فضل الشهادة في سبيل الله تعالى - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «والذي نفسي بيده، لا يُكْلم أحدٌ في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكلم في سبيله - إِلَّا جاء يوم القيامة، وجُرحه يثعبُ دما، اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريحُ المسك».

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٢٩) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة .. فذكره. ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٠٣) من طريق مالك، به مثله.
ورواه مسلم في الإمارة (١٨٧٦: ١٠٥) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد به، مثله.
عن أبي هريرة قال: سمعت النَّبِيّ ﷺ يقول: «والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثمّ أحيا ثمّ أقتل ثمّ أحيا، ثمّ أقتل ثمّ أحيا، ثمّ أقتل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٧٩٧) من طريق الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره. ورواه مسلم في الإمارة (١٨٧٦) من وجوه أخرى عن أبي هريرة.
عن أنس بن مالك، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ما أحد يدخل الجنّة يحب أن يرجع إلى الدُّنيا وله ما على الأرض من شيء إِلَّا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدُّنيا فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨١٧)، ومسلم في الإمارة (١٨٧٧: ١٠٩) كلاهما عن محمد بن بشار - وزاد مسلم: محمد بن المثنى - ثنا محمد بن جعفر غُندر، ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة قال: سمعت أنس بن مالك. فذكره.
عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بالرجل من أهل الجنّة فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي ربّ خير منزل فيقول: سَلْ وتمنَّ، فيقول: أسألك أن تردني إلى الدُّنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة».

صحيح: رواه النسائيّ (٣١٦٠)، وأحمد (١٢٣٤٢)، والحاكم (٢/ ٧٥) من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره .. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
عن ابن أبي عميرة: أن رسول الله ﷺ قال: «ما من الناس من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وأن لها الدُّنيا وما فيها غير الشهيد».
قال ابن أبي عميرة قال رسول الله ﷺ: «ولأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر».

حسن: رواه النسائيّ (٣١٥٣)، وأحمد (١٧٨٩٤) من طريقين عن بقية، حَدَّثَنِي بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ابن أبي عميرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه حسن الحديث إذا صرَّح بالتحديث. وابن أبي عميرة اسمه عبد الرحمن وقد اختلف في صحبته والأرجح أن له صحبة.
عن عبادة بن الصَّامت أن رسول الله ﷺ قال: «ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير، تحب أن ترجع إليكم، ولها الدُّنيا إِلَّا القتيل فإنه يحب أن يرجع، فيقتل مرة أخرى».

حسن: رواه النسائيّ (٣١٥٩) من طريق محمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع، حَدَّثَنَا زيد بن واقد، عن كثير بن مرة، عن عبادة بن الصَّامت .. فذكره.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (٤٠١) من طريق الهيثم بن حمجد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير به. فزاد بين زيد بن واقد وبين كثير بن مرة: سليمان بن موسى. فكأنه وقع سقط في إسناد النسائيّ. والله أعلم.
ورواه أحمد (٢٢٧١٠) من طريق ابن جريج قال: وقال سليمان بن موسى أيضًا: حَدَّثَنَا كثير بن مرة به.
وإسناده حسن من أجل سليمان بن موسى - وهو الأشدق - فإنه حسن الحديث.
عن سمرة، قال النَّبِيّ ﷺ: «رأيت اللية رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسنُ وأفضلُ، لم أرَ قطُّ أحسن منها قالا: أما هذه الدار فدار الشهداءُ».

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٧٩١)، عن موسى، حَدَّثَنَا جرير، حَدَّثَنَا أبو رجاء، عن سمرة. فذكره.
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنّة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثمّ يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد».

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٢٨) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة .. فذكره. ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٢٦) من طريق مالك، به.
ورواه مسلم في الإمارة (١٨٩٠: ١٢٨) من طريق سفيان، عن أبي الزّناد به، نحوه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما يجد الشهيد من مسّ القتل إِلَّا كما يجد أحدكم من مسّ القرصة».

حسن: رواه الترمذيّ (١٦٦٨)، والنسائي (٣١٦١)، وابن ماجة (٢٨٠٢)، وأحمد (٧٩٥٣)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٦٥٥) كلّهم من طريق محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، (هو السمان)، عن أبي هريرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقوله: «القرصة» بفتح القاف وسكون الراء من القرص، قال في القاموس: القرص أخذك لحم إنسان بأصبعيك حتَّى تولمه، ولسع البراغيث.
عن أبي أمامة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأمّا الأثران: فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله».

حسن: رواه الترمذيّ (١٦٦٩)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٠٨) من طريق يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا الوليد بن جميل، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم أبي عبد الرحمن فإنه حسن الحديث، ومن أجل الوليد بن جميل الفلسطيني قال ابن المديني: تُشبه أحاديثه أحاديث القاسم أبي عبد الرحمن، ورضيه. وقال البخاريّ: مقارب الحديث. وقال أبو داود: ليس به بأس.
وقال الترمذيّ: هذا حديث حسن غريب.
عن معاذ بن جبل أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة وجبتْ له الجنّة. ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثمّ مات أو قتل فله أجر شهيد. ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك. ومن جرح جرحا في سبيل الله، فعليه طابع الشهداء».

حسن: رواه النسائيّ (٣١٤١)، والبيهقي (٩/ ١٧٠) من طريق حجَّاج بن محمد (وهو المصيصي) - والترمذي (١٦٥٤، ١٦٥٧) مفرقا، وأحمد (٢٢١١٦)، والحاكم (٢/ ٧٧) مختصرًا
من طريق روح بن عبادة - وابن ماجة (٢٧٩٢) مختصرًا من طريق الضَّحَّاك بن مخلد - وأحمد (٢٢٠١٤، ٢٢١١٦) من طريق عبد الرزّاق - (وهو في مصنفه ٩٥٣٤)، ومحمد بن بكر - خمستُهم عن ابن جريج قال: حَدَّثَنَا سليمان بن موسى قال: حَدَّثَنَا مالك بن يخاير أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله ﷺ يقول فذكره، والسياق للنسائي.
وإسناده حسن من أجل سليمان بن موسى - وهو الأشدق - فإنه حسن الحديث، وقد ثبت سماعه من مالك بن يخامر كما في رواية الجماعة.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».
وخالف هولاء الجماعة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاريّ، فرواه عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه، عن معاذ.
أخرج روايته ابن حبَّان (٣١٨٥)، والبيهقي (٩/ ١٧٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي عنه به مختصرًا.
وقال الدَّارقطنيّ: «تفرّد به أبو إسحاق الفزاريّ، فإن كان حفظ، فقد أغرب به، لا أعلم حدّث به عن أبي إسحاق كذلك غير محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي» اهـ علل الدَّارقطنيّ (٦/ ٥٣).
قال الأعظمي: الأنطاكي هذا ذكره ابن حبَّان في ثقاته (٩/ ٨٧) وقال: ربما أخطأ.
وقال الخطيب في تاريخه (٢/ ٣١٠): ثقة.
ورواية الجماعة أولى بالصواب، ولا سيما أن جميعهم أثبتوا سماع سليمان بن موسى من مالك بن يخامر.
وفيه ردٌّ على من زعم أن في الإسناد انقطاعا. والله أعلم.
ورواه أبو داود (٢٥٤١) من طريق بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول، إلى مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم فذكر نحوه.
وخالف بقية زيد بن يحيى بن عبيد فرواه عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل. زاد فيه كثير بن مرة.
روايته عند أحمد (٢٢١١٠)، وابن حبَّان (٣١٩١، ٤٦١٨).
والصواب أن القول قول زيد بن يحيى؛ فإنه أحفظ من بقية، وبقية موصوف بالتدليس أيضًا وقد عنعن.
وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث. وللحديت طرق أخرى، وما ذكرتها أصحها.
عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله ﷺ قال: «للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنّة ويجار من عذاب القبر، ويأمن
من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه».

حسن: رواه ابن ماجة (٢٧٩٩) عن هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عَيَّاش، حدتني بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عَيَّاش فإنه حسن الحديث إذا روى عن أهل بلده الشاميين، وبحير بن سعد حمصي ثقة.
وتقدم الكلام عليه في كتاب الجنائز، باب ما جاء أن الشهيد لا يفتتن في قبره.
عن قيس الجذامي رجل كانت له صحبة قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «يعطى الشهيد ست خصال: عند أول قطرة من دمه يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنّة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الايمان».

حسن: رواه أحمد (١٧٨٨٣) عن زيد بن يحيى الدّمشقيّ قال: حَدَّثَنَا ابن ثوبان عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي .. فذكره.
وإسناده حسن وهو مخرج في كتاب الجنائز.
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إِلَّا الشهيد؟ قال: «كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة».

صحيح: رواه النسائيّ (٢٠٥٣) عن إبراهيم بن الحسن قال: حَدَّثَنَا حجَّاج عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، أن صفوان بن عمرو حدَّثه عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ .. فذكره. وإسناده صحيح وهو مخرج في الجنائز.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «الشهداء على بارق نهر بباب الجنّة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنّة بكرة وعشيا».

حسن: رواه أحمد (٢٣٩٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٩٩)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٦٥٨)، والحاكم (٢/ ٧٤) كلّهم من طرق عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي الحارث بن فضيل الأنصاريّ، عن محمود بن لبيد الأنصاريّ، عن ابن عباس .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقال ابن كثير في تفسيره (٢/ ١٦٤): «هو إسناد جيد».
وأمّا الحاكم فقال: «حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم».
عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ﷺ: «أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف فلا يلفتون وجوههم حتَّى يقتلوا، أولئك يتلبطون في
الغرف العلى من الجنّة، ينظر إليهم ربَّك، إن ربَّك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم».

حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (٢٦٨٤ - مجمع البحرين) عن عليّ بن سعيد حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويّ، حَدَّثَنَا عمي عنبسة بن سعيد، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعيّ، عن عروة بن رويم، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخدريّ. فذكره. وإسناده حسن من أجل عليّ بن سعيد وهو الرازي وعروة بن رويم فإنهما حسنا الحديث.
وقال المنذري في الترغيب (٢١٥٢): «رواه الطبرانيّ بإسناد حسن».
عن نعيم بن همّار أنّ رجلًا سأل النبيَّ ﷺ: أيُّ الشّهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يُلْقَوا في الصّف لا يلفتون وجوهَهُم حتَّى يُقْتَلوا، أو يَتَلَبَّطُون في الغرف العُلى من الجنّة، ويضحك إليهم ربُّك، وإذا ضحك ربُّك إلى عبد في الدُّنيا فلا حساب عليه».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٤٧٦)، وأبو يعلى (٦٨٥٥)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢٢٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٨٦)، والآجريّ في الشّريعة (٦٥٠) كلّهم من طرق عن إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار .. فذكره.
وإسماعيل بن عَيَّاش صدوق في روايته عن الشّاميين من أهل بلده، وهذا منها.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
عن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله ﷺ: «يُشفّع الشهيد في سبيعن من أهل بيته».

حسن: رواه أبو داود (٢٥٢٢) عن أحمد بن صالح المصريّ، حَدَّثَنَا يحيى بن حسان، حَدَّثَنَا الوليد بن رباح الذماريّ، حَدَّثَنِي عمي نمران بن عتبة الذَّماريّ قال: دخلنا على أم الدّرداء ونحن أيتام فقالت: أبشروا فإني سمعت أبا الدّرداء يقول .. فذكره. ثمّ قال أبو داود: صوابه: «رباح بن الوليد».
وإسناده حسن من أجل نمران بن عتبة ذكره ابن حبَّان في الثّقات، وأخرج له في صحيحه (٤٦٦٠)، وهو من شيوخ حريز بن عثمان، وشيوخه كلّهم ثقات.
وفي الباب عن عمر بن الخطّاب يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتَّى قتل فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا» ورفع رأسه حتَّى وقعت قلنسوته، قال: فما أدري أقلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النَّبِيّ ﷺ؟ قال: «ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية. ورجل مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتَّى قتل فذلك في الدرجة الثالثة. ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتَّى قتل فذلك في الدرجة الرابعة».
رواه الترمذيّ (١٦٤٤)، وأحمد (١٤٦، ١٥٠) من طرق عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار،
عن أبي يزيد الخولانيّ، أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت عمر بن الخطّاب يقول فذكره.
وفي إسناده أبو يزيد الخولاني - وهو المصري الكبير - لم يُذكر في ترجمته فيمن روى عنه غير عطاء بن دينار، وقال الذّهبيّ: لا يعرف. وقال ابن حجر: مجهول.
وفيه أيضًا ابن لهيعة، وفيه كلام معروف لكن روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك في الجهاد (١٢٦)، وعبد الله بن وهب كما في علل ابن أبي حاتم (١/ ٣٤٦)، وعبد الله بن يزيد المقرئ أبو عبد الرحمن كما عند أبي يعلى (٢٥٢)، ورواية العبادلة عن ابن لهيعة مقبولة.
وقال الترمذيّ: «حسن غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث عطاء بن دينار» اهـ.
وقال في العلل الكبير (٢/ ٧٠٩): «سألت محمدًا هل روى هذا الحديث غير ابن لهيعة؟ قال: نعم رواه سعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار إِلَّا أنه يقول: عن أشياخ من خولان، ولا يقول فيه: عن أبي يزيد. فقلت له: أبو يزيد الخولاني ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه». اهـ
وقوله: «طلح» شجرة من شجر العضاه ترعاه الإبل.
وقوله: «سهم غرب» أي لا يعرف راميه.
وأما ما رُوي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ قال: ذكر الشهداء عند النَّبِيّ ﷺ فقال: «لا تجف الأرض من دم الشهيد حتَّى تبتدره زوجتاه، كأنما ظئران أضلتا فصيليهما في بَراحٍ من الأرض، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدُّنيا وما فيها». فإسناده ضعيف. رواه ابن ماجة (٢٧٩٨)، وأحمد (٧٩٥٥، ٩٥٢٠) من طريق ابن عون (وهو عبد الله)، عن هلال بن أبي زينب، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة .. فذكره.
وفي إسناده شهر بن حوشب، وفيه كلام معروف، وهو حسن الحديث عنديّ، لكن أنكر عليه هذا الحديث، فقد كان ابن عون - وهو راوي هذا الحديث - يضعفه بشهر فقد ذكر ابن عدي في الكامل (٤/ ١٣٥٥) عن عمرو بن عليّ (الفلاس) قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب .. وذكر الحديث المذكور فقال: ما تصنع بشهر؟ إن شعبة قد ترك شهرًا.
ثمّ في حديثه هذا نكارة واضحة فإن هذا المعنى لم يذكر في أثر آخر مع كثرته في فضل الشهيد والشهادة.
وأمّا هلال بن أبي زينب فلم يرو عنه إِلَّا ابن عون ولم يذكر المزي توثيق أحد من الأئمة ولذا قال ابن حجر «مجهول» ولكن وجد في رواية الدوري (٤٠٣٢) أن ابن معين قال: ثقة يرُوي عنه ابن عون فقط.
ثمّ اختلف في رفعه ووقفه على هلال إِلَّا أن الدَّارقطنيّ في العلل (١١/ ٣٠) صوّب الرفع، ورجَّح غيره الوقف.
وقوله: «أضلّتا فصيليْهما» أي غيّبتا رضيعيهما.
وقوله: «البراح» هو المتسع من الأرض الذي لا زرع فيه ولا شجر.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 134 من أصل 150 باباً

معلومات عن حديث: فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

  • 📜 حديث عن فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ فضل الشهادة في سبيل الله تعالى من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

    تحقق من درجة أحاديث فضل الشهادة في سبيل الله تعالى (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث فضل الشهادة في سبيل الله تعالى ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع فضل الشهادة في سبيل الله تعالى.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب