرًّا كريمًا، ومات عزيزًا شريفًا، ولقي الله تعالى عبدًا صافيًا، تقيًّا نقيًّا.
سورة: المزمل - آية: 9  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ ﴾ [المزمل: 20]
قليلٌ يدوم خيرٌ من كثير ينقطع؛ فمهما كانت حالك، وأيًّا كان عُذرك فاحرِص على القيام، ولو بصلاة ركعتين ترتِّل فيهما القرآنَ في هَدأة الليل.
لنتأمَّل هذا التأكيدَ الصَّريح: ﴿فاقرَءُوا ما تيسَّرَ مِنه﴾ ، ولنتأمَّل حالنا وأين نحن منه! قلَّما يخلو امرؤٌ في عمله وعبادته من تفريط، فلنلزَم الاستغفارَ في جميع أحوالنا؛ جبرًا لما بدرَ منَّا من تقصير، فإنَّ الله غفور رحيم.
فضل الله واسعٌ عظيم، وجوده وافرٌ عميم، وما عليك إلا أن تسعى في مناكبِ الأرض تبتغي من رزقه الحلال.
هل بعد هذا الإغراء من إغراء؟ ما تُقدِّم من عملٍ صالح أشبهُ بقَرض مضمونِ الأداء، مع زيادةٍ مضاعفة أضعافًا كثيرة، فهلمَّ نستبق إلى الخيرات.
سورة: المزمل - آية: 20  - جزء: 29 - صفحة: 575


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


عضل المرأة صلة الرحم لظى العدالة المشاركة التأويل والتحريف مشيئة الله نشأة الحياة اسم الله المجيب الطامة الكبرى


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, April 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب