من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -
فالله تعالى يأمر بإتمام الحجّ والعمرة، وثبت من السنة المتواترة أنّ النبيّ ﷺ أمر بفسخ الحجّ إلى العمرة فدفعا للتعارض بين الآية وقول النبي ﷺ قالوا: هذا خاص لأصحاب النبيّ ﷺ، ويبقى إتمام الحجّ والعمرة لغيرهم إلى يوم القيامة، ويدل عليه عمل الخلفاء الراشدين غير علي بن أبي طالب، ومن بعدهم من التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين. وقالوا: إنّ السبب في ذلك أنهم كانوا في الجاهلية يعتقدون أن التمتع بالعمرة إلى الحجّ من أفجر الفجور، فأمرهم النبيّ ﷺ بفسخ الحجّ إلى العمرة ليبيّن جواز العمرة في أشهر الحجّ وقد حصل معرفة ذلك، فلا حاجة بعد ذلك إلى الفسخ. ولكن التمتع رخصة للمبتدأ بها توفيقًا بين أقاويل الصحابة. ولولا علمهم بأن ذلك خاص للركب الذين كانوا مع النبيّ ﷺ لم يقدموا على تغيير حكم الشريعة، ولم يطاوعهم المسلمون على ذلك، ولا يجوز لمسلم أن يظن بهم ذلك. انظر: «شرح العمدة» (١/ ٤٩٦).
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦٤١)، ومسلم في الحج (١٢٣٥) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشيّ أنه سأل عروة بن الزبير، فأخبره.
وهذا لفظ البخاريّ. وفي حديث مسلم قصة في أوله.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٢٤) من طرق، عن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره.
قوله: «كانت المتعة في الحج» أي فسخ الحجّ إلى العمرة. وإلا فأصل المتعة في كتاب الله. قال الأثرم في «سننه»: «وذكر لنا أحمد بن حنبل أن عبد الرحمن بن مهدي حدّثه عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبي إبراهيم التيمي، عن أبي ذر في متعة الحج كانت لنا خاصة. فقال أحمد بن حنبل: رحم الله أبا ذر، هي في كتاب الله عز وجل: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ﴾». انظر: «زاد المعاد» (٢/ ١٩٤).
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٢٢٤: ١٦٢) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير، عن فضيل، عن زُبيد، عن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: قال أبو ذرّ، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء، قال: «أتيت إبراهيم النخعيّ وإبراهيم التيميّ، فقلت: إنّي أهم أن أجمع العمرة والحجّ العام؟ فقال إبراهيم النخعيّ: لكن أبوك لم يكن ليَهُمَّ بذلك».
قال قتيبة: حدّثنا جرير، عن بيان، عن إبراهيم التيمي، أنه مر بأبي ذرّ بالرّبذة، فذكر ذلك فقال: «إنما كانت لنا خاصة دونكم».
رواه مسلم عن قتيبة بإسناده.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٧) من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، سمعت قتادة يحدِّث عن أبي نَضرة (هو المنذر بن مالك بن قُطعة)، به، فذكره.
وزاد مسلم في رواية من طريق همّام، حدّثنا قتادة، به، عن عمر أنه قال: «فافصلُوا حجَّكم من
عمرتكم، فإنّه أتمَّ لحجِّكم وأتمَّ لعمرتكم».
ورواه مسلم أيضًا (١٢٤٩) من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي نضرة، قال: «كنتُ عند جابر بن عبد الله، فأتاه آتٍ فقال: إنّ ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله ﷺ، ثم نهانا عنهما عمر فلم نعُدْ لهما».
قوله: «المتعتين» أي متعة الحج، ومتعة النساء.
وفي رواية عند الإمام أحمد (٣٦٩) من طريق همام، حدثنا قتادة بإسناده قال جابر: «تمتعنا مع رسول الله ﷺ ومع أبي بكر، فلما ولي عمر بن الخطاب خطب الناس فقال: إنّ القرآن هو القرآن، وإنّ رسول الله ﷺ هو الرسول، وإنّهما كانتا متعتان على عهد رسول الله ﷺ إحداهما متعة الحجّ، والأخرى متعة النساء».
وقد صحَّ عن عثمان أيضًا أنّه سئل عن متعة الحجّ فقال: «كانت لنا، وليست لكم». رواه سعيد ابن منصور في «سننه».
وقد ثبت النّهي أيضًا عن معاوية، وابن الزبير وغيرهم من الصحابة عن متعة الحجّ وكراهتهم لها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «ومعلوم أن التمتع بالعمرة إلى الحجّ لا يكره بالاتفاق، فيجب حمل نهيهم على متعة الفسخ، ورخصة المتعة المبتدأة توفيقًا بين أقاويلهم».
قال ابن أبي مليكة: فخصمه عروة.
حسن: رواه الطبراني في «الأوسط» (٢١) عن أحمد بن عبد الوهاب، حدثنا أبي (هو عبد الوهاب بن نجدة الحوطيّ)، حدثنا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبْلة، عن ابن أبي مليكة الأعمى، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن حمير، وهو ابن أنيس السلميّ الحمصيّ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وقد حسّن إسناده أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٣٣٤).
قال الأعظمي: إذا صحّ هذا علم باليقين بأن الإفراد والقران والتمتع بالعمرة إلى الحجّ كلّها جائزة وهو أمر لا خلاف بين الأمّة، وإنما انحصر الخلاف بينهم في الأفضل منها:
١ - فذهب مالك والشافعي إلى أن الإفراد أفضل.
٢ - وذهب الإمام أحمد إلى أن التمتع بالعمرة إلى الحجّ هو الأفضل.
٣ - وذهب أبو حنيفة إلى أنّ القران أفضل.
ولكلّ أدلة مبسوطة في كتب الفقه.
وأمّا ما روي عن الحارث بن بلال بن الحارث، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت فسخ الحجّ في العمرة لنا خاصة؟ أم للناس عامة؟ فقال رسول الله ﷺ: «بل لنا خاصة» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٨٠٨)، والنسائيّ (٢٨٠٨)، وابن ماجه (٢٩٨٤) كلّهم من طريق عبد العزيز بن محمد وهو الدّراورديّ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (١٥٨٥٣)، والحاكم (٣/ ٥١٧). وإسناده ضعيف كما قال الإمام أحمد: «أنه حديث لا يثبت».
وقد سأله ابنه عبد الله عن هذا الحديث فقال: «لا أقول به، لا يعرف هذا الرجل (يعني الحارث ابن بلال) هذا حديث ليس إسناده بالمعروف، ليس حديث بلال بن الحارث عندي يثبت».
وقال الدّارقطني: «تفرّد به ربيعة بن عبد الرحمن، عن الحارث، عن أبيه، وتفرّد به عبد العزيز الدّراورديّ عنه».
وقال المنذريّ: «والحارث هو ابن بلال بن الحارث شبه المجهول».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن سعيد بن المسيب: «أنّ رجلًا من أصحاب النبيّ ﷺ أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فشهد عنده أنه سمع رسول الله ﷺ في مرضه الذي قُبض فيه ينهى عن العمرة قبل الحجّ».
رواه أبو داود (١٧٩٣) عن أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيوة، أخبرني أبو عيسى الخراسانيّ، عن عبد الله بن القاسم، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قال ابن القيم في «تهذيب السنن»: «هذا الحديث باطل. ونُقل عن ابن حزم قوله: «هذا حديث في غاية الوهي والسقوط؛ لأنه مرسل عمن لم يسم، وفيه أيضًا ثلاثة مجهولون: أبو عيسى الخراساني، وعبد الله بن القاسم، وأبوه (كذا قال). وقال عبد الحقّ: هذا منقطع ضعيف الإسناد» انتهى.
وقال الخطّابي: «في إسناد هذا الحديث مقال، وقد اعتمر رسول الله ﷺ عمرتين قبل حجّه، والأمر الثابت المعلوم لا يترك بالأمر المظنون، وجواز ذلك إجماع من أهل العلم لم يذكر فيه خلاف».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي الشيخ الهُنَّائي قرأ على أبي موسى الأشعريّ، أنّ معاوية بن أبي سفيان قال لأصحاب النبيّ ﷺ: «هل تعلمون أن رسول الله ﷺ نهي عن كذا وكذا، وعن ركوب جلود النمور؟ قالوا: نعم. قال: فتعلمون أنه نهى أن يقرن بين الحج والعمرة؟ فقالوا: أما هذا فلا، فقال: أما إنها معهن ولكنكم نسيتُم».
رواه أبو داود (١٧٩٤) عن موسي بن أبي سلمة، حدّثنا حماد، عن قتادة، عن أبي شيخ الْهُنائيّ
- حيوان بن خلدة ممن قرأ على أبي موسى الأشعريّ من أهل البصرة -أنّ معاوية بن أبي سفيان، فذكره.
قال عبد الحقّ: «لم يسمع أبو شيخ من معاوية هذا الحديث، وإنما سمع منه: «النّهي عن ركوب جلود النّمور» فأما النهي عن القران فسمعه من أبي حسان، عن معاوية. ومرة يقول: عن أخيه حمان، ومرة يقول: جمان، وهم مجهولون».
وقال ابن القطّان: «يرويه عن أبي شيخ رجلان قتادة ومطرف، لا يجعلان بين أبي شيخ ومعاوية أحدًا، ورواه عنه بيهس بن فهدان، فذكر سماعه من معاوية لفظ النهي عن ركوب جلود النمور خاصة».
قال الحافظ ابن القيم: «وقال غيره: أبو شيخ هذا لم نعلم عدالته وحفظه، ولو كان حافظًا لكان حديثه هذا معلوم البطلان، إذ هو خلاف التواتر عن رسول الله ﷺ من فعله وقوله، فإنه أحرم قارنًا رواه عنه ستة عشر نفسًا من أصحابه». وأطال الكلام في ردّه. انظر: «مختصر تهذيب السنن».
وبيّن علّله أيضًا المنذريّ في مختصره، وقال الخطابي: جواز القران بين الحج والعمرة إجماع من الأمة، ولا يجوز أن يتفقوا على جواز شيء منهي عنه».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 74 من أصل 247 باباً
- 49 باب التجارة في الحج ّ
- 50 باب النهي عن الرفث والفسوق في الحج
- 51 المحرم يؤدّب غلامه ومن تحت يده
- 52 باب وقت خروج النبيّ ﷺ وأصحابه من المدينة عام حجّة الوداع
- 53 باب وقت دخول النبيّ ﷺ إلى مكة عام حجة الوداع
- 54 باب نزول النبيّ ﷺ بذي طوى والمبيت بها حتى يصبح إذا دخل مكة
- 55 باب الاغتسال ودخول مكة بالنهار
- 56 باب دخول النبيّ ﷺ مكة ليلًا
- 57 باب دخول النبي ﷺ مكة من أعلاها، وخروجه من أسفلها
- 58 باب مكان نزول النبيّ ﷺ بمكة في حجة الوداع
- 59 باب صفة حجّة النبيّ ﷺ كما رواها جابر بن عبد الله
- 60 باب ما جاء من أين أهلّ النبيّ ﷺ ومتي؟
- 61 باب استحباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال بالحج والعمرة عند الركوب
- 62 باب الإهلال بالحج أو العمرة مستقبل القبلة
- 63 باب رفع الصوت بالإهلال بالحج أو بالعمرة أو بهما
- 64 باب صلاة النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بوادي العقيق عند الذهاب إلى الحجّ أو العمرة والرجوع منهما
- 65 باب في صيغة تلبية رسول الله ﷺ -
- 66 باب في استحباب رفع الصوت بالتلبية
- 67 باب ما جاء في فضل التلبية
- 68 باب من قال بقطع التلبية عند دخول مكة
- 69 باب استحباب الاستدامة على التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر
- 70 باب تخيير النبيّ ﷺ في ذي الحليفة بالإفراد أو بالتمتع لمن لم يسق الهدي
- 71 باب ترغيب النبيّ ﷺ بسرف بالتمتع لمن ليس معه الهدي
- 72 باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي
- 73 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة للناس جميعًا إلى يوم القيامة لمن لم يسق الهدي، وأنه لم ينسخ
- 74 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -
- 75 باب استحباب إهلال المرء بالتمتع إلى الحج ّ
- 76 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ قارنًا
- 77 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ مفردًا
- 78 باب جواز القران بدون سوق الهدي من الميقات
- 79 باب من حوّل نيته من التمتع إلى القران قبل الشروع في الطواف
- 80 باب في أنّ المرأة المتمتعة إذا حاضت قبل الطّواف صارتْ مفردة أو قارنة
- 81 باب ما روي في رفع الأيدي وما يقال عند رؤية البيت
- 82 باب وجوب ستر العورة في الطّواف
- 83 باب أنّ الدّاخل إلى الحرم أوّل ما يفعل استلام الحجر ثم الطواف
- 84 باب في فضل الحجر الأسود والمقام
- 85 باب ذكر حطّ الخطايا باستلام الركنين اليمانيين
- 86 باب ما جاء في فضل الطّواف
- 87 باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير
- 88 باب استحباب استلام الركن اليماني ومسحه
- 89 باب ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجر
- 90 باب ما يدعو به بين الركن اليماني والحجر الأسود
- 91 باب إنّ الحجر الأسود يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ
- 92 باب السّجود على الحجر الأسود
- 93 باب في ترك استلام الحجر الأسود عند الزّحام
- 94 باب في طواف القدوم في الحجّ والعمرة
- 95 باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم
- 96 باب ما جاء في الحِجْر
- 97 باب ما روي في فضل النّظر إلى الكعبة
- 98 باب نقض الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم
معلومات عن حديث: من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ
📜 حديث عن من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ
تحقق من درجة أحاديث من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ
تخريج علمي لأسانيد أحاديث من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ ومصادرها.
📚 أحاديث عن من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من قال إن فسخ الحج إلى العمرة كان خاصا لأصحاب رسول الله ﷺ .
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب