ظهور الفتن - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ظهور الفتن

عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: استيقظ رسول اللَّه ﷺ ليلة فَزِعًا يقول: «سبحان اللَّه ماذا أنزل اللَّه من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يُوقظ صواحبَ الحجرات، -يريد أزواجه، لكي يُصلين- رب كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة».

صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦٩) من طرق عن ابن شهاب الزهري، عن هند بنت الحارث الفراسية، أن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: فذكرته.
عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «تدور رَحَى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما» قال: قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: «مما مضى»

حسن: رواه أبو داود (٤٢٥٤)، وأحمد (٣٧٣٠ - ٣٧٣١)، والحاكم (٤/ ٥٢١، و٣/ ١١٤) كلهم من طريق منصور بن المعتمر، عن رِبعي بن حِراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
والبراء بن ناجية فيه جهالة، تفرد بالرواية عنه ربعي بن حراش ولم يوثّقه سوى العجلي وابن حبان، ولذا قال الذهبي في الميزان: فيه جهالة لا يعرف إلا بحديث: «تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين سنة».
وأما قول ابن حجر في التقريب: «ثقة» ففيه نظر.
وله طريقان آخران يقويان:
أحدهما: ما رواه أحمد (٣٧٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٦٤) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشب، حدثني أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، عن القاسم بن عبد الرحمن (هو ابن عبد اللَّه بن مسعود)، عن أبيه، عن جده.
وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا النزر اليسير، ليس هذا منها.
والثاني: ما رواه البزار (١٩٤٢)، والطحاوي في شرح المشكل (١٦١٢) كلاهما من طريق شريك النخعي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره، وفيه: «فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال، يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم».
وشريك سيء الحفظ، وكذا شيخه وبمجموع هذه الطرق يصير الحديث حسنا.
ومعنى الحديث: أن الفتنة تقع بعد خمس وثلاثين سنة، أو بعد ست وثلاثين، أو بعد سبع وثلاثين، ليس على الشك بل متى شاء اللَّه تعالى. فقد شاء أن تقع بعد خمس وثلاثين سنة بعد قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان ذلك سببا لوقوع الاختلاف، وتفرق كلمة المسلمين.
وقوله: «فإن يصطلحوا فيما بينهم. . .» أي أنهم لم يصطلحوا نيما بينهم، فكان قد وقع فيهم سنن اللَّه الكونية من سفك الدماء، والقتال فيما بينهم، ولكن اللَّه بنعمته ورحمته حفظ هذه الأمة من الارتداد والهلاك، وستبقى ما شاء اللَّه إلى يوم القيامة.
عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «نعم، أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد اللَّه عز وجل بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام»، قال: ثم ماذا يا رسول اللَّه؟ قال: «ثم تقع فتن كأنها الظلل»، فقال الأعرابي: كلا يا رسول اللَّه، قال النبي ﷺ: «بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساودَ صُبا يضرب بعضكم رقاب بعض».
وزاد في رواية في آخرها: «وأفضل الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي ربه تبارك وتعالى، ويدع الناس من شره».

صحيح: رواه أحمد (١٥٩١٨، ١٥٩١٧)، وصحّحه الحاكم (١/ ٣٤، و٤/ ٤٥٤ - ٤٥٥) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز بن علقمة الخزاعي، فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح».
والرواية الثانية: رواها أحمد (١٥٩١٩)، وصحّحها ابن حبان (٥٩٥٦) كلاهما من طريق
الأوزاعي قال: حدّثنا عبد الواحد بن قيس، حدّثنا عروة بن الزبير، عن كرز الخزاعي، فذكره.
وإسنادها حسن من أجل عبد الواحد بن قيس فإنه حسن الحديث.
قوله: «أساود» جمع أسود أي حيات.
قوله: «صُبًّا» بضم الصاد وتشديد الباء أي كأنهم حيات مصبوبة على الناس.
عن عبد اللَّه بن عمر يقول: كنا قعودًا عند رسول اللَّه ﷺ فذكر الفتن، فأكثر فى ذكرها حتى ذكر فتنة الأَحلاس، فقال قائل: يا رسول اللَّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي هربٌ وحربٌ ثم فتنة السَّرَّاء دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رجلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلحُ الناس على رجل كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنةُ الدُّهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمتْه لطمةً، فإذا قيل: انقضت، تمادت، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فُسطاطَيْن: فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفُسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال من يومه أو من غده».

حسن: رواه أبو داود (٤٢٤٢)، وأحمد (٦١٦٨)، والحاكم (٤/ ٤٦٦) كلهم من حديث أبي المغيرة، حدثني عبد اللَّه بن سالم (وهو الأشعري)، حدثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن عمير بن هانئ العنسي، سمعت عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كذلك؛ فإن رجاله رجال الصحيح غير العلاء بن عتبة فإنه صدوق من رجال أبي داود إلا أن أبا حاتم يرى أنه ليس بصحيح كأنه موضوع. العلل (٢٧٥٧).
كذا قال! وهو إمام هذا الفن، ولكنه لم يبيّنْ سبب الوضع، فلعله أشكل عليه معنى الحديث مثله مثل نظرائه في أحاديث الفتن.
وقوله: «يزعم أنه مني وليس مني» لقد وقع هذا كثيرًا في تاريخ الإسلام الطويل، فأراد النبي ﷺ أن يحذّر أمته من هؤلاء الكذبة، ثم بيّن القاعدة العامة بقوله: «وإنما أوليائي المتقون»، وليس فيه نفيُ شرف لمن ثبت إليه ﷺ.
وأما ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن في آخرها الفناء». فلا يصح.
رواه أبو داود (٤٢٤١)، وابن أبي شيبة (٣٨٧٢٣) كلاهما من طريق بدر بن عثمان قال: أخبرني الشعبي، عن رجل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.
وإسناده ضعيف؛ فإن الراوي عن عبد اللَّه بن مسعود مبهم لم يسم.
وكذلك ما رُويَ عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل، والقتل».
رواه أبو داود (٤٢٧٨)، وأحمد (١٩٦٧٨)، والحاكم (٤/ ٤٤٤) من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعودي، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: ولكن فيه المسعودي اختلط، وقد وقع اختلاف في إسناده، ساقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٨ - ٣٩) ثم قال: «والخبر عن النبي ﷺ في الشّفاعة، وأن قوما يعذبون، ثم يخرجون، أكثر، وأبين، وأشهر».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 17 من أصل 111 باباً

معلومات عن حديث: ظهور الفتن

  • 📜 حديث عن ظهور الفتن

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ظهور الفتن من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث ظهور الفتن

    تحقق من درجة أحاديث ظهور الفتن (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث ظهور الفتن

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث ظهور الفتن ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن ظهور الفتن

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ظهور الفتن.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب