حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنّما يُفقأ في وجهه حُب الرّمان من الغضب، فقال: «بهذا أُمرتم؟ ! أو لهذا خُلقتُم؟ ! تضربون القرآن بعضَه ببعض، بهذا هلكتِ الأممُ قبلكم».
قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو: «ما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ تخلفتُ فيه عن رسول اللَّه ﷺ ما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس، وتخلُّفي عنه».

حسن: رواه ابن ماجه (٨٥) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنّما يُفقأ في وجهه حُب الرّمان من الغضب، فقال: «بهذا أُمرتم؟ ! أو لهذا خُلقتُم؟ ! تضربون القرآن بعضَه ببعض، بهذا هلكتِ الأممُ قبلكم».
قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو: «ما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ تخلفتُ فيه عن رسول اللَّه ﷺ ما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس، وتخلُّفي عنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه (عبد الله بن عمرو بن العاص)، قال: خرج رسول اللَّه ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنّما يُفقأ في وجهه حُب الرّمان من الغضب، فقال: «بهذا أُمرتم؟ ! أو لهذا خُلقتُم؟ ! تضربون القرآن بعضَه ببعض، بهذا هلكتِ الأممُ قبلكم». قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو: «ما غَبَطْتُ نفسي بمجلسٍ تخلفتُ فيه عن رسول اللَّه ﷺ ما غَبَطْتُ نفسي بذلك المجلس، وتخلُّفي عنه».


1. شرح المفردات:


● يختصمون في القدر: يتجادلون ويناقشون في مسألة قدر الله تعالى وقضائه، وهي من مسائل الغيب التي يجب الإيمان بها دون الخوض في كيفيتها.
● يُفقأ في وجهه حب الرمان: تشبيه لشدة احمرار وجه النبي ﷺ من الغضب، حيث يشبه بقع الحمرة التي تظهر على حب الرمان عندما ينفجر.
● غَبَطْتُ: الغبطة هي تمني المرء أن يكون له ما للآخرين من نعمة دون أن يتمنى زوالها عنهم، وهنا يعني عبد الله بن عمرو أنه لم يغبط نفسه على أي مجلس فاته من مجالس النبي ﷺ كما غبطها على هذا المجلس بالذات؛ لأنه نجا من المشاركة في ذلك الجدال المذموم.
● تضربون القرآن بعضه ببعض: أي تأخذون آية وتعارضونها بآية أخرى بغير فهم صحيح، مما يؤدي إلى التناقض والضلال.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


خرج النبي ﷺ على بعض أصحابه وهم يتناقشون ويجادلون في مسألة القدر (قدر الله تعالى وأفعال العباد)، فغضب غضبًا شديدًا حتى ظهر الاحمرار في وجهه الكريم، وأنكر عليهم هذا الفعل، قائلاً: ألهذا الأمر الخطر والجدال العقيم خُلقتم؟! أم بهذا أُمرتم؟! ثم بين أن منهجهم هذا هو منهج الأمم السابقة التي هلكت بسبب الجدال في الدين بالباطل، وتحريف الكلم عن مواضعه، ومعارضة نصوص القرآن بعضها ببعض دون علم صحيح.
ثم يعقب الراوي (عبد الله بن عمرو) بأنه لم يغبط نفسه على أي مجلس فاته من مجالس النبي ﷺ كما غبطها على هذا المجلس؛ لأنه لم يحضر ذلك الجدال، فنجا من غضب النبي ﷺ ومن المشاركة في ذلك الخوض المحرم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الخوض في القدر بالجدال: فإن القدر سر الله في خلقه، يجب الإيمان به دون تعمق في كيفيته أو معارضة النصوص فيه.
2- ذم الجدال في الدين بغير علم: فإنه يؤدي إلى الفرقة والضلال، وهو سبب هلاك الأمم السابقة.
3- غضب النبي ﷺ على من يخوض في أمور الغيب: مما يدل على عظم هذه المعصية وخطورتها.
4- التحذير من تضليل القرآن: بمعارضة آياته بعضها ببعض دون فهم صحيح، وهو من أعظم أسباب الضلال.
5- فضل تجنب مجالس البدع والمنكرات: كما فعل عبد الله بن عمرو حين تخلف عن ذلك المجلس، فكان ذلك نعمة عظيمة.
6- الحذر من اتباع منهج الأمم الهالكة: التي كانت تتجادل في دينها بالباطل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، وغيرهما، وهو حسن.
- مسألة القدر من أركان الإيمان الستة، والإيمان بها يكون بأن نؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء وكتبه، ثم شاءه وخلقه، فلا يخرج عن مشيئته شيء.
- نهى النبي ﷺ عن الجدال في القرآن، كما في الحديث: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» (رواه أحمد والترمذي).
- ينبغي للمسلم أن يقبل نصوص القرآن والسنة بالإيمان والتسليم، ولا يعارضها بعقله القاصر، فالعقل تابع للنقل الصحيح.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الإيمان بقضائه وقدره، وأن يجنبنا الجدال والخصومات في الدين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٨٥) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
قال البوصيريّ في زوائد ابن ماجه: «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من هذا الوجه بزيادة في آخره».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه الإمام أحمد (٦٦٦٨) عن أبي معاوية بإسناده، مثله، وقال فيه: «غبطت نفسي بمجلس فيه رسول اللَّه ﷺ لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أنّي لم أشهده».
ورواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٦٠٨) من وجه آخر عن حميد الطّويل، عن مطر الورّاق وداود ابن أبي هند بإسناده نحوه، وزاد في آخره: «انظروا ما أمرتُم به فاتبعوه، وما نُهيتُم عنه فاجتنبوه».
وله أسانيد أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحّها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 970 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

  • 📜 حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب