تفسير سورة التين

بِّسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ(1)

التفسير المختصر:
أقسم الله بالتين ومكان نباته، وبالزيتون ومكان نباته في أرض فلسطين التي بعث فيها عيسى عليه السلام.
تفسير الجلالين:
 «والتين والزيتون» أي المأكولين أو جبلين بالشام ينبتان المأكولين.
تفسير السعدي:
(التين) هو التين المعروف، وكذلك الزَّيْتُونَ أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض الشام، محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام.

وَطُورِ سِينِينَ(2)

التفسير المختصر:
وأقسم بجبل سيناء الذي ناجى عنده نبيه موسى عليه السلام.
تفسير الجلالين:
 «وطور سينين» الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى ومعنى سينين المبارك أو الحسن بالأشجار المثمرة.
تفسير السعدي:
وَطُورِ سِينِينَ أي: طور سيناء، محل نبوة موسى صلى الله عليه وسلم.

وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3)

التفسير المختصر:
وأقسم بمكة البلد الحرام الذي يأمن من دخل فيه، الذي بعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير الجلالين:
 «وهذا البلد الأمين» مكة لأمن الناس فيها جاهلية وإسلاما.
تفسير السعدي:
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ وهي: مكة المكرمة، محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة، التي اختارها وابتعث منها أفضل النبوات وأشرفها.

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4)

التفسير المختصر:
لقد أوجدنا الإنسان في أعدل خلق وأفضل صورة.
تفسير الجلالين:
 «لقد خلقنا الإنسان» الجنس «في أحسن تقويم» تعديل لصورته.
تفسير السعدي:
والمقسم عليه قوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ أي: تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا، ومع هذه النعم العظيمة، التي ينبغي منه القيام بشكرها، فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم، مشتغلون باللهو واللعب، قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمور، وسفساف الأخلاق.

ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)

التفسير المختصر:
ثم أرجعناه إلى الهرم والخرف في الدنيا فلا ينتفع بجسده كما لا ينتفع به إذا أفسد فطرته وصار إلى النار.
تفسير الجلالين:
 «ثم رددناه» في بعض أفراده «أسفل سافلين» كناية عن الهرم والضعف فينقص عمل المؤمن عن زمن الشباب ويكون له أجره بقوله تعالى:
تفسير السعدي:
فردهم الله في أسفل سافلين، أي: أسفل النار، موضع العصاة المتمردين على ربهم.

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(6)

التفسير المختصر:
إلا الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات فإنهم وإن هرموا فلهم ثواب دائم غير مقطوع، وهو الجنة؛ لأنهم زكوا فطرهم.
تفسير الجلالين:
 (إلا) لكن (الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) مقطوع وفي الحديث: "" إذا بلغ المؤمن من الكبر ما يعجزه عن العمل كتب له ما كان يعمل "".
تفسير السعدي:
إلا من من الله عليه بالإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية، فَلَهُمْ بذلك المنازل العالية، و أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة، في أبد لا يزول، ونعيم لا يحول، أكلها دائم وظلها.

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ(7)

التفسير المختصر:
فأي شيء يحملك - أيها الإنسان- على التكذيب بيوم الجزاء بعدما عاينت من علامات قدرته الكثيرة؟!
تفسير الجلالين:
 «فما يكذبك» أيها الكافر «بعد» بعد ما ذكر من خلق الإنسان في أحسن صورة ثم رده إلى أرذل العمر الدال على القدرة على البعث «بالدين» بالجزاء المسبوق بالبعث والحساب، أي ما يجعلك مكذبا بذلك ولا جاعل له.
تفسير السعدي:
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أي: أي: شيء يكذبك أيها الإنسان بيوم الجزاء على الأعمال، وقد رأيت من آيات الله الكثيرة ما به يحصل لك اليقين، ومن نعمه ما يوجب عليك أن لا تكفر بشيء مما أخبرك به.

أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ(8)

التفسير المختصر:
أليس الله - بجعل يوم القيامة يومًا للجزاء - بأحكم الحاكمين وأعدلهم؟! أيعقل أن يترك الله عباده سدى دون أن يحكم بينهم، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته؟!
تفسير الجلالين:
 (أليس الله بأحكم الحاكمين) هو أقضى القاضين وحكمه بالجزاء من ذلك وفي الحديث: "" من قرأ والتين إلى آخرها فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين "".
تفسير السعدي:
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ فهل تقتضي حكمته أن يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون؟أم الذي خلق الإنسان أطوارًا بعد أطوار، وأوصل إليهم من النعم والخير والبر ما لا يحصونه، ورباهم التربية الحسنة، لا بد أن يعيدهم إلى دار هي مستقرهم وغايتهم، التي إليها يقصدون، ونحوها يؤمون.
تمت ولله الحمد.