الإيمان بالقدر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الإيمان بالقدر
وقال تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ [سورة الأحزاب: ٣٨].
قال مالك بن أنس: «ما أضلّ من كذب بالقدر، لو لم يكن عليهم فيه حجّة إلّا قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ [سورة التغابن: ٢] لكفى بها حجّة».
متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (١٠) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن عمارة (وهو ابن القعقاع)، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في الإيمان (٥٠) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، (وهو المعروف بابن علية)، وفي التفسير (٤٧٧٧) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بإسناده ولفظه: «أن تؤمن باللَّه وملائكته وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث» ولم يذكر فيه الكتب والقدر، فأما الإيمان بالكتب فهو في رواية الأصيلي كما أشار الحافظ في الفتح، وأما الإيمان بالقدر فزاده الإسماعيلي في مستخرجه.
ورواه أبو داود (٤٦٩٨)، والنسائيّ (٤٩٩١) كلاهما من طريق جرير، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي ذر وأبي هريرة، قالا: كان رسول اللَّه ﷺ يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب، فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل، فطلبنا إلى رسول اللَّه ﷺ أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكَّانًا من طين كان يجلس عليه، وإنّا لجالسون ورسول اللَّه ﷺ في مجلسه إذ أقبل رجل أحسن النّاس وجهًا، وأطيب النّاس ريحًا، كأنّ ثيابه لم يمسّها دنسٌ
حتّى سلَّم في طرف البساط. فذكر الحديث بطوله، واختصره أبو داود.
حسن: رواه أبو داود (٤٦٩٩)، وابن ماجه (٧٧) كلاهما من طريق أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصيّ، عن ابن الدّيلميّ، فذكر مثله.
وصحّحه ابنُ حبان (٧٢٧) بعد أن رواه من هذا الوجه.
قال الأعظمي: والحديث من أوله موقوف على أبي بن كعب، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان. مرفوع من حديث زيد بن ثابت.
وإسناده حسن من أجل أبي سنان وهو سعيد بن سنان البرجميّ من رجال مسلم، تكلّم فيه الإمام أحمد وغيره. وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات».
ولكن جاء الحديث من وجه آخر عن معاوية بن صالح، أنّ أبا الزّاهريّة حدّثه، عن كثير بن مرّة، عن ابن الدّيلميّ، أنّه لقي زيد بن ثابت فقال له: إنّي شككتُ في بعض القدر، فحدِّثْني لعلّ اللَّه يجعل لي عندك فرجًا. قال زيد: نعم يا ابن أخي إنّي سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث نحوه).
أخرجه الآجريّ في الشّريعة (٣٧٣) عن الفريابيّ، قال: حدّثني ميمون بن الأصبغ النّصيبي، حدّثنا أبو صالح عبد اللَّه بن صالح، قال: حدّثني معاوية بن صالح، بإسناده.
ومعاوية بن صالح حسن الحديث، وله متابعات أخرى انظر «السنة» لابن أبي عاصم (٢٤٥).
وأما ما رُوي عن أبي أيوب الأنصاريّ أنه قال: يا رسول اللَّه، أيقدرُ اللَّهُ عليَّ أمرًا ثم يُعذِّبني عليه؟ قال: «نعم، وهو غير ظالم لك يا أبا أيوب، فلو كان لك مثل أحد ذهبًا تنفقه في سبيل اللَّه، ولم تؤمن بالقدر خيره وشرّه لم ينفعك ذلك شيئًا».
رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦١٤) وفي الإسناد أبو الحجاج وهو رشدين بن سعد المصريّ، ضعيف. قال النسائيّ: متروك الحديث.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٤٨٤)، والبزّار -كشف الأستار (٢١٨٢) - كلاهما من طريق سليمان بن عتبة أبي الرّبيع الدِّمشقيّ، قال: سمعتُ يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس عائذ اللَّه، عن أبي الدّرداء، فذكر مثله.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (٣٢١)، الفريابي في القدر (٢٠١)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٩٦)، وابن ماجه (٣٣٧٦) إلّا أنّ الأخير اقتصر على قوله: «لا يدخل الجنّةَ مُدمنُ خمر».
وإسناده حسن من أجل الكلام في سليمان بن عتبة غير أنّه حسن الحديث.
صحيح: رواه الترمذيّ (٢١٤٥) عن محمود بن غيلان، حدّثنا أبو داود، أنبأنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن علي، فذكر مثله.
وأبو داود هو الطّيالسيّ والحديث في مسنده (١٠٦).
ورواه ابن ماجه (٨١) من وجه آخر عن شريك، عن منصور، بإسناده مثله.
وشريك هو ابن عبد اللَّه النّخعيّ تُكُلِّم في حفظه إلّا أنّه توبع، تابعه شعبة كما مضى، ولكن أصحاب شعبة اختلفوا عليه، فرواه أبو داود الطيالسي عنه كما مضى. ورواه النّضر بن شُميل عنه نحوه إلّا أنه قال: ربعي، عن رجل، عن علي.
قال الترمذيّ: حديث أبي الدّرداء، عن شعبة عندي أصح من حديث النّضر هكذا روى غير واحد عن منصور، عن ربعي، عن علي. انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه أيضًا سفيان، عن منصور، به، نحوه.
رواه ابن حبان في صحيحه (١٧٨)، والحاكم (١/ ٣٢ - ٣٣) كلاهما من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، وقد قصر بروايته بعض أصحاب الثوريّ. وهذا عندنا مما لا يعبأ به».
وكذلك رواه أيضًا جرير، عن منصور، ومن طريقه رواه الحاكم وقال: «جرير من أعرف النّاس بحديث منصور».
وخالفهم أبو حذيفة، فرواه عن سفيان، وأدخل بين ربعي وبين عليٍّ رجلًا.
قال الحاكم: «أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي، وإن كان البخاريّ يحتجّ به، فإنّه كثير الوهم، لا يحكم له على أبي عاصم النّبيل ومحمد بن كثير وأقرانهم، بل يلزم الخطأ إذا خالفهم، والدّليل على ما ذكرته متابعة جرير بن عبد الحميد الثوريّ في روايته عن منصور، عن ربعي، عن علي. وجرير من أعرف النّاس بحديث منصور».
حسن: رواه الإمام أحمد (٦٧٠٣) عن أنس بن عياض، حدّثنا أبو حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكر مثله.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٣٤) عن يعقوب بن حُميد، ثنا ابن أبي حازم وأنس بن عياض، عن أبي حازم، فذكر بإسناده، مثله.
ورواه الفريابي في القدر (٢٠٣، ٢٠٤)، والبيهقي في القضاء والقدر (٢/ ٤٢١) من طرق عن أبي حازم، بإسناده، مثله.
وللحديث طرق أخرى عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه غير أن ما ذكرته هو أصحها.
وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا: «ما هلكتْ أمَّةٌ قطّ إلّا بالشِّرك باللَّه، وما كان بدؤ شركها إلّا التكذيب بالقدر».
رواه ابنُ أبي عاصم في السنة (٣٢٢)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٨٣) كلاهما من حديث محمد بن شعيب بن شابور، قال: أخبرني عمر بن يزيد البصريّ، عن عمرو بن المهاجر، عن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن القاسم بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بن وائل السّهميّ، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول اللَّه ﷺ، فذكر مثله.
ويحيى بن القاسم وأبوه لا يعرفان، وإن ذكرهما ابن حبان في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل.
وعمر بن يزيد البصريّ أو النّصريّ قال فيه ابن حبان في المجروحين (٦٤٤): «كان ممن يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق، وإن اعتُبر بما وافق الثقات فلا ضير».
قال الأعظمي: ولم أجد فيما رواه موافقة الثّقات له.
ولا يصحُّ ما رُوي عن أبي أمامة مرفوعًا: «ثلاثة لا يقبل اللَّه لهم صرفًا ولا عدْلًا: عاق، منّان، ومُكذِّب بالقدر».
رواه ابن أبي عاصم في السنة (٣٢٣)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٩٩)، والطبراني في
الكبير (٨/ ١٤٠) كلّهم من طريق عمر بن يزيد البصريّ -أو النّصريّ-، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، فذكر مثله.
وفي رواية عند الطّبرانيّ في الكبير (٨/ ٢٨٧)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٩٧) من طريق بشر بن نمير، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة مرفوعًا: «أربعة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة: عاق، ومنّان، ومدمن خمر، ومكذِّب بقدر». وفيه بشر بن نمير متروك.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢٠٦): «رواه الطّبراني بإسنادين في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك، وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف».
وكذلك ما رُوي عن أنس بن مالك مرفوعًا: «ثلاث من أصل الإيمان: الكفّ عمّن قال لا إله إلّا اللَّه، ولا نكفّره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني اللَّه إلى أن يقاتل آخرُ أمّتي الدّجال، لا يبطله جورُ جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار».
رواه أبو داود (٢٥٣٢) عن سعيد بن منصور، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي نُشبة، عن أنس بن مالك، فذكر مثله.
وعنه رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٤٢١ - ٤٢٢).
وإسناده ضعيف من أجل يزيد بن أبي نُشْبة -بضم النّون، وسكون المعجمة- السُّلميّ فإنّه «مجهول» كما قال الحافظ في «التقريب».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 316 من أصل 361 باباً
- 291 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لمن صبر على لأواء المدينة
- 292 باب شفاعة النّبيّ ﷺ لأبي طالب لتخفيف العذاب عنه
- 293 باب ما فُضل به النّبي ﷺ على غيره من الأنبياء منها الشّفاعة
- 294 باب مَنْ لا تنالُه شفاعة النّبيّ ﷺ-
- 295 باب من لا تكون له الشّفاعة
- 296 باب طلب الشّفاعة من النّبيّ ﷺ-
- 297 باب ما جاء في شفاعة المصلين للميّت
- 298 باب ما رُوي في شفاعة النّبيّ ﷺ لمن يصلي عليه صباحًا ومساءً
- 299 باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين
- 300 باب ما جاء في شفاعة إبراهيم ﵇ للمسلمين من ولده
- 301 باب ما جاء في شفاعة الشّهيد
- 302 باب ما جاء في شفاعة القرآن لأهله
- 303 باب ما جاء في النَّفخ في الصُّور
- 304 باب ما روي أنّ الذي ينفخ في الصّور هو إسرافيل ﵇
- 305 باب ما جاء أنّ الصّور هو القَرْن
- 306 باب كيف يحشرُ النّاسُ يوم القيامة
- 307 باب أنّ الكافر يحشر على وجهه
- 308 باب وصف الأرض التي يحشر النّاس عليها
- 309 باب أوّل من يُدعى يوم القيامة آدم ﵇
- 310 باب ما جاء في العرْض والحساب
- 311 باب الصّراط جسر جهنّم
- 312 باب أوّل من يتجاوز الصّراط هم فقراء المهاجرين
- 313 باب لا تقوم السّاعةُ إلّا على شرار النّاس وذهاب الإيمان قبل قيام السّاعة
- 314 باب لا يعلم أحدٌ متى تقوم السّاعةُ إلّا اللَّه سبحانه وحده
- 315 باب أنّ العبد يُبعث على ما مات عليه
- 316 باب ما جاء في الإيمان بالقدر
- 317 باب ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه
- 318 باب لا شيء يسبق القدر
- 319 باب أنّ أوّل ما خلق اللَّهُ القلم وأمره أن يكتب مقادير كلِّ شيء حتّى تقوم السّاعة
- 320 باب أوّل مَنْ تَكَلَّم في القَدَر
- 321 باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
- 322 باب ما جاء في ذمّ القدريّة
- 323 باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمّه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته
- 324 باب ما جاء في قول النبيّ ﷺ: «الشّقي من شقي في بطن أمِّه، والسّعيد من سعد في بطن أمِّه«
- 325 باب ما جاء في كتابة مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض
- 326 باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له
- 327 باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر
- 328 باب لا ترد الرقى ولا الدواء من قدر اللَّه شيئًا
- 329 باب أنّ النّذر لا يغيّر القدر
- 330 باب الدّعاء يردّ القدر
- 331 باب ما جاء في استعمال الحَذَر، وإثبات القَدَر
- 332 باب أن اللَّه خلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا
- 333 باب ما جاء في امتحان أصحاب الأعذار ممن لم تبلغه الدّعوة، أو مات في فترة، أو غير ذلك
- 334 باب أن اللَّه ألقى نورَه على خلقه فمن أصابه اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ
- 335 باب إخبار النّبي ﷺ أنّ الغلام الذي قتله الخَضِر طُبع كافرًا
- 336 باب ذكر أحاديث القبضتين
- 337 باب ما رُوِيَ أنّ اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنّة وأهل النّار
- 338 باب إنّما الأعمال بالخواتيم
- 339 باب أنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتّى
- 340 باب إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله، ووفَّقه للإسلام
معلومات عن حديث: الإيمان بالقدر
📜 حديث عن الإيمان بالقدر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الإيمان بالقدر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الإيمان بالقدر
تحقق من درجة أحاديث الإيمان بالقدر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الإيمان بالقدر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الإيمان بالقدر ومصادرها.
📚 أحاديث عن الإيمان بالقدر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الإيمان بالقدر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب