فضل الطواف - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في فضل الطّواف
وقال: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [سورة الحج: ٢٩].
العتيق يعني القديم يدل عليه قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة آل عمران: ٩٦].
فيه كان كعدل رقبة يعتقها».
حسن: رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٢٠/ ٣٦٠) وعنه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٥/ ٢٦٠١) في ترجمة المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشيّ التيميّ.
وأخرجه أيضًا الحاكم (٣/ ٤٥٧) كلّهم من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا حريث بن السائب، ثنا محمد بن المنكدر، عن أبيه، فذكره.
قال أبو نعيم: «ورواه شعبة عن محمد بن المنكدر نحوه».
ثمّ رواه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه بلفظ: «من طاف بالبيت كان كعتق رقبة».
وذكره المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (١٧٨٤) وعزاه إلى الطبراني وقال: «رواته ثقات» وكذلك قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٤٥) وكذلك قال الحافظ في «مختصر الترغيب والترهيب» (٩٩ - ١٠٩). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين من كبار شيوخ البخاريّ.
وإسناده حسن من أجل حريث بن السائب فإنه حسن الحديث وقد توبع.
صحيح: رواه النسائيّ (٢٩١٩) عن قتيبة، قال: حدّثنا حماد، عن عطاء، عن عبد الله بن عبيد ابن عمير، فذكره.
والرجل المبهم هو ابن عمير أبوه كما جاء مصرَّحًا به في الروايات الأخرى. وعطاء هو ابن السائب اختلط في آخره. وإسناده صحيح؛ فإن حمادا هو ابن زيد ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه. وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن عمر.
وَسَمِعْتُهُ يَقُول: «لا يَضَعُ قَدَمًا وَلا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلا حَطَّ اللهُ عَنْهُ خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً».
صحيح: رواه الترمذيّ (٩٥٩)، والحاكم (١/ ٤٨٩)، وابن حبان (٣٦٩٧) كلّهم من حديث جرير بن عبد الحميد.
ورواه ابن أبي شيبة (٤/ ١٩٢ - تحقيق اللحام) من طريق محمد بن فضيل. كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكر الحديث.
قال الحاكم: «حديث صحيح على ما بينته من حال عطاء بن السّائب، ولم يخرجاه».
وفي كلام الحاكم إشارة إلى ما قيل في عطاء بن السّائب أي أنه مختلط، وجرير بن عبد الحميد ممن سمع منه بعد الاختلاط.
قال ابن معين: «ما سمع منه جرير ليس من صحيح حديثه»، وقال العقيلي: «من سمع منه من الكبار صحيح مثل سفيان وشعبة، وأما جرير وأشباهه فلا».
قال الأعظمي: وهو كما قالوا، ولكن روي سفيان عنه جزءًا من الحديث وهو حطّ الخطايا، وحماد بن زيد ذكر مع الجزء الأول الجزء الثاني من الحديث وهو فضل الطواف، وجمع جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل الجزئين من الحديث في حديث واحد.
فالظاهر أن عطاء بن السائب لم يختلط في رواية هذا الحديث بجزئيه لوجود متابعين لكل جزء منهما من الراويين اللذين سمعا منه قبل الاختلاط. وبهذا صحَّ إسناد الحديث فإن عطاء بن السائب ثقة، وثَّقه الأئمة.
وتابعهما هشيم في جمع أجزاء هذا الحديث في حديث واحد، رواه الإمام أحمد (٤٤٦٢) عنه، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أنه سمع أباه يقول لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلّا هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن استلامهما يحطّ الخطايا».
وسمعته يقول: «من طاف أسبوعًا يحصيه، وصلى ركعتين كان له كعدل رقبة». وسمعته يقول: «ما رفع رجلٌ قدمًا ولا وضعها إلا كتبتْ له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات».
وهشيم بن بشير هو أيضًا ممن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
وأخرجه البغوي في «شرح السنة» (١٩١٦) من طريق هشيم وقال: «حديث حسن» وهو كما قال لوجود متابعات لهشيم في أجزاء هذا الحديث.
وأمّا ما رواه ابن ماجه (٢٩٥٦) عن علي بن محمد، حدثنا محمد بن الفضيل، عن العلاء بن المسيب، عن عطاء، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من طاف بالبيت وصلّي ركعتين كان كعتق رقبة».
ففيه انقطاع فإنّ عطاء وهو ابن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر.
قال الإمام أحمد: «قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه»، وقال ابن معين: «لم يسمع من ابن عمر شيئًا، ولكنه قد رآه ولا يصح له سماع».
قال الأعظمي: وقد رُوي موقوفًا، رواه ابن جريج، عن عطاء، عنه. رواه ابن أبي شيبة (٤/ ١٩٢).
ورجاله ثقات، وابن جريج مدلس وقد عنعن.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن ابن عباس مرفوعًا: «من طاف بالبيت خمسين مرة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه».
رواه الترمذيّ (٨٦٦) عن سفيان بن وكيع، حدّثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذي: «حديث غريب، سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: إنما يروى هذا عن ابن عباس قوله».
وهو كما قال، فقد رواه ابن أبي شيبة (٤/ ١٩٢ - تحقيق اللحام) من طريق مطرف، عن أبي إسحاق، بإسناده إلا أنه وقع فيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عبد الله بن سعيد فهل وقع فيه تحريف أو هو هكذا؟ . كما أنّ شريكًا رواه أيضًا موقوفًا.
رواه عبد الرزاق (٩٨٠٩) عن ابن المبارك، عن شريك، بإسناده موقوفًا.
وشريك هو ابن عبد الله النخعي الكوفي سيء الحفظ، وأبو إسحاق هو السبيعي مدلّس وقد عنعن، كما أنه اختلط في آخره.
ورواه أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماميّ عن عبد الرزاق بإسناده مرفوعًا ولفظه: «من طاف بهذا البيت خمسين أسبوعًا غفر له». رواه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (٣٣٣) عن محمد بن يعقوب الخضيب، ثنا أحمد بن محمد بن عمر اليماميّ، فذكره.
واليمامي هذا ضعيف جدًّا، حدّث بنسخ عن الثقات بعجائب. قال ابن عدي: «تكثر عجائب اليمامي هذا، وهو مقارب الحديث وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق».
وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ: «من طاف سبعًا وصلّى خلف المقام ركعتين فهو عدل محرر».
رواه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (٣٣١) عن عبد الله بن محمد، ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن الجعد، ثنا قتادة، ثنا عطاء بن أبي رباح، أنّ مولى لعبد الله بن عمرو حدّثه عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وفيه حماد بن الجعد هو الهذلي البصريّ ضعفه ابن معين والنسائي وأبو داود وليّنه أبو زرعة، وفيه جهالة مولي عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقد رُوي موقوفًا على عبد الله بن عمرو، رواه عبد الرزاق (٨٨٢٥) عن معمر، عن حوشب، عن عطاء بن أبي رباح، يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: «من طاف باليت، وصلى ركعتين لا يقول إلّا خيرًا كان كعدل رقبة».
وفي الباب ما رُوي عن عائشة أيضًا مرفوعًا: «إنّ الله يباهي بالطّائفين».
رواه أبو يعلى (٤٦٠٩)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٩١٦) في ترجمة محمد بن صبيح، وابن السماك، وابن عدي في «الكامل» (٥/ ١٩٩٢) في ترجمة عائذ بن نسير لبيان مناكيره، كلّهم من طريق عائذ بن نسير، عن عطاء، عن عائشة، فذكرته.
وعائذ بن نُسير منكر الحديث. قال يحيى: «ليس به بأس، ولكن روى حديث مناكير»، وفي رواية عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن سعيد: عائذ بن نسير كيف حديثه؟ قال: «ضعيف».
وأورد الذهبي هذا الحديث في «الميزان» في ترجمة عائذ بن نسير لبيان مناكيره.
وقال ابن عدي: وكلّ هذه الأحاديث غير محفوظة.
تنبيه: تحرّف في بعض المصادر «ابن نسير» إلى «ابن بشير».
وفي الباب ما رُوي عن داود بن عجلان، قال: «طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا أَتَيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ فَقَالَ: طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي مَطَرٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الطَّوَافَ أَتَيْنَا الْمَقَامَ فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، فَقَال لَنَا أَنَسٌ: «ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ«هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَطُفْنَا مَعَهُ فِي مَطَرٍ».
رواه ابن ماجه (٣١١٨) عن محمد بن أبي عمر العدنيّ، حدّثنا داود بن عجلان، فذكره.
وداود بن عجلان هو البلخيّ نزل مكة، قال ابن حبان: «يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة والأشياء الموضوعة» ثم ذكر هذا الحديث.
وضعّفه أيضًا ابن معين، وأبو داود، والبيهقي، والحاكم وغيرهم.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 86 من أصل 247 باباً
- 61 باب استحباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال بالحج والعمرة عند الركوب
- 62 باب الإهلال بالحج أو العمرة مستقبل القبلة
- 63 باب رفع الصوت بالإهلال بالحج أو بالعمرة أو بهما
- 64 باب صلاة النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بوادي العقيق عند الذهاب إلى الحجّ أو العمرة والرجوع منهما
- 65 باب في صيغة تلبية رسول الله ﷺ -
- 66 باب في استحباب رفع الصوت بالتلبية
- 67 باب ما جاء في فضل التلبية
- 68 باب من قال بقطع التلبية عند دخول مكة
- 69 باب استحباب الاستدامة على التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر
- 70 باب تخيير النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بالإفراد أو بالتمتع لمن لم يسق الهدي
- 71 باب ترغيب النبيّ ﷺ بسرف بالتمتع لمن ليس معه الهدي
- 72 باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي
- 73 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة للناس جميعًا إلى يوم القيامة لمن لم يسق الهدي، وأنه لم ينسخ
- 74 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -
- 75 باب استحباب إهلال المرء بالتمتع إلى الحج ّ
- 76 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ قارنًا
- 77 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ مفردًا
- 78 باب جواز القران بدون سوق الهدي من الميقات
- 79 باب من حوّل نيته من التمتع إلى القران قبل الشروع في الطواف
- 80 باب في أنّ المرأة المتمتعة إذا حاضت قبل الطّواف صارتْ مفردة أو قارنة
- 81 باب ما روي في رفع الأيدي وما يقال عند رؤية البيت
- 82 باب وجوب ستر العورة في الطّواف
- 83 باب أنّ الدّاخل إلى الحرم أوّل ما يفعل استلام الحجر ثم الطواف
- 84 باب في فضل الحجر الأسود والمقام
- 85 باب ذكر حطّ الخطايا باستلام الركنين اليمانيين
- 86 باب ما جاء في فضل الطّواف
- 87 باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير
- 88 باب استحباب استلام الركن اليماني ومسحه
- 89 باب ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجر
- 90 باب ما يدعو به بين الركن اليماني والحجر الأسود
- 91 باب إنّ الحجر الأسود يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ
- 92 باب السّجود على الحجر الأسود
- 93 باب في ترك استلام الحجر الأسود عند الزّحام
- 94 باب في طواف القدوم في الحجّ والعمرة
- 95 باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم
- 96 باب ما جاء في الحِجْر
- 97 باب ما روي في فضل النّظر إلى الكعبة
- 98 باب نقض الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم
- 99 باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ
- 100 باب ما جاء في الاضطباع في الطّواف
- 101 باب جواز الطواف راكبًا لمرض أو عذر، واستلام الحجر بمحجن وغيره، وتقبيله أو الإشارة إليه
- 102 باب جواز الكلام المباح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطواف
- 103 باب طواف النساء مع الرجال من غير اختلاط ما أمكن
- 104 باب جواز طواف المرأة عند إقامة الصلاة لعذر
- 105 باب أن الحائض تفعل كلَّ ما يفعله الحاجّ غير أنّها لا تطوف بالبيت
- 106 باب ما جاء أنّ الطواف توٌّ والسّعي توٌّ
- 107 باب لكلِّ سبعة أشواط ركعتان
- 108 باب استحباب صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، والقراءة فيهما بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾، ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)﴾
- 109 باب الطّواف بعد الصبح والعصر، وأداء ركعتي الطواف
- 110 باب من طاف بعد الصّبح ولم يصل ركعتي الطّواف حتى طلعت الشّمس، وأداؤهما في خارج الحرم
معلومات عن حديث: فضل الطواف
📜 حديث عن فضل الطواف
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ فضل الطواف من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث فضل الطواف
تحقق من درجة أحاديث فضل الطواف (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث فضل الطواف
تخريج علمي لأسانيد أحاديث فضل الطواف ومصادرها.
📚 أحاديث عن فضل الطواف
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع فضل الطواف.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب