النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب النّهي عن كثرة المسألة عمَّا لم يكن ولم ينزل به وحي

قال اللَّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [سورة المائدة: ١٠١].
عن أنس بن مالك، قال: خطب رسول اللَّه ﷺ خطبة ما سمعتُ مثلها قطّ. فقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا». قال: فغطّى أصحاب رسول اللَّه ﷺ وجوههم لهم حنين. فقال رجل: مَنْ أبي؟ قال: «أبوك فلان». فنزلت هذه الآية: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٥٩) كلاهما من حديث شعبة، حدّثنا موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، فذكره.
عن ابن عباس، قال: كان قومٌ يسألون رسول اللَّه ﷺ استهزاءً، فيقول الرّجل: مَنْ أبي؟ ويقول الرّجل تضلُّ ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل اللَّه فيهم هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ حتى فرغ من الآية كلّها.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٢) عن الفضل بن سهل، قال: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس، فذكر الحديث.
عن أبي موسى الأشعريّ، قال: سئل رسول اللَّه ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال: «سلوني». فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه! مَنْ
أبي؟ فقال: «أبوك حذافة». ثم قام آخر فقال: يا رسول اللَّه، مَنْ أَبي؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول اللَّه ﷺ من الغضب قال: إنّا نتوب إلى اللَّه عز وجل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٦٠) كلاهما من حديث أبي أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكر الحديث.
عن أبي فراس -رجل من أسلم- قال: قال رسول اللَّه ﷺ ذات يوم: «سلوني عمَّا شئتم». فقال رجلٌ: يا رسول اللَّه! مَنْ أبي؟ قال: «أبوك فلان الذي تدعى إليه. وسأله رجلٌ: أفي الجنّة أنا؟ فقال: «في الجنّة». وقال آخر: أفي الجنّة أنا؟ قال: «في النّار». فقام عمر رضي الله عنه، فقال: رضينا باللَّه ربًّا.

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٤٥٨٠) عن محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، ثنا عمر بن محمد ابن الحسن الأسديّ، ثنا أبيّ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصّمد العميّ، عن أبي عمران الجونيّ، عن أبي فراس -رجل من أسلم-، فذكر الحديث.
قال الهيثميّ: «رجاله رجال الصّحيح».
قال الأعظمي: هو كما قال؛ فإن رجالهم كلّهم -غير شيخ الطبرانيّ- من رجال البخاريّ، لكن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي هو وأبوه صدوقان.
وعن أبي هريرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «ادعوني ما تركتكم إنّما هلك مَنْ كان قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨) عن إسماعيل، حدّثني مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وهذا الحديث رواه مالك خارج الموطأ.
ورواه مسلم في الحجّ (١٣٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: خطبنا رسول اللَّه ﷺ فقال: «أيَّها النّاس! قد فرض اللَّه عليكم الحجَّ فحُجُّوا». فقال رجل: أكلَّ عامٍ يا رسول اللَّه؟ ! فسكت، حتّى قالها ثلاثًا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم». ثم قال: (فذكر باقي الحديث).
عن المغيرة بن شعبة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ اللَّه عز وجل حرَّم عليكم عقوق الأمّهات، ووأد البنات، ومنعًا وهاتِ، وكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٥٩٧٥)، ومسلم في الأقضية (٥٩٣: ٤٤٨٤) كلاهما من حديث ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، فذكر الحديث.
وفي رواية عندهما: «كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إليَّ بشيء سمعتّه من رسول اللَّه ﷺ قال: فكتب إليه، وكان ورّاد هو كاتبه، أملى عليه المغيرة بن شعبة».
عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أعظم المسلمين في المسلمين جرما مَنْ سأل عن أمر لم يحرم فحرم على النّاس من أجل مسألته».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٨٩)، ومسلم في الفضائل (٢٣٥٨) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه، فذكره.
عن سهل بن سعد، أنّ عويمرًا أتي عاصم بن عدي -وكان سيّد بني عجلان- فقال: «كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلًا أيقتله، أم كيف يصنع به؟ سلْ لي رسول اللَّه ﷺ عن ذلك. فأتى عاصمٌ النّبيَّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه! فكره رسولُ اللَّه ﷺ المسائلَ: فسأله عويمر، فقال: إن رسول اللَّه ﷺ كره المسائل وعابها. قال عويمر: واللَّهِ! لا أنتهي حتّى أسأل رسول اللَّه عن ذلك. . .» إلخ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٤٥)، ومسلم في اللّعان (١٤٩٢) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لن يبرح النَّاسُ يتساءلون حتّى يقولوا: هذا اللَّه خالقُ كلِّ شيءٍ، فمن خلق اللَّه؟ !».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٦) عن الحسن بن صباح، حدّثنا شبابة، حدّثنا ورقاء، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، سمعت أنس بن مالك، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (١٣٦) من وجه آخر عن أنس، نحوه.
عن معقل بن يسار، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه جلّ وعزّ كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

حسن: رواه الطبرانيّ في كبيره (٢٠/ ٢٢٤) من طرق عن سَلْم بن قتيبة، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي عبد اللَّه الحسري، عن معقل بن يسار، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سلم بن قتيبة -وهو الشعيريّ-، وعمران القطّان -هو عمران بن داور- فهما صدوقان، وبقية رجاله ثقات.
عن أنس، قال: كنّا عند عمر فقال: نُهينا عن التّكلُّف.

صحيح: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٣) عن سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت،
عن أنس، فذكره.
وفي سنن الدّارميّ (١٢٣) عن مسلم بن إبراهيم، حدّثنا حمّاد بن زيد المنقريّ، حدّثنا أبي، قال: جاء رجل يومًا إلى ابن عمر، فسأله عن شيء لا أدري ما هو. فقال له ابن عمر: «لا تسأل عما لم يكن، فإنِّي سمعت عمر بن الخطّاب يلعن مَنْ سأل عمَّا لم يكن».
وإسناده حسن، ويزيد المنقريّ هو يزيد بن مسلم، ذكره ابن حبان في «الثّقات» (٥/ ٥٤٥) ولم يوثقه غيره إِلَّا أنه توبع عند أبي خيثمة في «العلم» (١٤٤)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٨٢٠) وغيرهما.
وعن طاوس قال: قال عمر رضي الله عنه على المنبر: «أُحرِّج باللَّه على رجل سأل عمَّا لم يكن، فإنّ اللَّه قد بيّن ما هو كائن».
رواه الدّارميّ في سننه (١٢٦)، والبيهقيّ في المدخل (٢٩٣)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٨٠٧، ١٨٠٨)، والخطيب في «الفقه والمتفقه» (٢/ ٧) كلّهم من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، فذكر مثله.
وفي لفظ الخطيب: «أحرج عليكم أن تسألونا عمّا لم يكن، فإنّ لنا فيما كان شغلًا». وكان يقول: «إيَّاكم وهذه العضل، فإنَّها إذا نزلت بعث اللَّه لها من يقيمها أو يفسّرها». رواه البيهقيّ في «المدخل» (٢٩٤) وإسناده حسن.
وقال البيهقيّ ﵀: «وقد كره السّلف للعوام المسألة عمّا لم يكن، ولم ينص به كتاب ولا سنة، ولا إجماع، ولا أثر ليعملوا عليه إذا وقع، وكرهوا للمسؤول الاجتهاد فيه قبل أن يقع؛ لأنّ الاجتهاد إنّما أبيح للضّرورة، ولا ضرورة قبل الواقعة، فينظر اجتهادهم عند الواقعة، فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد». انظر «المدخل» (٢٨٦).

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 71 من أصل 78 باباً

معلومات عن حديث: النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي

  • 📜 حديث عن النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي

    تحقق من درجة أحاديث النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن كثرة المسألة عما لم يكن ولم ينزل به وحي.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب