حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: طُفْتُ مَعَ عبد الله بن عمرو بن العاص فَلَمَّا جِئْنَا دُبُرَ الْكَعْبَةِ، قُلْتُ: أَلا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَأَقَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَفْعَلُهُ.

حسن: رواه أبو داود (١٨٩٩) من طريق عيسي بن يونس، وابن ماجه (٢٩٦٢) من طريق عبد الرزاق - كلاهما عن المثنى بن الصباح، قال: حدّثني عمرو بن شعيب، به، فذكره، واللفظ لأبي داود.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: طُفْتُ مَعَ عبد الله بن عمرو بن العاص فَلَمَّا جِئْنَا دُبُرَ الْكَعْبَةِ، قُلْتُ: أَلا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَأَقَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَفْعَلُهُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه:

نص الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: طُفْتُ مَعَ عبد الله بن عمرو بن العاص فَلَمَّا جِئْنَا دُبُرَ الْكَعْبَةِ، قُلْتُ: أَلا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَأَقَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَفْعَلُهُ.

1. شرح المفردات:


● طُفْتُ: أديت الطواف حول الكعبة.
● دُبُرَ الْكَعْبَةِ: مؤخرة الكعبة، أي الجانب الغربي منها المقابل للركن اليماني.
● تَتَعَوَّذُ: تطلب العوذ والتحصين بالله من الشرور.
● اسْتَلَمَ الْحَجَرَ: لمس الحجر الأسود بيده تقبيلاً أو إشارة.
● بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ: المكان بين الركن اليماني وباب الكعبة.
● بَسَطَهُمَا: مدَّ ذراعيه وكفيه.

2. شرح الحديث:


يصف الصحابي عمرو بن شعيب أنه كان يطوف مع عبد الله بن عمرو بن العاص حول الكعبة، فلما وصلا إلى الجانب الغربي منها (دبر الكعبة) - وهو مكان لا يرى فيه الكعبة مباشرة - سأله: "ألا تتعوذ؟" أي ألا تطلب الحماية والاعتصام بالله في هذا الموضع؟ فأجابه عبد الله بن عمرو بقوله: "نعوذ بالله من النار"، ثم أكمل طوافه حتى وصل إلى الحجر الأسود فاستلمه (لمسه أو أشار إليه).
ثم وقف بين الركن اليماني وباب الكعبة، ووضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه على الجدار (أو على المقام) وبسطهم بسطًا كاملاً، ثم قال: "هكذا رأيت رسول الله ﷺ يفعله". وهذا يدل على أن عبد الله بن عمرو كان يقتدي بالنبي ﷺ في هذا الفعل.

3. الدروس المستفادة منه:


● الاقتداء بالنبي ﷺ: حرص الصحابة على نقل أفعال النبي ﷺ بدقة، وتعليمها للأجيال اللاحقة.
● التعوذ بالله في الأماكن المباركة: الاستعاذة بالله من النار وغيرها من الشرور في الأماكن المقدسة مثل الكعبة.
● الالتزام بسنن الطواف: مثل استلام الحجر الأسود، والدعاء في المواضع المستحبة.
● التواضع والخضوع لله: وضع الصدر والوجه والذراعين على الجدار يدل على الخشوع والتذلل لله تعالى.
● أهمية التعليم العملي: عبد الله بن عمرو لم يقتصر على القول، بل بيَّن الفعل عمليًا كما رآه من النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي، وغيرهم.
- الموضع بين الركن اليماني وباب الكعبة يسمى "المستجار" أو "ملتزم الكعبة"، وهو مكان مستحب للدعاء والالتزام بالكعبة والتضرع إلى الله.
- فعل عبد الله بن عمرو يدل على استحباب الالتزام بالكعبة في هذا الموضع، والدعاء فيه بخشوع وتذلل.
- التعوذ بالله من النار من الأدعية المستحبة، خاصة في الأماكن المقدسة التي تزيد فيها بركة الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨٩٩) من طريق عيسي بن يونس، وابن ماجه (٢٩٦٢) من طريق عبد الرزاق - كلاهما عن المثنى بن الصباح، قال: حدّثني عمرو بن شعيب، به، فذكره، واللفظ لأبي داود.
وفي لفظ ابن ماجه، قال: طفتُ مع عبد الله بن عمرو، فلما فرغنا من السّبع ركعنا في دبر
الكعبة، فقلت: (فذكره).
ووقع عنده: عن أبيه، عن جدّه. وهو الصّواب في حديث عبد الرزاق كما في «مصنفه» (٩٠٤٣)، وكذلك رواه أيضًا الدارقطني.
ويؤيّد هذا ما رواه عبد الرزاق أيضًا عن ابن جريج قال: قال عمرو بن شعيب: طاف محمد -جدّه- مع أبيه عبد الله بن عمرو، فلما كان سبعها، قال محمد لعبد الله حيث يتعوّذون: فاستعذ، فقال عبد الله: أعوذ بالله من الشيطان، فلما استلم الرّكن تعوّذ بين الرّكن والباب، وألصق جبهته وصدره بالبيت ثم قال: رأيتُ رسول الله ﷺ يصنع ذلك.
وإسناده حسن، والمثنى بن الصبّاح ضعيف، ولكن يقويه الطريق الثاني طريق ابن جريج.
وقوله: «عن أبيه» قال المنذريّ في «المختصر»: «هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، وقد سمع من عبد الله بن عمرو على الصّحيح، ووقع في كتاب ابن ماجه: عن أبيه، عن جدّه. فيكون شعيب ومحمد طافًا جميعا مع عبد الله».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد أخرج الأزرقي في «أخبار مكة» (١/ ٣٤٩) من طريق ابن جريج، والمثنى بن الصبّاح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، أنه قال: «طاف محمد بن عبد الله مع أبيه عبد الله بن عمرو» فذكره.
وفي الباب ما روي عن عبد الرحمن بن صفوان، قال: «لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَكَّةَ قُلْتُ: لأَلْبَسَنَّ ثِيَابِي -وَكَانَتْ دَارِي عَلَى الطَّرِيقِ- فَلأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَانْطَلَقْتُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ خَرَجَ مِن الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَقَد اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِن الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ، وَقَدْ وَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ وَسْطَهُمْ».
رواه أبو داود (١٨٩٨)، والإمام أحمد (١٥٥٥٢)، وصحّحه ابن خزيمة (٣٠١٧) كلّهم من حديث جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان، فذكره.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشميّ مولاهم، جمهور أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
ومن نكارته سؤال عبد الرحمن بن صفوان لعمر بن الخطاب: «وكيف صنع رسول الله ﷺ حين دخل الكعبة؟ قال: صلّى ركعتين».
رواه أحمد (١٥٥٥٣) من وجه آخر عن جرير، بإسناده.
ولم يرد في الرِّوايات الصّحيحة أن عمر كان ممن دخل البيت حتى يُسأل: كيف صنع رسول الله ﷺ.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس قال: سمع النبيّ ﷺ رجلًا بين الباب والركن وهو يقول: «اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال: «ما هذا؟ «، فقال: حملني رجل أن أدعو له ها هنا، فقال: «قد غُفر لصاحبك».
رواه الفاكهيّ في: أخبار مكة (١/ ١٧٧) وفيه الحارث بن عمران الجعفري المدني، قال ابن
حبان: «كان يضع الحديث على الثقات»، وقال الدارقطني: «متروك»، وهو من رجال «التهذيب»، قال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف».
وكذلك لا يصح ما روي عن محمد بن عبد الله بن السائب، عن أبيه أنه كان يقود ابن عباس، فيقيمه عند الشّقة الثالثة مما يلي الرّكن الذي يلي الحجر مما يلي الباب، فيقول له ابنُ عباس: «أُنبئت أنّ رسول الله ﷺ كان يصلي هنا؟ فيقول: نعم. فيقوم فيصلي».
رواه أبو داود (١٩٠٠)، والنسائي (٢٩٢١) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، حدّثنا السائب بن عمرو المخزوميّ، حدثني محمد بن عبد الله بن السائب، فذكره. ومحمد هذا مجهول، قاله أبو حاتم.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ قال: «ما بين الركن والباب ملتزم من دعا مِنْ ذي حاجة أو كربة أو ذي غمّة فرّج عنه بإذن الله».
رواه الطبرانيّ في «الكبير» (١١/ ٣٢١)، وابن عدي في «الكامل» واللفظ له. وفيه عباد بن كثير الثقفيّ البصريّ متروك. قال أحمد: «روى أحاديث كذب». وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤٦).
وروي عن ابن عباس بأسانيد أخرى كلّها هالكة. وروي عنه موقوفًا بإسناد صحيح.
رواه عبد الرزاق (٩٠٤٧) عن ابن عيينة، عن عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: «هذا الملتزم بين الركن والباب».
وروى عبد الرزاق (٩٠٤٥) بسند صحيح عن مجاهد قال: «جئتُ ابن عباس وهو يتعوّذ بين الرّكن والباب».
ورواه البيهقي (٥/ ١٦٤) من حديث أبي الزبير عنه: أنه كان يلزم ما بين الركن والباب، ويقول: «ما بين الركن والباب يدعى الملتزم لا يلزم ما بينهما أحدٌ يسأل الله شيئًا إلّا أعطاه إياه».
قال النوويّ في «المجموع» (٨/ ٢٦١): «رواه البيهقيّ موقوفًا على ابن عباس بإسناد ضعيف» ثم قال: «وقد سبق مرّات أن العلماء متفقون على التّسامح في الأحاديث الضّعيفة في فضائل الأعمال ونحوها مما ليس في الأحكام» انتهى.
ورُوي عن هشام بن عروة، عن أبيه: «أنه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه».
وقال منصور: سألت مجاهدًا: إذا أردت الوداعَ كيف أصنع؟ قال: «تطوف بالبيت سبعًا، وتصلي ركعتين خلف المقام، ثم تأتي زمزم فتشرب من مائها، ثم تأتي الملتزم ما بين الحجر والباب، فتستلمه، ثم تدعو، ثم تسألُ حاجتك، ثم تستلم الحجر وتنصرف».
واستحبّ الشافعيّ للحاج إذا طاف للوداع أن يأتي الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار، فيجعل اليمني مما يلي الباب، واليسرى مما يلي الحجر الأسود، ويدعو بما أحبّ من أمر الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في «مجموع الفتاوى» (٢٦/ ١٤٢ - ١٤٣): «إن أحبَّ أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحجر الأسود والباب، فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه، ويدعو، ويسأل الله تعالي حاجته فَعَلَ ذلك. وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع؛ فإنّ هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره. والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة» إلى أن قال: «ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسنًا».
واختلف عن ابن عمر ﵄: هل كان يلزم شيئًا من البيت؟ فالصّحيح الذي رواه عبد الرزاق (٩٠٥١) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عنه: «أنه ما كان يلزم شيئًا من البيت».
وما رواه عبد الرزاق (٩٠٥٠) عن ابن جريج، قال: حُدِّثتُ عن ابن عمر: «أنه كان يتعوّذ بين الرّكن والباب» ففيه انقطاع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

  • 📜 حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نَعُوذُ بِاللهِ مِن النَّارِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب