قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن خصائص الرسالة المحمدية في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119]
في معنى كلمة الحقِّ تثبيتٌ يقضي على شبهات المضلِّلين، ومحاولات الكائدين، وتلبيس الملفِّقين، وفي لفظها صَرامةٌ توحي بالجزم واليقين. أيها الداعية، إذا بلَّغتَ الحقَّ البلاغَ المبين، فلستَ مسؤولًا بعد ذلك عن ضلال الضالِّين، الواردين نارَ الجحيم. |
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252]
من أشرف ما يثبِّت الإنسانَ على الحقِّ نظرُه في كتاب ربِّه، وتدبُّر ما فيه من سِيَر السابقين، وسُنن الله في الغابرين، فإن سنَّة الله ماضيةٌ في الخالفين، ولن تجدَ لسنَّة الله تبديلا. ليس كقَصص القرآن قَصصٌ تستحقُّ الإجلالَ والادِّكار؛ كيف لا وفيها من العِبَر الواضحات، ومن الأخبار والعِظات، ما ينطِق بصدق النبوَّة، ويشهد على أنها تنزيلُ الحكيم الخبير؟! |
﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]
أتى النبيُّ ﷺ أهلَ الكتاب بتفاصيلَ دقيقةٍ صحيحةٍ عن أنبيائهم، مع أنه لم يُدرك أزمانهم، ولم يقرأ كتبَهم، ولم يجالسهم، فهل غيرُ وحي الله أنبأه بذلك؟! |
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79]
يختار الله من عباده لحمل رسالته إلى خَلقه، مَن يدعو إلى توحيده وإفراده بالتعظيم؛ فلذلك كان الأنبياء أبعدَ الناس عن الدعوة إلى أنفسهم، وترك عبادة ربِّهم. أعلى مراتب العبد أن يكونَ ربَّانيًّا؛ يربِّي الناسَ بمبادئ العلم قبل نهاياته، وبأصوله قبل فروعه، ويدعوهم إلى العمل بفعله قبل قوله. غاية الأنبياء جميعِهم تبليغُ رسالات ربِّهم، فمَن كان على نهجهم فهو الداعيةُ الحقُّ. ضلَّ أقوامٌ غلَوا في رسول الله ﷺ فجعلوا له بعضَ حقوق الله عزَّ وجل، هلَّا استجابوا لأمره: «لا تُطروني كما أطرَت النصارى عيسى ابنَ مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبدُ الله ورسوله». أعظم آثار العلم تحقيقُ التوحيد، وتعميقُ مفاهيمه في حياة الداعية إليه وحياة الناس. |
﴿فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]
المسجد الحرام مَنبَع الإيمان، وموطن الأمن والأمان، للبشر والنبات والحيَوان، فهنيئًا لمَن تعلَّق قلبه بذلك المكان. قُدِّم ذكرُ اسم الله عزَّ وجلَّ؛ تنبيهًا على تعظيم شرعه وحُرمة بيته، وتخويفًا من التقصير في حقِّه وأداء واجبه، فلنتبصَّر. لا حاجةَ لله في حجِّ أحدٍ من عبيده، ولكنَّه سبحانه كريمٌ؛ فمَن أقبل عليه أدناه، غنيٌّ؛ فمَن كفر به أعرَض عنه وأقصاه. |
﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]
قيل هذا للنبيِّ ﷺ وهو المؤيَّد بالوحي، والمشهود له بالخُلق العظيم، والمبعوث إلى خير هذه الأمَّة، فما بالُك بغيره؟! رفقًا أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإن تبليغ الحقِّ لا يسوِّغ الفَظاظة، ولستَ بأحرصَ على البلاغ من رسول الله، وقد كان في دعوته لطيفًا رحيمًا. حُسن خُلُق الداعية يجذِبُ الناسَ إلى دين الله، مع ما له من المدح، وسوء خُلُقه ينفِّر الناسَ عن الدِّين، مع ما له من الذمِّ. أمر الباري نبيَّه ﷺ أن يعفوَ عمَّن أخطأ بحقِّه، وأن يستغفرَ اللهَ لمن أخطأ في حقِّ ربِّه حتى يعفوَ الله عنه، وفي هذا مراعاةُ حقِّ الله وحقِّ الخلق. إذا كان الله يأمر رسوله ﷺ بمشاورة أصحابه، وهو أكملُ الناس عقلًا، وأغزرهم علمًا، وأفضلهم رأيًا، فمَن دونَه بذلك أولى. عدوُّ النجاح أمران: سوء الرأي والتدبير، والحَيرة والتردُّد، أمَّا سوء الرأي فتقوِّمه الشُّورى، وأمَّا التردُّد فيدفعه العزيمةُ وصدق التوكُّل. مَن جعل توكُّله على الله تعالى أحبَّه وسدَّده وأعانه، ومَن توكَّل على غيره خذله ولم يظفَر منه بطائل. |
﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا ﴾ [النساء: 105]
أنزلَ الله الكتابَ بالحقِّ؛ ليكونَ به حُكم الخَلق، فلا حُكمَ في الشرع المنزَّل بآراء البشر المخالفةِ لهذا الكتاب، فما وافقَه منها فهو الحقُّ، وما خالفه فهو الباطل. الوحي علمٌ يقينيٌّ لا يتطرَّق إليه شكٌّ البتَّة، فهو بمنزلة الرؤية في الظهور والقوَّة، فمَن استنار به وضَحَت له السُّبل، ومَن عَشا عنه تحيَّرَ في كلِّ واد. من منهج الأنبياء العدلُ في الأحكام، وتركُ محاباة الأنام، والالتزامُ بحُكم الله عزَّ وجلَّ، ورفضُ المجادلة عن كلِّ خائن، والبعدُ عن مجاملة كلِّ عاصٍ. مَن سلَّمه الله عزَّ وجلَّ من جناية الخيانة، فليُنزِّه لسانَه عن الدفاع عن الخائنين؛ فإن تركَ الخيانة لا يكون إلا بترك أهلها. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 67]
العلم بدين الله نورٌ يضيء للناس الطريقَ المستقيم، وحاملُ هذا النور مأمورٌ بتبليغه، فإن كتمَه فإنه لم يبلِّغ رسالةَ ربِّه، وكفى بهذا ذمًّا. لله في ثنايا التكاليف ألطافٌ تعين عليها، فانظر كيف أمر الله رسولَه بالصَّدع والبلاغ، والقومُ مبغِضون له معاندون، ثم كفَلَ له العصمةَ من الناس إن قام بالتكليف، وقد فعل. فما أحرانا أن نتأسَّى بنبيِّنا في تبليغ رسالة ربِّنا، متَّكلين عليه وحدَه! يا داعيَ الحقِّ، ثِق بحُسن العاقبة إن كانت دعوتُك إليه خالصة، وعلى سبيله مستقيمة، فأنت في أمانه وكلاءته، وحفظه ورعايته، فاحفظ الله يحفَظك. حسبُك أيها الداعية البلاغُ المبين، فمَن اهتدى فلنفسه، أمَّا الكافرون الذين لا قصدَ لهم إلا اتِّباعُ أهوائهم فإن الله لا يَهديهم ولا يوفِّقهم للخير؛ لإصرارهم على الكفر وعنادهم. |
﴿مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ﴾ [المائدة: 99]
ببلاغ الرسُل قامت على أقوامهم الحجَّة، واتَّضحَت للسالكين المَحجَّة، فلا عذرَ لمَن أعرض وقد أتاه البلاغُ المبين، عن طريق الرسُل أو حمَلةِ أمانتهم من أتباعهم الصادقين. |
﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14]
أيُّ عاقلٍ يدعُ خالقَـه الغنيَّ الجليل، ذا القدرة الباهـــرة التي شهـدت لها سماواتُه وأرضُه وينصرفُ إلى مخلوقٍ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًا، راجيًا وَلايتَه، وطالبًا نصرتَه؟! لا تُطمِـع الكافرين أن يستغلُّـوا ما وهبـك الله من لطف، وما أمرَك به دينُك من رحمةٍ ولينٍ وعطف، فيستميلوك إليهم. إعلان الانتماءِ الكامل للتوحيد والموحِّدين، والبراءةِ التامَّة من الشرك والمشركين، عنوانٌ صريح يقطع أطماعَ الكافرين. |
﴿قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 19]
أعظم الشهاداتِ شهادةُ الله تعالى؛ إذ هو العالمُ بالقائل وما قال، وبالسامع وما سمع، وهو العليمُ بالأقوال والردود، وبالإقرار والجحود. ما أثبتَه محكَمُ الآيات فلا يُحتاج بعدَه إلى إثبات، وما جاء به الشرع فإنه القولُ الفصل. لا وسيلةَ أعظمُ من القرآن في الإنذار ولا أنفع، ولا وعظَ أجدى من وعظه ولا أوقع. مَن بلغَهُ القرآنُ بلغةٍ يفهمها فقد قامت عليه الحجَّة به، وبلغَه الإنذار، وحَقَّ عليه العذابُ إن كذَّب بعد البلاغ. قال الربيع بن أنس: (حقٌّ على من اتبع رسولَ الله ﷺ أن يدعوَ كالذي دعا رسولُ الله، وأن يُنذرَ بالذي أنذَر). أقبحُ ما عرَف الناسُ من شهاداتِ الزُّور ادِّعاءُ أن للهِ شريكًا في ملكِه وحُكمه. لا مُداهنةَ في العقيدة ولا مساومةَ في التوحيد، فمَن لم يشهد ببُطلانِ الآلهة سوى اللهِ عزَّ وجلَّ فما عرَف التوحيدَ ولا الإخلاص. |
﴿وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]
إنما تصلُح النفوسُ باجتماع البِشارة والنِّذارة، وهذه مهمَّةُ الأنبياء، يعالجون بها الآفات والأدواء. يحسُن بالمتحدِّثِ عن أحكام الحلال والحرام أن يُتبِعَها بالحديث عن حِكَمِها وأسرارِها؛ فإن ذلك يرغِّبُ بحلالها، وينفِّرُ من حرامها. الإيمان والعملُ الصالح يُودِعانِ صاحبَهما في حِصن الأمان والسعادة، فلا خوفَ إلا من الله، ولا حزنَ إلا على التقصير في حقِّه. إصلاح الإنسان نفسَه بالإيمان والعمل، وإصلاحُ غيره بالنصيحة والإرشاد، يجعلانه في اطمئنانٍ وأمان، وعيشٍ بعيدٍ عن الأحزان. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]
رسالة رسولنا محمَّد ﷺ إلى الناس كافَّة، وإن كان للعرب شرفٌ بخروجه منهم، لكنَّ هذا الشرفَ لا يدركُه إلا مَن اتَّبعه حقًّا من العرب أو العجم. كيف يُعبَد غيرُ الله، ويُعصى مَن أرسلَه، والمُلك كلُّه لله وحدَه؛ يحيي ويميت، ويبعثُ العبادَ للحساب؛ من غير شريك ولا نِدٍّ! إن العلم العظيمَ الذي تلقَّاه رسولنا الأميُّ الكريم ﷺ كان من كلمات الله، فهل بعد هذا العلم من علم؟ أميَّةُ نبيِّنا الكريم ﷺ كمال، وأميَّةُ غيره نقص، فمجيئُه بهذا العلم مع أميَّته دليلٌ على نبوَّته. لا يكفي الإيمانُ في القلب ما لم يكن معه اتِّباعٌ عملي، فدلِّل على إيمانك بصحيح اتِّباعك. يا من تطلب الهدايةَ والنجاة، كن متَّبعًا ولا تكن مبتدِعًا. |
﴿أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ ﴾ [هود: 2]
مَن عبدَ غيرَ اللهِ تعالى فالآياتُ تُنذِرُه، ومَن لم يعبُد سوى مولاه فإنها تُبشِّرُه. عبـادةُ اللهِ هـــي الغـايةُ، والبشارةُ والنذارة هما الوسيلة، وعـلى الداعي لتلك الغـايةِ العليا أن يُحسنَ استعمالَ تلك الوسيلة. |
﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦٓۗ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٞۖ وَلِكُلِّ قَوۡمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]
حين تُغلَقُ القلوبُ بمغاليقِ الإعراض والصدود، ترى أن الآياتِ البيِّنات التي تَهديها لم تَنزل عليها، مع أنها قد وصلت إلى بابها، ولكنها لم تَفتح لها طريقًا. عمل الأنبياءِ وأتباعِهم تبليغُ ما جاء عن الله، والتحذيرُ من مخالفة ذلك، وبيانُ البراهين، لا الإتيان بها وَفقَ أهواء الناس. لولا أن الناسَ لا تَصلُح حياتُهم إلا بدعاة، ما اختصَّ سبحانه كلَّ قوم بهُداة. |
﴿وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [النحل: 64]
إذا مسَّ الأمَّةَ الاختلافُ فعلاجُه الرجوعُ إلى دواء الوحي، ففيه الشفاءُ والرشد، فمَن تركه إلى غيره فلا شفاءَ له. العمل بالقرآن هدًى ورحمة، وتركُه ضلالٌ ولعنة، فأهلُ الإيمان مَهديُّون مرحومون لعملهم به، وأهلُ الضلال بعيدون عن ذلك لتركهم له. |
﴿وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]
لمَّا كان رسولُ كلِّ أمَّة هو أكثرَ أمَّته اطِّلاعًا على أعمالها، وأشدَّهم عليها شفقة، كان من عدل الله تعالى ولطفه أن جعله عليهم شاهدًا. كم في كتاب الله تعالى من ذخائرَ وكنوز، في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارَين وكلِّ ما يحتاجُ إليه العباد، قد بُيِّنت فيه أتمَّ تبيين، بألفاظٍ واضحةٍ ومعانٍ جليلة. قال مسروقٌ: (ما نسألُ أصحابَ محمَّدٍ ﷺ عن شيءٍ إلا عِلمُه في القرآن، إلا أنَّ عِلمَنا يَقصُر عنه). شريعة الله تعالى كاملة، ولا حاجةَ إلى طلبِ الزيادةِ عليها، أو النقصانِ منها. ينتفع المسلم بهُدى الله ورحمته وبُشراه بمقدارِ تمكُّنه من إسلامه واتِّباعه واستجابته. |
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر. ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا ﴾ [الكهف: 110]
أعظمُ مزيَّةٍ للرسول ﷺ هي بعثته بالوحي والرِّسالة، وأعظم الوحي كلمةُ التوحيد، فمَن حقَّق التوحيد فقد كمُلت له أعلى مراتب البشرية للرسُل وعلى رأسهم محمد ﷺ. مَن آمن أنه قادم على أعظم لقاء وأهيبه، وهو لقاؤه بربه؛ فليُعدَّ للقائه عملًا صالحًا، وقلبًا موحدًا، لا الأمانيَّ والغرور. لا يقبلُ اللهُ من العمل إلا ما كان موافقًا لسنَّة نبيه ﷺ، ومرادًا به وجهُ الله الكريم، وما سوى ذلك فلا يرتضيه ولا يحبه، ولا يوصل إليه، ولا يثيب عليه. |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]
ما أعظمَ هذه التزكيةَ وأعلى هذا التكريم من رب العالمين لرسوله الأمين عليه الصلاة والسلام! فما من أحدٍ من المكلفين إلا أصابته هذه الرحمة العامة. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَا۠ لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الحج: 49]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ﴾ [الفرقان: 56]
كان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال له رجل: لِمَ تقنِّط الناس؟ فقال: إنكم تحبون أن تُبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم! وإنما بعث الله محمدًا ﷺ مبشرًا بالجنة لمَن أطاعه، ومنذرًا بالنار مَن عصاه. |
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [النمل: 81]
مَن غاب عقله وانطمسَت بصيرته وأصبح يقوده هواه فقد عميَ عن طريق الهداية، فأنَّى يُهدى مَن هذا حاله؟! ما يصغي امرؤٌ لآيات الله بقلبه ويُقبل عليها بروحه إلا وجدتَّه مسارعًا إلى الإيمان بها، فإن صفاءها يحتاج إلى قلب صافٍ حتى تستقرَّ فيه. |
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [النمل: 93]
صدق الله تعالى، ففي كلِّ يوم يُري عبادَه بعضَ آياته في الأنفس والآفاق، ويكشف لهم عن بعض ما في هذا الكون من أسرار. مَن كان على بصيرة من أن مَن سيحاسبه غيرُ غافل عنه ولو للحظة استقام على أمره، وخشيَ أن يقعَ في نهيه وزجره. |
﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 40]
لمَّا نفى الله عن النبيِّ ﷺ تلك الأبوَّة، نوَّه بأن له قدرًا عاليًا، وهو شرف الرسالة والنبوَّة، بل إنه خاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين. بمحمد عليه الصلاة والسلام خُتمت النبوة؛ لأن الشرع الذي جاء به قد اشتمل على مصالح الناس في كل زمان وكل مكان، فما من فضيلة إلا جلَّاها، ولا مكرمة إلا أحياها. يعلم الله تعالى ما يصلح للبشرية وما يُصلحها، فيقضي للعباد بما فيه صلاحُهم من النظُم والشرائع والقوانين، وَفقَ رحمته وتخيُّره للمؤمنين. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 45]
الداعية الناجح هو مَن يقدِّم البِشارةَ على النِّذارة، والترغيبَ على الترهيب، ما لم يستدعِ المقام خلاف ذلك. |
﴿وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 46]
على الداعية أن يعرِّفَ الناسَ اللهَ تعالى، وأسماءه الحسنى وصفاته العليا، ويدعوهم إليه وحده، لا إلى حظوظ نفسه ومصالح دنياه. ينبغي أن تكونَ الدعوة بإذن الله تعالى وبأمره، بلا ابتداع ولا نقصان عمَّا يرضاه. ما كان الناس قبل بعثة النبيِّ ﷺ إلا في ظُلمة حالكة، فلمَّا جاء الدنيا أضاءها وأنارها. |
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 47]
إذا كان الله الكبير تعالى يبشِّر عباده بفضل يصفه بالكبير، فما ظنُّك بعظمة ذلك الفضل؟ ما أرجاها من آيةٍ في كتاب الله! يأمر الله نبيَّه ﷺ بأن يبشِّرَ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم في روضات الجنَّات لهم ما يشاؤون عند ربهم. |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28]
إرسال الله تعالى رسوله ﷺ إلى الناس كافَّة يعني أن رسالته تصلُح لهم أينما كانوا، وفي أيِّ زمان وجدوا. يا دُعاة الحق، إن ما تحملونه من العلم والهدى هو للناس كافَّة، فاعملوا على إبلاغه قدرَ استطاعتكم، واجتهدوا في إيصاله لكلِّ الناس يعظُم ثوابكم. الجهل بما جاءت به النبوة من أعظم الآفات التي عدلت بأهلها عن طريق النجاة. |
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ ﴾ [فاطر: 24]
إن الحقَّ أمر عظيم، مَن حمله كان جزاؤه أن يبشَّر، ومَن تركه كان جزاؤه أن ينذَر، فلذلك كان التبشير والإنذار في حقيقته جزاءً. اقتضت رحمة الله تعالى بعباده ألا تخلوَ أمَّة منهم من نذير يحذِّرها عاقبةَ كفرها وضلالها. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ﴾ [ص: 65]
ليس عليكم أيُّها الدعاةُ هدايةُ الناس، ولكنَّ الله يهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم، فاجتهدوا بالدعوة، وتسلَّحوا بالصبر، ودَعوا النتائج للواحد القهَّار. إن القهَّار لغيره على ما يريد، ومقدِّر الأقدار وَفْقَ ما يشاء، هو وحدَه المستحقُّ للتعظيم والعبادة، ولا ينبغي أن يُشرَكَ معه سواه. |
﴿إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ﴾ [ص: 70]
على المُعرضين عن النبأ العظيم أن يتدبَّروا بيانه المُبين عن صدقه بما أخبر به عن المغيَّبات؛ فإنما هو وحيٌ من الله فيه النِّذارة لهم، فليتعقَّلوا وليرجِعوا عن غَيِّهم وإعراضهم. لمَّا كان القرآن يهدي للتي هي أحسن من السبُل الموصلة إلى الفلاح، كان نبأ عظيمًا جديرًا بالاهتمام، ولكن ما أقلَّ المقبلين عليه والمنتفعين به! |
﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الشورى: 6]
خاب مَن اتَّخذ الشيطانَ وليًّا، وكفر وصدَّ عن طاعة الله ربِّه؛ ﴿ومَن يتَّخِذِ الشَّيطانَ ولِيًّا من دُونِ الله فَقَد خَسِرَ خُسرانًا مُبِينًا﴾ . على الداعية البلاغُ للناس، وليس عليه حسابُهم ومجازاتهم، فإن ذلك إلى الله لا إليه. ألا فليهتمَّ المبلِّغ بما عليه، وليدَع حسابَ الخلق على الخالق سبحانه. |
﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الأحقاف: 9]
كلُّ دعوات الأنبياء والرسُل من مِشكاة واحدة، والمؤمن يؤمن بهم كلِّهم، لا يفرِّق بين أحد منهم، فقد حملوا همَّ الدعوة، وأوصلوا رسالة ربِّهم للناس. يمضي الرسولُ في دعوته، مؤتمرًا بأوامر الله، غيرَ آبهٍ بما يقوله المعرضون، واثقًا بربِّه، مستسلمًا لإرادته، مطيعًا لتوجيهه، يضع خُطاه حيث قادها الله. |
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ﴾ [الفتح: 8]
ثلاثة أشياء بُعث لأجلها رسولُ الله: الشهادةُ على أمَّته بالبلاغ، وتبشير مَن أطاعه بكلِّ خير في الدنيا والآخرة، وإنذار مَن عصاه بكلِّ شرٍّ في دنياه وأخراه. فعلى الداعي إلى الله أن يبلِّغَ الناس البلاغ المبين، ويبشِّرَ الطائعين بالخير ترغيبا، وينذر المستمرِّين في العصيان ترهيبا. |
﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9]
إن مضمونَ دعوة الحق: الإيمانُ بالله ورسوله، وتعظيمُ الله تعالى، وتنزيهه عن كلِّ سوء، ونصر دينه على أعدائه، فهل أدَّينا هذا التكليف؟ |
﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ ﴾ [الشرح: 1]
أوَّل ما يحتاج إليه الداعيةُ في دعوته انشراحُ صدره؛ ولذلك كان أولُ دعاء موسى عليه السلام قبل انطلاقه لتبليغ رسالته: ﴿قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري﴾ . بدأت السُّورة بذكر أعظم النِّعَم وهي انشراحُ الصَّدر، وستُختَم بأهمِّ أسباب انشراحه وهو التفرُّغ لعبادة الله وطاعته. |
﴿وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ﴾ [الشرح: 2]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم. العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة! |
﴿ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ﴾ [الشرح: 3]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم. العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة! |
﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ﴾ [الشرح: 4]
عن قَتادة قال: (رفع الله ذكرَ نبيِّه في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ ولا متشهِّد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمَّدًا رسول الله"). |
﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ﴾ [الشرح: 5]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر. مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف. |
﴿إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ﴾ [الشرح: 6]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر. مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف. |
﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ﴾ [الشرح: 8]
هي دعوةٌ لاستثمار الوقت، فلا تركَن إلى الدَّعة والكسَل، وإذا فرغتَ من عملٍ نافع مفيد فأتبعه بمثلِه، فإنك يوم القيامة مسؤولٌ عن عمُرك فيمَ أفنيتَه؟ اجعل رغبتَك إلى الله تعالى وحدَه في جميع مطالبك الدنيويَّة والأخرويَّة، وترفَّع ما استطعتَ عمَّا في أيدي الناس، واستغنِ عن غير ربِّك. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
اسم الله الحميد الزراعة الأدب مع الرسول الشهر الحرام عقاب اليهود اسم الله المولى القبلة الفردوس التكبر التوارث بين الزوجين
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 6, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب