الوقوف عند الملتزم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: طُفْتُ مَعَ عبد الله بن عمرو بن العاص فَلَمَّا جِئْنَا دُبُرَ الْكَعْبَةِ، قُلْتُ: أَلا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَأَقَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَفْعَلُهُ.

حسن: رواه أبو داود (١٨٩٩) من طريق عيسي بن يونس، وابن ماجه (٢٩٦٢) من طريق عبد الرزاق - كلاهما عن المثنى بن الصباح، قال: حدّثني عمرو بن شعيب، به، فذكره، واللفظ لأبي داود.
وفي لفظ ابن ماجه، قال: طفتُ مع عبد الله بن عمرو، فلما فرغنا من السّبع ركعنا في دبر
الكعبة، فقلت: (فذكره).
ووقع عنده: عن أبيه، عن جدّه. وهو الصّواب في حديث عبد الرزاق كما في «مصنفه» (٩٠٤٣)، وكذلك رواه أيضًا الدارقطني.
ويؤيّد هذا ما رواه عبد الرزاق أيضًا عن ابن جريج قال: قال عمرو بن شعيب: طاف محمد -جدّه- مع أبيه عبد الله بن عمرو، فلما كان سبعها، قال محمد لعبد الله حيث يتعوّذون: فاستعذ، فقال عبد الله: أعوذ بالله من الشيطان، فلما استلم الرّكن تعوّذ بين الرّكن والباب، وألصق جبهته وصدره بالبيت ثم قال: رأيتُ رسول الله ﷺ يصنع ذلك.
وإسناده حسن، والمثنى بن الصبّاح ضعيف، ولكن يقويه الطريق الثاني طريق ابن جريج.
وقوله: «عن أبيه» قال المنذريّ في «المختصر»: «هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، وقد سمع من عبد الله بن عمرو على الصّحيح، ووقع في كتاب ابن ماجه: عن أبيه، عن جدّه. فيكون شعيب ومحمد طافًا جميعا مع عبد الله».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد أخرج الأزرقي في «أخبار مكة» (١/ ٣٤٩) من طريق ابن جريج، والمثنى بن الصبّاح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، أنه قال: «طاف محمد بن عبد الله مع أبيه عبد الله بن عمرو» فذكره.
وفي الباب ما روي عن عبد الرحمن بن صفوان، قال: «لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَكَّةَ قُلْتُ: لأَلْبَسَنَّ ثِيَابِي -وَكَانَتْ دَارِي عَلَى الطَّرِيقِ- فَلأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَانْطَلَقْتُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ خَرَجَ مِن الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَقَد اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِن الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ، وَقَدْ وَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ وَسْطَهُمْ».
رواه أبو داود (١٨٩٨)، والإمام أحمد (١٥٥٥٢)، وصحّحه ابن خزيمة (٣٠١٧) كلّهم من حديث جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان، فذكره.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشميّ مولاهم، جمهور أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
ومن نكارته سؤال عبد الرحمن بن صفوان لعمر بن الخطاب: «وكيف صنع رسول الله ﷺ حين دخل الكعبة؟ قال: صلّى ركعتين».
رواه أحمد (١٥٥٥٣) من وجه آخر عن جرير، بإسناده.
ولم يرد في الرِّوايات الصّحيحة أن عمر كان ممن دخل البيت حتى يُسأل: كيف صنع رسول الله ﷺ.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس قال: سمع النبيّ ﷺ رجلًا بين الباب والركن وهو يقول: «اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال: «ما هذا؟ «، فقال: حملني رجل أن أدعو له ها هنا، فقال: «قد غُفر لصاحبك».
رواه الفاكهيّ في: أخبار مكة (١/ ١٧٧) وفيه الحارث بن عمران الجعفري المدني، قال ابن
حبان: «كان يضع الحديث على الثقات»، وقال الدارقطني: «متروك»، وهو من رجال «التهذيب»، قال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف».
وكذلك لا يصح ما روي عن محمد بن عبد الله بن السائب، عن أبيه أنه كان يقود ابن عباس، فيقيمه عند الشّقة الثالثة مما يلي الرّكن الذي يلي الحجر مما يلي الباب، فيقول له ابنُ عباس: «أُنبئت أنّ رسول الله ﷺ كان يصلي هنا؟ فيقول: نعم. فيقوم فيصلي».
رواه أبو داود (١٩٠٠)، والنسائي (٢٩٢١) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، حدّثنا السائب بن عمرو المخزوميّ، حدثني محمد بن عبد الله بن السائب، فذكره. ومحمد هذا مجهول، قاله أبو حاتم.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ قال: «ما بين الركن والباب ملتزم من دعا مِنْ ذي حاجة أو كربة أو ذي غمّة فرّج عنه بإذن الله».
رواه الطبرانيّ في «الكبير» (١١/ ٣٢١)، وابن عدي في «الكامل» واللفظ له. وفيه عباد بن كثير الثقفيّ البصريّ متروك. قال أحمد: «روى أحاديث كذب». وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤٦).
وروي عن ابن عباس بأسانيد أخرى كلّها هالكة. وروي عنه موقوفًا بإسناد صحيح.
رواه عبد الرزاق (٩٠٤٧) عن ابن عيينة، عن عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: «هذا الملتزم بين الركن والباب».
وروى عبد الرزاق (٩٠٤٥) بسند صحيح عن مجاهد قال: «جئتُ ابن عباس وهو يتعوّذ بين الرّكن والباب».
ورواه البيهقي (٥/ ١٦٤) من حديث أبي الزبير عنه: أنه كان يلزم ما بين الركن والباب، ويقول: «ما بين الركن والباب يدعى الملتزم لا يلزم ما بينهما أحدٌ يسأل الله شيئًا إلّا أعطاه إياه».
قال النوويّ في «المجموع» (٨/ ٢٦١): «رواه البيهقيّ موقوفًا على ابن عباس بإسناد ضعيف» ثم قال: «وقد سبق مرّات أن العلماء متفقون على التّسامح في الأحاديث الضّعيفة في فضائل الأعمال ونحوها مما ليس في الأحكام» انتهى.
ورُوي عن هشام بن عروة، عن أبيه: «أنه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه».
وقال منصور: سألت مجاهدًا: إذا أردت الوداعَ كيف أصنع؟ قال: «تطوف بالبيت سبعًا، وتصلي ركعتين خلف المقام، ثم تأتي زمزم فتشرب من مائها، ثم تأتي الملتزم ما بين الحجر والباب، فتستلمه، ثم تدعو، ثم تسألُ حاجتك، ثم تستلم الحجر وتنصرف».
واستحبّ الشافعيّ للحاج إذا طاف للوداع أن يأتي الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار، فيجعل اليمني مما يلي الباب، واليسرى مما يلي الحجر الأسود، ويدعو بما أحبّ من أمر الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في «مجموع الفتاوى» (٢٦/ ١٤٢ - ١٤٣): «إن أحبَّ أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحجر الأسود والباب، فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه، ويدعو، ويسأل الله تعالي حاجته فَعَلَ ذلك. وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع؛ فإنّ هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره. والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة» إلى أن قال: «ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسنًا».
واختلف عن ابن عمر ﵄: هل كان يلزم شيئًا من البيت؟ فالصّحيح الذي رواه عبد الرزاق (٩٠٥١) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عنه: «أنه ما كان يلزم شيئًا من البيت».
وما رواه عبد الرزاق (٩٠٥٠) عن ابن جريج، قال: حُدِّثتُ عن ابن عمر: «أنه كان يتعوّذ بين الرّكن والباب» ففيه انقطاع.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 95 من أصل 247 باباً

معلومات عن حديث: الوقوف عند الملتزم

  • 📜 حديث عن الوقوف عند الملتزم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الوقوف عند الملتزم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الوقوف عند الملتزم

    تحقق من درجة أحاديث الوقوف عند الملتزم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الوقوف عند الملتزم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الوقوف عند الملتزم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الوقوف عند الملتزم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الوقوف عند الملتزم.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب