شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «حتى إذا خلص المؤمنون من النّار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدّ مناشدةً للَّه في استقصاء الحقّ من المؤمنين للَّه يوم القيامة لإخوانهم الذين في النّار، يقولون: ربَّنا كانوا يصومون معنا، ويصلُّون ويحجُّون؟ فيقال لهم: أخرجُوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النّار. فيخرجُون خلقًا كثيرًا قد أخذت النّارُ إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربَّنا ما بقي فيها أحدٌ ممن أمرْتنا به. فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربَّنا لم نذرْ فيها أحدًا ممن أمرْتنا. ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربّنا لم نَذرْ فيها ممن أمرتنا أحدًا. ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقًا كثيرًا. ثم يقولون: ربَّنا لم نَذَرْ فيها أحدًا».
وكان أبو سعيد يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: ٤٠]. فيقول اللَّه عز وجل: شفعت الملائكةُ، وشفع النّبيُّون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحمُ الرّاحمين فيقبض قبضةً من النّار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرًا قطّ، قد عادوا حُممًا، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنّة يقال له: «نهر الحياة» فيخرجون كما تخرج الحِبة في حميل السّيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشّجر، ما يكون إلى الشّمس أُصيفر وأُخَيضر. وما يكون منها إلى الظّل يكون أبيض؟». فقالوا: يا رسول اللَّه، كأنّك كنتَ ترعى بالبادية! . قال: «فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهلُ الجنَّة. هؤلاء عتقاء اللَّه الذين أدخلهم اللَّه الجنّة بغير عمل عمِلوه ولا خير قدَّموه. ثم يقول: ادخُلوا الجنّة فما رأيتموه فهو لكم. فيقولون: ربّنا، أعطيتنا ما لم تُعط أحدًا من العالمين. فيقول: لكم عندي أفضلُ من هذا. فيقولون: يا ربَّنا، أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا؟ فيقول: رِضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٩)، ومسلم في الإيمان (١٨٣) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره في حديث طويل، انظره في رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة.
عن أبي سعيد الخدري، عن النّبيّ ﷺ قال: «قد أُعطي كلُّ نبيٍّ عطيّة، فكلّ قد تعجّلها، وإنّي أخّرتُ عطيتي شفاعةً لأمّتي، وإنّ الرّجل من أمّتي ليشفع للفئام من النّاس، فيدخلون الجنّة، وإنّ الرّجل ليشفع للقبيلة، وإنّ الرّجل ليشفع للعُصبة، وإنّ الرّجل ليشفع للثلاثة وللرّجلين وللرّجل».

حسن: رواه الإمام أحمد (١١١٤٨)، وأبو يعلى (١٠١٤)، والبزّار -كشف الأستار (٣٤٥٨) - كلّهم من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عطيّة العوفيّ.
ورواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٦) من طريق مالك بن مغول، عن عطية، به، مثله.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عطية وهو ابن سعيد بن جنادة العوفيّ مختلف فيه. فقال ابن معين: صالح، وضعّفه النسائيّ وغيره وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه.
قال الأعظمي: قول أبي حاتم هو العمدة فإنه مع ضعف فيه يكتب حديثه في الشّواهد والمتابعات، وهذا منها وإن انفرد ضُعِّف.
وأرى أنه لم يخطئ في هذا الحديث لوجود شواهد كثيرة لأجزائه، وقد حسّنه الترمذيّ (٢٤٤٠) بعد أن رواه من الطّريق نفسه الجزء الثاني من الحديث.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٧١): «إسناده حسن».
عن أبي بكر الصّديق في حديث الشّفاعة في الموقف وفيه: «ثم يقال: ادعوا الصّدِّيقين فيشفعون، ثم يقال: ادْعُوا الأنبياء، قال: فيجيء النبي ومعه العصابة، والنّبي ومعه الخمسة والسّتة، والنّبيُّ وليس معه أحد. ثم يقال: ادعوا الشّهداء فيشفعون لمن أرادوا، وقال: فإذا فعلت الشُّهداء ذلك. قال: يقول اللَّه عز وجل: أنا أرحم الرّاحمين، أدْخلوا جنَّتِي مَنْ كان لا يُشركُ بي شيئًا. قال: فيدخلون الجنَّةَ».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥)، وأبو يعلى (٥٦)، والبزّار -كشف الأستار (٣٤٦٥) - كلّهم من طريق النّضر بن شُميل، قال: حدّثني أبو نَعامة، قال: حدّثني أبو هُنيد البراء بن نوفل، عن والان العدَويّ، عن حذيفة، عن أبي بكر الصّديق، فذكره في حديث طويل سبق ذكره والنكارة فيه: تقديم الصديقين على الأنبياء.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ الرّجلَ ليشفعُ للرّجلين والثّلاثة، والرّجل للرّجل».

صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (٣٤٧٣) -، وابن خزيمة في التوحيد (٦٢٤) من طرق عن عبد الرزّاق، أنبأ معمر، عن ثابت، أنه سمع أنس بن مالك يقول (فذكره). وإسناده صحيح.
عن عبد اللَّه بن أبي الجدْعاء، أنّه سمع النبيَّ ﷺ يقول: «ليُدخلنّ الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم». قالوا: يا رسول اللَّه، سواك؟ قال: «سوايَ».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٤٣٨)، وابن ماجه (٤٣١٦) -والسياق له- كلاهما من طريق خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء، فذكره.
وسياق الترمذيّ: قال عبد اللَّه بن شقيق: كنتُ مع رهط بإيلياء، فقال رجل منهم: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث). فلما قام، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا ابنُ أبي الجدْعاء.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب، وابن أبي الجدعاء هو عبد اللَّه، وإنّما يعرف له هذا الحديث الواحد» انتهى.
قال الأعظمي: إسناده صحيح، وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (٦١٩)، وابن حبان في صحيحه (٧٣٣٦)، والحاكم (١/ ٧٠، ٧١)، والبيهقي في دلائل النّبوة (٦/ ٣٧٨) كلّهم من طريق خالد الحذّاء.
وكان الحسن يقول: «هو أويس القرني». وفي رواية «عثمان».
عن أبي بكرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يُحمل النّاس على الصراط يوم القيامة، فتقادعُ بهم جنبتا الصّراط تقادعُ الفراش في النّار. قال: فينجّي اللَّهُ برحمته من يشاء». قال: «ثم يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا، فيشفعون ويخرجون، ويشفعون ويُخرجون، ويشفعون ويُخرجون، وزاد عفان: مرة فقال أيضًا ويشفعون ويُخرجون مَنْ كان في قلبه ما يزن ذرّة من إيمان».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار -البحر الزّخار (٣٦٧١) -، والطبرانيّ في الصغير (٩٢٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفّان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصريّ، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، عن النبيّ ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن زيد وهو أخو حمّاد بن زيد فإنه حسن الحديث، وأبو سليمان العصريّ وثقه ابن معين كما روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٨٠) وسمّاه الدَّولابيّ في الكنى (١/ ١٩٥) كعب بن شبيب، وأخرج الحديث من طريق آخر عن سعيد بن زيد بإسناده، مثله.
وقال البزّار: «لا نعلمه رواه بهذا اللّفظ إِلَّا أبو بكرة، وإسناده مرضيون». وصحّح رجاله أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٥٩).
عن أنس بن مالك، عن النّبيّ ﷺ قال: «خررتُ ساجدًا فأسجد سجودي أوّل مرة ومثله معه، ويفتح لي من الثّناء والتّحميد مثل ذلك، ثم يقال: سلْ تُعْطَه،
واشْفع تُشفَّع، فأقول: يا ربّ ذرية آدم لا تُحرق اليوم بالنّار، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من إيمان فأخرجوه، فيُخرجون ما يعلم عدَّتهم إِلَّا اللَّه عز وجل، ويبقى أكثرهم، ثم يؤذن لآدم بالشّفاعة فيشفع لعشرة آلاف ألف، ثم يؤذن للملائكة والنّبيين فيشفعون حتى إنّ المؤمن ليشفعُ لأكثر من ربيعة ومضر».

حسن: رواه الآجرّي في الشّريعة (٨٠٩) عن أبي بكر جعفر بن محمد الفريابيّ، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا اللّيث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس ابن مالك، فذكر الحديث بطوله، وسبق كاملا في الشّفاعة لأهل الموقف.
وإسناده حسن من أجل الكلام في سعيد بن أبي هلال اللّيثيّ، غير أنه حسن الحديث.
عن حذيفة بن اليمان، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النَّارُ بشفاعة الشّافعين، فيدخلهم الجنّة، فيُسَمَّون الجهنميُّون».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٤٢٣)، وأبو داود الطيالسيّ في «مسنده» (٤٢٠) ومن طريقه ابنُ خزيمة (٥٤٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨٠٥) كلّهم من طريق شعبة، عن حمّاد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حمّاد وهو ابن أبي سليمان، فإنه حسن الحديث.
تنبيه: وقع سقط في مسند أبي داود الطَّيالسيّ في طبعة المعارف القديمة، فإنّ الإسناد الذي ذكر فيه وهو: «حدّثنا أبو عوانة، عن أبي مالك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة». هو لمتن آخر سقط منه وهو: «كلّ معروف صدقة». وكذا رواه أيضًا مسلم (١٠٠٥) من طريق أبي عوانة، بإسناده.
وأمّا متن هذا الحديث فإسناده كما ذكرناه، وبهذا الإسناد أخرجه ابن خزيمة والآجري فلا يكون أبو مالك الأشجعيّ متابعًا لحماد بن أبي سليمان؛ لأنّ هذا الحديث يدور على حمّاد بن أبي سليمان، وعنه رواه شعبة كما مضى، ومحمد بن جعفر عند الإمام أحمد (٢٣٤٢٣)، وابن خزيمة (٥٤٢)، وحماد بن سلمة، وهشام الدّستوائيّ عند ابن أبي عاصم في السنة (٨٣٥، ٨٣٦) كلّهم عن حمّاد بن أبي سليمان، بإسناده، مثله.
وقد نبّه على سقط المتن المشار إليه، الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي في تحقيق مسند أبي داود الطيالسيّ فجزاه اللَّه خيرًا.
عن أبي أمامة، عن النبيّ ﷺ قال: «يخرجُ من النّار بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من ربيعة ومضر».

حسن: رواه الطّبرانيّ في الكبير (٨/ ٣٣٠) عن أحمد بن داود المكيّ، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا مبارك بن فضالة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
وأبو غالب صاحب أبي أمامة مختلف فيه، فضعّفه النسائيّ وأبو حاتم وابن حبان، ووثقه الدارقطنيّ، ويُحسَّن حديثُه في الشّواهد والمتابعات، وقد توبع.
رواه الإمام أحمد (٢٢٢١٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨١٧) كلاهما من حديث حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «ليدخلن الجنّة بشفاعة رجل ليس بنبي مثلُ الحيَّين -أو مثل أَحد الحيين-: ربيعة ومضر». فقال رجل: يا رسول اللَّه، أو ما ربيعة من مضر؟ فقال: «إنّما أقول ما أُقَوَّل».
عن عتبة بن عبد السُّلميّ، قال: جاء أعرابي إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال: ما حوضُك الذي تُحدِّث عنه؟ قال: «كما بين البيضاء إلى بصري يمدُّني اللَّه فيه بكُراعٍ لا يدري إنسانٌ مِمَّن خُلق أين طرفاه»، فكبَّر عمر بن الخطّاب، فقال: «أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل اللَّه، ويموتون في سبيل اللَّه. فأرجو أن يُورِثَني الكُرَاع فأشرب منه». وقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ ربي وعدني أن يدخل الجنّة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كلُّ ألف لسبعين ألفًا، ثم يَحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حَثَيَات». فكبَّر عمر وقال: إنّ السَّبعين الأُوّلى ليشفعهم اللَّه في آبائهم، وأبنائهم، وعشائرهم. وأرجو أن يجعلني اللَّهُ في إحدى الحثيات الأواخر». فقال الأعرابيُّ: يا رسول اللَّه، فيها فاكهةٌ؟ قال: «نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس». فقال: أيّ شجر أرضنا تُشبه؟ قال: «ليس تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشّام؟». قال: لا يا رسول اللَّه، قال: «فإنَّها تشبه شجرة في الشّام تُدعى الجوْزَةَ تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها». قال: فما عِظم أصلها؟ قال: «لو ارتحلتَ جذعةً من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتُها هَرَمًا». قال: فيها عنب؟ قال: «نعم». قال: ما عظم العنقود منها؟ قال: «مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر». قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك من غنمه تيسًا عظيمًا؟ قال: «نعم». قال: فسلخ إهابها فأعطاه أمَّك، فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا نروي به ماشيتنا». قال: نعم. قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي فقال النبيّ ﷺ: «وعامة عشيرتك».

حسن: رواه الطَّبرانيّ في «الأوسط» (٤٠٤) واللّفظ له، وفي «الكبير» (١٧/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأحمد (١٧٦٤٢) مختصرًا كلّهم من طريق عامر بن زيد البكاليّ، أنه سمع عتبة بن عبد السّلميّ، فذكره. وصحّحه ابن حبان (٦٤٥٠).
وإسناده حسن، عامر بن زيد البكاليّ، ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ١٩١)، وابن أبي حاتم
في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا، وهو من رجال التعجيل (٥٠٥)، ولما قال الحسيني: «ليس بالمشهور» تعقبه الحافظ فقال: «بل معروف» وأطال في ذكره، والخلاصة أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٤١٤) وقال: «رواه الطّبرانيّ في: الأوسط«واللّفظ له، وفي «الكبير» ، وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكاليّ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات».
وقوله: «بكراع» أي بطرف من ماء الجنّة.
قال في النهاية: «وفي حديث الحوض: «فبدأ اللَّه بكراع«أي طرف من ماء الجنّة، فشبّه بالكراع لقلته وأنه كالكراع من الدَّابة».
وفي الباب أيضًا ما رُوي مرسلًا عن الحسن، قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«يشفع عثمان بن عفّان يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».
رواه الترمذيّ (٢٤٣٩)، والآجريّ في الشريعة (٨١٨) كلاهما من حديث جسر أبي جعفر، عن الحسن، فذكره.
وهو مع إرساله ضعيف؛ لأنّ جسرًا وهو ابن فرقد القصّاب أبو جعفر، وقيل: جسر بن الحسن اليمامي ولكن كنيته أبو عثمان، كلاهما في طبقة واحدة يرويان عن الحسن إِلَّا أن الأوّل ضعيف، والثاني صدوق، والغالب أنه الأوّل لأنه يكنى بأبي جعفر.
ولكن رواه الإمام أحمد في الزهد (٦٧١)، والحاكم (٣/ ٤٠٥) كلاهما من وجهين مختلفين عن الحسن، فذكر مثله.
قال الحسن كما في الزهد: «كانوا يرونه عثمان بن عفان أو أويس القرنيّ».
وفي المستدرك: قال أبو بكر بن عياش: «فقلت لرجل من قومه: أويس بأي شيء بلغ هذا؟ قال: فضل اللَّه يؤتيه من يشاء».
وفي الباب ما رُوي عن الحارث بن أُقيش مرفوعًا: «إنّ من أمّتي مَنْ يدخلُ الجنّة بشفاعته أكثر من مضر، وإنّ من أمّتي من يعظم للنار حتى يكون أحدَ زواياها». وفيه عبد اللَّه بن قيس النخعيّ مجهول.
رواه ابن ماجه (٣٢٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن داود بن أبي هند، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن قيس، قال: كنت عند أبي بردة، ذات ليلة، فدخل علينا الحارث بن أقيش، فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول اللَّه قال (فذكر الحديث).
وأخرجه الإمام أحمد (١٧٨٥٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٧١) وقال: «صحيح على شرط مسلم». والحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الحارث بن أقيش (١/ ٢٧٣) وقال: «أخرج ابن ماجه حديثه في الشّفاعة بسند صحيح». وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد.
وقد أخرجه ابن خزيمة (أي في التوحيد) مجموعًا إلى الحديث الآخر، ووقع عند البغويّ تصريحه بسماعه من النّبيّ ﷺ». انتهى كلامه.
قال الأعظمي: في الإسناد عبد اللَّه بن قيس وهو ليس من رجال مسلم، وإنّما أخرج له ابن ماجه.
وهو ممن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو في عداد المجهولين. وكذا قال الحافظ في التقريب: «مجهول». ونقل في التهذيب عن علي بن المديني أنه جهله. ولم يوثقه الذّهبيّ في الكاشف، وإنّما اكتفى بقوله: روى عنه داود بن أبي هند - يعني أنه مجهول. وقال في: الميزان«عنه داود بن أبي هند، ولعله الذي قبله - أي عبد اللَّه بن قيس، عن ابن عباس: لا يدري من هو؟ تفرّد عنه أبو إسحاق» انتهى كلامه.
وأخرجه البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦١) من طريق داود بن أبي هند بإسناده مكتفيًا بحديث الشّفاعة وقال: «إسناده ليس بذاك المشهور».
وفي الباب ما رُوي عن ابن عمر قال: يقول النّبيُّ ﷺ للرّجل: «يا فلان قم فاشفع، فيقوم الرجل فيشفع للقيلة، ولأهل البيت، وللرّجل وللرّجلين على قدر عمله».
رواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٣) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، فذكره.
ويحيى بن يمان العجليّ الكوفيّ مختلف فيه فمشاه ابن معين في رواية، وضعّفه في رواية، وأكثر أهل العلم على تضعيفه لسوء حفظه حتى قال ابن عدي بعد أن أخرج عدّة من أحاديثه: «ولابن يمان عن الثوريّ غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه غير محفوظ، وابن يمان في نفسه لا يتعمّد الكذب، إِلَّا أنّه يخطئ ويشتبه عليه».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 299 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

  • 📜 حديث عن شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

    تحقق من درجة أحاديث شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع شفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب