فضل الحجر الأسود والمقام - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب في فضل الحجر الأسود والمقام

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشدّ بياضًا من اللّبن فسوّدته خطايا بني آدم».

صحيح: رواه الترمذيّ (٨٧٧) عن قتيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي: «حسن صحيح».
وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٣٣) ورواه من طريق جرير وزياد بن عبد الله - كلاهما عن عطاء بن السائب.
قال الأعظمي: وفيه عطاء بن السائب ممن اختلط، وجرير ممن رواه عنه بعد الاختلاط، ولكن رواه النسائيّ (٢٩٣٥)، والإمام أحمد (٢٧٩٥) كلاهما من حديث حماد، عن عطاء بن السائب، بإسناده، مثله.
إلا أنّ النسائي ذكره مختصرًا، وحماد هو ابن سلمة وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه؛ وبهذا يكون الإسناد صحيحا فإن عطاء بن السائب ثقة، وثَّقه الأئمة.
وروي بإسناد فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عنه، بلفظ: «الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسّه من رجس الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلّا برأ».
رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ١٤٦) قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٤٢): «وفيه محمد ابن أبي ليلى وفيه كلام».
وهو كما قال؛ فإنّ محمد بن أبي ليلى وصف بسوء الحفظ، وفي «التقريب»: «صدوق سيء الحفظ جدًا».
ومع ذلك قال المنذريّ في «الترغيب» (١٧٩٧): «رواه الطبراني في: الأوسط«و «الكبير» بإسناد حسن».
قوله: «كالمها» بالفتح أي في الصفا مثل البلورة.
وما ما رُوي عن أنس مرفوعًا: «الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة». ففيه داود بن الزّبرقان، قال الذهبي: «متروك». ومن طريقه رواه الحاكم (١/ ٤٥٦).
ورُوي عنه أيضًا موقوفًا: «الحجر الأسود من الجنة».
رواه الإمام أحمد (١٣٩٤٤) عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح، وروي مرفوعًا ولا يصح.
رواه البيهقي (٥/ ٧٥) وفيه عمر بن إبراهيم العبدي، عن قتادة، عن أنس، وفي حديثه عن قتادة مناكير كما قال الإمام أحمد، وفي غيره ثقة.
وفي الباب أحاديث أخرى كما ذكرها الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤٢) إلّا أنها كلها ضعيفة.
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».

حسن: رواه ابن خزيمة (٢٧٣١)، والحاكم (١/ ٤٥٦)، والبيهقي (٥/ ٧٥) كلّهم من حديث أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهريّ، عن مسافع بن شيبة الحجبي، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث تفرّد أيوب بن سويد عن يونس، وأيوب ممن لم يحتجا به إلا أنه من أجلّة مشايخ الشّام».
وقال ابن خزيمة: «هذا الخبر لم يسنده أحدٌ أعلمه من حديث الزهريّ غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه».
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل أسنده ايضًا أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، عن الزهري، وزاد فيه: «وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي». رواه البيهقيّ.
ووالد أحمد هو شبيب بن سعيد وهو لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه.
وهذا متابع قوي لأيوب بن سويد الذي غالب أهل العلم على تضعيفه إلّا قوله: «وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي» فإنّها زيادة منكرة، لم يتابع عليها.
وروي هذا الحديث من غير طريق الزهري من وجهين آخرين:
فرواه الترمذي (٨٧٨) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد بن زريع.
والإمام أحمد (٧٠٠) عن عفّان كلاهما -أعني يزيد وعفّان- عن رجاء أبي يحيى، عن مسافع ابن شيبة، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول (فذكر الحديث).
وفي مسند الإمام أحمد: أنشد بالله ثلاثًا، ووضع إصبعه في أذنيه: لسمعتُ رسول الله ﷺ وهو يقول (فذكره).
وهذا شاهد لحديث الزهري كما قال الحاكم أي متابعًا له.
وصحّحه النووي في «المجموع» (٨/ ٣٦) وقال: «رواه البيهقيّ بإسناد صحيح على شرط مسلم».
قال الترمذيّ: «وقد رُوي عن عبد الله بن عمرو موقوفًا».
قال الأعظمي: كذا قال أيضًا أبو حاتم في «العلل» (٨٩٩)، ولكن من رواية الزهري وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة. وقال: «وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي».
قال الأعظمي: وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (٢٧٣٢) من طريق أبي يحيى، وقال: «لست أعرف أبا رجاء
هذا بعدالة ولا جرح، ولست أحتجّ بخبر مثله».
فلعلّه لم يقف على كلام أبي حاتم، وكلام ابن معين الذي قال فيه: «ضعيف».
وأما قول أبي حاتم: «رواه الزهريّ وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة، عن عبد الله بن عمرو موقوف وهو أشبه».
فلعلّه يقصد ما رواه عبد الرزاق (٨٩٢١) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، قال: أخبرني مسافع الحجبي أنه سمع رجلًا يحدث عن عبد الله بن عمرو أنه قال (فذكر الحديث). وابن جريج مدلس وقد عنعن.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (٨٩١٥) عن ابن جريج قال: حدثني عطاء، عن عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار أنهما قالا: «لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلّا شفي، وما في الجنة شيء في الأرض إلا هو». وهذا إسناد صحيح؛ لأنّ ابن جريج صرّح به.
وقد جاء مرفوعًا عند البيهقي (٥/ ٧٥) من طريق مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو يرفعه مختصرًا، والله تعالى أعلم بالصّواب.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 84 من أصل 247 باباً

معلومات عن حديث: فضل الحجر الأسود والمقام

  • 📜 حديث عن فضل الحجر الأسود والمقام

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ فضل الحجر الأسود والمقام من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث فضل الحجر الأسود والمقام

    تحقق من درجة أحاديث فضل الحجر الأسود والمقام (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث فضل الحجر الأسود والمقام

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث فضل الحجر الأسود والمقام ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن فضل الحجر الأسود والمقام

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع فضل الحجر الأسود والمقام.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب