وجوب قراءة سورة الفاتحة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب وجوب قراءة سورة الفاتحة

عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٦)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٤) كلاهما من حديث
سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكر الحديث.
ولمسلم طرق أخرى واللفظ سواء، إِلَّا ما رواه عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري بهذا الإسناد وزاد فيه: «فصاعدًا».
قال البخاريّ في جزء «خير الكلام في القراءة خلف الإمام» (ص ٣٦) (٥): عامة الثّقات لم يتابع معمرًا في قوله: «فصاعدًا» مع ما أنه قد أثبت فاتحة الكتاب. وقوله: «فصاعدًا» غير معروف.
ثمّ قال: ويقال: إن عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرًا، وأن عبد الرحمن ربما رُوي عن الزّهريّ، ثمّ أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا؟ .
وقال أيضًا: «وقال إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن المقبريّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه معارضًا لما روى الأعرج، عن أبي هريرة، وليس هذا ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وكان عبد الرحمن ممن يحتمل في بعض. وقال إسماعيل بن إبراهيم: سألت أهل المدينة عن عبد الرحمن فلم يحمد، مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إِلَّا موسى الزمْعي روى عنه أشياء في عدة منها اضطراب». انتهى (ص ٨٩ برقم ١٤٦).
قال الأعظمي: ولكن رواه أبو داود (٨٢٢) من طريق سفيان، عن الزهري هذه الزيارة «فصاعدًا» وعلى قاعدة المحدثين: زيادة الثقة مقبولة، فتكون قراءة القدر الزائد على الفاتحة واجبة، قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣٤٢) متعقبًا عليه: «بأنه ورد لرفع توهم قصر الحكم على الفاتحة، قال البخاريّ في جزء القراءة: هو نظير قوله: «تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا». انتهى.
يعني أن سورة الفاتحة أدنى ما تجزي به الصّلاة كما تصح أيضًا في حال زيادة القراءة على الفاتحة في حين أن سفيان اختلف عليه أيضًا فرواه البخاريّ ومسلم وغيرهما من طريقه بدون هذه الزيادة. فظهر منه أن بعض الرواة أخطأوا فجعلوا حديث معمر في حديث ابن عيينة، ولذا تُعتبر هذه الزيادة في حديث ابن عيينة شاذة.
قال ابن حبان: «تفرد بها معمر عن الزّهريّ، وأعله البخاريّ في جزء القراءة«التلخيص (١/ ٢٣١).
ورواه الدَّارقطنيّ (١/ ٣٢١) من طريق زياد بن أيوب، نا سفيان به بلفظ: «لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرّجل فيها فاتحة الكتاب». ومن طريقه رواه البيهقيّ في: القراءة خلف الإمام (٢٠). قال الدَّارقطنيّ: «إسناده صحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن زياد بن أيوب البغداديّ، أبو هاشم الطوسي الأصل»ثقة حافظ«لقَّبه الإمام أحمد - شعبة الصغير - كذا في التقريب.
عن عبادة بن الصَّامت قال: كنَّا خلف رسول الله في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله ﷺ فثقلتْ عليه القراءةُ فلمّا فرغ قال: «لعلكم تقرأون خلف إمامكم«قلنا: نعم هذًّا يا رسول الله! قال: «لا تفعلوا إِلَّا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن
لم يقرأ بها».

حسن: رواه أبو داود (٨٢٣)، والتِّرمذيّ (٣١١) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكره. قال الترمذيّ: «حسن».
قال الأعظمي: وفي الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلِّس وقد عنعن، ولكن رواه الدَّارقطنيّ (١/ ٣١٩) ومن طريقه البيهقيّ (٢/ ١٦٤) عن ابن صاعد، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عميّ، ثنا أبيّ، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي مكحول بهذا وقال فيه: فقال: «إني لأراكم تقرون خلف إمامكم إذا جهر» قلنا: أجل والله يا رسول الله! هذًّا. قال: «فلا تفعلوا إِلَّا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها».
نقل البيهقيّ عن الدَّارقطنيّ أنه قال: هذا إسناد حسن.
قال الأعظمي: وهو كذلك، ولكن قول الدَّارقطنيّ ليس في هذا الموضع، وإنما قال ذلك بعد أن روي الحديث عن ابن إسحاق بالعنعنة مثل أبي داود والتِّرمذيّ.
وممن صرَّح بتصحيحه ابن خزيمة في صحيحه (١٥٨١)، وابن حبان (١٧٨٥)، قال البيهقيّ في «القراءة خلف الإمام» (١١٤) بعد أن روى هذا الحديث من طريق الدَّارقطنيّ: «وهذا إسناد صحيح؛ ذكر فيه سماع محمد بن إسحاق من مكحول، وأخرج محمد بن إسماعيل البخاريّ ﵀ هذا الحديث في كتاب: وجوب القراءة خلف الإمام, عن أحمد بن خالد الوهبيّ، عن محمد بن إسحاق واحتج به، وقال: رأيت عليّ بن عبد الله المديني يحتج بحديث ابن إسحاق، قال: وقال عليّ، عن ابن عيينة: ما رأيت أحدًا يتهم ابن إسحاق، ثمّ أورد كلام من وثَّق ابن إسحاق من الأئمة.
قال الأعظمي: ابن إسحاق لم ينفرد به، بل تابعه زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاريّ، قال نافع: أبطأ عبادةُ بن الصَّامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذّنُ الصّلاة، فصلَّى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه حتَّى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادةُ يقرأ أم القرآن، فلمّا انصرف قلت لعبادة: سمعتُ تقرأ بأم القرآن، وأبو نعيم يجهر، قال: أجل، صلى بنا رسولُ الله ﷺ بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، قال: فالتبستْ عليه القراءةُ، فلمّا انصرف أقبل علينا بوجهه وقال: «هل تقرؤون إذا جهرتُ بالقراءة«؟ فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك قال: «فلا، وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن، فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرتُ إِلَّا بأم القرآن».
رواه أبو داود (٨٢٤) ثنا الربيع بن سليمان الأزديّ، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم بن حُميد، أخبرني زيد بن واقد، فذكر الحديث.
ورواه النسائيّ في: الكبرى (٩٩٤) و»الصغري (٩٢٠) عن هشام بن عمار، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، عن نافع بن محمود بن الربيع، (وتحرف فيهما إلى ربيعة) عن عبادة بن الصَّامت قال: صلى بنا رسولُ الله ﷺ بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فقال:
لا يقرأنَّ أحد منكم إذا جهرتُ بالقراءة إِلَّا بأم القرآن».
ونافع بن محمود «مستور» كما قال الحافظ في التقريب، إِلَّا أن بعض أهل العلم يقبلون مثله في المتابعات وأمّا الذّهبيّ قال في «الكاشف» «ثقة»، وقال الدَّارقطنيّ: بعد أن رواه من طريق زيد بن واقد: كلّهم ثقاته (١/ ٣١٩)، وقال البيهقيّ في كتابه القراءة«: «إسناده صحيح«وذكره ابن حبان في الثّقات، وسكت عليه أبو داود والمنذريّ، فلعل الحافظ ابن حجر اغتر بقول ابن عبد البر فإنه قال فيه: «مجهول«أما هو فتقل حكم الدَّارقطنيّ بأنه حديث حسن، وذهب إلى أن مكحولًا يروي عن نافع وأبيه محمود، كلاهما عن عبادة بن الصَّامت حديثين، وعند الزهري الخبر عن محمود بن الربيع مختصر غير مستقصي.
وقال الدَّارقطنيّ: مكحول سمع هذا الحديث من محمود بن الربيع، ومن ابنه نافع بن محمود بن الربيع، ونافع بن محمود وأبوه محمود بن الربيع سمعاه من عبادة بن الصَّامت».
ورواه البخاريّ في «جزء القراءة خلف الإمام» (٧١) من طريق زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم ومكحول، عن أبي ريعة الأنصاريّ، عن عبادة بن الصَّامت فذكر قصة أبي نعيم - وفيه: «لا يقرأن أحدكم إذا جهر بالقراءة إِلَّا بأم القرآن».
ومكحول هو: الدمشقي وُصف بأنه مدلِّس، وقيل: إنه اضطرب في رواية هذا الحديث، ولكن مجيئه من طريق آخر مع وجود شاهد له من حديث أنس (سيأتي) يدل على أنه لم يدلس ولم يضطرب، ولذا صحَّحه كثير من أهل العلم منهم الدارقطنيّ، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقيّ، وغيرهم، ونقل النوويّ في «الخلاصة» (١١٦٣) حكم الترمذيّ والدارقطني والخطيب والبيهقي وأقره.
وأمّا من وقفه، وأرسله فلا يضعف من رفعه ووصله.
قال البيهقيّ: إن من شأن أهل العلم أن يروي الحديث مرة فيوصله، ويرويه أخرى فيُرسله حتَّى إذا سئل عن إسناده فحينئذ بذكره، ويكون الحديث عنده مسندًا وموقوفًا، فيذكره مرة مسندًا ومرة موقوفًا، والحجة قائمة بموصوله وموقوفه، وفي وصل من وصله دلالة على صحة مخرج حديث من أرسله، وإرسال من أرسله شاهد لصحة حديث من وصله، وفي كل ذلك دلالة على انتشار هذا الحديث عن عبادة بن الصَّامت عن النَّبِيّ ﷺ مسندًا، ثمّ من فتواه به موقوفًا، وإنما تعجب من تعجب من قراءته خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة لذهاب من ذهب إلى ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة حين قال النَّبِيّ ﷺ: «ما لي أنازع القرآن، ولم يسمع استثناء النَّبِيّ ﷺ قراءة فاتحة الكتاب سرًّا، وقوله ﷺ»فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها«، وسمعه عبادة بن الصَّامت وأتقنه وأدَّاه، وأظهر فوجب الرجوع إليه في ذلك». انتهى.
ثمّ رواه من أبي الطيب محمد بن أحمد الذهليّ، ثنا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنِي أبو
إبراهيم محمد بن يحيى الصفار، - وكان جارنا - ثنا عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزّهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسول الله ﷺ: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام».
قال أبو الطيب: قلت لمحمد بن سليمان: خلف الإمام؟ قال: خلف الإمام، وهذا إسناده صحيح، والزيادة التي فيه كالزيادة التي في مكحول وغيره، فهي عن عبادة بن الصَّامت صحيحة مشهورة من أوجه كثيرة، وعبادة بن الصَّامت ﷺ من أكابر أصحاب رسول الله ﷺ وفقهائهم» انتهى. (١٣٥).
وقوله: «هذًّا» بتشديد الذال، وتنوينها، أي يهذُّ هذًا. والهذُّ شدةُ الإسراع.
عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج غير تام».
قال: فقلت: يا أبا هريرة إني أحيانًا أكون وراءَ الإمام، قال: فغمز ذراعي ثمّ قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسيُّ! فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «قال الله تعالي: قَسمتُ الصّلاة بيني وبين عَبدي نِصفين، فنصفُها ليّ، ونصفُها لعبديّ، ولعبدي ما سأل».
قال رسول الله ﷺ: «اقرؤا، يقول العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، يقول الله تبارك وتعالى: حَمِدني عبديّ، ويقول العبد: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، يقول الله: أثنى عليّ عبديّ، ويقول العبد: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، يقول الله: مجَّدني عبديّ، يقول العبد ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾. فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل».

صحيح: رواه مالك في الصّلاة (٣٩) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه مسلم في الصّلاة (٣٩٥) من طريق مالك ولم يسق لفظه، ورواه من طريق سفيان بن عيينة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر مثله.
قال سفيان: حَدَّثَنِي به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه. ورواه مسلم أيضًا من حديث ابن جريج، قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا السائب مولى بني عبد الله بن هشام بن زهرة، أخبره أنه سمع أبا هريرة مثل حديث سفيان.
ويقول: وفي حديثهما: (أي حديث مالك وابن جريج): «قال الله تعالى: قَسَمْتُ الصّلاة بيني
وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونِصْفُها لعبدي».
وقوله: «خِداج»: أي نقص، وتقديره: فهي ذات خِداج، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، أو فهي مُخدجَةٌ، فوضع المصدر موضع المفعول، كذا في جامع الأصول.
عن أبي هريرة مرفوعًا «لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب».

صحيح: رواه ابن خزيمة (٤٩٠) وعنه ابن حبان (١٧٨٩) عن محمد بن يحيى الذهلي قال: حَدَّثَنَا وهب بن جرير، قال: حَدَّثَنَا شعبةُ، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال أبو حاتم (ابن حبان): لم يقل في خبر العلاء هذا «لا تجزئ صلاة» إِلَّا شعبة، ولا عنه إِلَّا وهب بن جرير ومحمد بن كثير. انتهى.
وإسناده صحيح. ووهب بن جرير ثقة حافظ، وتابعه محمد بن كثير.
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ مَعِي منكم أحد آنفًا» فقال رجل: نعم، أنا يا رسول الله! قال: فقال رسولُ الله ﷺ: «إنِّي أقول: ما لي أُنازع القرآن».
فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله ﷺ فيما جهر فيه رسولُ الله ﷺ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله ﷺ.

حسن: أخرجه مالك في الصّلاة (٤٤) عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثيّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وعن مالك رواه أبو داود (٨٢٦)، والتِّرمذيّ (٣١٢)، والنسائي (٩١٩). قال الترمذيّ: حسن.
قال الأعظمي: وهو كذلك - وأكيمة - بالتصغير هو «عمارة» وقيل: اعمرو«وثَّقه يحيى بن سعيد وابن حبان، وقال أبو حاتم: «صالح الحديث مقبول».
ورواه ابن ماجة من وجهين: سفيان بن عيينة (٨٤٨) ومعمر (٨٤٩) كلاهما عن الزهري به، إِلَّا أن سفيان لم يذكر»فانتهى الناس عن القراءة ...».
ورواه أبو داود (٨٢٧) من طريق سفيان، عن الزهري قال: سمعتُ ابن أكيمة يحدثُ سعيدَ بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة يقول: وفيه»نظن أنها الصبح».
واختلف الرواة على الزهري في قوله: «فانتهى الناس«هل هو من كلام أبي هريرة أو من كلام الزهري. فقال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: «فانتهى الناس».
ورواه الأوزاعي عن الزهري قال فيه: قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرأون معه فيما يجهر به ﷺ.
قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله: «فانتهى الناس» من كلام الزهري.
وقد رجّح البخاريّ أن يكون ذلك من كلام الزهري كما قال أبو داود، وهو الذي رجَّحه أيضًا البيهقيّ في «معرفة السنن» و«السنن الكبري» (٢/ ١٥٧، ١٥٩) لأن أبا هريرة نفسه كان يُفتي بقراءة الفاتحة في نفسه خلف الإمام سواء جهر فيها الإمام أو أخفى.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبَّر فكبِّرُوا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهُمَّ ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا».

حسن: رواه أبو داود (٦٠٤) مختصرًا، والنسائي (٩٢١)، وابن ماجة (٨٤٦) واللّفظ له، كلّهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
قال أبو داود: وهذه الزيادة «إذا قرأ فأنصتوا» ليست بمحفوظة، والوهم عندي من أبي خالد. انتهى. انظر للمزيد: «القراءة خلف الإمام للبيهقي» (ص ١٣٣، ١٣٤).
قال الأعظمي: اختلف أهل العلم في هذه الزيادة، فذهب كبار أئمة الحديث مثل البخاريّ وأبي داود وأبي حاتم وابن معين وابن خزيمة وغيرهم إلى أنها لا تصح، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان». وممن صحَّح هذه الزيادة الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
فقد قيل له: «أصحيح هو؟ قال: نعم، قيل: لم لم تضعه هنا؟ فقال: ليس كلُّ شيء عندي صحيح وضعتُه هنا، إنّما وضعتُ هنا ما أجمعوا عليه«صحيح مسلم ٣٠٤: ٦٣).
وأمّا قول أبي داود: الوهم عندي من أبي خالد فرد عليه المنذري وغيره بأن أبا خالد - وهو سلمان بن حيان ثقة، احتج به الشيخان، كما أنه لم ينفرد بها، بل تابعه محمد بن سعد الأنصاري وهو ثقة عند النسائيّ (٩٢٣).
قال النسائيّ: كان المخرمي يقول: هو ثقة، يعني محمد بن سعد الأنصاري.
وعلى فرض ثبوته لابد أن نفسر الحديث حتَّى لا يتعارض بعضه ببعض، فقوله: «وإذا قرأ فأنصتوا» أي استمعوا إلى قراءته، ولا تقرأوا إذا قرأ، فإذا سكت فاقرؤا، لأنه ثبت أن النَّبِيّ ﷺ كان يسكت سكتين، مكتة بعد التكبير، وسكتة بعد قراءة سورة الفاتحة.
واستحبه صاحب المغنيّ، ونقل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: للإمام سكتتان فاغتنموا فيهما القراءة بفاتحة الكتاب. المغني (١/ ٢٦٦).
قال الأعظمي: وهذا من أحسن أوجه التوفيق، جمعًا بين الأحاديث الصحيحة في قراءة سورة الفاتحة.
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «لعلكم تقرؤن والإمام يقرأ؟» مرتين أو ثلاثًا. فقالوا: يا رسول الله! إنا لنفعل. قال: «فلا تفعلوا إِلَّا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب».

صحيح: رواه عبد الرزّاق (٢٧٦٦) وعنه الإمام أحمد (١٨٠٧٠)، والبخاري في «جزء القراءة» (٧٣)، والبيهقي في سننه (٢/ ١٦٦) كلّهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ.
قال الأعظمي: إسناده حسن، ومحمد بن أبي عائشة، قيل: اسم أبيه عبد الرحمن، وثَّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وله في صحيح مسلم حديث واحد.
وحسَّنه الحافظ في تلخيصه، وقال البوصيري في «الإتحاف» (٢/ ٣٤٢): «هذا إسناد جيد» بعد أن رواه من طريق مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء به مثله وزاد في آخره: «إِلَّا أن يقرأ أحدكم بأم الكتاب في نفسه» وعزا قوله: إسناد جيد، إلى البيهقيّ (٢/ ١٦٦) فإنه قال: «هذا إسناد جيد، وقد قيل: عن أبي قلابة، عن أنس. وليس بمحفوظ».
وهو ما رُوي عن أنس بن مالك أنَّ النَّبِيّ ﷺ صلَّى بأصحابه، فلمّا قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام، والإمام يقرأ؟ !، فسكتوا. فقالها ثلاث مرات. فقال قائل، أو قائلون: إنا لفعل. قال: «فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه».
رواه أبو يعلى (٢٨٠٥)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٢٧٠١)، والدارقطني (١/ ٣٤٠)، وابن حبان (١٨٤٤) كلّهم من حديث عبيد الله بن عمرو الرّقيّ، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، فذكره.
وراه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٨٥٢) بهذا الإسناد وقال: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة، عن بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان محفوظان». انتهى.
ولكن قال أبو حاتم: وَهِم فيه عبيد الله بن عمرو: والحديث ما رواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ عن النَّبِيّ ﷺ، العلل (١/ ١٧٥).
وكذلك قال البخاريّ في التاريخ الكبير (١/ ٢٠٧) بعد أن أورده من طريق عبيد الله بن عمرو. وسبق قول البيهقيّ بأنه ليس بمحفوظ.
عن رِفاعة بن رافع، أن رجلًا دخل المسجد فذكر قصته، فقال له النَّبِيّ ﷺ: «إذا قمت فتوجّهت إلى القبلة فكبِّر. ثمّ اقرأ بأمِّ القرآن، وبما شاء الله أن تقرأ ...».

حسن: رواه أبو داود (٨٥٩) عن وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن عليّ بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في محمد بن عمرو غير أنه حسن الحديث.
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: صلّى رجل، والنبيّ ﷺ ينظر إليه. فلمّا قضى صلاته، قال: «ارجع فصلِّ، فإنَّك لم تُصلِّ«ثلاثًا. فقام الرّجل، فلمّا قضى صلاته. قال النَّبِيُّ ﷺ: «ارجع فصلِّ«ثلاثًا. قال: فحلف له: كيف؟ اجتهدت كذا. فقال له: ابدأ فكبِّر، ونحمد الله وتقرأ بأم القرآن، ثمّ تركع ...» فذكر الحديث.

صحيح: رواه البخاريّ في «جزء القراءة» (١٠٠) عن يحيى بن بكير، قال: ثنا عبد الله بن سويد، عن عَيَّاش بن بكير بن عبد الله، عن عليّ بن يحيى، عن أبي السائب، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ، فذكره.
وإسناده صحيح، ويحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير المصري وقد ينسب إلى جده.
وحديث مسيء الصّلاة أصله في الصحيحين عن أبي هريرة، ولكن بلفظ: «إذا قمت إلى الصّلاة، فكبِّر، ثمّ اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثمّ اركع ...» فلم يذكر سورة الفاتحة.
وقد قال بعض أهل العلم: قوله: «ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن» أي بعد الفاتحة. فكأن الراوي اختصر الحديث، ولم يذكر الفاتحة لشهرتها. وإن كان جاء ذكرها في حديث أبي هريرة عند البيهقيّ (٢/ ٣٧٣). ولكن من طريق عبد الله بن عمر العمريّ، وهو ضعيف من جهة حفظه، فخالف الثّقات وهم لا يذكرونها.
عن أبي موسى قال: خطبنا رسولُ الله ﷺ فبيَّن لنا سنَّتنا، وعلَّمنا صلاتَنا وقال فيما قال: «إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثمّ ليؤمكم أحدكم، فإذا كبَّر فكبروا، وإذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، يجبكم الله ...» فذكر الحديث بطوله.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٠٤) من طرق عن أبي عوانة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حِطَّان بن عبد الله الرقاشيّ، قال: «صليتُ مع أبي موسى الأشعريّ صلاة ...» فذكر القصة والحديث بطوله.
ثمّ أتبعه رواية سعيد بن أبي عروبة وهشام الاستوائي قال: وثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي. كل هؤلاء عن قتادة في هذا الإسناد بمثله.
ثمّ قال: «وفي حديث جرير، عن سليمان، عن قتادة من الزيادة: «وإذا قرأ فأنْصِتِوا«وقال: وليس في حديث أحد منهم» انتهى.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله ﷺ قال: «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِداج، فهي خِداج».

حسن: رواه ابن ماجة (٨٤١) عن الوليد بن عمرو بن السُّكَين، حَدَّثَنَا يوسف بن يعقوب
السَّلُعِيُّ، حَدَّثَنَا حسين المعلِّمُ، عن عمرو بن شعيب فذكره.
ورواه أيضًا الإمام البخاريّ في: جزء القراءة خلف الإمام (١٥) عن هلال بن بشر، ثنا يوسف بن يعقوب به مثله. وإسناده حسن لأجل عمرو بن شعيب.
ورواه الإمام أحمد (٦٩٠٣) عن نصر بن باب، عن حجَّاج، عن عمرو به، وكرَّره ثلاث مرات يعني: فهي خِداج، ثمّ هي خِداج، ثمّ هي خِداج».
والحجاج هو: ابن أرطاة وهو «صدوق كثير الخطأ والتدليس».
ونصر بن باب تكلم الناس فيه بكلام شديد، ولكن كان الإمام أحمد حسنَ الرأي فيه فقال: ما كان به بأس، ولما قال له عبد الله: سمعتُ أبا خيثمة يعني وهيب بن حرب يقول: نصر بن باب كذاب، فقال الإمام: إني أستغفر الله، كذاب؟ إنّما عابوا عليه أنه حدَّث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده لا ينكر أن يكون سمع منه. انظر: «التعجيل» (١١٠٢).
قال الأعظمي: إنه لم يرو شيئًا منكرًا، كما أنه توبع على روايته، عند ابن ماجة، وله متابعات أخرى عند الإمام أحمد (٧٠١٦)، فرواه عن عبد القدوس بن بكر بن خُنيس أبي الجهم، نا الحجاج، عن عمرو بن شعيب فذكر مثله.
ومن متابعاته أيضًا ما رواه الإمام البخاريّ في «جزء القراءة» (١١) عن موسى بن إسماعيل قال: حَدَّثَنَا أبان بن يزيد، قال: حَدَّثَنَا عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النَّبِيّ ﷺ قال: «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي مخدجة، مخدجة، مخدجة».
عن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خِداج».

حسن: رواه ابن ماجة (٨٤٠) قال: حَدَّثَنَا الفضل بن يعقوب الجزريّ، قال: حَدَّثَنَا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، عن عائشة فذكر الحديث.
في الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلِّس، وقد عنعن، ولكن رواه الإمام أحمد (٢٦٣٥٦) عن يعقوب (وهو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري) قال: حَدَّثَنِي أبيّ، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزُّبير به مثله، ومن هنا انتفتْ تهمةُ التدليس.
وأمّا ما رُوي عن جماعة من الصّحابة «من كان له إمام فقراءته قراءة له» فكلها ضعيفة، ضعَّفه النوويّ في «الخلاصة» (١١٧٣)، قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص: «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة«مشهور من حديث جابر، وله طرق عن جماعة من الصَّحابة كلها معلولة» وأخرجها الدَّارقطنيّ (١/ ٣٢٣)، والبيهقي (٢/ ١٥٩) وبيَّنا عِلَلَها. وأوردها الزيلعي في «نصب الراية» (٢/ ٧ - ١٠) ونقل عن هؤلاء وغيرهم عللها.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 75 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: وجوب قراءة سورة الفاتحة

  • 📜 حديث عن وجوب قراءة سورة الفاتحة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ وجوب قراءة سورة الفاتحة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث وجوب قراءة سورة الفاتحة

    تحقق من درجة أحاديث وجوب قراءة سورة الفاتحة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث وجوب قراءة سورة الفاتحة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث وجوب قراءة سورة الفاتحة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن وجوب قراءة سورة الفاتحة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع وجوب قراءة سورة الفاتحة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب