الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب التّرهيب من الدّعوى في العلم والقرآن

عن أبي بن كعب، عن النّبيّ ﷺ قال: «قام موسى عليه السلام خطيبًا في بني إسرائيل فسُئل: أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب اللَّه عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللَّهُ إليه: أنّ عبدًا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا ربّ كيف به؟ فقيل له: احمل حوتًا في مكتل فإذا فقدته فهو ثَمَّ». فذكر الحديث بطوله في اجتماعه بالخضر إلى أن قال: «فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرّتْ بهما سفينة فكلّموهم أن يحملوهما، فعُرف الخضر فحملوهما بغير نَول، فجاء عصفور فوقع على حرف السّفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمك من علم اللَّه إلّا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر» فذكر الحديث بطوله.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٢٢)، ومسلم في الفضائل (٢٣٨٠) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، حدّثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إنّ نوفًا البكاليّ يزعم أنّ موسى عليه السلام صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر عليه السلام! فقال: كذب عدّو اللَّه، سمعتُ أبي بن كعب يقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث بطوله)، وسيأتي في موضعه بكامله.
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يظهر الإسلام حتى تخوض الخيلُ البحار، وحتّى يختلف التجّار في البحر، ثم يظهر قومٌ يقرأون القرآن يقولون: من أقرأ منا؟ من أفقه منا؟». ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «هل في أولئك خير؟». قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أولئك وقود النّار، أولئك منكم من هذه الأمّة».

حسن: رواه البزّار (كشف الأستار - ١٧٣) عن عبد اللَّه بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمر، فذكر الحديث.
وهذا إسناد ضعيف، عبد اللَّه بن شبيب قال فيه الذهبي: «أخباريٌّ علّامة، لكنّه واه». وشيخه إسحاق بن محمد الفروي، قال فيه النسائيّ: «متروك»، وقال الدّارقطنيّ: «ضعيف».
وأمّا أبو حاتم: فقال: «كان صدوقًا»، وشيخه عبد اللَّه بن زيد بن أسلم مختلف فيه، فوثّقه الإمام أحمد، وضعّفه أبو زرعة والنّسائيّ، وفي التقريب: «صدوق فيه لين».
ولكن رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (٦٢٤٢) عن محمد بن علي الصّائغ، قال: نا خالد بن يزيد العُمَريّ، قال: ثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم، به.
وقال الطبرانيّ: «لم يرو هذا الحديث عن عبد اللَّه بن زيد بن أسلم إلا خالد بن يزيد العمري».
وكأنّه لم يقف على إسناد البزّار، وفيه متابعة الفروي للعمري، فانحصرتْ العلّة في عبد اللَّه بن زيد بن أسلم وهو صدوق فيه لين، ولعله لذلك قال المنذريّ في الترغيب والترهيب (٢٣٠): «رواه الطبراني والبزّار بإسناد لا بأس به».
وهذا أولى من قول الهيثمي في «المجمع» (١/ ١٨٦): «رواه الطبرانيّ في الأوسط، والبزار، ورجال البزار موثقون». فقوله: «موثقون». بعد التتبع تبين أنه يقصد به توثيق ابن حبان، وابن حبان أدخل عبد اللَّه بن شبيب بن خالد في «المجروحين» (٥٧٦)، وقال فيه: «يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات».
ويشهد له الحديث الآتي وهو ما رواه البزار (كشف الأستار - ١٧٤)، وأبو يعلى (٦٦٩٨) كلاهما من حديث موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول اللَّه ﷺ، فذكر نحوه.
ولكن فيه موسى بن عبيدة وهو الزّبذيّ ضعيف، وبه علّله الهيثميّ في «المجمع» (١/ ١٨٥ - ١٨٦)، والبوصيريّ في إتحاف المهرة.
وابن الهاد هو يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد لم يدرك العباس.
ولكن رواه الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (٢٥/ ٢٧ - ٢٨) عن محمد بن نصر الصّائغ البغداديّ، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيريّ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، قال: حدّثتني هند بنت الحارث الخثعميّة امرأة عبد اللَّه بن شدّاد، عن أمّ الفضل وعبد اللَّه بن عباس، عن
رسول اللَّه ﷺ أنه قام ليلة بمكة من اللّيل فقال: «اللهمّ هل بلّغت؟ «ثلاث مرّات. فقام عمر بن الخطاب فقال: اللهم نعم، فحرصت ونصحت وجهدت. فأصبح فقال: «ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وليخاض البحار بالإسلام، وليأتين على النّاس زمان يتعلّمون فيه القرآن، فيعلّمونه ويقرؤونه، ثم يقولون: قد قرأنا وعلّمنا، فمن ذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟ قالوا: لا يا رسول اللَّه! ومن أولئك؟ قال: «أولئك منكم، وأولئك وقود النّار».
فجعل الحديث من مسند أمّ عبد اللَّه بن عباس وهي زوجة عباس بن عبد المطلب، ولعلّ هذا الخلط يعود إلى هند بنت الحارث فإنّها لم يوثقها أحد، وإنما ذكرها ابن حبان في الثقات (٥/ ٥١٧). وقال الحافظ في التقريب: «مقبولة». أي عند المتابعة. وإني لم أجد لها متابعًا في مسند أم عبد اللَّه بن عباس، وإن كانت هي توبع في مسند عمر بن الخطاب، ولكن مخرجه يختلف عن مخرج حديث أمّ ابن عباس.
وأمّا قول الهيثمي في «المجمع» (١/ ١٨٩): «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات إلّا أنّ هند بنت الحارث الخثعمية التابعية لم أرّ من وثّقها ولا جرّحها». فكأنّه خفى عليه ترجمتها في «الثقات» وإلّا فكتاب «الثقات» عمدة للهيثمي في توثيق الرجال.
والخلاصة: أن الحديث حسن بضم بعضه إلى بعض، وقد حضنه أيضًا الحافظ المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (٢٣١).

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 63 من أصل 78 باباً

معلومات عن حديث: الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

  • 📜 حديث عن الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

    تحقق من درجة أحاديث الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب