قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الافتراء على الله ورسوله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 94]
من أبيَن الظلم أن تقامَ الحُجَّة على أحدٍ من الكتاب الذي يؤمن به، ثم لا ينقاد لحُجَّته، وأعظمُ منه في الظلم مَن يفتري الكذبَ على شريعة ربِّه، أو يحرِّفها لتوافقَ هواه. |
﴿ٱنظُرۡ كَيۡفَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَكَفَىٰ بِهِۦٓ إِثۡمٗا مُّبِينًا ﴾ [النساء: 50]
ما كان الله ليزكِّيَ من الأعمال إلا أخلصَها وأصوبَها، فمَن ادَّعى خلافَ ذلك فقد افترى على الله الكذب؛ فإنه سبحانه لا يزكِّي القبيح. تزكية الله سبحانه للعبد تعني رضاهُ عن أفعاله، وما أقبحَ أن يجترئَ المرءُ على المعصية ثم يدَّعيَ قَبولَ الله لها! |
﴿مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ وَلَٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [المائدة: 103]
التشريع الوضعيُّ المخالف للوحي هو افتراء للكذب على الله؛ لأنه سبحانه أعلم بمصلحة خلقه، وله الحكمةُ البالغة فيما شرَعه لعباده. تشريع ما يخالفُ وحيَ السماء، وفرضُه على الناس، ليس من العقل والحكمة، وإنما العقلُ كلُّه والحكمة كلُّها في اتِّباع الوحي، فمَن أحلَّ أو حرَّم مع الله فقد شهدَ على نفسه بفساد عقله. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]
كيف لا يكون أظلمَ الخلق وأخسرَهم مَن يعتدي على حقِّ الله تعالى بإفراده بالعبادة، وعلى النفس بإهلاكها بتكذيب آيات الله، وعلى الخَلق بإفساده في الأرض. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]
يَعجبُ الإنسانُ من تجرُّؤِ بعض الناس على الكذب على الله عزَّ وجلَّ، فأيَّ قلوبٍ يحملون، وبأيِّ لسانٍ يتكلَّمون؟! أيظنُّ مَن يَشرَعُ للناس ما يُغنيهم عن حُكم اللَّه أنه سيضارع منهجَ الله تعالى، وينجحُ فيما افتراه؟! لقد خاب وظلم هو ومَن اتَّبعَه. يزيدُ الموتَ مشقَّةً على الكافر ما يلقاه من الملائكة من الشدَّة حال نزع روحه، في حين يخفِّفُ على المؤمن سكَراتِ الموت بِشارتُهم له. إهانة الكافرين والشدَّةُ عليهم عند الموت مقدِّمةٌ لما سيصيرون إليه ويَقدَمون عليه. حين يُودِّع الظالمون دنياهم، ويُقبِلون على آخرتهم، تستقبلهم تحيَّةُ التوبيخ والتقريع، والإهانة والإذلال على ماضيهم المظلِم، وسالفِ حياتهم المعتِم. الافتراء على الله والتكبُّر على آياته مرَضانِ يُخشى على ذي العِلم منهما، ولا معصومَ إلا مَن عصمَه الله. |
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112]
أهل الباطلِ مع ما بينهم من العداوات، تراهم متعاونين في عَداء الحقِّ وأهله، وليس ذلك في الإنس فحسب، بل يشاركهم فيه شِرار الجنِّ. العدوُّ المبين ليس من شَرطِه أن يبارزَ بالعداوة ويجاهر، بل قد يتلطَّفُ بالقول الهيِّن الليِّن، والعاقلُ مَن ميَّز ذلك، وأخذ للأمر أُهبتَه. تدبَّر حِكمةَ الله ممَّا يجري في كونه، فما من شيءٍ منه خارجٌ عن سُلطانه. مشهد التجمُّع على خُطَّة الشياطين جديرٌ بأن يسترعيَ وعيَ أهل الحقِّ لمعرفة طبيعتها، ومشهدُ إحاطةِ مشيئة الله بها جديرٌ بأن يُطَمئنَ القلب. |
﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 137]
ألا ليتَ المذنبَ يعلم النتائجَ المهلكة من الأعمال التي تُزيَّن له؛ فإن مَن أبصر نهايةَ طريق الكفر والعصيان ابتعد عنه ولم يسلُكه. بئسَ الشيطانُ شريكًا للمشرك؛ يُغريه بالمعصية فيطيعُه فيها، فيُوردُه جهنَّمَ ويَرِدُها معه! كم زيَّنَت التشريعاتُ الأرضيَّة من رَدًى، وجلبَت على البشرية من شَقاء، بما تُمليه عليها شياطينُها من دَعاوى! فتارةً تحت اسم تحديد النَّسل، وتارةً تحت أسماء أُخَر. إذا رأيتَ من الناس مَن يقوم بمهمَّة التلبيس، فاعلم أنه يعملُ عملَ إبليس، وإن ألبسَه لَبُوسَ الحضارة. لا تحزن على المفترين على دين الله؛ فإن الحكمةَ الإلهيَّة اقتضَت التخليةَ بينهم وبين أفعالهم؛ استدراجًا وإمهالًا لهم. |
﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 140]
ألا إن الخَسارةَ الفادحة، وطريقةَ السوء الواضحة، أن تنحرفَ البشرية عن صراط اللهِ القويم، وتتردَّى في سبيل الجاهلية الأثيم، وتَرجِعَ إلى عبودية المشرِّعين من العبيد، وتنحدرَ إلى هذا القعر البعيد. لا تزالُ النُّظُم الوضعيةُ المخالفةُ للشريعة الإسلامية تعصِفُ بالناس من شرٍّ إلى شر، حتى تزيِّنَ لهم قتلَ الأولاد، وتحريمَ الأرزاق الطيبةِ بين العباد. عندما يستعمرُ العقولَ ضلالُ الأفكار المنحرفة، وكمالُ الاستسلامِ للإملاءات الضالة؛ يتخلى أصحابُها عن بعض إنسانيتهم، فتذهبُ عواطفُهم، وتُستنكَر مواقفُهم، حتى يصلَ شرُّهم إلى أقربِ الأقربين عن إرادةٍ وقصد. ما أعظمَ الهدايةَ سبيلًا إلى صلاح الدنيا والآخرة، وطريقًا إلى التراحم والتلاحم، وأبعدَ عن الشَّقاوة والعمى! |
﴿وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 144]
إن لم يغلِب على ظنِّ المفتي أنه سيقولُ الصواب، فلا يجوزُ له أن يبادرَ مَن يستفتيه بالجواب. مَن افترى على الله الكذبَ في تحريم مباحٍ استحقَّ هذا الوعيد، فكيف بمَن افترى على الله الكذبَ في مسائل التوحيد، وحقِّ الله على العبيد؟ الهداية بيد الله تعالى وحدَه، يهَبُها مَن يشاء، ويَحرِمُها مَن يشاء؛ بعلمه وحكمته سبحانه، فإذا أردتَّ الاهتداء فاطلبه من ربِّك الهادي إلى سَواء السبيل. ما لم يُقلِع العبدُ عن ظلمِه وافترائه في مسائل التحليل والتحريم، فإنه سيعاقَبُ بحرمانه التوفيق، والاهتداءَ إلى سواء الطريق. |
﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ ﴾ [الأعراف: 37]
الكذب على الله تعالى والكفرُ به صِنوان، وهما أشدُّ صنوف الظلم والعصيان. لقد جعل اللهُ للكفَّار في الدنيا نصيبًا؛ يقيمُ به عليهم الحجَّةَ على عدله وإمهاله، فإذا وردوا الآخرةَ فما لهم فيها من نصيبٍ غير العذاب. سؤالٌ لا بدَّ أن يطرقَ سمعَ كلِّ كافر، ما كان يومًا يدورُ في خَلَده أنه سيلاقيه، وفي وداع الدنيا سيوافيه: ﴿أينَ ما كُنتُم تَدعُونَ من دُون الله﴾ . من على فراش الموت يبدأ عذابُ المشرك، فيصُكُّ سمعَه تقريعُ ملَك الموت بالسؤال عن إشراكه، فيا ويلَه يوم المآل بعد هذا السؤال! ما أضيعَ عبادًا لا تهتدي إليهم آلهتُهم، ولا تسعفُهم في مثل هذه اللحظة! وما أخيبَ آلهةً لا تهتدي إلى عبادها في مثل هذا الأوان الشديد! |
﴿فَأَنجَيۡنَٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَقَطَعۡنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ وَمَا كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 72]
المصلحون موعودون بالنجاة والغلَبة مهما طالت أزمنةُ الشدَّة عليهم؛ رحمةً من الله بهم، ومكافأةً منه لهم على جهادهم للباطل وصبرهم عليه. حين يسمع المؤمنُ أن النجاةَ للمؤمنين المصلحين، وأن الهلاك خاصٌّ بالمكذِّبين المفسدين، تزدادُ رغبتُه في الإيمان والإصلاح، فهما سببُ النجاة والفلاح. إذا جاء عذابُ الله بالإهلاك لمَن يريده لم ينجُ منهم أحد، أمَّا ملوكُ الدنيا فيَعجِزون عن الاستقصاء في الطلب، فيُفلت منهم الهاربون، ويغيب عن علمهم آخرون. التكذيب والإشراكُ سببان لقطع الدَّابر والهلاك، فلو كان القوم مؤمنين موحِّدين لكانوا في عِداد الناجين الفائزين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ سَيَنَالُهُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَذِلَّةٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُفۡتَرِينَ ﴾ [الأعراف: 152]
لا يغترَّنَّ أحدٌ بإمهال الله مَن قد استوجب غضبَه؛ فإن الله تعالى يُمهِل ولا يُهمِل، وسوف يأتي الردعُ ويحِلُّ الجزاءُ العادل. قال سفيانُ بن عُيَينة: (ليس في الأرض صاحبُ بدعةٍ إلا وهو يجد ذِلَّةً تغشاه). |
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [يونس: 13]
العِلَّة في النفوس، فإذا خبُثت واختارت طريق الظُّلم لم تقبَل آياتِ ربِّها سبحانه. طريقُ الإجرامِ نهايتُها الآلام، فمَن سلكَها فلينتظر ما حلَّ بالمجرمين من قبله. |
﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [يونس: 17]
ما أشدَّ وعيدَ مَن يحرِّفُ كلامَ اللهِ تعالى ليُرضيَ أهواءَ الناس وينالَ حظًّا من الدنيا! المتمسِّكون بالوحي هم أهلُ الفلاحِ والنجاة، والمفترون عليه أهلُ الخِزي والنَّكال، وسوءِ الأحوال. |
﴿وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [يونس: 37]
يُقال للمكذِّبين: دَعوا الظنونَ وفكِّروا: أيُعقَل أن يكونَ القرآن من عند غير الله، وقد جاء مصدِّقًا لما قبله من الكتب، ومفصِّلًا لشرع الله على ما يحبُّ ويرضى؟! من أعظم مصادر تربيةِ الله لعباده: أن أنزلَ عليهم كتابًا يُصلِحُ جميعَ أحوالهم، ويشتملُ على محاسن الأخلاق والأعمال. |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [يونس: 38]
تأمَّلْ في عظَمة هذا القرآن الذي تحدَّى به اللهُ الفصحاء والبُلغاء، ولو كانوا يَقدِرون على معارضته لنأَوا بأنفسهم عن كلِّ الحروب. |
﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارٗا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [يونس: 50]
أيأمنُ مَن يستعجلُ عذابَ اللهِ ألا يأتيَه؟! إنه قد يأتيه وهو مطمئنٌّ في بيته، أو غارقٌ في أمانه ولهوه. ما أشدَّه من عذاب؛ ذاك الذي لا يَعلمُ أحدٌ موقِعَه ولا موعدَه، ولا يردُّه سوادُ الليل، ولا صحوُ أصحابِه في النهار! على المجرم أن يخافَ من العذاب بسبب إجرامه لا أن يستعجلَه، ولكنَّ التكذيب والاستهزاء حمَلاه على ذلك. |
﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ﴾ [يونس: 59]
ألا يستحقُّ العبادةَ وحدَه مَن يُنزِّلُ الرزقَ وحدَه؟! ليحذرْ مَن يُفتي الناسَ بتحريمِ الحلال، كما يحذرُ من تحليل الحرام. الاحتياطُ في إطلاق الأحكام لا بدَّ منه، فإن الأمر إمِّا شرعٌ أذِنَ اللهُ به، وإما افتراءٌ وقولٌ على اللهِ بلا علم. |
﴿وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [يونس: 60]
ألا يُفكِّرُ المُفترون على الله الكذبَ بلقاءِ الله يوم القيامة، وقد جَنَوا في حقِّه هذه الجِناية؟! كم للهِ على عباده من فضل! أنزل لهم من الأرزاق ما يكفيهم، وأنزل لهم من الوحي ما يَهديهم، وحَلُم عليهم فلم يُعاجِل العاصين بالعقوبة، ولم يقطع عنهم نَواله وفضله، فكيف لا يشكرونه؟! |
﴿قُلۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ﴾ [يونس: 69]
كتب اللهُ على مَن افترى عليه الكذبَ ألا يُظفِرَه ببُغيته، ولا يُوصلَه إلى مَأرَبه، ولا يجعلَه من الفالحين، أفلا تكفي المفترين هذه العقوباتُ؟ |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [هود: 13]
لو اجتمع الشعراءُ والأدباء، والخطباءُ والعلماء، والفلاسفةُ والحكماء، على معارضة القرآن، واستعانوا بمَن أرادوا؛ لما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا. ما أكثرَ تُهمَ أهلِ الباطل للحقِّ وأهله! وما أبينَ افتقارَها إلى الأدلَّة التي تشهد لها! |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [هود: 18]
كلُّ الخلائقِ ستُعرَضُ على ربِّها، ولكن يا لِخِزيِ مَن كذَب على ربِّه الذي أحسنَ إليه، وبيَّنَ له السُّبُل، وأرسل إليه الرسُل! ما أشقَّه من موقفٍ يومَ يُطردُ من رحمة اللهِ ناسٌ هم أحوجُ ما يكونون فيه إلى رحمته! |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُجۡرِمُونَ ﴾ [هود: 35]
لا يفتري على دِين اللهِ تعالى إلا مجرمٌ، ولا يدَعُ اللهُ المجرمين بلا عقاب، ما لم يتوبوا. لا تَتمُّ الدِّيانةُ إلا بالبراءة من إجرام المجرمين، وما يأتون به من الشرك والإيذاء والموبقات، والصدِّ وسائرِ السيِّئات. |
﴿وَيَجۡعَلُونَ لِمَا لَا يَعۡلَمُونَ نَصِيبٗا مِّمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡۗ تَٱللَّهِ لَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَفۡتَرُونَ ﴾ [النحل: 56]
كيف يُعرِضُ المرءُ عمَّن أنعمَ عليه ورزقَه، ثم يتقرَّبُ بتلك النِّعَم إلى مَن لا يملكُ له ضَرًّا ولا نفعًا؟! لا افتراءَ أعظمُ من الافتراء على الله سبحانه وتعالى، ومُقارفُ هذا الافتراء تحت طائلةِ المحاسبة التي لا فِكاكَ له منها إلا بتوبة. |
﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [النحل: 105]
أعظم أنواعِ الكذبِ ما كانَ منه على الحقِّ عزَّ وجلَّ، ولو آمنَ باللهِ تعالى عبدٌ لعظَّمه، وعظَّم قولَه أن يُفترى عليه. المؤمن لا يركبُ مركبَ الكذب؛ لأنه يرجو ثوابَ الله ويخشى عقابَه، ومَن لم يكن كذلك سهُلَ عليه امتطاءُ صهوةِ الفِرى. |
﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]
ما من حكم بالتحليل والتحريم لا يوافق الشرع إلا كان وصفًا كاذبًا لا يُلتفتُ إلى مدَّعيه، ولا يؤبَهُ بقائليه. من يحرِّمُ الحلالَ آثم؛ لأنه يُضيِّقُ على الخلق ما وسَّع اللهُ لهم، ومثلُه من يحلِّلُ الحرام؛ إذ يوقع الناسَ في تجاوزات غيرِ مأذونٍ فيها. وكلاهما يُبعدان عن طريق الفلاح في الدنيا والآخرة. عن أبي نضرةَ قال: (قرأتُ هذه الآيةَ فلم أزل أخافُ الفُتيا إلى يومي هذا). |
﴿هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۭ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا ﴾ [الكهف: 15]
أيها المسلم، إن لقومك عليك حقًّا من الدعوة والنصيحة، وليس ارتباطك بهم مسوِّغًا لترك الإنكار عليهم. الاعتقادُ الصحيح لا ينهَض إلا بدليل ينير للعقل والفؤاد سبيلَ النجاة والأمان، أمَّا من خبَطَ بلا حُجة فمصيره وخيمٌ وبيل. أعظم الظلم وأولاه بالإنكار الإشراكُ بالله الواحد القهَّار، فهو الشطَط البعيد. |
﴿قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيۡلَكُمۡ لَا تَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا فَيُسۡحِتَكُم بِعَذَابٖۖ وَقَدۡ خَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ ﴾ [طه: 61]
السحر افتراء على الله؛ فهو يستمدُّ من باطل لتحصيل باطل، فالويل حاصلٌ لأهله دنيا وآخرة. هذا وعدٌ إلهي، وسنَّةٌ مطَّردةٌ في خيبة كلِّ مُفترٍ، وهو بشرى لكلِّ مفترًى عليه بأنَّ الله ناصرُه، ولو بعد حين، فلا يستعجل ولا ييئَس. |
﴿بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ ﴾ [الأنبياء: 5]
الآية تصويرٌ لمقدار ما أصاب المشككين من الحَيرة، وصورة لشاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه كيف يتقلَّب يمينًا وشِمالًا، وكيف تتفرَّق به السُّبل في تصحيح افترائه، وذلك محال. كيف يطلبُ مشركو قريش آياتٍ على صدق رسول الله ﷺ من جنس ما كذَّب به الأوَّلون، وهم يكذِّبون بما هو أبلغ من تلك الآيات؟! |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا ﴾ [الفرقان: 4]
من أصحاب المعتقدات الباطلة تخرج الدعاوى الباطلة، والفِرى الظالمة الملفَّقة. المشركون المعاندون أظلم الظالمين في معتقداتهم وأقوالهم، فهم يشركون، ويرمون داعِيَهم إلى التوحيد بالافتراء المشترك! |
﴿وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13]
يعرِض الإسلام فساد تصوُّر الكفار للتبعية والجزاء، ويقرر حكم الله تعالى فيه بما يحقق العدل في أجلى مظاهره. قد ترى من الناس مَن يقول لصاحبه مشجعًا إياه على فعل القبائح: افعل هذا وإثمه في عنقي! فبئس الضمان، وبئست الاستجابة. إذا كانت الأوزار يشِقُّ على المرء ثقلها، حتى ما يكاد يطيق حملها، فكيف بمَن سيحمل أثقاله وأثقالَ من أغواه وأضلَّه؟ قال رسول الله ﷺ: (مَن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده، من غير أن يَنقُص من أوزارهم شيء). بئست عاقبةُ أولئك الذين يزيِّنون للناس طريق الغَواية، ويكذِبون عليهم حين دعوتهم إليه، فهم بما فعلوا آثمون، حاملون أوزار مَن يُضلُّون، مؤاخَذون بما كانوا يفترون. يا ويلَ دعاةَ الضلال من سؤال يوم القيامة! فإن سؤالهم أكيد، والعذابَ من بعده شديد، فهل أعدُّوا له الجوابَ الذي ينجيهم؟ |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68]
العاقل إن جاءه خبرٌ تدبَّره وتأمَّله قبل أن يرُدَّه أو يقبله، فمَن ردَّه من أوَّل وهلة فذلك دليلٌ على النزَق والخفَّة في عقله. مَن اجترأ على الله تعالى بافتراء الكذب عليه، ونسبة الباطل إليه، وتكذيب آياته ورسله فنارُ جهنم مثواه، وداره التي إليها مأواه. |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ ﴾ [السجدة: 3]
دلائل انتفاء الريب عن كون القرآن كلامَ رب العالمين واضحةٌ لدى العقلاء ذوي الأحلام الراجحة، فكيف يزعم الجهلاء افتراءه؟ كتاب الله تعالى هو الحقُّ، لما فيه من الصدق وموافقة الفطرة، والسلامة من التعارض، والعدل في الأحكام، ثم إنه كلام الرب الذي يرعى عباده، فيشرع لهم ما ينفعهم ويسعدهم. أحوجُ الناس إلى الدعوة قومٌ لم يَصِلْ إليهم داعٍ يدعوهم، ولا هادٍ يهديهم، فليكونوا للحقِّ أشدَّ قبولًا، وأحرصَ تحصيلًا. لو فتح الناس عقولهم وقلوبهم للحقِّ الذي في هذا القرآن العظيم واعتبروا بمواعظه؛ لاهتدوا به واستضاؤوا بنوره. |
﴿أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ ﴾ [سبأ: 8]
لا يقيم العاقل وزنًا لأقوال أهل الباطل، بل يزيده تخبُّطهم واضطرابهم وتهافتهم على الحقِّ ثباتًا، وللباطل وأهله معرفةً ودرايةً. سبحان الله تعالى! أصار المبطلون يغارون على الله فيدَّعون تنزيهه عن افتراء المفترين، وهم أهل الافتراء والتكذيب؟! إذا دُعي امرؤ إلى الصلاح والرشاد، ونبذ الهوى والفساد، فاتهم داعيه إلى ذلك بالفِرية والجنون، فهو مغرق في الجهالة، ومُبعِد أيَّ بُعد في الضلالة. مَن يرمي المهتديَ بالضلال يكون هو الضال، ومن يجعل الهاديَ ضالًّا فهو أبعد وأضل، فأيَّ ضلال وصل إليه مَن يتَّهم سيِّدَ الهداة والمهتدين بالكذب على ربَّه؟! |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [الشورى: 24]
عادة المبطلين الافتراءُ على المؤمنين المصلحين، في كلِّ زمان وحين، وهذا رسولُ الله ﷺ وهو الصادقُ الأمين، لم يَسلَم من أباطيل المفسدين. من جملة إحقاق الحقِّ أن يُقيَّضَ له الباطلُ، فإذا قاومه صـالَ عليـه الحـقُّ ببراهينـه وبيِّناته، فظهر من نوره وهداه ما به يضمحلُّ الباطل وينقمع. مهمـا أخفيـتَ من حقيقـة حالك، وأســررتَ مـن نيَّتـك ومقالك، فإن الله عليمٌ بذلك كلِّه، وهـــو مطَّلـع على ظاهـــرك وخفيِّ جَنانك. |
﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الأحقاف: 8]
إن العاقل لَيَعافُ الكذب، وصاحب المروءة يترفَّع عنه، لأنه من الصفات الذميمة، التي لا تَليق بذوي الفِطَر السليمة. ما من لفظة تخرج إلا وهي في علم الله تعالى، لأنه سبحانه أحاط بعلم هذا الكون، فما من أحدٍ يفتري عليه الكذبَ إلا ناله غضبٌ منه، وذِلَّةٌ في الحياة الدنيا، فكذلك يجزي الله المفترين. |
﴿فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأحقاف: 28]
كيف لمَن عجَز عن نفع نفسه أن ينفعَ غيره؟! لقد غابت تلك الآلهةُ التي كانوا يعبدونها، فلم تصرِف عنهم عذابا، ولم تفتح لهم للنجاة بابا. حينما يكون الافتراء على الله للمرء دَيدَنًا وعادة فيه متأصِّلة؛ فإن ذلك حجابٌ كثيف عن التأثُّر بالموعظة، وطريقٌ سالك لوصول العذاب. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الصف: 7]
الطغاةُ المستكبرون جمعوا كلَّ ضروب الظلم؛ ظلم النفس، وظلم الناس، فهم بهذا أظلمُ البشَر، فأنَّى لهم الهدايةُ، إلا أن يشاء الله؟! إذا كان الكذبُ على الناس صفةً ذميمة مَرذولة، فما ظنُّكم بالكذب على الله؟! يُحرَم المرء من الهداية بمقدار ما لديه من ظلم وكذب وافتراء. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
مظاهرة الكفار الزراعة نقض نظرية التطور خشية الله تعالى وتقواه الاضطرار الجن اسم الله الرحيم مقني صلاة الخوف ذكر الله
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب