السجود على الحجر الأسود - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب السّجود على الحجر الأسود
حسن: رواه الدارميّ (١٩٠٧)، وابن خزيمة (٢٧١٤)، والبزار -كشف الأستار (١١١٤) - كلّهم من حديث أبي عاصم النّبيل، وأبو داود الطّيالسيّ (٨) كلاهما عن جعفر بن عبد الله بن عثمان، فذكره.
إلّا أنّ أبا داود نسب جعفر هذا إلى جده عثمان، كما أنّ البزار قال: جعفر بن محمد، وأنه أيضًا لم يذكر فيه ابن عباس.
وإسناده حسن من أجل الكلام في جعفر بن عبد الله بن عثمان وهو القرشيّ الحميديّ المكي، قال العقيليّ في الضعفاء (٢٢٨): «في حديثه وهم واضطراب». وساق الحديث من وجه آخر عن جعفر بن عبد الله ولكنه جعله من مسند ابن عباس ثم قال: «ورواه أبو عاصم، وأبو داود الطيالسيّ عن جعفر فقالا: عن ابن عباس، عن عمر مرفوعًا».
ثم رواه عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (٨٩١٢) - عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن عباد ابن جعفر أنه رأى ابن عباس قبّل الحجر وسجد عليه، وقال: «حديث ابن جريج أولى» انتهى.
قال الأعظمي: اختلف على جعفر بن عبد الله بن عثمان فمنهم من جعله من مسند ابن عباس، ومنهم من جعله من مسند عمر، والذي عليه الرواة الثقات عنه أنه من مسند عمر بن الخطاب مرفوعًا.
ومن قال غير ذلك فالوهم منه، فإن جعفر بن عبد الله بن عثمان وإن قال فيه العقيليّ في حديثه
وهم واضطراب، فقد وثقه الإمام أحمد وأبو حاتم، فلا يترك من حديثه ما اجتمع عليه الثقات، وقد يكون الوهم من دونه في جعل الحديث من مسند ابن عباس.
وأما ترجيح العقيليّ رواية ابن جريج الموقوفة على ابن عباس فترجيح بدون مرجّح فإنّ محمد ابن عباد بن جعفر لم يسأله لماذا يسجد عليه، وإنما يحكي ما رآه فقط، وهو لا يمنع أن يكون ما فعله مرفوعًا لو سئل لأجاب لا سيما قد جاء من طريق آخر أخرجه البيهقيّ (٥/ ٧٥) من طريق يحيى ابن سليمان الجعفيّ، ثنا يحيى بن يمان، ثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأيت النبيّ ﷺ يسجد على الحجر.
وقال: «لم يروه عن سفيان إلا ابن يمان، وابن أبي حسين هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين».
قال الأعظمي: وابن يمان مختلف فيه، فقال ابن معين: أرجو أن يكون صدوقًا.
وقال ابن المديني: كان فلج فتغيّر حفظه.
والظاهر أنه لم يخطئ في هذا الحديث لأنه تابعه فيه غيره في رفعه.
وبهذا تبين أنّ الحديث مرفوع، وهو لا ينزل عن درجة الحسن، والنّفس تطمئن أن يكون من مسند عمر بن الخطاب، ومن قال غير ذلك فإما اختصره أو وهم فيه كما وهم البعض في تعيين جعفر بن عبد الله بن عثمان فقال الحاكم في «المستدرك» (١/ ٤٥٥) بعد أن ساق الحديث من طريق أبي عاصم: جعفر بن عبد الله هو ابن الحكم.
وقال: «صحيح الإسناد» وهذا وهم منه، كما أن محقق مصنف عبد الرزاق أدخل بين محمد بن عباد وبين ابن عباس رجلًا كناه «أبا جعفر» وهذا كلّه وهم أو خطأ من النساخ كما وهم أبو يعلى (٢١٩) في نقله عن أبي داود الطيالسي، فلم يذكر بين محمد بن عباد وعمر بن الخطاب «ابن عباس» فصار الإسناد منقطعًا.
ولكن قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤١): عن ابن عمر قال: «رأيت عمر بن الخطاب قبّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبّله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ».
وقال: «رواه أبو يعلى بإسنادين، وفي أحدهما جعفر بن محمد المخزومي وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه البزار من الطريق الجيد».
قال الأعظمي: البزار أيضًا رواه من طريق جعفر بن محمد المخزوميّ كما سبق. وأما رواية أبي يعلى من طريق جعفر بن محمد ففيها انقطاع كما رأيت أو سقط، وهذا السقط ليس هو ابن عمر، بل هو ابن عباس.
وأمّا الرّواية الثانية عند أبي يعلى فهي كما يأتي من طريق ابن عمر، فالهيثمي وهو آخر من خلّط بين حديث ابن عباس وبين حديث ابن عمر والله المستعان.
وأمّا الرّواية الثانية التي أشار إليها الهيثميّ فهي ما رواه أبو يعلى (٢٢٠) عن زكريا بن يحيى زحموية الواسطيّ، حدّثنا عمر بن هارون، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن
أبيه، قال: رأيت عمر بن الخطّاب قبّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبّله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ صنع.
وعمر بن هارون هو البلخيّ، متروك.
وفيه ردّ على البزّار في قوله: «لا نعلمه عن عمر إلّا بهذا الإسناد».
فإنه روي عنه أيضًا بهذا الإسناد الثاني إلا أن يقال: إنه يقصد به الإسناد الصحيح.
وروي عن ابن عباس أيضًا قال: كان رسول الله ﷺ يقبّل الركن ويضع خده عليه. رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف كما قال الهيثمي في «المجمع».
ومعنى السجود على الحجر الأسود هو وضع الجبهة عليه كما ورد تفسيره في بعض الآثار، استحبه الشافعي وأحمد بعد التقبيل، وكرهه مالك، فلعله لم تبلغه هذه الآثار.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 92 من أصل 247 باباً
- 67 باب ما جاء في فضل التلبية
- 68 باب من قال بقطع التلبية عند دخول مكة
- 69 باب استحباب الاستدامة على التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر
- 70 باب تخيير النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بالإفراد أو بالتمتع لمن لم يسق الهدي
- 71 باب ترغيب النبيّ ﷺ بسرف بالتمتع لمن ليس معه الهدي
- 72 باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي
- 73 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة للناس جميعًا إلى يوم القيامة لمن لم يسق الهدي، وأنه لم ينسخ
- 74 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -
- 75 باب استحباب إهلال المرء بالتمتع إلى الحج ّ
- 76 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ قارنًا
- 77 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ مفردًا
- 78 باب جواز القران بدون سوق الهدي من الميقات
- 79 باب من حوّل نيته من التمتع إلى القران قبل الشروع في الطواف
- 80 باب في أنّ المرأة المتمتعة إذا حاضت قبل الطّواف صارتْ مفردة أو قارنة
- 81 باب ما روي في رفع الأيدي وما يقال عند رؤية البيت
- 82 باب وجوب ستر العورة في الطّواف
- 83 باب أنّ الدّاخل إلى الحرم أوّل ما يفعل استلام الحجر ثم الطواف
- 84 باب في فضل الحجر الأسود والمقام
- 85 باب ذكر حطّ الخطايا باستلام الركنين اليمانيين
- 86 باب ما جاء في فضل الطّواف
- 87 باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير
- 88 باب استحباب استلام الركن اليماني ومسحه
- 89 باب ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجر
- 90 باب ما يدعو به بين الركن اليماني والحجر الأسود
- 91 باب إنّ الحجر الأسود يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ
- 92 باب السّجود على الحجر الأسود
- 93 باب في ترك استلام الحجر الأسود عند الزّحام
- 94 باب في طواف القدوم في الحجّ والعمرة
- 95 باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم
- 96 باب ما جاء في الحِجْر
- 97 باب ما روي في فضل النّظر إلى الكعبة
- 98 باب نقض الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم
- 99 باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ
- 100 باب ما جاء في الاضطباع في الطّواف
- 101 باب جواز الطواف راكبًا لمرض أو عذر، واستلام الحجر بمحجن وغيره، وتقبيله أو الإشارة إليه
- 102 باب جواز الكلام المباح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطواف
- 103 باب طواف النساء مع الرجال من غير اختلاط ما أمكن
- 104 باب جواز طواف المرأة عند إقامة الصلاة لعذر
- 105 باب أن الحائض تفعل كلَّ ما يفعله الحاجّ غير أنّها لا تطوف بالبيت
- 106 باب ما جاء أنّ الطواف توٌّ والسّعي توٌّ
- 107 باب لكلِّ سبعة أشواط ركعتان
- 108 باب استحباب صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، والقراءة فيهما بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾، ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)﴾
- 109 باب الطّواف بعد الصبح والعصر، وأداء ركعتي الطواف
- 110 باب من طاف بعد الصّبح ولم يصل ركعتي الطّواف حتى طلعت الشّمس، وأداؤهما في خارج الحرم
- 111 باب استحباب الرجوع إلى الحجر الأسود لاستلامه بعد ركعتي الطواف
- 112 باب وجوب السَّعي بين الصَّفا والمروة في الحجّ والعمرة
- 113 باب كيف السّعي
- 114 باب السّعي في بطن المسيل بشدّة
- 115 باب أنّ السعي سبعةُ أشواط يبدأ بالصّفا وينتهي بالمروة
- 116 باب بقي النبيّ ﷺ في منزله بعد الطواف والسّعي ولم يرجع إلى الكعبة إلا لطواف الإفاضة
معلومات عن حديث: السجود على الحجر الأسود
📜 حديث عن السجود على الحجر الأسود
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ السجود على الحجر الأسود من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث السجود على الحجر الأسود
تحقق من درجة أحاديث السجود على الحجر الأسود (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث السجود على الحجر الأسود
تخريج علمي لأسانيد أحاديث السجود على الحجر الأسود ومصادرها.
📚 أحاديث عن السجود على الحجر الأسود
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع السجود على الحجر الأسود.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب