تفسير سورة الواقعة كاملة مختصر

  1. التفسير
  2. سور أخرى
  3. السورة mp3
تفسير القرآن | surah (الواقعة) - تفسير سورة الواقعة - تفاسير معتمدة | رقم السورة 56 - عدد آياتها 96 - مكية صفحتها في القرآن 534.

قراءة و تفسير سورة الواقعة Al-Waqiah.

bismillah & auzubillah

الواقعة مكتوبة سورة الواقعة mp3

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(1)

التفسير المختصر:
إذا قامت القيامة لا محالة.
تفسير الجلالين:
 «إذا وقعت الواقعة» قامت القيامة.
تفسير السعدي:
يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها، وهي القيامة التي

لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)

التفسير المختصر:
لن توجد نفس تكذّب بها كما كانت تكذّب في الدنيا.
تفسير الجلالين:
 «ليس لوقعتها كاذبة» نفس تكذب بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا.
تفسير السعدي:
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ أي: لا شك فيها، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية، ودلت عليها حكمته تعالى.

خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ(3)

التفسير المختصر:
خافضة للكفار الفجار بإدخالهم في النار، رافعة للمؤمنين المتقين بإدخالهم في الجنة.
تفسير الجلالين:
 «خافضة رافعة» أي هي مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة.
تفسير السعدي:
خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.

إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا(4)

التفسير المختصر:
إذا حُرِّكت الأرض تحريكًا عظيمًا.
تفسير الجلالين:
 «إذا رجت الأرض رجا» حركت حركة شديدة.
تفسير السعدي:
إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا أي: حركت واضطربت.

وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا(5)

التفسير المختصر:
وفُتِّتت الجبال تفتيتًا.
تفسير الجلالين:
 «وبست الجبال بسا» فتتت.
تفسير السعدي:
وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا أي: فتتت.

فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا(6)

التفسير المختصر:
فكانت من التفتيت غبارًا منتشرًا لا ثبات لها.
تفسير الجلالين:
 «فكانت هباءً» غبارا «منبثا» منتشرا، وإذا الثانية بدل من الأولى.
تفسير السعدي:
فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً(7)

التفسير المختصر:
وكنتم أصنافًا ثلاثة في ذلك اليوم:
تفسير الجلالين:
 «وكنتم» في القيامة «أزواجا» أصنافا «ثلاثة».
تفسير السعدي:
وَكُنْتُمْ أيها الخلق أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً أي: انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة.

فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8)

التفسير المختصر:
فأصحاب اليمين الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم، ما أعلى وأعظم منزلتهم!
تفسير الجلالين:
 «فأصحاب الميمنة» وهم الذين يؤتون كتبهم بإيمانهم مبتدأ خبره «ما أصحاب الميمنة» تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة.
تفسير السعدي:
ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة، فقال: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ تعظيم لشأنهم، وتفخيم لأحوالهم.

وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9)

التفسير المختصر:
وأصحاب الشمال الذين يأخذون كتبهم بشمائلهم، ما أخسّ وأسوأ منزلتهم!
تفسير الجلالين:
 «وأصحاب المشأمة» أي الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله «ما أصحاب المشأمة» تحقير لشأنهم بدخولهم النار.
تفسير السعدي:
وَأَصْحَابُ الْمَشئَمَةِ أي: الشمال، مَا أَصْحَابُ الْمَشئَمَة تهويل لحالهم.

وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)

التفسير المختصر:
والسابقون بفعل الخيرات في الدنيا هم السابقون في الآخرة لدخول الجنة.
تفسير الجلالين:
 «والسابقون» إلى الخير وهم الأنبياء مبتدأ «السابقون» تأكيد لتعظيم شأنهم.
تفسير السعدي:
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.

أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)

التفسير المختصر:
أولئك هم المقربون عند الله.
تفسير الجلالين:
 «أولئك المقربون».
تفسير السعدي:
[أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ]

فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)

التفسير المختصر:
في جنات النعيم، يتنعمون بأصناف النعيم.
تفسير الجلالين:
 «في جنات النعيم».
تفسير السعدي:
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.

ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(13)

التفسير المختصر:
جماعة من هذه الأمة ومن الأمم السابقة.
تفسير الجلالين:
 «ثلة من الأولين» مبتدأ، أي جماعة من الأمم الماضية.
تفسير السعدي:
وهؤلاء المذكورون ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم.

وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(14)

التفسير المختصر:
وقليل من الناس في آخر الزمان هم من السابقين المقربين.
تفسير الجلالين:
 «وقليل من الآخرين» من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الأمة والخبر.
تفسير السعدي:
وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين.
والمقربون هم خواص الخلق،

عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ(15)

التفسير المختصر:
على أَسِرّة منسوجة بالذهب.
تفسير الجلالين:
 «على سرر موضونة» منسوجة بقضبان الذهب والجواهر.
تفسير السعدي:
عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي: مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من [الحلي] الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ(16)

التفسير المختصر:
متكئين على هذه الأسرّة متقابلين بوجوههم، لا ينظر أحدهم قفا غيره.
تفسير الجلالين:
 «متكئين عليها متقابلين» حالان من الضمير في الخبر.
تفسير السعدي:
مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا أي: على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار.
مُتَقَابِلِينَ وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم.

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ(17)

التفسير المختصر:
يدور عليهم لخدمتهم وِلْدان لا ينالهم هَرَم ولا فناء.
تفسير الجلالين:
 «يطوف عليهم» للخدمة «ولدان مخلدون» على شكل الأولاد لا يهرمون.
تفسير السعدي:
أي: يدور على أهل الجنة لخدمة وقضاء حوائجهم، ولدان صغار الأسنان، في غاية الحسن والبهاء، كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ أي: مستور، لا يناله ما يغيره، مخلوقون للبقاء والخلد، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا يزيدون على أسنانهم.

بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ(18)

التفسير المختصر:
يدورون عليهم بأقداح لا عُرَى لها، وأباريق لها عُرًى، وكأس من خمر جارية في الجنة لا تنقطع.
تفسير الجلالين:
 «بأكواب» أقداح لا عرى لها «وأباريق» لها عرى وخراطيم «وكأس» إناء شرب الخمر «من معين» أي خمر جارية من منبع لا ينقطع أبدا.
تفسير السعدي:
ويدورون عليهم بآنية شرابهم بِأَكْوَابٍ وهي التي لا عرى لها، وَأَبَارِيقَ الأواني التي لها عرى، وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ أي: من خمر لذيذ المشرب، لا آفة فيها.

لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ(19)

التفسير المختصر:
ليست كخمر الدنيا، فلا يلحق شاربها صداع، ولا ذهاب عقل.
تفسير الجلالين:
 «لا يصدعون عنها ولا ينزَِفون» بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف، أي لا يحصل لهم منها صداع ولا ذهاب عقل بخلاف خمر الدنيا.
تفسير السعدي:
لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا أي: لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها.
ولا هم عنها ينزفون، أي: لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا.
والحاصل: أن جميع ما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة، كما قال تعالى: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا.

وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ(20)

التفسير المختصر:
ويدور عليهم هؤلاء الوِلْدان بفاكهة مما يختارون.
تفسير الجلالين:
 «وفاكهة مما يتخيرون».
تفسير السعدي:
وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ أي: مهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه.

وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ(21)

التفسير المختصر:
ويدورون بلحم طير مما تشتهيه أنفسهم.
تفسير الجلالين:
 «ولحم طير مما يشتهون و» لهم للاستمتاع.
تفسير السعدي:
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ أي: من كل صنف من الطيور يشتهونه، ومن أي جنس من لحمه أرادوا، وإن شاءوا مشويا، أو طبيخا، أو غير ذلك.

وَحُورٌ عِينٌ(22)

التفسير المختصر:
ولهم في الجنة نساء واسعات العيون في جمال.
تفسير الجلالين:
 «وحور» نساء شديدات سواد العيون وبياضها «عين» ضخام العيون كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء وفي قراءة بجر حور عين.
تفسير السعدي:
وَحُورٌ عِينٌ أي: ولهم حور عين، والحوراء: التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين: حسان الأعين وضخامها وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.

كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ(23)

التفسير المختصر:
كأمثال اللؤلؤ المَصُون في صَدَفه.
تفسير الجلالين:
 «كأمثال اللؤلؤ المكنون» المصون.
تفسير السعدي:
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن [بوجه]، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت.
فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.

جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24)

التفسير المختصر:
ثوابًا لهم على ما كانوا يعملونه من الأعمال الصالحات في الدنيا.
تفسير الجلالين:
 «جزاءً» مفعول له أو مصدر والعامل المقدر أي جعلنا لهم ما ذكر للجزاء أو جزيناهم «بما كانوا يعملون».
تفسير السعدي:
وذلك النعيم المعد لهم جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم.

لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا(25)

التفسير المختصر:
لا يسمعون في الجنة فاحش كلام، ولا ما يلحق صاحبه إثم.
تفسير الجلالين:
 «لا يسمعون فيها» في الجنة «لغوا» فاحشا من الكلام «ولا تأثيما» ما يؤثم.
تفسير السعدي:
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا أي: لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه.

إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا(26)

التفسير المختصر:
لا يسمعون إلا سلام الملائكة عليهم، وسلام بعضهم على بعض.
تفسير الجلالين:
 «إلا» لكن «قيلا» قولا «سلاما» سلاما بدل من قيلا فإنهم يسمعونه.
تفسير السعدي:
إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا أي: إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوس وأسلمه من كل لغو وإثم، نسأل الله من فضله.

وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ(27)

التفسير المختصر:
وأصحاب اليمين - الذين يُعطون كتبهم بأيمانهم - ما أعظم مكانتهم وشأنهم عند الله!
تفسير الجلالين:
 «وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين».
تفسير السعدي:
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ أي: شأنهم عظيم، وحالهم جسيم.

فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ(28)

التفسير المختصر:
في سِدْر مقطوع الشوك، لا أذى فيه.
تفسير الجلالين:
 «في سدر» شجر النبق «مخضود» لا شوك فيه.
تفسير السعدي:
فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي: مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان [الرديئة] المضرة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب، وللسدر من الخواص، الظل الظليل، وراحة الجسم فيه.

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ(29)

التفسير المختصر:
وفي موز متراكم مصفوف بعضه إلى بعض.
تفسير الجلالين:
 «وطلح» شجر الموز «منضود» بالحمل من أسفله إلى أعلاه.
تفسير السعدي:
وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ والطلح معروف، وهو شجر [كبار] يكون بالبادية، تنضد أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي.

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ(30)

التفسير المختصر:
وظل ممدود مستمرّ لا يزول.
تفسير الجلالين:
 «وظل ممدود» دائم.
تفسير السعدي:
وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ(31)

التفسير المختصر:
وماء جار لا يتوقف.
تفسير الجلالين:
 «وماء مسكوب» جار دائما.
تفسير السعدي:
وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ أي: كثير من العيون والأنهار السارحة، والمياه المتدفقة.

وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ(32)

التفسير المختصر:
وفاكهة كثيرة لا تنحصر.
تفسير الجلالين:
 «وفاكهة كثيرة».
تفسير السعدي:
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ أي: ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي: متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ(33)

التفسير المختصر:
لا تنقطع عنهم أبدًا، فليس لها موسم، ولا يحول دونها مانع في أي وقت أرادوها.
تفسير الجلالين:
 «لا مقطوعة» في زمن «ولا ممنوعة» بثمن.
تفسير السعدي:
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ أي: ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي: متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ(34)

التفسير المختصر:
وفرش مرفوعة عالية توضع على الأسرّة.
تفسير الجلالين:
 «وفرش مرفوعة» على السرر.
تفسير السعدي:
وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ أي: مرفوعة فوق الأسرة ارتفاعا عظيما، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلا الله.

إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً(35)

التفسير المختصر:
إنا أنشأنا الحور المذكورات إنشاءً غير مألوف.
تفسير الجلالين:
 «إنا أنشأناهن إنشاءً» أي الحور العين من غير ولادة.
تفسير السعدي:
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً أي: إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء.

فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا(36)

التفسير المختصر:
فصيّرناهنّ أبكارًا لم يُلْمَسن من قبل.
تفسير الجلالين:
 «فجعلناهن أبكارا» عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع.
تفسير السعدي:
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا صغارهن وكبارهن.

عُرُبًا أَتْرَابًا(37)

التفسير المختصر:
مُتَحَبِّبات إلى أزواجهنّ، مستويات في السنّ.
تفسير الجلالين:
 «عرُْبا» بضم الراء وسكونها جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها عشقا له «أترابا» جمع ترب، أي مستويات في السن.
تفسير السعدي:
وعموم ذلك، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف -وهو البكارة- ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن عُرُبًا أَتْرَابًا ملازم لهن في كل حال، والعروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها [ومحبتها]، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع.
والأتراب اللاتي على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن ولا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.

لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ(38)

التفسير المختصر:
أنشأناهنّ لأصحاب اليمين الذين يؤخذ بهم ذات اليمين علامة على سعادتهم.
تفسير الجلالين:
 «لأصحاب اليمين» صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم.
تفسير السعدي:
لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ أي: معدات لهم مهيئات.

ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(39)

التفسير المختصر:
هم جماعة من أمم الأنبياء السابقين.
تفسير الجلالين:
 «ثلة من الأولين».
تفسير السعدي:
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ أي: هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(40)

التفسير المختصر:
وجماعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي آخر الأمم.
تفسير الجلالين:
 «وثلة من الآخرين».
تفسير السعدي:
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ أي: هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ(41)

التفسير المختصر:
وأصحاب الشمال - الذين يعطون كتبهم بشمالهم - ما أسوأ حالهم ومصيرهم!
تفسير الجلالين:
 «وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال».
تفسير السعدي:
المراد بأصحاب الشمال [هم:] أصحاب النار، والأعمال المشئومة.

فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ(42)

التفسير المختصر:
في رياح شديدة الحرارة، وفي ماء شديد الحرارة.
تفسير الجلالين:
 «في سموم» ريح جارة من النار تنفذ في المسام «وحميم» ماء شديد الحرارة.
تفسير السعدي:
فذكر [الله] لهم من العقاب، ما هم حقيقون به، فأخبر أنهم فِي سَمُومٍ أي: ريح حارة من حر نار جهنم، يأخذ بأنفاسهم، وتقلقهم أشد القلق، وَحَمِيمٍ أي: ماء حار يقطع أمعاءهم.

وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ(43)

التفسير المختصر:
وفي ظل دخان مُسْودّ.
تفسير الجلالين:
 «وظل من يحموم» دخان شديد السواد.
تفسير السعدي:
وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ أي: لهب نار، يختلط بدخان.

لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ(44)

التفسير المختصر:
لا طيّب الهبوب، ولا حسن المنظر.
تفسير الجلالين:
 «لا بارد» كغيره من الظلال «ولا كريم» حسن المنظر.
تفسير السعدي:
لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ أي: لا برد فيه ولا كرم، والمقصود أن هناك الهم والغم، والحزن والشر، الذي لا خير فيه، لأن نفي الضد إثبات لضده.

إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ(45)

التفسير المختصر:
إنهم كانوا قبل ما صاروا إليه من العذاب مُتَنَعِّمين في الدنيا، لا هَمَّ لهم إلا شهواتهم.
تفسير الجلالين:
 «إنهم كانوا قبل ذلك» في الدنيا «مترفين» منعمين لا يتعبون في الطاعة.
تفسير السعدي:
ثم ذكر أعمالهم التي أوصلتهم إلى هذا الجزاء فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ أي: قد ألهتهم دنياهم، وعملوا لها، وتنعموا وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.

وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ(46)

التفسير المختصر:
وكانوا يصممون على الكفر بالله وعبادة الأصنام من دونه.
تفسير الجلالين:
 «وكانوا يصرون على الحنث» الذنب «العظيم» أي الشرك.
تفسير السعدي:
وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ أي: وكانوا يفعلون الذنوب الكبار ولا يتوبون منها، ولا يندمون عليها، بل يصرون على ما يسخط مولاهم، فقدموا عليه بأوزار كثيرة [غير مغفورة].

وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(47)

التفسير المختصر:
وكانوا ينكرون البعث فيقولون استهزاءً واستبعادًا له: أإذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا نَخِرة أنبعث بعد ذلك؟!
تفسير الجلالين:
 «وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون» في الهمزتين في الموضوعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين.
تفسير السعدي:
وكانوا ينكرون البعث، فيقولون استبعادا لوقوعه: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ أي: كيف نبعث بعد موتنا وقد بلينا، فكنا ترابا وعظاما؟ [هذا من المحال] أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ(48)

التفسير المختصر:
أَوَ يبعث آباؤنا الأولون الذين ماتوا قبلنا؟!
تفسير الجلالين:
 «أو آباؤنا الأولون» بفتح الواو للعطف والهمزة للاستفهام وهو في ذلك وفيما قبله للاستبعاد وفي قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل إن واسمها.
تفسير السعدي:
أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ(49)

التفسير المختصر:
قل - أيها الرسول - لهؤلاء المنكرين للبعث: إن الأولين من الناس والمتأخرين منهم.
تفسير الجلالين:
 «قل إن الأولين والآخرين».
تفسير السعدي:
قال تعالى جوابا لهم وردا عليهم : قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ أي: قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ(50)

التفسير المختصر:
سيُجْمعون يوم القيامة لا محالة للحساب والجزاء.
تفسير الجلالين:
 «لمجموعون إلى ميقات» لوقت «يوم معلوم» أي يوم القيامة.
تفسير السعدي:
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ أي: قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ(51)

التفسير المختصر:
51 - 52 - ثم إنكم - أيها المكذبون بالبعث، الضالون عن الصراط المستقيم - لآكلون يوم القيامة من ثمرِ شجرِ الزَّقُّوم، وهو شرّ ثمر وأخبثه.
تفسير الجلالين:
 «ثم إنكم أيها الضالون المكذبون».
تفسير السعدي:
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ عن طريق الهدى، التابعون لطريق الردى، الْمُكَذِّبُونَ بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد.

لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ(52)

التفسير المختصر:
51 - 52 - ثم إنكم - أيها المكذبون بالبعث، الضالون عن الصراط المستقيم - لآكلون يوم القيامة من ثمرِ شجرِ الزَّقُّوم، وهو شرّ ثمر وأخبثه.
تفسير الجلالين:
 «لآكلون من شجر من زقوم» بيان للشجر.
تفسير السعدي:
لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ وهو أقبح الأشجار وأخسها، وأنتنها ريحا، وأبشعها منظرا.

فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(53)

التفسير المختصر:
فمالئون من ذلك الشجر المُرِّ بطونكم الخاوية.
تفسير الجلالين:
 «فمالئون منها» من الشجر «البطون».
تفسير السعدي:
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ والذي أوجب لهم أكلها -مع ما هي عليه من الشناعة- الجوع المفرط، الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تنقطع منه أفئدتهم.
هذا الطعام الذي يدفعون به الجوع، وهو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ(54)

التفسير المختصر:
فشاربون عليه من الماء الحار الشديد الحرارة.
تفسير الجلالين:
 «فشاربون عليه» أي الزقوم المأكول «من الحميم».
تفسير السعدي:
وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو [أن الهيم] داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء.

فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ(55)

التفسير المختصر:
فمكثرون من شربه كما تكثر الإبل من الشرب بسبب داء الهُيَام.
تفسير الجلالين:
 «فشاربون شَُرب» بفتح الشين وضمها مصدر «الهيم» الإبل العطاش جمع هيمان للذكر وهيمى للأنثى، كعطشان وعطشى.
تفسير السعدي:
وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو [أن الهيم] داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء

هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ(56)

التفسير المختصر:
هذا المذكور من الطعام المرّ والماء الحارّ هو ضيافتهم التي يُسْتَقبلون بها يوم الجزاء.
تفسير الجلالين:
 «هذا نزلهم» ما أعد لهم «يوم الدين» يوم القيامة.
تفسير السعدي:
هَذَا الطعام والشراب نُزُلُهُمْ أي: ضيافتهم يَوْمَ الدِّينِ وهي الضيافة التي قدموها لأنفسهم، وآثروها على ضيافة الله لأوليائه.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا

نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ(57)

التفسير المختصر:
نحن خلقناكم - أيها المكذبون - بعد أن كنتم عدمًا، فهلَّا صدَّقتم بأنا سنبعثكم أحياء بعد موتكم؟!
تفسير الجلالين:
 «نحن خلقناكم» أوجدناكم من عدم «فلولا» هلا «تصدقون» بالبعث إذ القادر على الإنشاء قادر على الإعادة.
تفسير السعدي:
ثم ذكر الدليل العقلي على البعث، فقال: نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ أي: نحن الذين أوجدناكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا، من غير عجز ولا تعب، أفليس القادر على ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء قدير، ولهذا وبخهم على عدم تصديقهم بالبعث، وهم يشاهدون ما هو أعظم منه وأبلغ.

أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ(58)

التفسير المختصر:
أفرأيتم - أيها الناس - ما تقذفونه من المني في أرحام نسائكم؟!
تفسير الجلالين:
 «أفرأيتم ما تمنون» تريقون من المني في أرحام النساء.
تفسير السعدي:
أي: أفرأيتم ابتداء خلقتكم من المني الذي تمنون.

أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ(59)

التفسير المختصر:
أأنتم تخلقون ذلك المني، أم نحن الذين نخلقه؟!
تفسير الجلالين:
 «أأنتم» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه في المواضع الأخرى «تخلقونه» أي المني بشرا «أم نحن الخالقون».
تفسير السعدي:
فهل أنتم خالقون ذلك المني وما ينشأ منه؟ أم الله تعالى الخالق الذي خلق فيكم من الشهوة وآلتها من الذكر والأنثى، وهدى كلا منهما لما هنالك، وحبب بين الزوجين، وجعل بينهما من المودة والرحمة ما هو سبب للتناسل.

نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ(60)

التفسير المختصر:
نحن قدرنا بينكم الموت، فلكل واحد منكم أجل لا يتقدم عليه ولا يتأخر، وما نحن بعاجزين.
تفسير الجلالين:
 «نحن قدَّرنا» بالتشديد والتخفيف «بينكم الموت وما نحن بمسبوقين» بعاجزين.
تفسير السعدي:
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ

عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ(61)

التفسير المختصر:
على أن نبدل ما أنتم عليه من الخلق والتصوير مما علمتموه، وننشئكم فيما لا تعلمونه من الخلق والتصوير.
تفسير الجلالين:
 «على» عن «أن نبدل» نجعل «أمثالكم» مكانكم «وننشئكم» نخلقكم «في مالا تعلمون» من الصور كالقردة والخنازير.
تفسير السعدي:
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ(62)

التفسير المختصر:
ولقد علمتم كيف خلقناكم الخلق الأول، أفلا تعتبرون وتعلمون أن الذي خلقكم أول مرة قادر على بعثكم بعد موتكم؟!
تفسير الجلالين:
 «ولقد علمتم النّشاءَةَ الأولى» وفي قراءة بسكون الشين «فلولا تذكرون» فيه إدغام التاء الثانية في الأصل في الذال.
تفسير السعدي:
أحالهم الله تعالى على الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فقال: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ أن القادر على ابتداء خلقكم، قادر على إعادتكم.

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ(63)

التفسير المختصر:
أفرأيتم ما تلقونه من البذر في الأرض؟!
تفسير الجلالين:
 «أفرأيتم ما تحرثون» تثيرون في الأرض وتلقون البذر فيها.
تفسير السعدي:
وهذا امتنان منه على عباده، يدعوهم به إلى توحيده وعبادته والإنابة إليه، حيث أنعم عليهم بما يسره لهم من الحرث للزروع والثمار، فتخرج من ذلك من الأقوات والأرزاق والفواكه، ما هو من ضروراتهم وحاجاتهم ومصالحهم، التي لا يقدرون أن يحصوها، فضلا عن شكرها، وأداء حقها، فقررهم بمنته،

أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ(64)

التفسير المختصر:
أأنتم الذين تنبتون ذلك البذر، أم نحن الذين ننبته؟!
تفسير الجلالين:
 «أأنتم تزرعونه» تنبتونه «أم نحن الزارعون».
تفسير السعدي:
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ أي: أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض؟ أم أنتم الذين نميتموه؟ أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حبا حصيدا وثمرا نضيجا؟ أم الله الذي انفرد بذلك وحده، وأنعم به عليكم؟ وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك، فنبههم على أن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بلغة ومتاعا إلى حين.

لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ(65)

التفسير المختصر:
لو نشاء جعْل ذلك الزرع حطامًا لجعلناه حطامًا بعد أن أوشك على النضج والإدراك، فظللتم بعد ذلك تتعجبون مما أصابه.
تفسير الجلالين:
 «لو نشاء لجعلناه حطاما» نباتا يابسا لا حب فيه «فظلتم» أصله ظللتم بكسر اللام حذفت تخفيفا أي أقمتم نهارا «تفكهون» حذفت منه إحدى التاءين في الأصل تعجبون من ذلك وتقولون.
تفسير السعدي:
لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ أي: الزرع المحروث وما فيه من الثمار حُطَامًا أي: فتاتا متحطما، لا نفع فيه ولا رزق، فَظَلْتُمْ أي: فصرتم بسبب جعله حطاما، بعد أن تعبتم فيه وأنفقتم النفقات الكثيرة تَفَكَّهُونَ أي: تندمون وتحسرون على ما أصابكم، ويزول بذلك فرحكم وسروركم وتفكهكم

إِنَّا لَمُغْرَمُونَ(66)

التفسير المختصر:
تقولون:إنا لمعذبون بخسارة ما أنفقناه.
تفسير الجلالين:
 «إنا لمغرمون» نفقة زرعنا.
تفسير السعدي:
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ أي: إنا قد نقصنا وأصابتنا مصيبة اجتاحتنا.

بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ(67)

التفسير المختصر:
بل نحن محرومون من الرزق.
تفسير الجلالين:
 «بل نحن محرومون» ممنوعون رزقنا.
تفسير السعدي:
ثم تعرفون بعد ذلك من أين أتيتم، وبأي سبب دهيتم، فتقولون: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ فاحمدوا الله تعالى حيث زرعه الله لكم، ثم أبقاه وكمله لكم، ولم يرسل عليه من الآفات ما به تحرمون نفعه وخيره.

أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ(68)

التفسير المختصر:
أفرأيتم الماء الذي تشربون منه إذا عطشتم؟!
تفسير الجلالين:
 «أفرأيتم الماء الذي تشربون».
تفسير السعدي:
لما ذكر تعالى نعمته على عباده بالطعام، ذكر نعمته عليهم بالشراب العذب الذي منه يشربون، وأنهم لولا أن الله يسره وسهله، لما كان لكم سبيل إليه.

أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ(69)

التفسير المختصر:
أأنتم أنزلتموه من السحاب في السماء، أم نحن الذين أنزلناه؟!
تفسير الجلالين:
 «أأنتم أنزلتموه من المزن» السحاب جمع مزنة «أم نحن المنزلون».
تفسير السعدي:
وأنه الذي أنزله من المزن، وهو السحاب والمطر، ينزله الله تعالى فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذبا فراتا تسيغه النفوس

لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ(70)

التفسير المختصر:
لو نشاء جعْل ذلك الماء شديد الملوحة لا يُنْتَفع به شربًا ولا سقيًا لجعلناه شديد الملوحة، فلولا تشكرون الله على إنزاله عَذْبًا رحمة بكم.
تفسير الجلالين:
 «لو نشاء جعلناه أجاجا» ملحا لا يمكن شربه «فلولا» هلا «تشكرون».
تفسير السعدي:
ولو شاء لجعله ملحا أجاجا مكروها للنفوس.
لا ينتفع به فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ الله تعالى على ما أنعم به عليكم.

أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ(71)

التفسير المختصر:
أفرأيتم النار التي توقدونها لمنافعكم؟!
تفسير الجلالين:
 «أفرأيتم النار التي تورون» تُخرجون من الشجر الأخضر.
تفسير السعدي:
وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.

أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ(72)

التفسير المختصر:
أأنتم الذين أنشأتم الشجرة التي توقَد منها، أم نحن الذين أنشأناها رفقًا بكم؟!
تفسير الجلالين:
 «أأنتم أنشأتم شجرتها» كالمرخ والعفار والكلخ «أم نحن المنشئون».
تفسير السعدي:
وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.

نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ(73)

التفسير المختصر:
نحن صيّرنا هذه النار تذكرة لكم تذكركم بنار الآخرة، وصيّرناها منفعة للمسافرين منكم.
تفسير الجلالين:
 «نحن جعلناها تذكرة» لنار جهنم «ومتاعا» بُلْغَة «للمقوين» للمسافرين من أقوى القوم: أي صاروا بالقوى بالقصر والمد أي القفر وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء.
تفسير السعدي:
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً للعباد بنعمة ربهم، وتذكرة بنار جهنم التي أعدها الله للعاصين، وجعلها سوطا يسوق به عباده إلى دار النعيم، وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ أي: [المنتفعين أو] المسافرين وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر بذلك أعظم من غيره، ولعل السبب في ذلك، لأن الدنيا كلها دار سفر، والعبد من حين ولد فهو مسافر إلى ربه، فهذه النار، جعلها الله متاعا للمسافرين في هذه الدار، وتذكرة لهم بدار القرار، فلما بين من نعمه ما يوجب الثناء عليه من عباده وشكره وعبادته،

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(74)

التفسير المختصر:
فنزِّه - أيها الرسول - ربك العظيم عما لا يليق به.
تفسير الجلالين:
 «فسبح» نزه «باسم» زائدة «ربك العظيم» الله.
تفسير السعدي:
أمر بتسبيحه وتحميده فقال: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ أي: نزه ربك العظيم، كامل الأسماء والصفات، كثير الإحسان والخيرات، واحمده بقلبك ولسانك، وجوارحك، لأنه أهل لذلك، وهو المستحق لأن يشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى، ويطاع فلا يعصى.

۞ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)

التفسير المختصر:
أقسم الله بأماكن النجوم ومواقعها.
تفسير الجلالين:
 «فلا أقسم» لا زائدة «بمواقع النجوم» بمساقطها لغروبها.
تفسير السعدي:
أقسم تعالى بالنجوم ومواقعها أي: مساقطها في مغاربها، وما يحدث الله في تلك الأوقات، من الحوادث الدالة على عظمته وكبريائه وتوحيده.

وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(76)

التفسير المختصر:
وإن القَسَم بهذه المواقع - لو تعلمون عظمه - لعظيم؛ لما فيه من الآيات والعبر التي لا تنحصر.
تفسير الجلالين:
 «وإنه» أي القسم بها «لقسم لو تعلمون عظيم» لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم.
تفسير السعدي:
ثم عظم هذا المقسم به، فقال: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ وإنما كان القسم عظيما، لأن في النجوم وجريانها، وسقوطها عند مغاربها، آيات وعبرا لا يمكن حصرها.

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)

التفسير المختصر:
إن القرآن المقروء عليكم - أيها الناس - قرآن كريم؛ لما فيه من المنافع العظيمة.
تفسير الجلالين:
 «إنه» أي المتلو عليكم «لقرآن كريم».
تفسير السعدي:
وأما المقسم عليه، فهو إثبات القرآن، وأنه حق لا ريب فيه، ولا شك يعتريه، وأنه كريم أي: كثير الخير، غزير العلم، فكل خير وعلم، فإنما يستفاد من كتاب الله ويستنبط منه.

فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ(78)

التفسير المختصر:
في كتاب مَصُون عن أعين الناس، وهو اللوح المحفوظ.
تفسير الجلالين:
 «في كتاب» مكتوب «مكنون» مصون وهو المصحف.
تفسير السعدي:
فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ أي: مستور عن أعين الخلق، وهذا الكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ أي: إن هذا القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، معظم عند الله وعند ملائكته في الملأ الأعلى.
ويحتمل أن المراد بالكتاب المكنون، هو الكتاب الذي بأيدي الملائكة الذين ينزلهم الله بوحيه وتنزيله وأن المراد بذلك أنه مستور عن الشياطين، لا قدرة لهم على تغييره، ولا الزيادة والنقص منه واستراقه.

لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(79)

التفسير المختصر:
لا يمسّه إلا الملائكة المطهَّرون من الذنوب والعيوب.
تفسير الجلالين:
 «لايمسّه» خبر بمعنى النهي «إلا المطهرون» الذين طهروا أنفسهم من الأحداث.
تفسير السعدي:
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ أي: لا يمس القرآن إلا الملائكة الكرام، الذين طهرهم الله تعالى من الآفات، والذنوب والعيوب، وإذا كان لا يمسه إلا المطهرون، وأن أهل الخبث والشياطين، لا استطاعة لهم، ولا يدان إلى مسه، دلت الآية بتنبيهها على أنه لا يجوز أن يمس القرآن إلا طاهر، كما ورد بذلك الحديث، ولهذا قيل أن الآية خبر بمعنى النهي أي: لا يمس القرآن إلا طاهر.

تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(80)

التفسير المختصر:
مُنَزَّل من رب الخلائق على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير الجلالين:
 «تنزيل» منزل «من رب العالمين».
تفسير السعدي:
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أي: إن هذا القرآن الموصوف بتلك الصفات الجليلة هو تنزيل رب العالمين، الذي يربي عباده بنعمه الدينية والدنيوية، ومن أجل تربية ربى بها عباده، إنزاله هذا القرآن، الذي قد اشتمل على مصالح الدارين، ورحم الله به العباد رحمة لا يقدرون لها شكورا.

أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ(81)

التفسير المختصر:
أفبهذا الحديث أنتم - أيها المشركون - مكذبون غير مصدقين؟!
تفسير الجلالين:
 «أفبهذا الحديث» القرآن «أنتم مدهنون» متهاونون مكذبون.
تفسير السعدي:
ومما يجب عليهم أن يقوموا به ويعلنوه ويدعوا إليه ويصدعوا به، ولهذا قال: أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ أي: أفبهذا الكتاب العظيم والذكر الحكيم أنتم تدهنون أي: تختفون وتدلسون خوفا من الخلق وعارهم وألسنتهم؟ هذا لا ينبغي ولا يليق، إنما يليق أن يداهن بالحديث الذي لا يثق صاحبه منه.
وأما القرآن الكريم، فهو الحق الذي لا يغالب به مغالب إلا غلب، ولا يصول به صائل إلا كان العالي على غيره، وهو الذي لا يداهن به ولا يختفى، بل يصدع به ويعلن.

وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ(82)

التفسير المختصر:
وتجعلون شكركم لله على ما رزقكم به من النعم أنكم تكذبون به، فتنسبون المطر إلى النَّوْء، فتقولون: مُطِرنا بنَوْء كذا ونَوْء كذا؟!
تفسير الجلالين:
 «وتجعلون رزقكم» من المطر، أي شكره «أنكم تكذبون» بسقيا الله حيث قلتم مطرنا بنوء كذا.
تفسير السعدي:
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي: تجعلون مقابلة منة الله عليكم بالرزق التكذيب والكفر لنعمة الله، فتقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وتضيفون النعمة لغير مسديها وموليها، فهلا شكرتم الله تعالى على إحسانه، إذ أنزله الله إليكم ليزيدكم من فضله، فإن التكذيب والكفر داع لرفع النعم وحلول النقم.

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ(83)

التفسير المختصر:
فهلَّا إذا وصلت الروح الحلقوم.
تفسير الجلالين:
 «فلولا» فهلا «إذا بلغت» الروح وقت النزع «الحلقوم» هو مجرى الطعام.
تفسير السعدي:
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ أي: فهلا إذا بلغت الروح الحلقوم، وأنتم تنظرون المحتضر في هذه الحالة، والحال أنا نحن أقرب إليه منكم، بعلمنا وملائكتنا، ولكن لا تبصرون.

وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ(84)

التفسير المختصر:
وأنتم في ذلك الوقت تنظرون المُحْتَضَر بين أيديكم.
تفسير الجلالين:
 «وأنتم» يا حاضري الميت «حينئذ تنظرون» إليه.
تفسير السعدي:
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ أي: فهلا إذا بلغت الروح الحلقوم، وأنتم تنظرون المحتضر في هذه الحالة، والحال أنا نحن أقرب إليه منكم، بعلمنا وملائكتنا، ولكن لا تبصرون.

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ(85)

التفسير المختصر:
و نحن بعلمنا وقدرتنا وملائكتنا أقرب إلى ميتكم منكم، ولكن لا تشاهدون هؤلاء الملائكة.
تفسير الجلالين:
 «ونحن أقرب إليه منكم» بالعلم «ولكن لا تبصرون» من البصيرة، أي لا تعلمون ذلك.
تفسير السعدي:
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ أي: فهلا إذا بلغت الروح الحلقوم، وأنتم تنظرون المحتضر في هذه الحالة، والحال أنا نحن أقرب إليه منكم، بعلمنا وملائكتنا، ولكن لا تبصرون.

فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ(86)

التفسير المختصر:
فهلَّا - إن كنتم، كما تزعمون، غير مبعوثين لمجازاتكم على أعمالكم -
تفسير الجلالين:
 «فلولا» فهلا «إن كنتم غير مدينين» مجزيين بأن تبعثوا، أي غير مبعوثين بزعمكم.
تفسير السعدي:
فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ أي: فهلا إذا كنتم تزعمون، أنكم غير مبعوثين ولا محاسبين ومجازين.

تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(87)

التفسير المختصر:
ترجعون هذه الروح التي تخرج من ميتكم إن كنتم صادقين؟! ولا تستطيعون ذلك.
تفسير الجلالين:
 «ترجعونها» تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم «إن كنتم صادقين» فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للأولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به الشرطان والمعنى: هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه، أي لينتفي عن محلها الموت كالبعث.
تفسير السعدي:
ترجعون الروح إلى بدنها إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وأنتم تقرون أنكم عاجزون عن ردها إلى موضعها، فحينئذ إما أن تقروا بالحق الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم، وإما أن تعاندوا وتعلم حالكم وسوء مآلكم.

فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ(88)

التفسير المختصر:
فأما إن كان الميت من السابقين إلى الخيرات.
تفسير الجلالين:
 «فأما إن كان» الميت «من المقربين».
تفسير السعدي:
ذكر الله تعالى أحوال الطوائف الثلاث: المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين، في أول السورة في دار القرار.
ثم ذكر أحوالهم في آخرها عند الاحتضار والموت، فقال: فَأَمَّا إِنْ كَانَ الميت مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات وفضول المباحات.

فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ(89)

التفسير المختصر:
فله راحة لا تعب بعدها، ورزق طيب، ورحمة، وله جنة يتنعم فيها بما تشتهيه نفسه.
تفسير الجلالين:
 «فروْح» أي فله استراحة «وريحان» رزق حسن «وجنة نعيم» وهل الجواب لأما أو لإن أو لهما؟ أقوال.
تفسير السعدي:
ف لهم رَوْحٌ أي: راحة وطمأنينة، وسرور وبهجة، ونعيم القلب والروح، وَرَيْحَانٌ وهو اسم جامع لكل لذة بدنية، من أنواع المآكل والمشارب وغيرهما، وقيل: الريحان هو الطيب المعروف، فيكون تعبيرا بنوع الشيء عن جنسه العام وَجَنَّةُ نَعِيمٍ جامعة للأمرين كليهما، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيبشر المقربون عند الاحتضار بهذه البشارة، التي تكاد تطير منها الأرواح من الفرح والسرور.
كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أن لَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ وقد أول قوله تبارك تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ أن هذه البشارة المذكورة، هي البشرى في الحياة الدنيا.

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ(90)

التفسير المختصر:
90 - 91 - وأما إن كان الميت من أصحاب اليمين فلا تهتمّ لشأنهم، فلهم السلامة والأمن.
تفسير الجلالين:
 «وأما إن كان من أصحاب اليمين».
تفسير السعدي:
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وهم الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، و [إن] حصل منهم التقصير في بعض الحقوق التي لا تخل بتوحيدهم وإيمانهم،

فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ(91)

التفسير المختصر:
90 - 91 - وأما إن كان الميت من أصحاب اليمين فلا تهتمّ لشأنهم، فلهم السلامة والأمن.
تفسير الجلالين:
 «فسلام لك» أي له السلامة من العذاب «من أصحاب اليمين» من جهة أنه منهم.
تفسير السعدي:
ف يقال لأحدهم: سَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ أي: سلام حاصل لك من إخوانك أصحاب اليمين أي: يسلمون عليه ويحيونه عند وصوله إليهم ولقائهم له، أو يقال له: سلام لك من الآفات والبليات والعذاب، لأنك من أصحاب اليمين، الذين سلموا من الذنوب الموبقات.

وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ(92)

التفسير المختصر:
وأما إن كان الميت من المكذبين بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الضالين عن الصراط المستقيم.
تفسير الجلالين:
 «وأما إن كان من المكذبين الضالين».
تفسير السعدي:
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ أي: الذين كذبوا بالحق وضلوا عن الهدى.

فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ(93)

التفسير المختصر:
فضيافته التي يستقبل بها ماء حارٌّ شديد الحرارة.
تفسير الجلالين:
 (فنزل من حميم) من إضافة الموصوف إلى صفته.
تفسير السعدي:
فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ أي: ضيافتهم يوم قدومهم على ربهم تصلية الجحيم التي تحيط بهم، وتصل إلى أفئدتهم، وإذا استغاثوا من شدة العطش والظمأ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا

وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ(94)

التفسير المختصر:
وله احتراق بنار الجحيم.
تفسير الجلالين:
 (وتصلية جحيم) من إضافة الموصوف إلى صفته.
تفسير السعدي:
فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ أي: ضيافتهم يوم قدومهم على ربهم تصلية الجحيم التي تحيط بهم، وتصل إلى أفئدتهم، وإذا استغاثوا من شدة العطش والظمأ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا

إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ(95)

التفسير المختصر:
إن هذا الذي قصصناه عليك - أيها الرسول - لهو حق اليقين الذي لا مِرْية فيه.
تفسير الجلالين:
 «إن هذا لهو حق اليقين» من إضافة الموصوف إلى صفته.
تفسير السعدي:
إِنَّ هَذَا الذي ذكره الله تعالى، من جزاء العباد بأعمالهم، خيرها وشرها، وتفاصيل ذلك لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ أي: الذي لا شك فيه ولا مرية، بل هو الحق الثابت الذي لا بد من وقوعه، وقد أشهد الله عباده الأدلة القواطع على ذلك، حتى صار عند أولي الألباب كأنهم ذائقون له مشاهدون له فحمدوا الله تعالى على ما خصهم به من هذه النعمة العظيمة، والمنحة الجسيمة.

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(96)

التفسير المختصر:
فنزِّه اسم ربك العظيم، وقدِّسْه عن النقائص.
تفسير الجلالين:
 «فسبح باسم ربك العظيم» تقدم.
تفسير السعدي:
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فسبحان ربنا العظيم، وتعالى وتنزه عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا.
والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
[تم تفسير سورة الواقعة].


الجلالين&الميسر تفسير ابن كثير تفسير القرطبي
التفسير المختصر تفسير الطبري تفسير السعدي
Al-Waqiah إعراب الواقعة تفسير الشوكاني

تفسير المزيد من سور القرآن الكريم :

تفسير البقرة آل عمران تفسير النساء
تفسير المائدة تفسير يوسف تفسير ابراهيم
تفسير الحجر تفسير الكهف تفسير مريم
تفسير الحج تفسير القصص العنكبوت
تفسير السجدة تفسير يس تفسير الدخان
تفسير الفتح تفسير الحجرات تفسير ق
تفسير النجم تفسير الرحمن تفسير الواقعة
تفسير الحشر تفسير الملك تفسير الحاقة
تفسير الانشقاق تفسير الأعلى تفسير الغاشية

تحميل سورة الواقعة بصوت أشهر القراء :

سورة الواقعة  بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الواقعة  بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الواقعة  بصوت سعود الشريم
سعود الشريم
سورة الواقعة  بصوت عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الواقعة  بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الواقعة  بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الواقعة  بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الواقعة  بصوت الحصري
الحصري
سورة الواقعة  بصوت العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الواقعة  بصوت ياسر الدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب