حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ظهور الفتن

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «تدور رَحَى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما» قال: قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: «مما مضى»

حسن: رواه أبو داود (٤٢٥٤)، وأحمد (٣٧٣٠ - ٣٧٣١)، والحاكم (٤/ ٥٢١، و٣/ ١١٤) كلهم من طريق منصور بن المعتمر، عن رِبعي بن حِراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «تدور رَحَى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما» قال: قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: «مما مضى»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بنصه:
عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «تَدُورُ رَحَى الإسْلَامِ بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا». قَالَ: قُلْتُ: أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟ قَالَ: «مِمَّا مَضَى».


1. شرح المفردات:


● "تَدُورُ رَحَى الإسْلَامِ": الرَّحَى هي الطاحونة التي تطحن الحب. وشبه النبي ﷺ الإسلام بالرحى التي تدور وتستمر في طحنها، أي أن قوة الإسلام واستمراره ودولته تدور وتستمر بهذه المدة.
● "بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ...": أي أن استقرار أمر الإسلام وقوته يكون لمدة خمس وثلاثين سنة أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين من بداية النبوة أو الهجرة.
● "فَإِنْ يَهْلَكُوا": أي إن هلك هؤلاء القائمون على الإسلام في تلك الفترة، أو فسد حالهم.
● "فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ": طريقهم ومصيرهم هو مصير من هلك من الأمم السابقة بسبب تقصيرهم وذنوبهم.
● "وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ": أي إن ثَبَتُوا على دينهم واستقاموا.
● "يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا": أي يستقر لهم أمر دينهم ودولتهم سبعين عاماً أخرى بعد تلك المدة.
● "أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟": سأل ابن مسعود ﭬ: هل هذه المدة (35-37 سنة) مما بقي في المستقبل أم أنها قد مضت بالفعل؟
● "مِمَّا مَضَى": فأجابه النبي ﷺ أنها مما مضى وانقضى.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن مدة قوة واستقرار دولة الإسلام الأولى، التي تقوم على تطبيق شرع الله، وهي فترة الخلافة الراشدة وزمن الصحابة الكرام ﭬ.
● المدة (35-37 سنة): هذه المدة تحسب من وقت الهجرة النبوية. وقد كانت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وانتهت باستشهاد الإمام علي رضي الله عنه سنة 40 هـ، وهي قريبة جداً من المذكور في الحديث (35،36،37). وهذا من أعظم دلائل نبوته ﷺ، حيث أخبر بأمر غيبي وقع كما قال.
● "فَإِنْ يَهْلَكُوا": هذا تحذير من أن يحدث هلاك أو فتنة بسبب المعاصي والاختلاف والظلم، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة.
● "فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ": أي مصيرهم سيكون كمصير الأمم السابقة التي أهلكها الله بسبب كفرها أو معاصيها.
● "وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ": أي إن ثَبَتُوا على الدين واستقاموا، وحكموا بشريعة الله.
● "يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا": أي يمتد لهم العمران والاستقرار والتمكين سبعين عاماً أخرى. وقيل إن هذه السبعين تبدأ من انتهاء المدة الأولى (35 سنة)، فتمتد الدولة القائمة على الدين إلى حوالي 105 سنة من الهجرة، وهذا ما حصل في عهد الدولة الأموية في أوج قوتها واستقامتها في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله وغيره.
وسؤال عبد الله بن مسعود ﭬ "أمما بقي أو مما مضى؟" يدل على حرص الصحابة على فهم نصوص النبي ﷺ، وجواب النبي ﷺ "مما مضى" يعني أن تلك الفترة الذهبية الأولى قد انقضت، وهو تحذير للأمة أن تلتزم بدينها حتى لا تفقد تمكينها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان نبوة محمد ﷺ: حيث أخبر بأمر غيبي وقع точно كما قال، مما يزيد المؤمن يقيناً بنبوته.
2- عمران الدولة الإسلامية مربوط بالاستقامة على الدين: قوة الدولة واستمرارها مرهونان بتطبيق شرع الله والاستقامة عليه، فإذا حصل تقصير أو هلاك حصل الضعف والزوال.
3- تحذير من الفتن والهلاك: الحديث يحذر الأمة من أسباب الهلاك التي أهلكت الأمم السابقة، وهي الكفر والمعاصي والظلم والاختلاف.
4- الأمل والتفاؤل: حتى لو حصل تقصير، فإن التوبة والرجوع إلى الدين يمكن أن يمدد الله به عمر الدولة والأمة، كما في قوله "يقم لهم سبعين عاماً".
5- فهم الصحابة للحديث: حرص الصحابة على فهم النصوص النبوية والسؤال عنها وتطبيقها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تتكلم عن أشراط الساعة الصغرى وعلاماتها، حيث يبين مراحل الدولة الإسلامية.
- الفترة التي ذكرها الحديث (35-37 سنة) هي فترة الخلافة الراشدة، والتي وصفها النبي ﷺ في حديث آخر بأنها على
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٥٤)، وأحمد (٣٧٣٠ - ٣٧٣١)، والحاكم (٤/ ٥٢١، و٣/ ١١٤) كلهم من طريق منصور بن المعتمر، عن رِبعي بن حِراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
والبراء بن ناجية فيه جهالة، تفرد بالرواية عنه ربعي بن حراش ولم يوثّقه سوى العجلي وابن حبان، ولذا قال الذهبي في الميزان: فيه جهالة لا يعرف إلا بحديث: «تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين سنة».
وأما قول ابن حجر في التقريب: «ثقة» ففيه نظر.
وله طريقان آخران يقويان:
أحدهما: ما رواه أحمد (٣٧٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٦٤) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشب، حدثني أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، عن القاسم بن عبد الرحمن (هو ابن عبد اللَّه بن مسعود)، عن أبيه، عن جده.
وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا النزر اليسير، ليس هذا منها.
والثاني: ما رواه البزار (١٩٤٢)، والطحاوي في شرح المشكل (١٦١٢) كلاهما من طريق شريك النخعي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره، وفيه: «فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال، يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم».
وشريك سيء الحفظ، وكذا شيخه وبمجموع هذه الطرق يصير الحديث حسنا.
ومعنى الحديث: أن الفتنة تقع بعد خمس وثلاثين سنة، أو بعد ست وثلاثين، أو بعد سبع وثلاثين، ليس على الشك بل متى شاء اللَّه تعالى. فقد شاء أن تقع بعد خمس وثلاثين سنة بعد قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان ذلك سببا لوقوع الاختلاف، وتفرق كلمة المسلمين.
وقوله: «فإن يصطلحوا فيما بينهم. . .» أي أنهم لم يصطلحوا نيما بينهم، فكان قد وقع فيهم سنن اللَّه الكونية من سفك الدماء، والقتال فيما بينهم، ولكن اللَّه بنعمته ورحمته حفظ هذه الأمة من الارتداد والهلاك، وستبقى ما شاء اللَّه إلى يوم القيامة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

  • 📜 حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب