قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الخلود في النعيم في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]
كثيرًا ما تعقُب آياتُ الوعد والتبشير، آياتِ الوعيد والتحذير، ليحلِّقَ المؤمنُ إلى رضا مولاه القدير، بجناحَي الرغبة والرهبة. أيها الداعيةُ، احمِل إلى المستجيبين للحقِّ عبيرَ البُشرَيات، ونسيمَ العاقبة الحسنة للإيمان والصالحات. جنَّة جمعت كلَّ اللذائذ؛ من مسكنٍ ومطعمٍ ومَنكح، وكان الخلود فيها تمامَ نعيمها، والأمانَ من زوال سُرورها، ألا تستحقُّ التشمير لها؟! |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]
الجنَّة، ما الجنَّة؟ إنها دار المؤمنين المتَّقين، العاملين في رضا ربِّ العالمين، يخلدون فيها بسلام، ويتقلَّبون في نُعماها بأمان. |
﴿۞ قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]
قد عُرِضَت الدَّاران، ووُصِفَت السعادتان، فقِس هذه الدارَ الجليلة بتلك الدار الوضيعة، واختَر لنفسك. لا مقارنةَ بين نِعَم الدنيا ونِعَم الآخرة، فنِعَمُ الدنيا منقطعةٌ مَشوبةٌ بالمنغِّصات، ونِعَم الآخرة باقيةٌ خاليةٌ من كلِّ شائبة. بدأ سبحانه بذِكر المَقرِّ وهو الجنَّات، ثم ثنَّى بذِكر ما يحصُل به الأُنس وهو الأزواج المطهَّرات، ثم ثلَّث بذِكر أعظم النَّعيم، وهو الفوزُ برضا الجليل العظيم. احرِص على تحقيق التقوى؛ حتى تظفرَ بما وعد الله به عبادَه المتَّقين من الرضوان والجنَّات، والزوجات المطهَّرات. إذا علمتَ ما أعدَّ الله لك من نعيم، فاعلم أنه سبحانه بصيرٌ بك وعليم؛ فاجتهد في الخلاص ممَّا لا يليق أن يعلمَه منك، حتى لا يحولَ بينك وبين التكريم. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [آل عمران: 107]
مهما اجتهد المؤمن في عبادة الله، واستغرق عمرَه في طاعة مولاه، فإنه لن يدخلَ الجنَّةَ إلا برحمة الله، والأعمالُ الصالحة سببٌ لنيل تلك الرحمة. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136]
سبحانه من جوادٍ كريم، وغفَّارٍ رحيم، لا يمنع فضلَه عن عبده الذي عصاه متى رجعَ إليه بقلبٍ خاشع وتوبةٍ نصوح. |
﴿لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ ﴾ [آل عمران: 198]
قارن كمالَ حُسن حال المؤمنين وتمامَ سرورهم، وما أعدَّ الله لهم من النُّزُل الكريم، مع سوء حالِ الكفرةِ، وما أعدُّوه لأنفسهم من مأوًى مَهين؛ تجِد أن طيب المآل بطيب الأعمال، وعكسُه بعكسه. إذا كانت الجنَّة كلُّها نُزُلًا مُعدًّا للمؤمنين، فليت شِعري ما النعيمُ الذي يدَّخره الغنيُّ الكريم لهم في ذلك النُّزُل؟! |
﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13]
شريعة الله تعالى شاملةٌ لمبدأ الأمر ونهايته، حيث حدَّ لعباده فيها حدودًا في مدَّة الحياة، وحدودًا للتصرُّف في الأموال بعد الوفاة. إعطاء الورثة ما فرض الله لهم، وعدمُ صرف حقِّهم إلى غيرهم هو حدودُ الله تعالى في التَّرِكات، فيا ويلَ مَن تجاوزها فمنع مستحقًّا حقَّه، أو منحه لغيره دون رضاه! كمال طاعة الله تعالى بطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، فمَن قام بهما حقَّ القيام، دخل الجنَّة بسلام. أسباب الجنَّة والنار قريبةٌ في كلِّ أمر، فحدود الله في الفرائض والوصايا بابُ جنَّةٍ أو نار. الفوز الحقيقيُّ هو في إدراك العاقبة الحسنى في الآخرة، ولا يكونُ ذلك إلا بالتزام أمر الله على النحو الذي أمر به، فمَن تجاوزه فقد جهَدَ في غير الطريق الموصلة. مَن دخل الجنَّة تنعَّم فيها على الدوام، فما أعظمَه من فوز وأكرمَه من عطاء! أفلا يستحقُّ منَّا البذلَ والعناء؟ |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57]
لا تستهِن بجُرمٍ يعاقب الله عليه بنارٍ كلَّما التهمَت مكامنَ الإحساس تجدَّدت؛ ليتجدَّدَ الألم ويدومَ العذاب. بعزَّته تعالى غلب أهلَ معصيته فأدخلَهم نارَه، وبحكمته عذَّبهم وأوجعهم، فسبحانه لا يغالبه شيءٌ إلا غلبه، ولا يَجزي أحدًا سوءًا إلا كان أهلًا له. إن المؤمنين في الجنَّة مع ما هم فيه من التكريم ينعُمون بظلٍّ ظليل، باردٍ كريم، وإن الكافرين في النار مع ما هم فيه من العذاب ﴿لهُم من فَوقِهِم ظُلَلٌ منَ النَّارِ ومن تحتِهم ظُلَلٌ﴾ . ما أكثرَ نعيمَ الجنَّات؛ إلا أنه اقتصر هنا على بعض المقدَّم لدى الإنسان من اللذَّات، ومنه بهجةُ المنظر، وأُنسُ الزوجات! كلُّ ما في الجنَّة من نعيمٍ فهو أحسنُه وأكملُه، ولا يَشوبه شيءٌ من الكدَر الحسيِّ ولا المعنويِّ، فالظلُّ متَّصلٌ معتدل على أجمل أحواله. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا ﴾ [النساء: 122]
ما أجملَه من منزلٍ لم تَبنِه أيدي البشر! نعتَه سبحانه لعباده بأبدع النعوت، وأخبرهم أن ساكنه يُنعَّم فيه أبدًا، فأيُّ عرضٍ أعظمُ من هذا؟ وأين المشمِّرون؟ لو أوقفتَ مؤمنًا صادقَ الإيمان على الوعدين، فهل سيفكِّر لحظةً أيُّ الوعود أصدق؟ أوَعدُ الله لأوليائه، أم وعدُ إبليسَ لقرنائه؟ |
﴿فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 85]
إن قولًا يعقُب إخلاصًا وحُبًّا للإيمان ومخالطةً له في القلب، سيثمر ثوابًا جزيلًا؛ إذِ اصطبغَ بكلِّ ما يؤهِّلُه لأن يُمنحَ ذلك الثواب. إذا رغبتَ في أن تحظى برتبة الإحسان وعظيم جزائها، فأعلِن للحقِّ انقيادَك بقولك وعملك. |
﴿قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]
إذا ضاعَ منك بعضُ منافع الدنيا بسبب صدقك فلا تحزن؛ فستجني ثماره وأنت أحوجُ ما تكون إليه في الآخرة. لا يُزهدنَّك في المبادئ والمُثُل العليا كثرةُ تكاليفها، ولكن انظر إلى إشراق نهاياتها، فمراراتُ الأوائل، حلاواتُ الأواخر. كيف تجد شعورَك لو رضيَ عنك ملوكُ الدنيا؟ فكيف سيكون شعورُك لو رضي عنك ملكُ الملوك سبحانه، وأدخلك نعيمَ جِنانه؟! |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42]
إذا أردتَّ رُقيَّ درجات الجِنان، ونيلَ القَبول والرضوان، فاستعدَّ لذلك بما استطعتَ من العمل والإيمان. الحمد لله الذي جعل التكليفَ بالعمل الصالح في حدود طاقتنا، ولم يجعل الوصولَ إلى النعيم فوق قدرتنا، فأيُّ مكلَّف تخلَّفَ عن العمل فلا عذرَ له يُنجيه يومَ لقاء ربِّه. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ﴾ [التوبة: 22]
الدنيا إلى زوال، وساكنُها إلى انتقال، فاعمل لدارٍ لا زوالَ لها، ومنازلَ لا انتقالَ منها. يا له من أجرٍ لا يحيط به عقلٌ لسَعَته، ولا تعلم نفسٌ مقدارَ عظمته، كيف لا وواهبه الربُّ الكريم؟! |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]
لا يكمُل أُنسُ أهل الجنَّة وهم في مساكنها الطيِّبة إلا برضوان الله؛ فلذلك امتنَّ به على أوليائه المؤمنين، وحرَمه أعداءه المنافقين. إذا نال العبدُ رضوانَ الله في الجنَّة فقد نال نعيمًا دونه كلُّ نعيم، إلا النظرَ إلى وجه الله الكريم. السعادات الروحيَّة أعلى وأشرفُ من السعادات البدنيَّة، فما أعظمَ غَبْنَ مَن آثر حظوظَ الجسد على حظوظ الرُّوح! هنيئًا لمَن شغلَ حياتَه كلَّها في ابتغاء رضوان الله والجنَّة؛ فهما الفوزُ العظيم، والنعيمُ المقيم. اللِّينُ مع الكفَّار والمنافقين له ظروفُه ومدَّته، ومتى انقضى ذلك فلتكن الغِلظةُ على أعداء الله؛ فحين لا ينفع معهم الرِّفقُ فجهادهم حقٌّ على المسلمين. |
﴿أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 89]
للمجاهدين المخلصين تهيَّأتِ الجنات، وأُعدَّت بكلِّ صنوف الطيِّبات، فما أحسنَ العطاء، وما أعظمَ الجزاء! إن نَيلَ ما أعدَّه الله لعباده الصالحين من الخيرات والعطايا هو الفوزُ الحقيقيُّ الذي لا خَسارةَ بعده. إنها جناتٌ وليست جنةً واحدة، وأنهار وليس نهرًا واحدًا، وخلود وليس زمنًا موقوتًا، وفوز عظيم لا خسارة فيه، ألا يستحقُّ ذلك بذل نفس فانية ومال ذاهب، في سبيل الله؟ |
﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]
لا بدَّ لمَن يدَّعي اتِّباعَ الصحابة الكرام أن يأتيَ بدلائلَ على دعواه، من محبَّتهم والترضِّي عنهم وانتهاج نهجهم. طوبى لمن أخبرَ اللهُ أنه راضٍ عنه، فإنه من أهل الجنة، وهل يُثنِي اللهُ على قوم ويمدحُهم، ويُخبرُ عن رضاه عنهم إلا وهو يريدُ كرامتهم؟ التابعون بإحسانٍ لِما كان عليه الصحابةُ الكرامُ هم السعداء، فمَن رضيَ اللهُ عنه صارَ أهلًا للاقتداء. ويلٌ لمن أبغضَ الصَّحابة الذين رضي الله عنهم، فإنه لا يفعل ذلك مؤمنٌ بالقرآن. الرضا بالله تبارك وتعالى، وطلبُ مرضاته هو من أعظم أسباب الفوز العظيم بما عنده سبحانه من الإكرام والإنعام. |
﴿۞ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [يونس: 26]
مَن عبدَ ربَّه على وجه المراقبة، كأنه يراه بقلبه، وينظرُ إليه حالَ عبادته؛ جُوزيَ يومَ القيامة بأن يراه عِيانًا، ومَن أحسنَ فيما بينه وبين الله كُوفِئَ يومَ القيامة بالحسنى. هنيئًا لمَن أمِنَ المَكارهَ يوم القيامة، بعد أن فازَ بالمطالب، ونالَ مرضاةَ ربه تعالى. من نعيم الجنَّة أنه دائم مستمر، لا موتٌ يقطعه، ولا كدَرٌ ينغِّصه. أولئك أصحابُ الجنَّة فلا تُعطى لغيرهم؛ إذ حرَّم الله الجنَّة على غير مؤمن، وإذا كانوا أصحابَها فهي لهم، لا تُنزَع منهم أبدَ الآباد. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [هود: 23]
يا طيبَها من حالةٍ للعبد مع ربِّه! فيها الطُّمَأنينةُ والاستقرارُ، والثقة والتسليم، وهدوءُ النفس وسكونُ القلب وراحةُ البال. لا تنفَع الأحوالُ الخاسئة في القلب دون الأعمال الصالحة المُصدِّقة لها. |
﴿۞ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ ﴾ [هود: 108]
ما يزيدُ المؤمنين في الجنَّة طُمَأنينةً أن نعيمَهم فيها لا ينقطع ولا ينقُص. أيها المؤمن، إذا قطعتَ نفسَك عن الشهَوات المحظورة، فأبشِر في الجنَّة بلذَّاتٍ غيرِ مقصورةٍ ولا محصورة. |
﴿وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ ﴾ [إبراهيم: 23]
ما أحسنَ متعةَ الأبصار بذلك المنظر البهيج في الجنَّة، حيثُ الظِّلالُ والماء والخُضرة! وما أسعدَ النفوسَ بالائتلاف والأمن والسلام في ذلك المكان الأمين! اعمل صالحًا ولا تغترَّ به، فتحسبَ أنه وحدَه وسيلتُك إلى الجنة؛ لأن دخولَ الجنة لا يكونُ إلا بإذن الله ورحمته. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا ﴾ [الكهف: 108]
إن كان المقيمُ في مكانٍ زمانًا طويلًا قد يسأمه من طول لبثه فيه، فإن أهل الجنة ليسوا كذلك. |
﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ ﴾ [طه: 76]
لو أنصف العاقل لرأى أن جنَّات الخلود لا توازيها الأعمال البشرية، ولو أُعطيَت القوى ومُدَّ لها في عمر العمل، لكنَّ الله يعطيكها لو زكَّيت نفسك فقط في عمرك القصير. |
﴿ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 11]
كم في اتِّباع أوامر الله تعالى من منافع للعباد في الدنيا! غير أن أعظم المنافع منافعُ الآخرة، حين تورث صاحبَها الجنَّة، وتلك غايةٌ عالية، ومُنية سامية. الفردوس غايةُ الفلاح، ومأوى المفلحين، الذين ظلوا لها عاملين، فما أعظمَها من غاية شُمِّرت لها هِمم الصالحين! |
﴿قُلۡ أَذَٰلِكَ خَيۡرٌ أَمۡ جَنَّةُ ٱلۡخُلۡدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۚ كَانَتۡ لَهُمۡ جَزَآءٗ وَمَصِيرٗا ﴾ [الفرقان: 15]
ما أحسنَ التقوى سبيلًا إلى جنة المأوى التي يُجزى بها المتقون على صالح أعمالهم، ويصيرون إليها بعد ذهاب دنياهم! |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ حَسُنَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا ﴾ [الفرقان: 76]
إن العزم على فعل الأوامر وترك النواهي ليحتاجُ إلى صبرٍ على شهوات النفس وأهوائها، ومُغرِيات الحياة ومُلهِياتها، وتلك استقامةٌ لا يقدِر عليها إلا الصابرون. الحمد لله أن بيَّن لعباده المؤمنين ما يحبُّ من الأوصاف وما يجمعها، ورغَّبهم في أجورها؛ ليسعَوا إلى التحلِّي بتلك الفضائل، وينالوا ما وعدهم عليها من الثواب. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58]
شتَّان بين مَن يحيط به العذابُ الأليم، ومَن يحيط به النعيم المقيم، فعذاب الكافرين يحيط بهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ونعيمُ المؤمنين يغشاهم في غرفٍ عالية، وفي أنهار من تحتهم جارية. فرق واسعٌ وبَون شاسعٌ بين قوم يؤمَرون بذوق العذاب المُهين، وقومٍ يُثني ملكهم سبحانه على نعيمهم، ويجعله بفضله أجرًا على عملهم. طلَّق العقلاء الخمولَ والفتور، وركبوا إلى أجر ربِّهم صهَوات العمل والجِدِّ، راجين الخلود في النعيم المقيم، والنجاةَ من العذاب الأليم. |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [لقمان: 9]
ما في جنة الله سبحانه التي أعدها لعباده المؤمنين إلا النعيم المقيم، وأما الأكدار فدارها النار، وليس لها إلى جنان النعيم من سبيل. بلغ من فضل الله جلَّ وعلا على العباد أن أوجب على نفسه الإحسانَ إليهم جزاءَ إحسانهم، وما كان إحسانهم إلا لأنفسهم، وأمَّا هو سبحانه فما أغناه عنهم! بل هو سبحانه الذي هداهم ليُحسنوا. بعزَّة الله سبحانه وبحكمته وفَّق مَن وفَّقه وأثابه، وخذل مَن خذله وعاقبه. |
﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]
هذه هي اللحظة التي طالما اشتاقت إليها نفوسُهم وتطلَّعت إليها أرواحُهم، إنها لحظة اللقاء مع خالقهم، ومَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه. حتى المؤمنون المصطَفَون يدخلون الجنَّة زُمَرًا متفاوتة بتفاوت أعمالهم ومراتبهم بالتقوى، فهنيئًا لمَن كان في زُمرة المحسنين السابقين بالخيرات. مواكب الإيمان تنطلق إلى ربِّها جماعاتٍ جماعات والشوقُ يَحدُوها، والسرور يَغمُرها، وأبواب الجنَّة تتفتَّح لها، وملائكة الرحمن تستقبلها: سلامٌ عليكم من كلِّ آفة، طابت أحوالكم، فادخلوا الجنَّة خالدين فيها. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 14]
ما أعظمَها من جائزة! وأحسنَها من عاقبة لمَن كان من أهل الاستقامة! فاعمل لتنال، واستقِم لتظفَرَ بالخير الكثير. |
﴿لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا ﴾ [الفتح: 5]
ستر الله عن المؤمنين والمؤمنات السيِّئات، فطابت نفوسُهم بما في الجِنان من لَذَّات، وهو سبحانه أكرم من أن يذكِّرهم بها بعد أن أدخلهم جنَّته. ذلك هو الفوزُ العظيم، فلا شقاءَ ولا عناء، وكيف يشقى مَن ورث الجِنان، ودخل في رحمة الكريم الرحمن؟ |
﴿يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12]
من إكرام الله للصالحين من عباده أنه يؤتيهم يوم القيامة نورًا يمتازون به، ويتفاضلُ هذا النورُ بتفاضُل إيمانهم وبِرِّهم في الدنيا. أنوارُ الآخرة تصنعُها أعمالُ الدنيا، فأضئ طريقَ آخرتك بمصابيح الأعمال الصالحة. أعظمُ الفوز أن يُبشَّرَ المؤمن برضا الله عنه، وبما أعدَّ له من جنَّات ونعيم. |
﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]
النقيضان لا يجتمعان؛ فلا يكون المرء مؤمنًا صادقَ الإيمان حتَّى يُحبَّ في الله ويُبغضَ فيه، وإنَّ محبَّة الكفَّار والرضا عن فِعالهم يُناقض الإيمانَ ولوازمَه. إذا أردتَّ أن تعلمَ ما عندك من إيمان، فتأمَّل فيمَن تُوالي وتُعادي، وأين موقعُك من أهل الحقِّ وأهل الباطل. مَن ترك شيئًا لله عوَّضه خيرًا منه؛ فلمَّا تبرَّأ المؤمنون من أقرب المقرَّبين لمعاداتهم لله؛ عوَّضهم ربُّهم بالرضا عنهُم، وأرضاهم عنه بما أعطاهُم، من نعيم مُقيم، وفضل عَميم. مَن جعل ولاءه وبراءه في الله، ثبَّت الله قلبَه على الإيمان، وآتاه استقامةً في المنهج وبصيرةً نافذة يميِّز بها بين الحقِّ والباطل، حتى يلقى ربَّه وهو عنه راض. احرِص أن تكونَ من جُند الملك القويِّ الذي أحاط بجميع صفات الكمال والجلال؛ لتكونَ في فوز دائم، واجعل وُدَّك في الله ولا تخَف فيه لومةَ لائم. خالف هواك، واجعل رضا قرابتك في رضا مولاك، تفُز بمحبَّة الله ورضاه، ويبوِّئُك من الفردوس أعلاه. حزبُ الله ليس شعارًا يرفعه كلُّ مَن هبَّ ودبَّ، ولكنَّه شرفٌ لا يبلغُه إلا مَن استحقَّه بالتمسُّك بالكتاب والسنَّة، والبراءة من المحرِّفين المزوِّرين. |
﴿يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التغابن: 9]
قال رسولُ الله ﷺ: «لا يدخلُ النَّارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنَّة لو أحسن؛ ليكونَ عليه حسرة»، فهل من غَبْنٍ أبيَنُ من هذا؟! مهما حقَّقتَ في الدنيا من فوز ونجاح، فإنَّ الفوز الأبلغَ هو أن تُزحزَحَ عن النار بمغفرة ذنوبك، وتدخلَ الجنَّةَ بفضل الله ورحمته. يا خسارةَ أهل الكفر والضَّلال؛ يخسرون النجاةَ ابتداءً، ويُغبَنون ما كان يمكنُ أن يفوزوا به؛ بذهابه إلى المؤمنين الصادقين انتهاء. |
﴿رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا ﴾ [الطلاق: 11]
العقل السليمُ يوقن أن الذي أهلك القرونَ السابقة بكُفرهم وتكذيبهم يُهلك مَن بعدهم كما أهلكهم؛ لاشتراكهم بالفعل القبيح. إنما سُمِّي القرآن ذكرًا لما تضمَّنه من تذكير الناس بما هم عنه غافلون من التوحيد والتكليف، ولما فيه من وعدٍ لمَن تمسَّك به بالرِّفعة والشرف المُنيف! ما قيمةُ العقل الراجح إن لم يحجُز صاحبَه عن المحرَّمات والمنكرات، ولم يهدِه إلى المبرَّات والصالحات؟ شتَّانَ بين نور الوحي والعلم الذي جاء به النبيُّ ﷺ، وظلام الجهل والضَّلال، وشتَّان بين نورٍ في القلب يَهدي صاحبَه إلى الحقِّ، وظلامٍ يُعميه عن أوضح الحقائق وأظهر المسلَّمات. بطَلَ العذرُ والاعتذار مع قيام الحُجَّة على الخَلق؛ بإرسال كتاب مبيِّن للحلال والحرام، وللأمر والنهي، فهل من مدَّكر؟! لا تستصغر أيَّ عمل صالح مهما ضَؤُل، فلا تدري أيَّ عملك يكون لك نورًا تمشي به في الدنيا، وتجتاز به الصِّراطَ في الآخرة. من إكرام الله تعالى لأهل طاعته أنه ينعِّمهم في دار الخلود مع أحبابهم من ذرِّياتهم وإخوانهم، لتتمَّ لهم السعادةُ والسرور. |
﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ ﴾ [البينة: 8]
لولا الخشيةُ لم يترك العبد المناهيَ والمعاصي، ولا استعدَّ ليومٍ يؤخَذ فيه بالنَّواصي، فهي مِلاكُ السعادة الأبديَّة، وقِوامُ الفوز بالرتب العليَّة. رضُوا عن ربِّهم فيما شَرَع لهم وقضى، مُذعِنين لأمره، مسلِّمين لقضائه، فقَبِلَ منهم ورضي عنهم، وبوَّأهم مقاعدَ الخلود في جنَّات النعيم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الاصطفاء الحذر من الآخرة النهي عن سب الكفار الحرية الدينية الشفاعة شهادة الرسل على الأمم الملاحة الحرب استراق السمع الهمز
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب