قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الضلال والعناد في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [البقرة: 7]
القلب محلُّ الإيمان، والسَّمع والبصر طرائقُ إليه، فتعاهد قلبَك بدوام الإقبال على الله، وأصلح تلك الطرقَ باجتناب المعاصي والآثام؛ لتنتفعَ حقًّا بهدي الكريم المنَّان. ما أشدَّ بؤسَهم! يبصرون الهاويةَ أمامهم وإليها مخذولين يسيرون، وعن طرق النجاة ينصرفون، قد حجَبوا قلوبهم عن الحقِّ فهم لا يعقلون! |
﴿صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ ﴾ [البقرة: 18]
إنما خُلِقت الحواسُّ ليُستعانَ بها على معرفة الحقِّ، فمَن أعرض عن سماع الوحي والقول بموجبه والاهتداء بنوره، كان كالأصمِّ الأبكَم الأعمى، فأيُّ خيرٍ يُرجى منه؟! |
﴿۞ إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36]
إذا مات القلبُ ماتت رسلُه، فصَمَمُ الآذان من صمَمِ القلب، فأقبِل على كلام الله بقلبك، فذاكَ أمثَلُ ما يُعينُك على الاستجابة له بجوارحك. حياة القلب بالاستجابةِ للحقِّ، فإن لم يستجب له فَقَدَ حياتَه، وذهبَ نصيبُ الروح منه، وإن بقيَ خفَقانُه لحياةِ الجسد. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا صُمّٞ وَبُكۡمٞ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الأنعام: 39]
إذا كان يُقتصُّ لبعض الحيَوانات من بعضٍ يومَ الحشر وهي غيرُ مكلَّفة، أفلا يُقتصُّ من البشر إن عمَدوا إلى تعذيبها وهم مكلَّفون باجتناب ذلك؟! إذا تعطَّلـت طـرقُ استقبــال الحقــائق، فكيف ستُعرف أهدى الطرائق؟ فمَن ذا يستطيع هدايةَ أحدٍ لا يسمع الحقَّ ولا يتكلَّم به، وهو محاطٌ بظلماتٍ كثيفة لا يُبصرُ من خلالها نورَ الصواب؟ إنمـا جُعِلـت هـذه الحواسُّ ليهتـديَ بهـا الناس، فإن لم تُحقِّقِ الغايةَ من خلقِها، فما أشبهَ وجودَها بعدمِها! لمَّا كانت هدايةُ التوفيقِ والإلهام إلى الحقِّ ثمينةً غالية جعلَها الخالقُ بيدِه، ولم يجعلها بيدِ الخلق، فإذا أردتَّ هذا الكنزَ الثمين فاطلبه منه. يا سائرًا إلى الله على نورٍ وهدى، هنيئًا لك الطريقُ المستقيمةُ التي لا تتحيَّرُ فيها، ولا تخطئُ هدفَك إن سرتَ عليها. |
﴿قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50]
على داعيةِ الحقِّ أن يكونَ واضحًا في دعوته، معلنًا بصدق منهجه وواقعيَّته، فلا يستدعي الأتباعَ بمطامعَ مزعومة، ولا يُغري المستجيبين بوعودٍ موهومة؛ فإن الحقَّ غنيٌّ عن كلِّ هذا. العقيدة مُستغنيةٌ عن كلِّ زُخرُف، فمَن أرادها لذاتها فهي أكبرُ من كلِّ قيمة، وأعظمُ من كلِّ غنيمة، ومَن أرادها سلعةً فهو لم يُدرك طبيعتَها، وهي لن تُغنيَه بهذه النيَّة الدنيَّة. العمل بغير الوحيِ كخَبط الأعمى، وهو عملُ الأدعياء. والعمل بمُقتضى الوحيِ كسَير البَصير، وهو عملُ الأنبياء. فلنسِر على مِنهاجهم. أنِر تفكيرَك بأنوار الوحي؛ حتى ترى الأمورَ على حقيقتها؛ لأن النظرَ إليها بغير ضياء السماء عَمًى يمنع من رؤية الصورة الصحيحة للأشياء. |
﴿قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ ﴾ [الأنعام: 104]
ما أعظمَ هذا التعبير: ﴿بصائرُ من ربِّكم﴾ ! الرسالة: أنوارٌ نزلت تَهدي إلى الطريق المستقيم. والمرسِل: ربُّكم الذي خلقَكم وربَّاكم، وهو حريصٌ على إيصال الخير لكم، أفيُرَدُّ خيرٌ جاءكم من الله؟! إن اهتدى المرءُ بالوحي فقد أنارَ لنفسه السبيلَ الذي ينبغي أن يُسلَك، وإلا عَميَ وتخبَّطَ في أوديةِ الضلال حتى يَعطَبَ أو يهلِك. ليس من وظيفة الدعاة مراقبةُ الناس، لكن عليهم النصحُ والبيان، فمَن استبانت له الجادَّةُ فأعرضَ عنها فإنما على نفسه جَنى. |
﴿أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]
الوحيُ هو الحياة، ولن تُخصِبَ الحياةُ إلا بغيثِ الوحي الهَتَّان، فإذا ارتوى القلبُ وآمن، أنبتَ أشجارَ الخير والإحسان. على المؤمن المشرق قلبُه بضياء الإيمان أن يبُثَّ النورَ بين الخلق؛ ليرَوا الفضائلَ فيعملوها، ويُعاينوا الرذائلَ فيجتنبوها. الغارق في الظُّلمة ليس بأهلٍ للقدوة؛ فلا يليقُ بمَن أنجدَته سفنُ الهداية إلى الضياء، أن يطيعَ مَن أغرقته أسبابُ الغَواية في الظلماء. عجيبٌ كيف يزيِّنُ الشيطانُ للناس الضلالَ حتى يُقبِلَ عليه كثيرٌ منهم فيحبُّوه، فإذا أقبل عليهم نورُ الهداية أشاحوا عنه ورفضوه! لا يُؤثِر الظلامَ على النور إلا مَن كان في عينيه غَبَش، وفي جنَبات نفسِه غَشَش. |
﴿مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِيۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 178]
الهدى نعمةٌ عظيمة؛ ألا تراه لم يَذكر جزاءَه بجنَّة أو فوز، بل اكتفى بالإخبار عنه بأنه مهتدٍ؛ ليعمَّ كلَّ خيرٍ ينتظر المهتدين. إذا خُذِل العبدُ فلم يعبد الله، ولم يستعِن به؛ وُكِلَ إلى حَولِه وقوَّته، وشقيَ في دنياه وآخرته، وذلك أعظمُ الخسران. |
﴿۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنفال: 22]
إذا كانت الأسماعُ والأبصار والأفئدة قد خُلقَت للطاعة؛ ليكونَ صاحبُها من خير البريَّة، فاستعملَها في المعصية؛ فأين يكون؟! وما نفعُ تلك الجوارح إن لم تعمل لما خُلقَت له؟ |
﴿وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 23]
انقياد الإنسان للحقِّ دليلٌ على ما فيه من خير وبِرٍّ، ومَن عَدِمَ الخيرَ في نفسه أعرض عن الحقِّ وحُرم نعمةَ الإيمان. الكِبْر والإعراضُ وفسادُ القصد متى اجتمعت في امرئٍ حجبَته عن قَبول الحقِّ، حتى ولو سمعَه وفهمه. |
﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]
إن الكفرَ بالله يحُطُّ صاحبَه في مرتبةٍ أدنى من مرتبة عجماوات الدوابِّ؛ لأن فيها منافعَ للناس، وهو لا نفعَ منه، بل شرٌّ وشؤم. |
﴿وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [يونس: 42]
في إعراضِ المشركين عن بيانِ رسولِ الله ﷺ -وهو أرقى بيانٍ- تسليةٌ لدعاةِ الحقِّ حين لا يُستجاب لهم، فالمانعُ قد يكون عند المتلقِّين، فلا سبيلَ عند ذلك لهدايتهم. |
﴿وَمِنۡهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ ﴾ [يونس: 43]
كيف يَصلُ إلى الحقِّ مَن سدَّ على نفسِه طريقَي العلمِ: السَّمعِ والنظر، وأفسدَهما؟! يكفي البصيرَ دليلًا على صدقِ رسول الله ﷺ ما يراه من أخلاقه وهَدْيه وأعمالِه، وحُسنِ ما يدعو إليه. |
﴿۞ مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [هود: 24]
تتيهُ الروحُ في حَضيضِ الظلُمات إذا ما تعامَت عن آيات الله، وتصامَّت عن سماعها، كما يتحيَّرُ الجسدُ في مصالحه إذا لم يكن ذا سمعٍ وبصر. إذا شئتَ أن تختبرَ قوَّةَ سمعِ روحك وبصرها، فانظُر استجابتَها لما تسمعُه من الحقِّ وما تراه. المتشكِّكُ في تباين فريق الحق وفريق الباطل غيرُ عاقل، وهو عن معرفة حقائقِ الأمور غافل. |
﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ لَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ ﴾ [الرعد: 16]
مَن اعترفَ بالله خالقًا مدبِّرًا، ألا يدعوه ذلك إلى أن يعترفَ به إلهًا معبودًا لا شريك له؟ مَن كان لا يقدِرُ على الضَّرر ولا النفع، فأيَّ شيءٍ يستطيعُ، وأيَّ تعظيم يستحق، فضلًا عن عبادته؟ مَن لا يملكُ شيئًا لنفسِه، فهو أعجزُ عن أن يملك شيئًا لغيرِه. الإيمانُ نورٌ وضياءٌ يُرى به الطريقُ إلى الله، والكفرُ عمى وظلماتٌ يحولُ بين المرء وبين رؤيةِ تلك السبيلِ الهادية. احتجَّ سبحانه على تفرُّده بالإلهيَّة بتفرُّده بالخَلق، وعلى بطلان إلهيَّة ما سواه بعَجزهم عن الخلق، وعلى أنه واحدٌ بأنه قهَّار؛ إذ القهر التامُّ يستلزم الوحدة، فما أبدعَه من استدلال! |
﴿۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الرعد: 19]
اللبيب مَن نظر في طريقَي الهداية والغَواية، وعرَف حقيقة كلٍّ منهما، فآثر الهدى، واتَّبعَ سبيلَه حتى نجا. مَن لم يُعمِل عقلَه فيتَّبع به ما يُنجيه يومَ القيامة، فليس من أولي الألباب، وإن أنتجَ عقلُه في الدنيا ما به العَجَبُ العُجاب. |
﴿وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِۦٓ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلٗا ﴾ [الإسراء: 72]
مَن عَمِيَ في الدنيا عن طريق الهداية والسلامة، عمِيَ عن طريق النجاة من العذاب يوم القيامة. أمَّا ضلالُ الآخرة فلا خلاصَ منه، وأمَّا ضلالُ الدنيا فالخلاصُ منه بسلوك طريق النور، الذي جعل الله عليه أئمَّةً هادين. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا ﴾ [الكهف: 57]
ما أظلمَ أعداءَ الحقِّ وأسرعَهم في الإعراض بعد التذكير! أوَما كان الأجدى بهم التريُّث والتأمُّل والتفكير؟ سبحان الله! إن المؤمنَ ليُخطئ فيستحيي من ربِّه كلَّما ذكر ذنبَه، فهل يَنسى المجرم قبيحَ ما يفعله إلا حين يهُون عليه؟! ادعُ إلى الله تعالى، واستمرَّ على ذلك، واعلم أن للهدى قلوبًا متفتِّحةً مستعدَّة للتلقِّي، وللضلال قلوبًا أقسى من الصخر، وحسبُك أنك قد أقمتَ الحجَّة، وبيَّنت للناس صحيحَ المَحَجَّة. |
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡيِۚ وَلَا يَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ [الأنبياء: 45]
ما أعظمَ أن يكون الإنذار بالوحي السماوي! فإنه أبلغ الإنذار وأحسنه، وأخلصه وأصوبه. إن لم ينفع سماعُ الحقِّ صاحبَه في التمسك بالخير الذي يؤمر به، والتحرُّز عن الحرام الذي يُنهى عنه؛ فأي معنًى لسماعه؟ |
﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]
عِظِ الناسَ إن استطعتَ بحوادث التاريخ وأحوال الأمم، وتدبَّر آيات الله تعالى في الآفاق والأنفس؛ ففي ذلك عِبرٌ لمَن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد. العمى إنما هو عمى القلب لا عمى البصر، فمَن أبصر قلبُه فما ضرَّه أن يعمى بصره، ومَن عميَ قلبُه فما الذي تنفعه بعد ذلك رؤية الأشياء من حوله؟ قال قَتادةُ رحمه الله: (البصر الظاهر بُلغةٌ ومتعة، وبصر القلب هو البصر النافع). |
﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]
إن مَن يسمع آيات الله تعالى حقَّ السماع، ويعقِل بحقٍّ كلَّ ما يبصره، فذاك جديرٌ بأن يُعتنى بهدايته ويُطمعَ في إيمانه. ليست الأَنعام التي تهتدي لمراعيها وتنقاد لأربابها أضلَّ ممَّن لا يطيع ربَّه ولا يشكر نعمه، ويُقدِم على ما يضرُّه ولا ينفعه. الميزان القرآنيُّ هو المعتَبرَ في تقدير عقل الإنسان قوَّةً وضعفًا، فبمقدار الالتزام بالشرع وسماع الحقِّ يكون تمام العقل أو نقصه. |
﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ يَخِرُّواْ عَلَيۡهَا صُمّٗا وَعُمۡيَانٗا ﴾ [الفرقان: 73]
ما يُذكَّر ذو القلب الحيِّ بربِّه جلَّ جلاله إلا ذكرَه، فتأدَّب واعتبِر واتَّعِظ وانتفِع، فمَن شاء أن يقيس حياة قلبه فلينظره إذا ذُكر الله عنده. |
﴿إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ﴾ [النمل: 80]
لا يعرف الحق ويُقبل عليه ويحبه ويؤثره على غيره إلا ذو قلب حيٍّ، وأما القلب الميت فلا إحساس فيه ولا تمييز. ما أشبهَ المعرضين عن كتاب الله تعالى بحال الأصَم الذي لو أقبل على محدِّثه ما سمعه، فكيف به وهو مدبر عنه؟ |
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [النمل: 81]
مَن غاب عقله وانطمسَت بصيرته وأصبح يقوده هواه فقد عميَ عن طريق الهداية، فأنَّى يُهدى مَن هذا حاله؟! ما يصغي امرؤٌ لآيات الله بقلبه ويُقبل عليها بروحه إلا وجدتَّه مسارعًا إلى الإيمان بها، فإن صفاءها يحتاج إلى قلب صافٍ حتى تستقرَّ فيه. |
﴿فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ﴾ [الروم: 52]
ما أشبهَ المعرضين عن سماع الوحي والانتفاع به والتأثُّر بما فيه بالأموات! حيثُ لا حياةَ للقلب، ولا إدراك للحقِّ، ولا إحساسَ بالنعمة، ولا خوفَ من النقمة. كيف يسمع الحقَّ مَن أصمَّ أذنيه عنه، فإذا زاد إلى ذلك الإدبارَ عنه وعدم الإصغاء إليه، فكيف سيكون حاله؟ |
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [الروم: 53]
حين تتعطَّل قنوات استقبال الحقِّ فأنى للمرء أن يهتديَ؛ إلا أن يشاء الله؟! |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 7]
حين يُقبل المرء على سماع لهو الحديث، ويُصم أذنيه عن سماع الحق، بل يسخر منه ومن أهله؛ فلن تزيده كثرة الوعظ إلا عُتوًّا. مَن سمع آيات الله بأذنيه، وأصغى إليها بقلبه حقَّ الإصغاء، فلا يُتصوَّر منه التولِّي والاستكبار؛ لِما فيها ممَّا يوجب الإقبالَ عليها والخضوع لها. يا مَن تبحث عن اللذة في سماع اللهو واتباعه أقصِر، فما وراء تلك اللذات إلا العذابُ الأليم. |
﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ ﴾ [فاطر: 19]
شتَّان بين أعمى عن الحقِّ الذي ودَعَه، وبصيرٍ أبصرَ طريقَ الصواب فاتَّبعه. |
﴿وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ ﴾ [فاطر: 20]
إن للإيمان نورًا في القلب والجوارح، يكشف حقائقَ الأشياء والأحداث، كما للكفر ظلامٌ يجعل صاحبَه يتخبَّط في طريقه، ويتعثَّر في خطواته. |
﴿وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ ﴾ [فاطر: 21]
لا يستوي مَن يعيش في ظلٍّ يقيه من حرِّ الشبُهات والضلال والبدع والشرك، ومَن تهُبُّ عليه رياحُ الضلال والشرِّ من كلِّ نواحيه. |
﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22]
كيف يستوي مؤمنٌ حيُّ الفكر والقلب والوِجدان، وكافرٌ ميت الفكر والفؤاد وسائرِ الأركان؟ إن المعرضين عن الحقِّ، المعاندين لدعوته، إن كانوا أحياءَ الأبدان، فإن قلوبهم فيها ميتةٌ لا حياة فيها، فكيف يصل صوتُ الحقِّ إلى مَن قد مات؟! |
﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ﴾ [يس: 9]
صورة مَقيتة لمآل العاكفين على الآثام، المستخفِّين بالذنوب العِظام؛ أن يُعميَ الله أبصارهم عن الحقِّ، وأن تُسَدَّ في وجوههم كلُّ طرق الهداية والنجاة. |
﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [غافر: 58]
شتَّان بين علم يُفضي إلى الإيمان والحقِّ، وجهلٍ يُفضي إلى الكفر والضلال؛ ﴿أفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوُون﴾ . إن الذي يَحجُب قلبَه عن نور الحقِّ ويُعمي بصيرتَه عن ضياء العلم هو والأعمى سواء، والأخير خيرُ الرجلين! |
﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٞ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًىۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ ﴾ [فصلت: 44]
لمَّا كان اللسان العربيُّ أكملَ الألسنة وأحسنَها بيانًا للمعاني، كان نزول الكتاب به من أعظم النِّعَم، ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحَدون. القرآن هدًى وشفاء، ولكن هيهاتَ أن ينتفعَ به إلا المؤمنون، الصادقون المخلصون، فإنَّ بمقدار اليقين به يكون الانتفاع. حال الناس مع القرآن كحال الليل والنهار، فمنهم مَن تفتَّحت إليه عقولهم، وأبصرت به قلوبهم، ومنهم مَن أظلمت دونه أفئدتهم، وعَمِيت عنه بصائرهم. أنَّى للمُعرضين عن القرآن أن تخالطَهم بشاشةُ هداياته؟! فمَن أعرض عنه طُمس على قلبه وخُتم على بصيرته، وصُمَّت أذناه دون ندائه، فلا يتبيَّن بعدُ من الحقِّ شيئًا. |
﴿أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [الزخرف: 40]
إذا أغلق الإنسان عن نفسه قنَوات استقبال الحقِّ، فأنَّى للحقِّ أن يصلَ إليه؟! |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ﴾ [محمد: 23]
حينما تغيب مراقبة الله، وتتعطَّل أحكامه تصبح الحياة أشبهَ بغابة تُسفك فيها الدماء، وتُنتهك فيها الحرمات. مَن تولَّى عن الحقِّ جدَّ في الباطل، ومَن لم يَشغَل نفسه بما يُرضي الله تجرَّأ على ما يُسخِطه. «الرَّحم شِجنة من الرحمن، مَن وصلها وصله الله، ومَن قطعها قطعه». ليَحذَر مَن استمرأ الفساد، وقَطع الأرحام من أن يقطعَ الله رجاءه من رحمته، وأمله في مغفرته. |
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ ﴾ [محمد: 24]
لو رجَع الناسُ إلى القرآن لوجدوا فيه صلاحَ حياتهم، وراحة نفوسهم، ولهداهم طريقًا مستقيمًا، ولو اقتربوا من ضيائه لانتشر نوره في جنَبات قلوبهم، ولزالت عنهم ظلماتُ المعاصي، ولَبانَ لهم خطأ ما هم عليه. المؤمن إذا أعمل فكرَه في تدبُّر آيات الله جنى ثمارَ ذلك قربًا من الله، وثباتًا على طاعة مولاه. لا أملَ في تذكُّر المنافقين ما لم يَنزِعوا أقفال النفاق عن قلوبهم، ويزيلوا تلك الأفكارَ من عقولهم. تدبُّر القرآن يكشف الغِشاوةَ عن العيون، ويفتح نوافذ الحقِّ إلى القلوب، فيَسكُب فيها النور، ويُنشئ حياةً للروح تَنبِض بها وتُشرِق. إن الله عزَّ وجلَّ لم يحرِم عبادَه من الهدى والقرآنُ بين أيديهم، ولم يكتب عليهم الشقاء وقد أنزله عليهم، لكن الظالم من ظلم نفسه، وأغلق سمعَه، وصرَف بصره عن هدايات القرآن. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
النفي فرعون النصارى المسيحيين توحيد الربوبية اسم الله الخبير الافتراء على الله ورسوله المسؤولية الشخصية الأمر بالإنصات لدى تلاوته الكفران صفات الإنسان
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب