قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الوعيد في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]
ما أخسرَها من صفقة! أن يكتُمَ الحقَّ امرؤٌ خشيةَ لعنة بعض الناس، فيعرِّض نفسَه للعنة ربِّ الناس، ثم يبوء بلعَنات الناس! |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ﴾ [البقرة: 162]
هذا العذابُ الذي لا يخفَّف عنهم، ولا يُمهَلون فيه، دونه كلُّ عذاب، إنهم منبوذون من العباد ومن ربِّ العباد، وهذا هو العذابُ المهين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]
ما كلُّ مَن حمل العلمَ زكا به، فكم من عالمٍ كاتم للحقِّ، محرِّف للشرع، خائن لأمانة البلاغ، قد باع دينَه وعلمه بعرَضٍ من الدنيا قليل! هكذا هي النفوسُ الدنيئة؛ تُؤثر القليلَ التافه الماضي، على الكثير الجليل الباقي. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ ﴾ [البقرة: 175]
يا لها من صفقةٍ بلغت الغايةَ في القبح والخسران؛ يدفع فيها الغَويُّ الهُدى ثمنًا للضلالة، والمغفرةَ ثمنًا للعذاب! كيف لا يعجَب العقلاء ممَّن لا طاقةَ له بنار الدنيا، تراه يتقحَّم بأفعاله الشنيعة نارَ الآخرة. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [البقرة: 176]
مهما بذل أهلُ الباطل في التنقيب عن خَلَلٍ في القرآن أو عَيب، فإنهم لن يعودوا إلا بالخيبة والإخفاق، وسيبقَون أبدًا في اختلافٍ وشقاق. القرآن مشتملٌ على الحقِّ الموجب للاتِّفاق عليه، وعدم الافتراق فيه، وما خالفه أحدٌ إلا كان في البعد من الحقِّ والمنازعة فيه بقدر مخالفته. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ ﴾ [آل عمران: 10]
قد يفتدي الإنسان نفسَه في الدنيا بماله، وقد يحتمي من عدوِّه بولده، لكنَّهما لن يُغنيا يوم القيامة عنه شيئًا من عذاب ربِّه. إن كلمة الإيمان والتوحيد لتَفوقُ في ميزان الحقِّ كلَّ مظاهر القوَّة؛ من مالٍ وولد وجاهٍ وسلطان، فمَن اغترَّ بهذه المظاهر وركَن إليها لم تُغنِ عنه يومَ الجزاء فتيلًا. |
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 31]
كلُّ طريقٍ سوى طريقه ﷺ مسدود، وكلُّ عملٍ سوى ما سنَّه مردود. بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه. بمتابعة النبيِّ ﷺ يحصُل المرء على أجلِّ مرغوب، وأعظم محبوب، وهو الفوز بمحبَّة الله جلَّ وعلا، مع مغفرة الآثام والذنوب، فيا لها من غنيمة! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 77]
كلمة رضًا منه سبحانه، ونظرة رحمةٍ منه جلَّ شأنه، وتزكيةٌ يمنُّ بها على عبده، لحقيقٌ بأن تُبذلَ لأجلها الدنيا بما فيها، لا أن تُستبدلَ ببعض حُطامها. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ ﴾ [آل عمران: 90]
إن كانت الهداية بعيدةً عمَّن بدَّل الكفر بالإيمان، أفتكون قريبةً ممَّن بدَّل وأوغل في الكفران؟! ألا إنها أبعدُ وأبعد. كلَّما أبعدَ المرء في استدبار الحقِّ والإقبال على الباطل، ازداد بُعدُه عن طريق التوبة والإنابة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 91]
لو نطَق الكافر بكلمة الإيمان بصدقٍ ويقين، وعمل في الدنيا من الصالحات، لأغنَته يوم القيامة عن مِلء الأرض ذهبًا، فما أعجبَ مَن يزهد في الدنيا بكلمةٍ لها هذا الوزنُ الثقيل! مع الإيمان قد يقي من النار شِقُّ تمرة، ومع الكفر لا يقي من العذاب مِلءُ الأرض ذهبًا. كلُّ أسباب النجاة التي يعرفها العباد في الدنيا لن تغنيَ عنهم يوم القيامة؛ إذ لا فِديةَ يومئذٍ ولا توبة، ولا كفيلَ ولا شافع. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 177]
الرغبة عن الإيمان والإحسان؛ حبًّا للكفر وإيثارًا للعصيان، صفقةٌ خاسرة، وتجارةٌ بائرة، لا ربحَ فيها إلا العذابُ الأليم. |
﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [آل عمران: 178]
المـوت خـــيرٌ للمـرء مـن أن يصـرفَ عمـرَه في الغفلـة عن الله تعالى، فشرُّ الناس مَن طال عمرُه وساء عملُه. على المؤمن ألا يغتر بما يراه من إمهال الله للكافر، فيظن أن حياته الرغيدة هي الحياة الطيبة، وليتفكر في عواقبها فإن فيها المعتبر. أهل الخطايا المنعَّمون بطيِّبات الدنيا يرتقون بها إلى آفاق الكِبْر والغرور على الخلق، فكان جزاؤهم الأُخرويُّ الإهانةَ والذل؛ فعُلوُّ الدنيا بالمعصية جزاؤه الهوانُ في الآخرة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا ﴾ [النساء: 10]
هذا الوعيد في أكل أموال اليتامى ظلمًا من أشدِّ ما نزل في حقِّ آكلي أموال الناس بالباطل، فمَن استحضَره لم يمدَّ يدَه إلى جمرةٍ من جهنَّمَ ليلتقمَها. مثَلُ المال الحرام كمَثَل النار التي تلتهم ما حولها؛ فإنه يأتي على حياة أهلِه فيتركها أثرًا بعد عين. |
﴿۞ وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]
توحيد الله هو أعظمُ الأوامر، فلا غَروَ أن يكونَ أوَّلَ مأمورٍ به في آية الحقوق العشَرة. ليس المطلوب مجرَّد إيصال البرِّ إلى الوالدين؛ بل عليك أن تُحسِنَ بوالديك مباشرة، فلا يسبقنَّك أحدٌ إلى العناية بهما، فإنهما إن لم يكونا محتاجَين إلى إحسانك فأنت محتاجٌ إلى برِّهما. أقارب الإنسان أولى بالإحسان، فحريٌّ به أن يبتدئهم بإحسانه وألا يمنعهم من عطائه، فإن منعهم وزاد إلى ذلك إساءتَه إليهم بقوله وفعله فقد جمع طرفي القطيعة، ودلَّ على لؤم الطبيعة. إن لم نكن لليتيم الأبَ الذي يَمحَضُه الحبَّ صِرفا، فلنكن له الأبَ الذي يحنو عليه عطفا. للمساكين حقٌّ من الإحسان تفضَّل الله به عليهم، وأوصى غيرَهم بأدائه لهم، أفنبخل عليهم بما هو حقٌّ لهم؟! قد أوصت الشريعة بالجار وإن بَعُد، وبالصاحب وإن قلَّت صُحبته، فكيف بالزوجة وهي أقربُ جارٍ وألصقُ صاحب؟ لكلِّ مَن صحبك حقٌّ ولو قلَّ؛ الرفيقُ في السفر، والجارُ في الحيِّ، والزميلُ في التعلُّم والوظيفة، والقاعد إلى جنبك في مسجدٍ وغيره. من سموِّ شريعتنا أنها خصَّت الغريبَ المنقطِعَ الذي لا يجد مَن يُؤنسه بمزيدِ إحسان. مِلكُ اليمين في حُكم الشريعة لا يعني أن يفعلَ المالكُ به ما يشاء، بل أن يستخدمَه في العمل المشروع استخدامًا يكتنفُه الإحسان. |
﴿ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَيَكۡتُمُونَ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ﴾ [النساء: 37]
البخل يكون بالمنافع الحسيَّة والمنافع المعنويَّة، وبالواجبات والمستحبَّات، وبالمال والجسد، والعلم والجاه. جاحدُ نِعَم الله إنكارًا أو إخفاءً تستقبله الإهانةُ يوم القيامة؛ وذلك حين أراد بجمع المال عِزَّةَ الدنيا بالباطل، فكان الهوانُ في الآخرة جزاءَه العادل. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارٗا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 56]
الناس مع الحقِّ فريقان؛ مؤمنون به، وصادُّون عنه أنفسَهم وغيرَهم، وهذه سُنَّة جرَت عبرَ التاريخ، فلا حزنَ إذا لم يأخذ كلُّ الناس بحقٍّ هو أوضحُ من الشمس. مَن صدَّ الناسَ عن الحقِّ فأوردَهم مواردَ الهلكة، فقد قدَّم لنفسه الجزاءَ الذي ينتظرُه، فبئس الواردُ والمورود. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97]
العِبرة بالخواتيم، وإن الخاتمة هي آخرُ محطَّات الحياة وأخوفُها؛ لأنها ترسم بعضَ ملامح المستقبل الأُخروي، فسَلِ اللهَ تعالى حسنَ الخاتمة، والوفاةَ على الإيمان. مَن قعَد به عن الهجرة إلى دار الإسلام خوفُه على دنياه، فقد ظلم نفسَه بحرمانه إيَّاها الحياةَ الكريمة في دار المسلمين، وإلزامِه لها حياةَ الذلِّ بين ظهرانَي الكافرين. الاعتذار بالضعف مع وجود المخرَج والاستطاعة ذَنبٌ عظيم، يُحاسَب عليه صاحبُه، ويُلام عليه فاعلُه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا ﴾ [النساء: 137]
مَن أبى إلا أن يرجعَ إلى الكفر بعد إيمانه، ويزدادَ كفرًا فوق جحوده ونُكرانه؛ فإنما يعاند فِطرته، ويشهد على نفسه بأنها لا تستحقُّ لذَّة الإيمان. لا يزال المؤمن يترقَّى بإيمانه درجات، حتى يلقى من الله ما يحبُّ من الخيرات، ولا يزال الكافر يتردَّى بكفره في الدَّركات، حتى يلقى من الله ما يكره من العقوبات. أعظم الحرمان حرمانُ الهداية والغُفران، فمَن حُرِمهما فقد حُرم الخيرَ كلَّه، ومَن أُعطيَهما فقد أُعطيَ الخيرَ كلَّه. |
﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 138]
يا لها من سخريةٍ مُرَّةٍ استحقَّها المنافق بشنيع فعله؛ حين أظهر الاستقامةَ والإيمان، وهو يخفي الجحودَ والعصيان! وله في الآخرة ما هو أشدُّ وأدهى. لا ينتظرُ مَن كاد للإسلام إلا عذابَ القويِّ المنتقم، وفضحه له مهما بالغ في إخفاء حقيقته، وإنه وإن لم يفضَحه باسمه، فقد فضحَه بقبيح صفاته. |
﴿ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا ﴾ [النساء: 139]
لا يَرى المنافقُ أبعدَ من أرنبة أنفه، فلا هو نظر إلى الحقائق فاقتنع، ولا إلى مآلات غَيِّه فامتنع. إذا أردتَّ العزَّةَ فاطلبها من العزيز الذي لا يُغالَب، وطريقُ نيل مطلبك الإقبالُ على ربِّ العالمين، والانتظامُ في جملة عباده المؤمنين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 150]
رسُل الله عليهم السلام أنوارٌ بزغَت من مِشكاةٍ واحدة، وشرائعهم ترجع إلى أصلٍ واحد، فالواجب الإيمانُ بهم جميعًا. التفريق في الإيمان بين الشارع وحمَلةِ شرعه تفريقٌ باطل لا يصحُّ معه الإيمان، فهل يستقيم إيمانٌ بالله مع تكذيب رسُله؟! وأنَّى يَصدُق في اتِّباع رسول الله ﷺ الطاعنون في صَحابته حمَلةِ رسالته؟! مَن كفر بالله تعالى واستهانَ بدينه فقد باع نفسَه لهوان الآخرة وذلِّ الأبد. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ﴾ [النساء: 151]
رسُل الله عليهم السلام أنوارٌ بزغَت من مِشكاةٍ واحدة، وشرائعهم ترجع إلى أصلٍ واحد، فالواجب الإيمانُ بهم جميعًا. التفريق في الإيمان بين الشارع وحمَلةِ شرعه تفريقٌ باطل لا يصحُّ معه الإيمان، فهل يستقيم إيمانٌ بالله مع تكذيب رسُله؟! وأنَّى يَصدُق في اتِّباع رسول الله ﷺ الطاعنون في صَحابته حمَلةِ رسالته؟! مَن كفر بالله تعالى واستهانَ بدينه فقد باع نفسَه لهوان الآخرة وذلِّ الأبد. |
﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا ﴾ [النساء: 159]
الحقائق قد تنجلي للعيون في اللحظات الأخيرة بعد رحيل الظلمات المتكاثفة، وقد تنفع أحيانًا وقد لا تنفع. أيُّ موقفٍ أشقُّ على المرء من أن يشهدَ عليه رسولُه بالكذب يوم القيامة؟! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدۡ ضَلُّواْ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 167]
أسوأ الضلال حين يتجاوز به صاحبُه نفسَه إلى غيره ترغيبًا به وتزيينًا له؛ ليحملَ وِزرَه ووِزرَ مَن أضلَّه معه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168]
ما اجتمع الكفرُ والظلم في أمَّة إلا آذنت بضلالِ الطريق، وقرب العقوبة، وسوء المنقلَب. بيده يَخيطُ العبد ثوبَ هدايته، وبظلمه يرتدي لَبوسَ غَوايته، ومَن مدَّ يدَ الظلم للناس فلا ينتظر أن تعودَ عليه بغير الخِذلان. |
﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ﴾ [الأنفال: 39]
لن تنجوَ البشريةُ من أنواع الفتن، ولن يَسلمَ الإنسانُ في الأرض، إلا حين يكون الدينُ كلُّه لله، فلا يكون هنالك خضوعٌ لسلطانٍ سواه. ليس للمسلمين عِلمٌ ببواطن الكافرين المنتهين عن الكفر، المقبلين على الإسلام، فلهم منهم الظاهر، واللهُ تعالى هو الذي يتولَّى السرائر. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [يونس: 8]
مَن رضيَ بالدنيا وحدَها لم يعمل للآخرة عملًا، فصارت أعماله سببًا لدخوله النار وبقائه فيها. |
﴿وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29]
الحقُّ لا ينثني، ولا ينبغي له أن ينحني، ولكنَّه يمضي في طريقه مستقيمًا، فمَن شاء أن يتَّبعَه فلنفسِه بغى الخير، ومَن نأى عنه فإنما وبالُ ذلك عليه. لقد رضي اللهُ تعالى لعباده الإيمان، ولم يرضَ لهم الكفر، فمَن اختار الكفرَ فقد ظلم نفسه ظلمًا عظيمًا. جعل الله الوجهَ عنوانَ كرامة الإنسان، فإن لم يرعَ العبدُ حُرمة الدين أذاقه الله مُرَّ العذاب والإذلال. ما أسوأ حالَ الظالمين في النار! فإنهم إذا طلبوا قِسطًا من الراحة أغيثوا بماء قد تناهى في حرارته ليرتفقوا به؛ هُزءًا بهم، وجزاءً من جنس عملهم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [الحج: 17]
التنازع بين أصحاب الملل المختلفة، بل الملَّةِ الواحدة سُنَّةٌ ماضية، وسيفصل بينهم يوم القيامة مَن يطَّلع على بواطن الأمور وظواهرها، فمَن سرَّه أن يحكمَ الله له فليحذر شهادةَ الله عليه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [الحج: 25]
ما أسوأ حال مَن جمع بين الكفر المُحبِط لعمله وبين صد غيره عن طاعة ربه، في خير مواضعها وأقدس أماكنها! للعباد في بيت الله الحرام مصالحُ دينية ومنافع دنيوية، فما أحسن أن يُوصلوا إليها، ويُعانوا عليها، ولا يصدوا عنها ولا يصرفوا منها! ما أعظمَ مكةَ وما أعظم حرمتَها، وما أطهرَ مسجدَها، وأشدَّ المعصيةَ فيه! فإن العبد ليَنوي فيه السيِّئة فتُكتب عليه، فكيف بمَن جاوز النيَّةَ إلى مباشرة العمل؟! أشنع الظلم وأشدُّ الميل عن الحقِّ أن يشركَ بالله في البيت الذي أسَّسه بانيه على توحيد الله، وطهَّره لعبادة الله وحدَه لا شريك له. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [النور: 39]
لتكن عنايتُك بصحة عملك وإخلاصك فيه بالغة؛ لتجد ثوابه يوم القيامة حاضرًا غير غائب، مقبولًا غير حابط. كلُّ عمل لا يزكِّيه الإيمان هو أشبه بالميتة، لا يؤكل لحمها وإن كانت من أطيب الحيوان لحمًا! ما من صاحب باطل يرجو من باطله أن ينفعَه يومًا ما إلا وجده خائنًا له في وقت هو أحوج ما يكون إليه. إذا كان الظمآن ينتهي أمرُه عند رؤية السراب بخيبة الأمل فإن الكافر بعد النصَب والتعب سيجد مع خيبة الأمل هذه جزاء وافيًا لا تخفيفَ فيه، فما أعظمَها من خيبة! ما أشقى العاطلَ من العمل الصالحِ حين لقاء ربه، يوم يلاقيه وهو له بالمرصاد، ليجزيه جزاء عمله السيئ كاملًا غير منقوص! |
﴿أَوۡ كَظُلُمَٰتٖ فِي بَحۡرٖ لُّجِّيّٖ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجٞ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابٞۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ ﴾ [النور: 40]
ما أشبهَ تلاطمَ الشكوك والشبهات والعلوم الفاسدة في القلوب المظلمة التي تراكمت عليها سحب الغَيِّ والهوى والباطل بتلاطم أمواج البحر ومن فوقها سحاب مظلم! لمَّا كان الجهل والكفر والظلم والهوى ظلماتٍ بعضُها فوق بعض، كان المتقلِّب فيها منغمسًا في ظلمات القول والعمل، والمدخل والمخرج والمصير. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [النمل: 4]
حينما تخلو القلوب من الإيمان بالآخرة تُقبل على المعاصي فتستحسنها كأنها طاعات، وتكره القرُبات كأنها لديها سيئات! ما من مُعرضٍ عن منهج الله سبحانه وتعالى إلا وهو متخبِّطٌ خبطَ مَن لا بصيرة له، فلا تراه ذا رأي سديد، ولا عمل رشيد. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ ﴾ [النمل: 5]
أيُّ خسارة للمرء أعظم من خسارته لنفسه في الآخرة، حينما أرداها في سوء العذاب في الدنيا؟! |
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ﴾ [الأحزاب: 58]
إيذاء المؤمنين والمؤمنات قد يكون بباطل، وقد يكون بحق، أمَّا إيذاء الله تعالى ورسوله الكريم فلا يكون إلا بباطل أبدًا. إن العقاب الشديد ينتظر أولئك الذين يؤذون المؤمنين في خَلق أو خُلق، أو حسَب أو نسَب، أو غير ذلك، فليحفظ العاقل لسانه قبل أن يوردَه موارد الهلكة. المؤمن عند الله كريم، فالحذرَ الحذرَ من إيذائه، أو انتقاصه وازدرائه. |
﴿يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [ص: 26]
إنما أرسلَ الله المرسَلين، وأنزل الشرائع العظام، لإقامة التوحيد والعدل بين الأنام، وإشاعة الوئام والسلام؛ فمَن أبى إلا الجَورَ والطغيان، استحقَّ من الله شديد العذاب. لا يزال المرء يتَّبع هواه، حتى يضِلَّ ويفقِدَ هُداه، ويَخبِطَ خبطَ عشواءَ في دنياه، وله أشدُّ العذاب في أُخراه. الاستغراق في اللذَّات المحرَّمة يؤدِّي إلى الغفلة عن يوم الحساب، والإعراض عن إعداد الزاد ليوم المعاد. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ ﴾ [غافر: 10]
المفلح مَن زكَّى نفسه، والخائب مَن دسَّاها، فالأوَّل يفوز بالنعيم والرضوان، والآخَر تحت مقتٍ شديد من الله في الدنيا، وسوف يَمقُت هو نفسَه في الآخرة. هذا أعظمُ عقاب عند أولي الألباب؛ لأن مَن علمَ أن مولاه عليه غضبان، علم أنه لا ينفعُه ندم ولا أحزان، ولا يُغني عنه شفاعةُ إنس ولا جان. |
﴿قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّن سَبِيلٖ ﴾ [غافر: 11]
علم الكافرون أن كفرهم بالبعث هو الذي أوبقهم، فقدَّموا الإقرارَ به بين يدَي ربِّهم معترفين بذنوبهم، لكن بعدما عاينوا البعثَ عينَ اليقين، فمَن الذي ينكره بعد هذا؟ صدق مَن قال: (ترجو النجاةَ ولم تسلُك مسالكَها / إنَّ السَّفينة لا تجري على اليبَسِ) فكيف يطمع في سبيل الخلاص، مَن لم يَسلُك سبيل الإخلاص. |
﴿ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12]
ما أشدَّ جهالتَهم! كفروا بالله العليِّ الكبير، والتجؤوا إلى المخلوق العاجز الفقير، وهم يعلمون أن الحكم والمرجع إلى الله يصير! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ [غافر: 56]
إذا رأيت الرجلَ يُجادل في آيات الله فاعلم أنه يُجادل بلا حُجَّة ولا بُرهان، فإن ما جاء من عند الله حقٌّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. الكِبْر آفةُ الآفات، فهو يحمل صاحبَه على ردِّ الحقِّ والمجادلة بالباطل، لا لشيء إلا إظهارًا للنفس وتأبِّيًا عن الخضوع لما يُخالف هواه. أيُّها المسلم اطمئنَّ؛ فإن الله سميعٌ لأقوال مخالفيك، بصيرٌ بمقاصدهم ونيَّاتهم، وسيُجازيهم بما يستحقُّون. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40]
آياتُ الله حقٌّ وهدًى، فمَن مالَ عنها إلى الضلالة، فقد مالَ بنفسه إلى المهالك. يا له من تهديد لمَن عقَل! إن الله بصيرٌ بعملكم، عليمٌ بظاهركم وباطنكم، وقد أعلمكم مصيرَ المحسن والمسيء، فليختَر أحدُكم ما يشاء. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ﴾ [فصلت: 41]
ما أبأسَ حالَ مَن لم يَرفع بالقرآن رأسًا؛ إيمانًا وذكرًا وعملًا! تراه في الدنيا يَخبِط على غير هدًى، ويوم القيامة يرى باطلَ عمله مُحضرًا. وكيف لا يكون القرآن عزيزًا، وقد حفظه ربُّه من التغيير والتبديل، وجعله بصحَّة معانيه حِصنًا حصينا، وبرِفعةِ بيانه صرحًا مَكينا؟! اتلُ أيُّها المسلم كتابَ ربِّك بعينَي فؤادك وقلبك، وتدبَّر مقاصدَ آياته وعِظاته، تجد فيه ما تجيش له النفسُ، تعظيمًا لحكمة الله، وحمدًا على نعمته. |
﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ﴾ [فصلت: 42]
ما أبأسَ حالَ مَن لم يَرفع بالقرآن رأسًا؛ إيمانًا وذكرًا وعملًا! تراه في الدنيا يَخبِط على غير هدًى، ويوم القيامة يرى باطلَ عمله مُحضرًا. وكيف لا يكون القرآن عزيزًا، وقد حفظه ربُّه من التغيير والتبديل، وجعله بصحَّة معانيه حِصنًا حصينا، وبرِفعةِ بيانه صرحًا مَكينا؟! اتلُ أيُّها المسلم كتابَ ربِّك بعينَي فؤادك وقلبك، وتدبَّر مقاصدَ آياته وعِظاته، تجد فيه ما تجيش له النفسُ، تعظيمًا لحكمة الله، وحمدًا على نعمته. |
﴿وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ ﴾ [الشورى: 16]
مَن يُصرُّ على الجدال في توحيد الله بعدما تبيَّن له الحقُّ، فإن مآل جداله إلى النقض، وليس له في الآخرة إلا الخزيُ والخِذلان. الناس في هذه الحياة فريقان؛ فريقٌ يسارع إلى الإيمان بالحقِّ والتصديق به، وفريقٌ لا يزال يجادل بالباطل ويماري فيه! وما أشدَّ الفرقَ بينهما! |
﴿إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ﴾ [الزخرف: 74]
إن عذاب المجرمين في جهنَّمَ دائمٌ لا ينتهي، شديدٌ لا يُخفَّف، بل يُزاد، فترى الشقيَّ فيه قد استسلم له بعد يأسه، وانقطع رجاؤه عن رحمة ربِّه. |
﴿لَا يُفَتَّرُ عَنۡهُمۡ وَهُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ ﴾ [الزخرف: 75]
إن عذاب المجرمين في جهنَّمَ دائمٌ لا ينتهي، شديدٌ لا يُخفَّف، بل يُزاد، فترى الشقيَّ فيه قد استسلم له بعد يأسه، وانقطع رجاؤه عن رحمة ربِّه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 32]
يقيم الله الحُجَج على عباده، ويُظهر لهم آياته وبيِّناته، فيبيِّن لهم طريقَ الهدى؛ حتى لا يأتوا يوم القيامة فيعتذروا بعدم معرفة الحقِّ، فما أحسنَ المعذرةَ عند الله! مهما رَبا كفرُ الكافرين، وزادت مُشاقَّاتُهم فلن يضرُّوا الله شيئًا، وإنما يَضرُّون أنفسهم، فهل تفكَّروا في هذه النتيجة حتى ينزجروا عن طرق الوصول إليها؟ أعمال الكافرين حابطة، وإن بدت للناس في ظاهرها صالحة، وكيدهم الذي أرادوا به توهينَ الإسلام وهدمه في خسار وتباب. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ ﴾ [محمد: 33]
معصية الله ورسوله بالكفر مُحبِطة للعمل، وطاعتهما بابُ القَبول له. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ ﴾ [محمد: 34]
وجبت النار لمَن مات كافرًا، فلا تَشمَله رحمة الله، ولا ينال مغفرته، فهو بالكفر قد أغلق على نفسه كلَّ أبواب النجاة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ تَسۡمِيَةَ ٱلۡأُنثَىٰ ﴾ [النجم: 27]
إذا ضعُفَ إيمانُ العبد بالآخرة، هانَ في نفسه الإفكُ والبُطلان، وتجرَّأ على قول الزُّور والبُهتان. مهما كثُرت الظنون وازدحمَت التخرُّصات، فإنها لا تقومُ مقامَ الحقِّ ولا تُغني عنه فَتيلا! |
﴿ذَٰلِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ ﴾ [النجم: 30]
مَن استكبرَ عن قَبول الحقِّ وتولَّى فلا تُعره اهتمامَك، ولا يُصيبَنَّك لأجله همٌّ ولا غمٌّ، فإن يكُن فيه خيرٌ يأتِ به الله. ما زادَ تعلُّق العبد بالدنيا إلا زادَ قلبُه انصرافًا عن ذكر ربِّه. ما الذي تأمُله ممَّن لا همَّ له إلا الحياة الدنيا وعرَضها الزائف الزائل؟! من قصَرَ علمَه وهمَّته على ما يُصلح به دنياه دون أخراه خابَ وخسر، فأكثِر أيها العبدُ من الدعاء المأثور: (اللهم لا تجعَلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمنا). |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [المجادلة: 5]
يا له من وعيدٍ شديد لمَن يحادُّون الله ورسوله بوضع قوانينَ مخالفةٍ للشريعة؛ فكأنَّهم يقولون: إن قانوننا أعلمُ وأحكمُ من قانون الله. خابوا وخسروا! المنافقون الجاحدون أوامرَ الله، يحيَون في ضيق نفسيٍّ شديد؛ من جرَّاء كَبْتهم حقيقةَ موقفهم، خشية أن يُفتضَحوا، وذلك أوَّلُ عذابهم. أيها الداعيةُ، لا تبتئس من إعراض المُعرضين، وتعالي المُستكبِرين، فإنَّ من سُنن الله في خَلقه أن يُذلَّ من حادَّه، ولو بعدَ حين. يصيبُ العبدَ من الهوان والذلِّ في الدنيا والآخرة بقَدر معصيته لله ولرسوله ﷺ، وتنكُّبه عن آيات الكتاب الواضحات، ومن يُهنِ الله فما له من مُكرم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]
أذلُّ الخلق جميعًا من الأوَّلين والآخِرين مَن تنكَّبوا صراطَ الله القويم، واجترؤوا على حرب الله ورسوله جِهارًا أو سرًّا! مَن طلب العزَّة بغير الله أذلَّه الله وأخزاه، فكيف بمَن يطلبُها عند أعدائِه، المحاربين له ولدينه وكتابه؟! |
﴿كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ﴾ [المجادلة: 21]
كن أبدًا على ثقة بموعود الله ويقين؛ أنَّ الغلبة والنصر والتمكين، لله ورسُله وأتباعهم المتَّقين. على شدَّة العَداء للإسلام والحرب، وتحالف الكفَّار في الشرق والغرب، فإنَّ راية الإسلام لا تزال خفَّاقة، بفضل الله القويِّ العزيز. بقَدر عبوديَّتنا لله تعالى واتِّباعنا رسُلَه، ننالُ من النصر والعزَّة والتمكين. |
﴿إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا ﴾ [الإنسان: 4]
إنه إنذارٌ ووَعيدٌ لا هوادةَ فيه لكلِّ مَن اختار الغَوايةَ طريقًا بدل العبوديَّة والشُّكر؛ ﴿وما رَبُّكَ بظَلَّامٍ للعَبِيد﴾ . |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6]
اعلم أن وعيدَ علماء السُّوء أعظمُ من وعيد كلِّ أحد؛ لأنَّ الجحود والكِبْر مع العلم يجعله كفرَ عناد، فيكون أقبحَ وأشنع، وكذلك الضَّلال على علم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الندم والحسرة عاقبة العمل اسم الله الخالق النظافة الشخصية استغفار الملائكة للمؤمنين التغيير حد زنى الإماء وأد البنات صلة الرحم حقيقة الإيمان
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب