النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن زياد بن إسماعيل، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر المخزوميّ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو: «ما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ تخلفتُ فيه عن رسول اللَّه ﷺ ما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس، وتخلُّفي عنه».
حسن: رواه ابن ماجه (٨٥) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
قال البوصيريّ في زوائد ابن ماجه: «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من هذا الوجه بزيادة في آخره».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه الإمام أحمد (٦٦٦٨) عن أبي معاوية بإسناده، مثله، وقال فيه: «غبطت نفسي بمجلس فيه رسول اللَّه ﷺ لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أنّي لم أشهده».
ورواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٠٨) من وجه آخر عن حميد الطّويل، عن مطر الورّاق وداود ابن أبي هند بإسناده نحوه، وزاد في آخره: «انظروا ما أمرتُم به فاتبعوه، وما نُهيتُم عنه فاجتنبوه».
وله أسانيد أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحّها.
حسن: رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٣٥٠) عن الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن عنبة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الإسناد عنبسة وهو ابن عمرو، وقيل هو ابن مهران الحداد ترجمه العقيليّ في «الضعفاء» (١٤٠٣)، ونقل عن البخاريّ أنه لا يتابع على حديثه.
وعن العقيليّ نقل الحافظ ابن حجر في اللّسان (٤/ ٣٨٤).
ومن طريقه رواه البزار -كشف الأستار (٢١٧٨) -، والطبرانيّ في الأوسط (٥٩٠٩)، والحاكم (٢/ ٤٧٣)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٧١٦).
قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاريّ ولم يخرجاه».
وتعقبه الذهبي فقال: «عنبسة ثقة، ولكن لم يرويا له».
قال الأعظمي: عنبسة ليس من رجال البخاريّ، كما أنّه ليس بثقة، بل قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، وقال العقيليّ: عن الزهريّ يهم في حديثه. وقال البزّار: «لا نعلم رواه عن الزّهريّ إلّا عنبسة وهو لين الحديث، وقد تفرّد به عن الزّهريّ».
ولكن له طريق آخر رواه البزّار -الكشف (٢١٧٩) -، والعقيليّ في الضعفاء (١١٤٣)، والطبراني في الأوسط (٦٢٣٣) كلّهم من طريق عمر بن أبي خليفة، ثنا هشام -يعني ابن حسان-، عن محمد - يعني ابن سيرين، عن أبي هريرة، نحوه.
قال البزّار: «لا نعلم له طريقًا من جهة صحيحة غير هذا الطّريق، ولا رواه عن هشام إلّا عمرو».
وقال العقيليّ: «وهذا الحديث منكر»، وقال: «له رواية من غير هذا الوجه أيضًا ليّنة».
قال الأعظمي: مداره على عمر بن أبي خليفة قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث. «الجرح والتعديل» (٦/ ١٠٦).
وقال عمرو بن علي: حدّثنا عمر بن أبي خليفة من الثقات، ذكره المزيّ في «تهذيبه».
وقول الحافظ في التقريب: «مقبول». بل الصّواب أن يقول «صدوق».
وقد قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢٠٢): «رجال البزّار في أحد الإسنادين رجال الصّحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة».
وله طريق آخر: أخرجه العقيليّ في الضعفاء (١٤٠٣) عن إبراهيم بن يوسف، قال: حدّثنا سويد ابن سعيد، قال: حدّثنا الأغلب بن تميم، عن أبي خالد الخزاعيّ، عن الزّهريّ، قال: قال لي عمر ابن عبد العزيز: ردَّ على حديث النبيّ ﷺ في القدر، فقال: سمعتُ فلانًا الأنصاريّ يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «أُخِّر الكلامُ في القدر لشرار هذه الأمّة في آخر الزّمان».
قال العقيليّ: «هذا أولى». وأورده الذّهبي في «الميزان» (٣/ ٣٠٢) من طريق سويد بن سعيد، به، مثله وقال: «فهذا أشبه».
قال الأعظمي: إذا ضُمّ هذا إلى ما قبله كان للحديث قوة وأصل، وإن كان الأغلب بن تميم قد تكلَّم فيه غيرُ واحد من أهل العلم.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتّى احمرَّ وجهه حتّى كأنّما فُقئَ في وَجْنتيه الرّمانُ، فقال: «أبهذا أُمرتُم؟ ! أبهذا أُرسلتُ إليكم؟ !،
إنّما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمتُ عليكم ألّا تنازعوا فيه». فهو ضعيف.
رواه التّرمذيّ (٢١٣٣) عن عبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ البصريّ، حدّثنا صالح المرّي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث صالح المريّ، وصالح المريّ له غرائب ينفرد بها، لا يتابع عليها».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ صالحًا المريّ هو ابن بشير بن وادع أبو بشر البصريّ القاضي الزّاهد، قال ابن معين: ضعيف، أو قال: ليس بشيء، وقال أحمد: صاحب قصص يقص على النّاس، ليس هو صاحب حديث ولا إسناد، ولا يعرف الحديث. وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال النسائيّ: متروك.
وقال ابن عدي في «الكامل»: «صالح لا يقبل في هشام بن حسان؛ لأنّه يروي عنه بأحاديث بواطيل».
وأدخله ابن حبان في المجروحين (٤٨٨)، وأخرج الحديث المذكور من طريقه. وقال: «كان من عُبّاد أهل البصرة وقرّائهم، وهو الذي يقال له: «صالح القاصّ، وكان من أحزن أهل البصرة صوتًا، وأرقهم قراءة، غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم، فيجعله عن أنس، عن رسول اللَّه ﷺ. فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، واستحقّ التّرك عند الاحتجاج، وإن كان في الدّين مائلًا عن طريق الاعوجاج، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه». انتهى.
قال الأعظمي: فمثله لا يكون شاهدًا الحديث عمرو بن شعيب.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي ذر قال: «خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يتذاكرون شيئًا من القدر، فخرج مُغضبًا كأنّما فُقئ في وجهه حبّ الرمان، فقال: «أبهذا أُمرْتم؟، أو ما نُهيتُم عن هذا؟، إنّما هلكت الأمم قبلكم في هذا، إذا ذُكر القدر فأمْسكوا، وإذا ذُكر أصحابي فأمْسكوا، وإذا ذكرت النّجوم فأمْسكوا».
رواه ابن بطّة في الإبانة (١٢٧٥) عن أبي عبيد المحامليّ، قال: حدّثنا أبو غسان مالك بن خالد ابن أسد الواسطيّ، حدّثنا عثمان بن سعيد الخياط الواسطيّ، قال: حدّثنا الحكيم بن سنان، عن داود بن أبي هند، عن الحسن، عن أبي ذر، فذكره.
والحسن هو البصريّ مدلّس وقد عنعن. وفيه رجال لا أعرفهم.
وقد رُوي مثل هذا من حديث ابن مسعود، وثوبان، وابن عمر، وطاوس مرسلًا، وكلّها ضعيفة الأسانيد، قال ابن رجب: «رُوي من وجوه في أسانيدها كلّها مقال».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من تكلَّم في شيء من القدر سُئل عنه يوم القيامة، ومن لم يتكلّم فيه لم يُسأل عنه».
رواه ابن ماجه (٨٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا يحيى بن عثمان مولى أبي بكر، قال: حدّثنا يحيى بن عبد اللَّه بن أبي مليكة، عن أبيه، أنّه دخل على عائشة فذكر لها شيئًا من القدر، فقالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ، فذكرت الحديث.
قال البوصيريّ في الزّوائد: «هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف يحيى بن عثمان، قال فيه ابن معين والبخاري وابن حبان: منكر الحديث، زاد ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. ويحيى بن أبي مليكة قال فيه ابن حبان: يعتبر حديثه إذا روى عنه غير يحيى بن عثمان». انتهى.
قال الأعظمي: من هذا الوجه رواه أيضًا البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٧١٦) وقال: «هذا إسناد فيه ضعف».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 321 من أصل 361 باباً
- 296 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ من قال: لا إله إلّا اللَّه، ولم يشرك باللَّه ولو عمل الكبائر واستحقّ النار
- 297 شفاعة النّبيّ ﷺ لكلّ مَنْ دعا بالدّعاء عند سماع النّداء
- 298 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لمَنْ مات في المدينة
- 299 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لمن صبر على لأواء المدينة
- 300 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأبي طالب لتخفيف العذاب عنه
- 301 باب ما فُضل به النّبي ﷺ على غيره من الأنبياء منها الشّفاعة
- 302 باب مَنْ لا تنالُه شفاعة النّبيّ ﷺ-
- 303 باب من لا تكون له الشّفاعة
- 304 باب طلب الشّفاعة من النّبيّ ﷺ-
- 305 باب ما جاء في شفاعة المصلين للميّت
- 306 باب ما رُوي في شفاعة النّبيّ ﷺ لمن يصلي عليه صباحًا ومساءً
- 307 باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين
- 308 باب ما جاء في شفاعة إبراهيم ﵇ للمسلمين من ولده
- 309 باب ما جاء في شفاعة الشّهيد
- 310 باب ما جاء في شفاعة القرآن لأهله
- 311 باب ما جاء في النَّفخ في الصُّور
- 312 باب ما روي أنّ الذي ينفخ في الصّور هو إسرافيل ﵇
- 313 باب ما جاء أنّ الصّور هو القَرْن
- 314 باب كيف يحشرُ النّاسُ يوم القيامة
- 315 باب أنّ الكافر يحشر على وجهه
- 316 باب وصف الأرض التي يحشر النّاس عليها
- 317 باب أوّل من يُدعى يوم القيامة آدم ﵇
- 318 باب ما جاء في العرْض والحساب
- 319 باب الصّراط جسر جهنّم
- 320 باب أوّل من يتجاوز الصّراط هم فقراء المهاجرين
- 321 باب لا تقوم السّاعةُ إلّا على شرار النّاس وذهاب الإيمان قبل قيام السّاعة
- 322 باب لا يعلم أحدٌ متى تقوم السّاعةُ إلّا اللَّه سبحانه وحده
- 323 باب أنّ العبد يُبعث على ما مات عليه
- 324 باب ما جاء في الإيمان بالقدر
- 325 باب ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه
- 326 باب لا شيء يسبق القدر
- 327 باب أنّ أوّل ما خلق اللَّهُ القلم وأمره أن يكتب مقادير كلِّ شيء حتّى تقوم السّاعة
- 328 باب أوّل مَنْ تَكَلَّم في القَدَر
- 329 باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
- 330 باب ما جاء في ذمّ القدريّة
- 331 باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمّه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته
- 332 باب ما جاء في قول النبيّ ﷺ: «الشّقي من شقي في بطن أمِّه، والسّعيد من سعد في بطن أمِّه«
- 333 باب ما جاء في كتابة مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض
- 334 باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له
- 335 باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر
- 336 باب لا ترد الرقى ولا الدواء من قدر اللَّه شيئًا
- 337 باب أنّ النّذر لا يغيّر القدر
- 338 باب الدّعاء يردّ القدر
- 339 باب ما جاء في استعمال الحَذَر، وإثبات القَدَر
- 340 باب أن اللَّه خلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا
- 341 باب ما جاء في امتحان أصحاب الأعذار ممن لم تبلغه الدّعوة، أو مات في فترة، أو غير ذلك
- 342 باب أن اللَّه ألقى نورَه على خلقه فمن أصابه اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ
- 343 باب إخبار النّبي ﷺ أنّ الغلام الذي قتله الخَضِر طُبع كافرًا
- 344 باب ذكر أحاديث القبضتين
- 345 باب ما رُوِيَ أنّ اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنّة وأهل النّار
معلومات عن حديث: النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
📜 حديث عن النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
تحقق من درجة أحاديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر ومصادرها.
📚 أحاديث عن النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, September 12, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب