النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

عن أبي هريرة، قال: جاء مشركوقريش يخاصمون رسول اللَّه ﷺ في القَدَر، فنزلتْ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [سورة القمر: ٤٨ - ٤٩].

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن زياد بن إسماعيل، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر المخزوميّ، عن أبي هريرة، فذكره.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنّما يُفقأ في وجهه حُب الرّمان من الغضب، فقال: «بهذا أُمرتم؟ ! أو لهذا خُلقتُم؟ ! تضربون القرآن بعضَه ببعض، بهذا هلكتِ الأممُ قبلكم».
قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو: «ما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ تخلفتُ فيه عن رسول اللَّه ﷺ ما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس، وتخلُّفي عنه».

حسن: رواه ابن ماجه (٨٥) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
قال البوصيريّ في زوائد ابن ماجه: «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من هذا الوجه بزيادة في آخره».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه الإمام أحمد (٦٦٦٨) عن أبي معاوية بإسناده، مثله، وقال فيه: «غبطت نفسي بمجلس فيه رسول اللَّه ﷺ لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أنّي لم أشهده».
ورواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٠٨) من وجه آخر عن حميد الطّويل، عن مطر الورّاق وداود ابن أبي هند بإسناده نحوه، وزاد في آخره: «انظروا ما أمرتُم به فاتبعوه، وما نُهيتُم عنه فاجتنبوه».
وله أسانيد أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحّها.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أُخِّر الكلام في القدر لشرار هذه الأمّة».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٣٥٠) عن الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن عنبة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الإسناد عنبسة وهو ابن عمرو، وقيل هو ابن مهران الحداد ترجمه العقيليّ في «الضعفاء» (١٤٠٣)، ونقل عن البخاريّ أنه لا يتابع على حديثه.
وعن العقيليّ نقل الحافظ ابن حجر في اللّسان (٤/ ٣٨٤).
ومن طريقه رواه البزار -كشف الأستار (٢١٧٨) -، والطبرانيّ في الأوسط (٥٩٠٩)، والحاكم (٢/ ٤٧٣)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٧١٦).
قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاريّ ولم يخرجاه».
وتعقبه الذهبي فقال: «عنبسة ثقة، ولكن لم يرويا له».
قال الأعظمي: عنبسة ليس من رجال البخاريّ، كما أنّه ليس بثقة، بل قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، وقال العقيليّ: عن الزهريّ يهم في حديثه. وقال البزّار: «لا نعلم رواه عن الزّهريّ إلّا عنبسة وهو لين الحديث، وقد تفرّد به عن الزّهريّ».
ولكن له طريق آخر رواه البزّار -الكشف (٢١٧٩) -، والعقيليّ في الضعفاء (١١٤٣)، والطبراني في الأوسط (٦٢٣٣) كلّهم من طريق عمر بن أبي خليفة، ثنا هشام -يعني ابن حسان-، عن محمد - يعني ابن سيرين، عن أبي هريرة، نحوه.
قال البزّار: «لا نعلم له طريقًا من جهة صحيحة غير هذا الطّريق، ولا رواه عن هشام إلّا عمرو».
وقال العقيليّ: «وهذا الحديث منكر»، وقال: «له رواية من غير هذا الوجه أيضًا ليّنة».
قال الأعظمي: مداره على عمر بن أبي خليفة قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث. «الجرح والتعديل» (٦/ ١٠٦).
وقال عمرو بن علي: حدّثنا عمر بن أبي خليفة من الثقات، ذكره المزيّ في «تهذيبه».
وقول الحافظ في التقريب: «مقبول». بل الصّواب أن يقول «صدوق».
وقد قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢٠٢): «رجال البزّار في أحد الإسنادين رجال الصّحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة».
وله طريق آخر: أخرجه العقيليّ في الضعفاء (١٤٠٣) عن إبراهيم بن يوسف، قال: حدّثنا سويد ابن سعيد، قال: حدّثنا الأغلب بن تميم، عن أبي خالد الخزاعيّ، عن الزّهريّ، قال: قال لي عمر ابن عبد العزيز: ردَّ على حديث النبيّ ﷺ في القدر، فقال: سمعتُ فلانًا الأنصاريّ يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «أُخِّر الكلامُ في القدر لشرار هذه الأمّة في آخر الزّمان».
قال العقيليّ: «هذا أولى». وأورده الذّهبي في «الميزان» (٣/ ٣٠٢) من طريق سويد بن سعيد، به، مثله وقال: «فهذا أشبه».
قال الأعظمي: إذا ضُمّ هذا إلى ما قبله كان للحديث قوة وأصل، وإن كان الأغلب بن تميم قد تكلَّم فيه غيرُ واحد من أهل العلم.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتّى احمرَّ وجهه حتّى كأنّما فُقئَ في وَجْنتيه الرّمانُ، فقال: «أبهذا أُمرتُم؟ ! أبهذا أُرسلتُ إليكم؟ !،
إنّما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمتُ عليكم ألّا تنازعوا فيه». فهو ضعيف.
رواه التّرمذيّ (٢١٣٣) عن عبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ البصريّ، حدّثنا صالح المرّي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث صالح المريّ، وصالح المريّ له غرائب ينفرد بها، لا يتابع عليها».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ صالحًا المريّ هو ابن بشير بن وادع أبو بشر البصريّ القاضي الزّاهد، قال ابن معين: ضعيف، أو قال: ليس بشيء، وقال أحمد: صاحب قصص يقص على النّاس، ليس هو صاحب حديث ولا إسناد، ولا يعرف الحديث. وقال البخاريّ: منكر الحديث، وقال النسائيّ: متروك.
وقال ابن عدي في «الكامل»: «صالح لا يقبل في هشام بن حسان؛ لأنّه يروي عنه بأحاديث بواطيل».
وأدخله ابن حبان في المجروحين (٤٨٨)، وأخرج الحديث المذكور من طريقه. وقال: «كان من عُبّاد أهل البصرة وقرّائهم، وهو الذي يقال له: «صالح القاصّ، وكان من أحزن أهل البصرة صوتًا، وأرقهم قراءة، غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ، فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم، فيجعله عن أنس، عن رسول اللَّه ﷺ. فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، واستحقّ التّرك عند الاحتجاج، وإن كان في الدّين مائلًا عن طريق الاعوجاج، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه». انتهى.
قال الأعظمي: فمثله لا يكون شاهدًا الحديث عمرو بن شعيب.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي ذر قال: «خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يتذاكرون شيئًا من القدر، فخرج مُغضبًا كأنّما فُقئ في وجهه حبّ الرمان، فقال: «أبهذا أُمرْتم؟، أو ما نُهيتُم عن هذا؟، إنّما هلكت الأمم قبلكم في هذا، إذا ذُكر القدر فأمْسكوا، وإذا ذُكر أصحابي فأمْسكوا، وإذا ذكرت النّجوم فأمْسكوا».
رواه ابن بطّة في الإبانة (١٢٧٥) عن أبي عبيد المحامليّ، قال: حدّثنا أبو غسان مالك بن خالد ابن أسد الواسطيّ، حدّثنا عثمان بن سعيد الخياط الواسطيّ، قال: حدّثنا الحكيم بن سنان، عن داود بن أبي هند، عن الحسن، عن أبي ذر، فذكره.
والحسن هو البصريّ مدلّس وقد عنعن. وفيه رجال لا أعرفهم.
وقد رُوي مثل هذا من حديث ابن مسعود، وثوبان، وابن عمر، وطاوس مرسلًا، وكلّها ضعيفة الأسانيد، قال ابن رجب: «رُوي من وجوه في أسانيدها كلّها مقال».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من تكلَّم في شيء من القدر سُئل عنه يوم القيامة، ومن لم يتكلّم فيه لم يُسأل عنه».
رواه ابن ماجه (٨٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا يحيى بن عثمان مولى أبي بكر، قال: حدّثنا يحيى بن عبد اللَّه بن أبي مليكة، عن أبيه، أنّه دخل على عائشة فذكر لها شيئًا من القدر، فقالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ، فذكرت الحديث.
قال البوصيريّ في الزّوائد: «هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف يحيى بن عثمان، قال فيه ابن معين والبخاري وابن حبان: منكر الحديث، زاد ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. ويحيى بن أبي مليكة قال فيه ابن حبان: يعتبر حديثه إذا روى عنه غير يحيى بن عثمان». انتهى.
قال الأعظمي: من هذا الوجه رواه أيضًا البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٧١٦) وقال: «هذا إسناد فيه ضعف».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 321 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

  • 📜 حديث عن النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

    تحقق من درجة أحاديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب