حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ظهور الفتن

عن عبد اللَّه بن عمر يقول: كنا قعودًا عند رسول اللَّه ﷺ فذكر الفتن، فأكثر فى ذكرها حتى ذكر فتنة الأَحلاس، فقال قائل: يا رسول اللَّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي هربٌ وحربٌ ثم فتنة السَّرَّاء دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رجلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلحُ الناس على رجل كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنةُ الدُّهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمتْه لطمةً، فإذا قيل: انقضت، تمادت، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فُسطاطَيْن: فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفُسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال من يومه أو من غده».

حسن: رواه أبو داود (٤٢٤٢)، وأحمد (٦١٦٨)، والحاكم (٤/ ٤٦٦) كلهم من حديث أبي المغيرة، حدثني عبد اللَّه بن سالم (وهو الأشعري)، حدثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن عمير بن هانئ العنسي، سمعت عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر يقول: كنا قعودًا عند رسول اللَّه ﷺ فذكر الفتن، فأكثر فى ذكرها حتى ذكر فتنة الأَحلاس، فقال قائل: يا رسول اللَّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي هربٌ وحربٌ ثم فتنة السَّرَّاء دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رجلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلحُ الناس على رجل كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنةُ الدُّهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمتْه لطمةً، فإذا قيل: انقضت، تمادت، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فُسطاطَيْن: فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفُسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال من يومه أو من غده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بحديث رسول الله ﷺ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يصف لنا مشهداً من مشاهد النبي ﷺ وهو يحدث أصحابه عن الفتن المستقبلية، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب ما ورد في كبار شروح الحديث مثل "عون المعبود" و"فيض القدير" وغيرها.
أولاً: شرح المفردات:
● الفتن: جمع فتنة، وهي الاختبار والامتحان، وشرعاً: ما يحصل من بلاء وشرور واختلاف بين الناس.
● الأحلاس: جمع حِلاس، وهو الكساء الذي يلقى على ظهر البعير تحت القتب. وشبهت الفتنة به لملازمتها للناس وطول بقائها، كملازمة الحِلاس للبعير.
● السراء: النعمة والخير الظاهري، وسُميت الفتنة بذلك لأنها تظهر في صورة نعمة وسرور ولكنها في الحقيقة شر وبلاء.
● دخنها: الدخان، وشبه ما يظهر من شرها الخفي بالدخان الذي يخرج من تحت القدم.
● كورك على ضلع: الكورك (بضم الكاف) هو شيء يُجعل تحت القدر ليرتفع عن النار، والضلع معوج لا يستقيم، فشبه الأمر المستحيل باستقرار الكورك على الضلع، أي أن الأمر هش غير مستقر.
● الدهيماء: الشديدة السواد (ك形容اء الداهية السوداء)، وهي فتنة شاملة عمياء لا ينجو منها أحد.
● لطمته: أصابته وضربته.
● فسطاط: خيمة أو جماعة كبيرة.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا ابن عمر رضي الله عنهما أنهم كانوا جالسين مع النبي ﷺ فذكر الفتن التي ستقع في الأمة، وأطال في ذكرها حتى وصل إلى فتنة الأحلاس.
● "فتنة الأحلاس... هي هرب وحرب": وهي فتنة ملازمة طويلة الأمد، characterized بالهرب من البلاد والخوف، والحرب والقتال. وقد فسرها بعض العلماء بفتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وما تلاها من حرب الجمل وصفين.
● "ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي": بعد ذلك تأتي فتنة تظهر في قالب النعمة والرخاء (السراء)، لكن شرها خفي وكامن مثل الدخان الذي يخرج من تحت القدم. ويأتي بها رجل من أهل بيت النبي ﷺ (من نسله) يدعي أنه منهم ويطلب الولاية بحق النسب، ولكن النبي ﷺ يبرأ منه ويقول "يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون". وهذا تأكيد على أن الولاية في الإسلام ليست بالنسب بل بالتقوى والعمل الصالح. وقد ذكر المفسرون أن المقصود بهذا الرجل قد يكون من خرج من آل البيت ادعى الحق في الخلافة ولم يكن أهلاً لها.
● "ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع": بعد تلك الفتنة، يتفق الناس على حاكم أو خليفة، ولكن ولايته ضعيفة غير مستقرة، كاستقرار "الكورك" (وهو حجر يوضع تحت القدر) على "ضلع" معوج، أي أن أمره مهزوز لا ثبات فيه.
● "ثم فتنة الدهيماء": ثم تأتي أعظم الفتن وأشملها، وهي فتنة عمياء سوداء "لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة"، أي تصيبه وتؤثر فيه. وهي فتنة عامة شاملة.
● "فإذا قيل: انقضت، تمادت": يظن الناس أنها انتهت فإذا بها تعود وتستمر.
● "يُصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً": من شدة الاضطراب والبلاء، يتردد الناس في دينهم، فيغير بعضهم معتقده بسرعة مذهلة، فمن كان مؤمناً صباحاً قد ينقلب كافراً مساءً بسبب الشبهات أو الإكراه أو الضلال. وهذا من أشد أنواع الابتلاء.
● "حتى يصير الناس إلى فسطاطين": في نهاية المطاف، ينقسم الناس إلى معسكرين واضحين لا لبس فيهما:
1- "فسطاط إيمان لا نفاق فيه": جماعة الإيمان الخالص، وهم الثابتون على الحق.
2- "فسطاط نفاق لا إيمان فيه": جماعة النفاق والكفر، الذين تبرؤوا من الإيمان تماماً.
- وهذا الانقسام الحاد هو علامة على اقتراب الساعة وخلوص المؤمنين حقاً.
● "فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال من يومه أو من غده": عندما يحدث هذا الانقسام الواضح وتبلغ الفتن ذروتها، فليترقب المؤمنون خروج الدجال – أعاذنا الله منه – فقد يكون خروجه في ذلك اليوم أو اليوم الذي يليه. وهذا تحذير من أن خروج الدجال يكون في زمن تكون الفتن قد بلغت أشدها.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- علم الغيب بيد الله: الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر بأمور مستقبلية وقع الكثير منها كما وصف.
2- حقيقة الولاية في الإسلام: ليست بالدم والنسب، بل بالتقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
3- التحذير من الفتن: الحديث يحذر المسلمين من الفتن ويبين عظمها، مما يوجب على المسلم الابتعاد عنها وعدم الخوض فيها.
4- الثبات على الدين: في زمن الفتن، يجب على المسلم أن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٤٢)، وأحمد (٦١٦٨)، والحاكم (٤/ ٤٦٦) كلهم من حديث أبي المغيرة، حدثني عبد اللَّه بن سالم (وهو الأشعري)، حدثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن عمير بن هانئ العنسي، سمعت عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كذلك؛ فإن رجاله رجال الصحيح غير العلاء بن عتبة فإنه صدوق من رجال أبي داود إلا أن أبا حاتم يرى أنه ليس بصحيح كأنه موضوع. العلل (٢٧٥٧).
كذا قال! وهو إمام هذا الفن، ولكنه لم يبيّنْ سبب الوضع، فلعله أشكل عليه معنى الحديث مثله مثل نظرائه في أحاديث الفتن.
وقوله: «يزعم أنه مني وليس مني» لقد وقع هذا كثيرًا في تاريخ الإسلام الطويل، فأراد النبي ﷺ أن يحذّر أمته من هؤلاء الكذبة، ثم بيّن القاعدة العامة بقوله: «وإنما أوليائي المتقون»، وليس فيه نفيُ شرف لمن ثبت إليه ﷺ.
وأما ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن في آخرها الفناء». فلا يصح.
رواه أبو داود (٤٢٤١)، وابن أبي شيبة (٣٨٧٢٣) كلاهما من طريق بدر بن عثمان قال: أخبرني الشعبي، عن رجل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.
وإسناده ضعيف؛ فإن الراوي عن عبد اللَّه بن مسعود مبهم لم يسم.
وكذلك ما رُويَ عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل، والقتل».
رواه أبو داود (٤٢٧٨)، وأحمد (١٩٦٧٨)، والحاكم (٤/ ٤٤٤) من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعودي، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: ولكن فيه المسعودي اختلط، وقد وقع اختلاف في إسناده، ساقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٨ - ٣٩) ثم قال: «والخبر عن النبي ﷺ في الشّفاعة، وأن قوما يعذبون، ثم يخرجون، أكثر، وأبين، وأشهر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

  • 📜 حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فتنة الأحلاس هي هرب وحرب ثم فتنة السراء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب