حديث: يوم الحج الأكبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحجّ الأكبر بأنهّ يوم النّحر

عن ابن عمر، أنّ النبيّ ﷺ وقف يوم النّحر بين الجمرات في الحجّة التي حجّ، فقال: «أيّ يوم هذا؟». قالوا: يوم النّحر. قال: «هذا يوم الحجّ الأكبر».

صحيح: رواه أبو داود (١٩٤٥)، وابن ماجه (٣٠٥٨)، وصححّه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقيّ (٥/ ١٣٩) من حديث هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعًا يحدّث عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، أنّ النبيّ ﷺ وقف يوم النّحر بين الجمرات في الحجّة التي حجّ، فقال: «أيّ يوم هذا؟». قالوا: يوم النّحر. قال: «هذا يوم الحجّ الأكبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ: أي توقف وتواجد النبي ﷺ في ذلك الموقف العظيم.
● بَيْنَ الجَمَرَاتِ: الجمرات هي الأماكن التي يرمي فيها الحجاج الحصى في منى (الجمرة الصغرى، الوسطى، والعقبة). والمقصود هنا أنه كان في منطقة منى.
● يَوْمَ النَّحْرِ: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى، وفيه ذبح الهدي والأضاحي، وفيه أعمال الحج الكبرى مثل رمي جمرة العقبة والحلق والطواف.
● يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ: هو اليوم الذي تكتمل فيه أعمال الحج الأساسية والأعظم شأناً.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ في حجة الوداع - التي هي أكمل حجة وأتمها - وقف بين الحجاج في منى في اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر)، وسألهم سؤالاً للتذكير والتأكيد على عظمة هذا اليوم: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟».
فأجابوه بأنه يوم النحر، فأعلن لهم ﷺ وحثهم على التعظيم والاهتمام بقوله: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ».
لماذا سماه "يوم الحج الأكبر"؟
لعدة أسباب ذكرها العلماء، منها:
● اجتماع أعظم أعمال الحج فيه: ففيه رمي جمرة العقبة، ونحر الهدي، والحلق أو التقصير، والطواف (طواف الإفاضة أو الزيارة)، والسعي بين الصفا والمروة. فهذه الأركان العظيمة تتركز في هذا اليوم.
● تميزه عن يوم عرفة: فبينما يوم عرفة هو ركن الحج الأعظم (الحج عرفة)، فإن يوم النحر هو اليوم الذي تُكمل فيه باقي المناسك وتُحل فيه أغلب محظورات الإحرام، فهو يوم اكتمال النسك.
● التأكيد على عظمته وحرمته: ليهتم الحجاج بأداء مناسكهم على أكمل وجه، ويُدركوا أنهم في يوم عظيم من أيام الله تعالى.

3. الدروس المستفادة منه:


1- التعليم بأسلوب السؤال والجواب: استعمل النبي ﷺ أسلوباً تربوياً رفيعاً لشد انتباه السامعين وتثبيت المعلومة في أذهانهم، وهو أسلوب نافع في الدعوة والتعليم.
2- بيان عظمة يوم النحر: يجب على المسلم أن يعظم هذا اليوم ويستشعر فضله، فهو من الأيام الفاضلة التي أقسم الله بها في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]، وهي أيام العشر من ذي الحجة.
3- الحث على الاهتمام بأعمال هذا اليوم: على الحاج أن يحرص على إتمام مناسك هذا اليوم على الوجه الأكمل الذي بينه النبي ﷺ، من رمي وحلق وذبح وطواف.
4- أن الحج لا يكمل إلا بهذه الأعمال: فمن ترك شيئاً منها لم يتم حجه على الوجه المطلوب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن "يوم الحج الأكبر" هو يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، وليس يوم عرفة، وهو قول جمهور العلماء.
- سمي "الأكبر" تمييزاً له عن يوم عرفة الذي يسمى أحياناً "يوم الحج" أو يشترك معه في التسمية، لكن يوم النحر هو اليوم الذي تُظهر فيه شعائر الله كاملة.
- ينبغي للمسلم سواء كان حاجاً أم لا، أن يعظم هذا اليوم بالتقرب إلى الله تعالى بالذكر والتكبير والتهليل، وبذبح الأضحية تقرباً إلى الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٩٤٥)، وابن ماجه (٣٠٥٨)، وصححّه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقيّ (٥/ ١٣٩) من حديث هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعًا يحدّث عن ابن عمر، فذكره. واللّفظ لأبي داود.
ولفظ ابن ماجه والحاكم أطول منه، فإنهما ذكرا خطبة النبيّ ﷺ كاملة. وعلّقه البخاريّ (١٧٤٢) عن هشام بن الغاز.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السّياقة، وأكثر هذا المتن مخرّج في الصحيحين إلا قوله: «إنّ يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر». فإنّ الأقاويل فيه عن الصّحابة والتابعين ﵃ على خلاف بينهم فيه. فمنهم من قال: يوم عرفة، ومنهم من قال: يوم النحر».
وهشام بن الغاز هو الجرشي الشامي وهو ثقة، وثقه ابن معين، وقال أحمد: صالح الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 529 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم الحج الأكبر

  • 📜 حديث: يوم الحج الأكبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوم الحج الأكبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوم الحج الأكبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوم الحج الأكبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب