الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب الاستفتاح بقوله: «سبحانك اللهمّ وبحمدك»

عن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك.

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٣٩٩: ٥٢) عن محمد بن مهران الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن عبدة، أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، فذكره.
وهذا منقطع؛ لأنَّ عبدة وهو: ابن أبي لبابة الأسدي مولاهم، ويقال: مولى قريش، لم يسمع من عمر بن الخطاب، نقل النووي في شرح مسلم عن أبي علي الغساني قال: «هكذا وقع عن عبدة أنَّ عمر، وهو مرسل». قال النووي: يعني أنَّ عبدة لم يسمع من عمر. انتهى.
وقال المنذري: «وعبدة لا يُعرف له سماع من عمر، وإنَّما سمع من ابنه عبد الله، ويقال: إنه رأى عمر رؤية». انتهى.
وقال صاحب «التنقيح»: «وإنَّما أخرجه مسلم في صحيحه لأنَّه سمعه مع غيره».
قال الأعظمي: ولكن جاء موصولًا عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كان عمر إذا افتتح الصلاة رفع صوته يُسمعنا: سبحانك اللهمَّ ... رواه ابن أبي شيبة (١/ ٢٣٢) عن أبي معاوية. ورواه الحاكم (١/ ٢٣٥) من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن الأسود، عن عمر، وسقط فيه «إبراهيم» ورواه البيهقي في سننه (٢/ ٣٤) من وجه آخر عن إبراهيم، عن الأسود به مثله.
قال الحاكم: «وقد أُسند هذا الحديث عن عمر ولا يصحُّ». وقال الذهبي: «أخطأ من رفعه عنه».
وقال الدارقطني في «العلل»: وقد رواه إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأسود، عن عمر، عن النبيِّ ﷺ، وخالفه إبراهيم النخعي فرواه عن الأسود، عن عمر قوله. وهو الصحيح» انتهى. انظر: «نصب الراية (١/ ٣٢٣).
وقد اتفق أهل العلم على أن الصحيح هو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكفى به دليلًا؛ لأنه لم يوجد له معارض، بل تؤيده أحاديث الباب التي ستأتي وإن كان لا يسلم أحد منها من مقال.
قال البيهقي: «وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على عمر بن الخطاب».
قال ابن خزيمة: رحمه الله تعالى (١/ ٢٤٠): «وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنَّه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة (الآتي بعد قليل) لا عن النبي ﷺ، ولست أكره الافتتاح بقوله: «سبحانك اللهمَّ وبحمدك» على ما ثبت عن الفاروق رضي الله عنه أنه كان يستفتح الصلاة، غير أنَّ الافتتاح بما ثبت عن النبيِّ ﷺ في خبر عليِّ بن أبي طالبٍ، وأبي هريرة، وغيرهما بنقل العدل، عن العدل موصولًا إليه ﷺ أحبُّ إليَّ وأولى بالاستعمال، إذ اتباع سنة النبي ﷺ أفضل وخيرٌ من غيرها» انتهى.
وقال الترمذي: «أشهر حديث في هذا الباب حديث أبي سعيد الخدري».
قال الأعظمي: حديث أبي سعيد الخدري هو ما رواه أبو داود (٧٧٥) والترمذي (٢٤٢) والنسائي (٨٩٩، ٩٠٠) وابن ماجه (٨٠٤) كلهم من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبعي، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكِّل، عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل كبَّر ثمَّ يقول: «سبحانك اللهمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك«ثمّ يقول: «لا إله
إلا الله«ثلاثًا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرًا«ثلاثًا»أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه«ثمَّ يقرأ. واللفظ لأبي داود والترمذيّ.
قال الترمذي: «وقد تُكلِّم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلَّم في علي بن علي الرفاعي. وقال أحمد: لا يصحُّ هذا الحديث».
وقال أبو داود: «وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر».
ورواه أيضًا ابن خزيمة (٤٦٧) من طريق جعفر بن سليمان الضُّبعي به، وفيه: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل إلى الصلاة كبَّر ثلاثًا ثمّ قال: ... ثمَّ ذكر مثله. وقال: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات».
وقال النووي في «المجموع» (٣/ ٣٢٠): «ضعَّفه الترمذي وغيره، وهو ضعيف. وقال: وروى الاستفتاح: «سبحانك اللهم وبحمدك«جماعة من الصحابة، وأحاديثه كلها ضعيفة» انتهى.
قال الأعظمي: ومن هذه الأحاديث الضعيفة حديث عائشة قالت: كان النبيُّ ﷺ إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك».
رواه الترمذي (٢٤٣) وابن ماجه (٨٠٦) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن حارثة بن أبي رجال، عن عمرة، عن عائشة فذكرت الحديث. وحارثة بن أبي الرجال ضعيف.
وقال البيهقي (٢/ ٣٤): «هذا لم نكتبه إلَّا من حديث حارثة وهو ضعيف».
وقال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: إن قصد به أنه لا يروى مسندًا إلا من هذا الوجه، فهو صحيح، وإلّا فقد رواه أبو داود (٧٧٦) والحاكم (١/ ٢٣٥) من طريق عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرت مثله، فهو منقطع؛ فإن أبا الجوزاء لم يدرك عائشة، إلا أن الحاكم صحَّح هذا الإسناد.
وأعلّه أبو داود بعلة أخرى قائلًا: «وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام (عنه) وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئًا من هذا». انتهى.
وردّه صاحب الإمام (ابن دقيق العيد)، وهذا ما قاله ملخصًا: «طلْقٌ أخرج له البخاريّ في: صحيحه«، وعبد السّلام وثّقه أبو حاتم، وأخرج له الشيخان في: صحيحيهما«، وكذا من فوقه إلى عائشة. وكونه ليس بمشهور عن عبد السلام لا يقدح فيه إذا كان راويه ثقة، وكون الجماعة لم يذكروا عن بُديل شيئًا من هذا قد عرف ما يقوله أهل الفقه والأصول فيه، ويحتمل أن يقال: هما حديثان لتباعد ألفاظهما». انظر الجوهر النقي (٢/ ٣٤، ٣٥)، ولكن بقي فيه الانقطاع، وإليه أشار الحافظ في «التلخيص» بقوله: «رجال إسناده ثقات، لكن فيه انقطاع».
ونقل البيهقيّ قول أبي داود وأقرَّه وقال بعد ذلك: وروي في الاستفتاح: «سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، حديث آخر عن ليث، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه مرفوعًا، وليس بالقويّ، وروي ذلك مرفوعًا عن حميد عن أنس، وروي من وجه آخر عن عائشة، وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على عمر بن الخطّاب، ثمّ رواه عن شيخه الحاكم أبي عبد الله. انتهى.
وحديث جبير بن مطعم أنَّ النَّبِيّ ﷺ كان إذا افتتح الصّلاة قال: «الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا - ثلاث مرات. اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشّيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه».
رواه أبو داود (٧٦٤) وابن ماجة (٨٠٧) وأحمد (١٦٧٨٤)، والبيهقي (٢/ ٣٥) كلّهم من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزيّ، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه أنَّه رأى رسول الله ﷺ يصلي صلاة. قال عمرو: لا أدري أي صلاة هي؟ فقال: «الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا - ثلاثًا، أعوذ بالله من الشّيطان من نفخه ونفثه وهمزه.
قال: «نفثه«: الشعر. ونفخها: الكبر. وهمزه»: الموتة.
وعاصم هو: ابن عمير العنزيّ، تفرّد بالرواية عنه عمرو بن مرة، ولم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في الثّقات كعادته في ذكر المجاهيل، وقد اختلف في اسمه أيضًا مما يدل على أنه لم يكن معروفًا عند المحدثين.
وفي الباب أيضًا حديث أنس، رواه محمد بن الصلت، عن أبي خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس، عن النَّبِيّ ﷺ في افتتاح الصّلاة «سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك».
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: «هذا حديثٌ كذِب، لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به، وقد كتبت عنه». (العلل: ٣٧٤).
فمن نظر إلى مجموع هذه الأحاديث قال: إنَّ بعضها يقوي البعض، ويصير حسنًا لغيره. ويؤيده أثر عمر بن الخطّاب.
وقد روي أيضًا بإسناد صحيح عن ابن مسعود إِلَّا أنه لم يذكر فيه: «افتتاح الصّلاة» وهو قوله ﷺ: «إنَّ أحبَّ الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وإنَّ أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرّجل للرجل: اتقِّ الله. فيقول: عليك نفسك».
رواه النسائيّ في العمل اليوم والليلة (٨٤٩) عن محمد بن يحيى بن محمد، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سعيد بن الأصفهانيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا.
وإسناده صحيح، ومحمد بن سعيد بن سليمان أبو جعفر بن الأصفهاني وإن كان (ثقة ثبتًا) كما في
التقريب إِلَّا أنَّه خالفه ابن أبي شيبة فرواه في المصنَّف» (١/ ٢٣٢) عن ابن فُضيل وأبي معاوية به موقوفًا. ورواه أيضًا النسائيّ في «عمل اليوم والليلة» (٨٥٠) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية موقوفًا. ورُوي موقوقا أيضًا من وجه آخر عن الأعمش.
والخلاصة: أنَّه لم يثبت دعاء الاستفتاح بقوله: «سبحانك اللَّهُمَّ ....». إِلَّا عن عمر رضي الله عنه، والظاهر أنه أخذه من النَّبِيّ ﷺ؛ لأن عمر بن الخطّاب كغيره من الصّحابة كان أكثر النَّاس بُعدًا من الابتداع في الدين، وكثرة الأحاديث الواردة في هذا الباب تدل على أنَّ له أصلًا وهي تقوي أثر عمر بن الخطّاب.
قال الحافظ ابن رجب في شرحه للبخاريّ «فتح الباري» (٤/ ٣٤٦): «صحَّ هذا عن عمر بن الخطّاب، رُوي عنه من وجوه كثيرة».
وقال: «قال الإمام أحمد: نذهب فيه إلى حديث عمر، وقد روي فيه وجوه ليست بذاك - فذكر حديث عائشة وأبي هريرة».
فصرَّح بأنْ الأحاديث المرفوعة ليست قويّة، وأن الاعتماد على الموقوف عن الصّحابة؛ لصحة ما رُوي عن عمره انتهى.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 70 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك

  • 📜 حديث عن الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك

    تحقق من درجة أحاديث الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الاستفتاح بقوله سبحانك اللهم وبحمدك.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب