الحج الأكبر بأنه يوم النحر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الحجّ الأكبر بأنهّ يوم النّحر
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية (٣١٧٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، أخبرنا حُميد بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة قال (فذكره).
ورواه الشيخان -البخاري في التفسير (٤٦٥٧)، ومسلم في الحج (١٣٤٧) - من وجهين آخرين عن ابن شهاب الزهري. وفيه التصريح من حُميد بن عبد الرحمن: يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة.
وهذا يشعر بأنّ قوله: «يوم النّحر يوم الحجّ الأكبر» مدرج من قول حُميد بن عبد الرحمن. ولكن رواه أبو داود (١٩٤٦) من طريق شعيب بإسناده، فزاد في آخره: ويوم الحجّ الأكبر يوم النّحر، والأكبر الحج«مشعر بأنه مرفوع.
والصّحيح أنه مدرج كما في الصحيحين من التصريح من حميد بن عبد الرحمن، وهو الذي رجّحه أيضًا الحافظ ابن حجر في: فتحه (٨/ ٣٢١) فقال: «وقوله: «ويوم الحج الأكبر يوم النّحر» هو قول حميد بن عبد الرحمن استنبطه من قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ
الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾. ومن مناداة أبي هريرة بذلك بأمر أبي بكر يوم النّحر، فدلّ على أنّ المراد بيوم الحجّ الأكبر يوم النّحر» انتهى.
هذا الحديث مما ذكره الطّحاويّ في مشكل الآثار كما قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣١٨) وقال: قال الطّحاويّ: «هذا مشكل؛ لأنّ الأخبار في هذه القصّة تدلّ على أنّ النبيّ ﷺ بعث أبا بكر بذلك، ثم أتبعه عليًّا فأمره أن يؤذّن، فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي؟» ثم أجاب بما حاصله: إنّ أبا بكر كان الأمير على الناس في تلك الحجّة بلا خلاف، وكان علي هو المأمور بالتّأذين بذلك. وكأنّ عليًّا لم يطق التّأذين بذلك وحده، واحتاج إلى من يعينه على ذلك، فأرسل معه أبو بكر أبا هريرة وغيره ليساعدوه على ذلك.
ثم ساق من طريق المحرز بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: «كنت مع علي حين بعثه النبيّ ﷺ ببراءة إلى أهل مكة. فكنتُ أنادي معه بذلك حتى يصحل صوتي، وكان ينادي قبلي حتى يعيى» أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٩)، وابن حبان (٣٨٢٠)، وغيرهما. انظر: شرح مشكل الآثار (٩/ ٢٢٥ - ٢٢٧).
صحيح: رواه أبو داود (١٩٤٥)، وابن ماجه (٣٠٥٨)، وصححّه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقيّ (٥/ ١٣٩) من حديث هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعًا يحدّث عن ابن عمر، فذكره. واللّفظ لأبي داود.
ولفظ ابن ماجه والحاكم أطول منه، فإنهما ذكرا خطبة النبيّ ﷺ كاملة. وعلّقه البخاريّ (١٧٤٢) عن هشام بن الغاز.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السّياقة، وأكثر هذا المتن مخرّج في الصحيحين إلا قوله: «إنّ يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر». فإنّ الأقاويل فيه عن الصّحابة والتابعين ﵃ على خلاف بينهم فيه. فمنهم من قال: يوم عرفة، ومنهم من قال: يوم النحر».
وهشام بن الغاز هو الجرشي الشامي وهو ثقة، وثقه ابن معين، وقال أحمد: صالح الحديث.
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٥٨٨) عن وكيع، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الطيب، قال: حدثني رجل من أصحاب النبيّ ﷺ في غرفتي هذه، حسبتُ قال (فذكره).
وإسناده صحيح. عمرو بن مرة هو ابن عبد الله بن طارق الجملي المرادي من رجال الجماعة.
ومرة الطيب هو ابن شراحيل الهمداني أبو إسماعيل الكوفيّ، يقال له: مرة الطيب من رجال الجماعة.
وفي الباب ما رُوي عن عمرو بن الأحوص، أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله ﷺ فحمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ، ثم قال: «أي يوم أحْرم؟ أيّ يوم أحرم؟ أيّ يوم أحرم؟» قال: فقال الناسُ: يوم الحجّ الأكبر يا رسول الله، قال (فذكر بقية الحديث).
رواه الترمذيّ (٣٠٨٧) عن الحسن بن علي الخلال، حدّثنا حسين بن علي الجعفيّ، عن زائدة، عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، فذكره.
وسليمان بن عمرو «مقبول» كما في التقريب. وقال ابن القطان: «مجهول». والحديث رواه أبو داود، وابن ماجه أيضًا في خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع. انظر فيه مزيدًا من التخريج.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، قال: سألتُ رسول الله ﷺ عن يوم الحجّ الأكبر؟ فقال: «يوم النّحر».
رواه الترمذيّ (٣٠٨٨) عن عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
ورواه أيضًا من حديث سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: «يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر».
قال الترمذيّ: «هذا الحديث أصحّ من حديث محمد بن إسحاق؛ لأنّه رُوي من غير وجه هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفًا. ولا نعلم أحدًا رفعه إلّا ما رُوي عن محمد بن إسحاق. وقد روى شعبة هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مرة، عن الحارث، عن علي، موقوفًا».
قال الأعظمي: مع وقفه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ففيه أبو إسحاق مختلط ومدلّس، وشيخه الحارث وهو ابن عبد الله الأعور الهمدانيّ فيه كلام معروف، وقد رُمي بالكذب.
هذا وقد اختلف أهل العلم في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾. فقيل: هو يوم عرفة، وقيل: يوم النّحر، وقيل: أيام الحجّ كلّها. ونسب هذه الأقوال ابنُ جرير في تفسيره إلى أصحابها، ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصّحة عندنا قولُ من قال: ﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾ يوم النحر؛ لتظاهر الأخبار عن جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسولُ الله ﷺ من الرّسالة إلى المشركين وتلا عليهم»براءة«يوم النّحر ....». تفسير الطبري (١١/ ٣٣٦).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 190 من أصل 247 باباً
- 165 باب بيان أن الجمار ترمي بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة
- 166 باب استقبال جمرة العقبة عند الرمي وجعل الكعبة عن اليسار ومني عن اليمين
- 167 باب رمي الجمار راكبًا وماشيًا
- 168 باب رفع اليدين بالدّعاء عند الجمرتين الدنيا والوسطى دون جمرة العقبة
- 169 باب ما جاء في فضل الرّمي
- 170 باب ما جاء في سبب رمي الجمرات
- 171 باب ما جاء في حلق رسول الله ﷺ رأسه في حجّة الوداع وتقسيم شعره بين الناس
- 172 باب ما جاء في دعاء النبيّ ﷺ للمحلِّقين بالرّحمة ثلاث مرّات وللمقصِّرين مرة واحدة
- 173 باب ليس على النّساء حلق
- 174 باب من السنة ترتيب أعمال الحج يوم النّحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق ثم يفيض
- 175 باب جواز تقديم بعض أعمال الحجّ على بعض يوم النّحر
- 176 باب أنّ من ساق الهدي لا يحلق رأسه حتى ينحر
- 177 باب بماذا يحصل التحلل الأوّل
- 178 باب ما جاء في طواف الإفاضة يوم النّحر وهل منْ لم يطُفْ يوم النّحر يعود محرمًا؟
- 179 باب ترك الرّمل في طواف الزّيارة
- 180 باب ما جاء في شرب ماء زمزم وصبه على الرّأس للحاج والمعتمر وغيرهما وأنه ماء مبارك، ويستشفى به
- 181 باب ما جاء في حمل ماء زمزم وإهدائه
- 182 باب الشرب في الطّواف
- 183 باب ما جاء في سقاية النّبيذ وغيره للحجاج والمعتمرين
- 184 باب وجوب السّعي على المتمتع بعد طواف الإفاضة بخلاف القارن فإن عليه سعيًا واحدًا
- 185 باب رمي الجمار الثلاثة أيام التّشريق وكيفية ذلك والوقت المختار له
- 186 باب المبيت بمنى أيام التشريق والرّخصة لأصحاب السّقاية ورعاة الإبل وغيرهم في المبيت بمكة وغيرها
- 187 باب الرّخصة لرعاة الإبل أن يؤخِّروا رمي اليوم الحادي عشر إلى الثاني عشر وأن يرموا بالليل.
- 188 باب ما جاء في طواف الوداع
- 189 باب سقوط طواف الوداع عن الحائض
- 190 باب ما جاء في الحجّ الأكبر بأنهّ يوم النّحر
- 191 باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع
- 192 باب ما جاء في عدد حجّات النبيّ ﷺ -
- 193 باب مكان نزول النبيّ ﷺ مكة بعد رجوعه من منى
- 194 باب أداء النبيّ ﷺ الصلوات في مكان نزوله بالمحصّب بوم النّفر
- 195 باب نزول النبيّ ﷺ بالمحصّب ليس من السنة
- 196 باب من قال: إن النزول بالمحصّب من السنة
- 197 باب الإدلاج من المحصّب
- 198 باب ما يقال إذا رجع من الحجّ أو العمرة
- 199 باب نزول النبيّ ﷺ بذي الحليفة والصّلاة بها لما رجع من مكة
- 200 باب جواز الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد قضاء نسكه ثلاث ليال
- 201 باب فضيلة الصلاة في المسجد الحرام
- 202 باب الصّلاة في الكعبة
- 203 باب من قال: لم يصل النبيّ ﷺ في الكعبة
- 204 باب إنّ النبيّ ﷺ لم يدخل البيت في عمرته
- 205 باب الصّلاة في الحجر
- 206 باب استحباب زيارة المدينة للصّلاة في مسجد النبيّ ﷺ ثم من أتى المدينة يستحب له إتيان قبر النبيّ ﷺ وصاحبيه، وقبور شهداء أحد والبقيع للسّلام عليهم
- 207 باب إتيان مسجد قباء للصلاة فيه
- 208 باب التعجيل في الرّجوع إلى البلد بعد انقضاء مناسك الحجّ
- 209 باب من أفسد حجَّه بالجماع
- 210 باب ما يفعل من نسي أو ترك شيئا من نسكه
- 211 باب وجوب الهدي على المتمتّع والقارن، والصّوم لمن لم يجد الهدي ثلاثة أيام في الحجّ وسبعة إذا رجع إلى أهله
- 212 باب المراد بالهدي الغنم والبقر والإبل
- 213 باب ما جاء في هدايا رسول الله ﷺ في حجّة الوداع والحديبية
- 214 باب ما جاء في ذبح النبيّ ﷺ بقرة عن نسائه في حجّة الوداع
معلومات عن حديث: الحج الأكبر بأنه يوم النحر
📜 حديث عن الحج الأكبر بأنه يوم النحر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الحج الأكبر بأنه يوم النحر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الحج الأكبر بأنه يوم النحر
تحقق من درجة أحاديث الحج الأكبر بأنه يوم النحر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الحج الأكبر بأنه يوم النحر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الحج الأكبر بأنه يوم النحر ومصادرها.
📚 أحاديث عن الحج الأكبر بأنه يوم النحر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الحج الأكبر بأنه يوم النحر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب