حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى
حسن: رواه النسائيّ (٣١٤١)، والبيهقي (٩/ ١٧٠) من طريق حجَّاج بن محمد (وهو المصيصي) - والترمذي (١٦٥٤، ١٦٥٧) مفرقا، وأحمد (٢٢١١٦)، والحاكم (٢/ ٧٧) مختصرًا
من طريق روح بن عبادة - وابن ماجة (٢٧٩٢) مختصرًا من طريق الضَّحَّاك بن مخلد - وأحمد (٢٢٠١٤، ٢٢١١٦) من طريق عبد الرزّاق - (وهو في مصنفه ٩٥٣٤)، ومحمد بن بكر - خمستُهم عن ابن جريج قال: حَدَّثَنَا سليمان بن موسى قال: حَدَّثَنَا مالك بن يخاير أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله ﷺ يقول فذكره، والسياق للنسائي.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الشريف: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. وَمَنْ سَأَلَ اللَّهُ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ. وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نُكْبَةً فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرَ مَا كَانَتْ لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ. وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ».
(رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني)
1. شرح المفردات:
● فَوَاقَ نَاقَةٍ: الفَواق هو الوقت القصير بين حَلْبَتَي الناقة، أي المدة التي تستغرقها الناقة لتملأ ضرعها باللبن مرة أخرى بعد حلبها. وهو比喻 على وقت قصير جداً، قد لا يتجاوز دقائق أو ساعة.
● وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ: أي استحقت له الجنة وصارت لازمة له.
● سَأَلَ اللَّهُ الْقَتْلَ: دعا الله تعالى بأن يميته شهيداً في سبيله.
● مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ: أي بدافع من نفسه وإخلاصه، لا رياء ولا سمعة.
● نُكِبَ نُكْبَةً: أصيب بمصيبة أو أذى أثناء الجهاد، ككسر عظم أو سقوط عن دابة.
● كَأَغْزَرَ مَا كَانَتْ: أي تأتي الجراحة في أشد حالاتها ووضوحها، غزيرة الدماء.
● طَابَعُ الشُّهَدَاءِ: علامة الشهداء وسمتهم، وهي أنهم يبعثون يوم القيامة بجراحهم يثعبون دماً، له لون الدم وريح المسك.
2. شرح الحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم فضل الجهاد في سبيل الله وعلو منزلة المجاهدين، حتى إن من قاتل وقتاً قصيراً جداً ("فواق ناقة") يضمن له الجنة، وهذا من أعظم البشارات للمجاهدين.
ثم يذكر ﷺ نوعاً آخر من أنواع الشهادة، وهي شهادة النية والإخلاص، فمن تمنى الموت في سبيل الله بإخلاص وصدق، ثم مات على فراشه، فإنه ينال أجر الشهيد كاملاً، وذلك لصدق نيته وإخلاصه لله تعالى.
أما الجزء الثالث من الحديث، فيتحدث عن عظمة الجزاء للجراح التي يتعرض لها المجاهد في سبيل الله، حيث أن هذه الجراح التي قد ينساها الإنسان أو تندمل في الدنيا، ستظهر يوم القيامة في أبهى صورة، بلون الزعفران الجميل وريح المسك الطيب، شاهدة له عند ربه بما قدّم.
ويختم ﷺ بأن كل من جرح في سبيل الله، فهو من المشمولين بخصائص الشهداء وعلاماتهم.
3. الدروس المستفادة منه:
1- عظم فضل الجهاد في سبيل الله: حيث أن القتال ولو لفترة قصيرة جداً يوجب الجنة، مما يدل على أن هذه الطاعة من أعظم القربات إلى الله تعالى.
2- النية الصادقة أساس قبول العمل: فمن نوى نية صادقة للشهادة في سبيل الله، ولم تتاح له الفرصة، فإن الله تعالى يكتب له أجر ما نوى كاملاً. وهذا من رحمة الله تعالى وفضله على عباده.
3- أن الجزاء من جنس العمل: فالمجاهد الذي يسكب دمه ويجرح جسده في سبيل إعلاء كلمة الله، يجزيه الله بأن يجعل دمه وجراحه نوراً وعبيراً يوم القيامة، وهي أعظم موقف يتعرض فيه الإنسان.
4- التساوي بين المجاهد الذي قتل والذي جرح: فكلاهما من الشهداء، وإن اختلفت منازلهم في الجنة، كما جاء في أحاديث أخرى.
5- الحث على الصبر على الأذى في سبيل الله: فما يصيب المجاهد من جراح ونكبات هي في الحقيقة كنوز تدخر له يوم القيامة، وتكون سبباً في علو درجاته.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر سعة رحمة الله تعالى وفضله على هذه الأمة، حيث جعل أبواب الخير والثواب العظيم متاحة حتى ببذل القليل من الجهد مع الإخلاص.
- الشهادة أنواع ودرجات، كما بين النبي ﷺ في أحاديث أخرى، منها الشهيد في المعركة، والشهيد الذي يموت بالطاعون، والشهيد الذي يموت غرقاً، وغيرها. وهذا الحديث يضيف نوعاً جديداً هو من تمنى الشهادة بصدق.
- الحديث يدل على أن أجر الشهيد لا يقتصر على من قتل في ساحة القتال فقط، بل يمتد ليشمل كل من بذل وسعه وجاهد بنيته أو ببدنه.
نسأل الله تعالى أن يكتب لنا الشهادة في سبيله، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نب
تخريج الحديث
من طريق روح بن عبادة - وابن ماجة (٢٧٩٢) مختصرًا من طريق الضَّحَّاك بن مخلد - وأحمد (٢٢٠١٤، ٢٢١١٦) من طريق عبد الرزّاق - (وهو في مصنفه ٩٥٣٤)، ومحمد بن بكر - خمستُهم عن ابن جريج قال: حَدَّثَنَا سليمان بن موسى قال: حَدَّثَنَا مالك بن يخاير أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله ﷺ يقول فذكره، والسياق للنسائي.
وإسناده حسن من أجل سليمان بن موسى - وهو الأشدق - فإنه حسن الحديث، وقد ثبت سماعه من مالك بن يخامر كما في رواية الجماعة.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».
وخالف هولاء الجماعة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاريّ، فرواه عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه، عن معاذ.
أخرج روايته ابن حبَّان (٣١٨٥)، والبيهقي (٩/ ١٧٠) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي عنه به مختصرًا.
وقال الدَّارقطنيّ: «تفرّد به أبو إسحاق الفزاريّ، فإن كان حفظ، فقد أغرب به، لا أعلم حدّث به عن أبي إسحاق كذلك غير محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي» اهـ علل الدَّارقطنيّ (٦/ ٥٣).
قال الأعظمي: الأنطاكي هذا ذكره ابن حبَّان في ثقاته (٩/ ٨٧) وقال: ربما أخطأ.
وقال الخطيب في تاريخه (٢/ ٣١٠): ثقة.
ورواية الجماعة أولى بالصواب، ولا سيما أن جميعهم أثبتوا سماع سليمان بن موسى من مالك بن يخامر.
وفيه ردٌّ على من زعم أن في الإسناد انقطاعا. والله أعلم.
ورواه أبو داود (٢٥٤١) من طريق بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول، إلى مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم فذكر نحوه.
وخالف بقية زيد بن يحيى بن عبيد فرواه عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل. زاد فيه كثير بن مرة.
روايته عند أحمد (٢٢١١٠)، وابن حبَّان (٣١٩١، ٤٦١٨).
والصواب أن القول قول زيد بن يحيى؛ فإنه أحفظ من بقية، وبقية موصوف بالتدليس أيضًا وقد عنعن.
وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث. وللحديت طرق أخرى، وما ذكرتها أصحها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 366 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 341 فاطمة تسأل أبا بكر ميراثها من رسول الله
- 342 عطاء المحررين
- 343 أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير
- 344 صفية من الصفي
- 345 صفايا رسول الله الثلاث: بنو النضير وخيبر وفدك
- 346 كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر
- 347 من محمد رسول الله إلى بني زهير بن أقيش
- 348 أنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 349 أيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ولرسوله ثم...
- 350 لا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس
- 351 لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس...
- 352 إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 353 إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام
- 354 سهم ذي القربى لمن هو؟ قال: هو لنا لقربى رسول...
- 355 عمر بن الخطاب يقول: بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل...
- 356 لا يكلم أحد في سبيل الله جاء يوم القيامة وجرحه...
- 357 لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم ما تخلفت...
- 358 يتمنى الشهيد أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات
- 359 يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيسأل أن يرد إلى الدنيا...
- 360 ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم
- 361 من مات ولها عند الله خير تحب أن ترجع إلى...
- 362 دار الشهداء هي أحسن وأفضل دار
- 363 يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة
- 364 ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم...
- 365 قطرة من دموع في خشية الله
- 366 من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
- 367 للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة...
- 368 يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه
- 369 الشهيد معفى من فتنة القبر
- 370 الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء
- 371 أفضل الجهاد الذين يلتقون في الصف فلا يلفتون وجوههم.
- 372 الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
- 373 يُشفّع الشهيد في سبعين من أهل بيته
- 374 فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل
- 375 أول مشهد شهده رسول الله غيبت عنه
- 376 بعث النبي سبعين رجلاً يعلمون القرآن والسنة فقتلوا
- 377 أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمرة الجنة
- 378 أرواح الشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة
- 379 أرواح الشهداء في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة
- 380 الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال
- 381 من قتل في سبيل الله كفر الله عنه خطاياه إلا...
- 382 يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
- 383 أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله...
- 384 من قتل في سبيل الله صابرًا محتسبًا دخل الجنة إلا...
- 385 لو قتل في سبيل الله ثم عاش وعليه دين ما...
- 386 من مات مدينًا لم يُغفر له دينه
- 387 من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه
- 388 من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء
- 389 أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟
- 390 من أخّر غصن شوك عن الطريق فشكر الله له فغفر...
معلومات عن حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
📜 حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 18, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








