بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

عن ابن عباس أنّ معاذًا قال: بعثني رسولُ اللَّه ﷺ إلى اليمن، فقال: «إنّك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادُعهم إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسولُ اللَّه، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ اللَّه افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ اللَّه افترض عليهم ضدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٩) كلاهما من طريق
زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفيّ، عن أبي معبد مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي، الذي يعد من جوامع كلم النبي ﷺ، والذي يحتوي على توجيهات عظيمة في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معتمدًا في ذلك على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى اليمن، فقال: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».

1. شرح المفردات:

● بعثني: أرسلني.
● أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
● شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله: أي الدعوة إلى الإسلام والتوحيد.
● افترض: أوجب وألزم.
● صدقة: هنا يقصد الزكاة المفروضة.
● تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم: أي تُجمع من الأغنياء وتُوزع على المحتاجين.
● كرائم أموالهم: خيار أموالهم وأجودها، مثل الإبل السمينة أو الأغنام الممتازة.
● اتق دعوة المظلوم: احذر من دعاء الشخص الذي ظُلم عليه.
● ليس بينها وبين الله حجاب: أي أن دعوة المظلوم مُستجابة ولا تُرد.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ معاذًا رضي الله عنه عندما يبعثه إلى اليمن للدعوة إلى الإسلام، بأن يبدأ بالأهم فالمهم: يدعوهم أولاً إلى التوحيد والإيمان برسالته، فإن قبلوا ذلك، يعلمهم الصلاة، ثم الزكاة، ويحذره من أخذ أجود أموال الناس في الزكاة، ويأمره بتقوى الله واجتناب ظلم الناس، لأن دعوة المظلوم مستجابة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الترتيب في الدعوة: البدء بالأساسيات أولاً (التوحيد، ثم الصلاة، ثم الزكاة). وهذا منهج حكيم في الدعوة إلى الله.
2- التدرج في تشريع الأحكام: لا يُثقل على الناس بجميع الأحكام مرة واحدة، بل يبدأ بالأهم.
3- الرفق بالمدعوين: عدم التشديد عليهم أو إثقالهم بما قد ينفرهم من الدين.
4- الحذر من أخذ كرائم الأموال في الزكاة: فلا يأخذ الداعية أو العامل أجود ما عند الناس، بل يأخذ المتوسط حتى لا يُثقل عليهم أو يظلمهم.
5- خطر الظلم: التحذير من ظلم الناس، لأن دعوة المظلوم لا تُرد، وهي من أسباب هلاك الأمم.
6- مسؤولية الحكام والعاملين في الدولة الإسلامية: يجب عليهم العدل وعدم الظلم، ومراعاة أحوال الناس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- فيه دليل على أن الزكاة مفروضة، وأنها تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء.
- وفيه أيضًا بيانٌ لفضل معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث كان من العلماء العاملين، وقد بعثه النبي ﷺ إلى اليمن ليعلم الناس الإسلام.
- يستفاد منه أيضًا أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الدعاة إلى الخير، العاملين بالسنة، المتجنبين للظلم، وأن يرزقنا الفقه في الدين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٩) كلاهما من طريق
زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفيّ، عن أبي معبد مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.
ورواه البخاريّ (٧٣٧٢) عن عبد اللَّه بن أبي الأسود، حدثنا الفضل بن العلاء، ثنا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي، أنه سمع أبا معبد يقول: سمعتُ ابن عباس يقول: لما بعث النّبيُّ ﷺ معاذًا نحو اليمن قال له: «إنّك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أوّل ما تدعوهم إلى أن يوحّدوا اللَّه تعالى» ثم ذكر بقية الحديث مثله.
وفي رواية عندهما البخاريّ (١٤٥٨): «فليكن أوّل ما تدعوهم إليه عبادة اللَّه عز وجل، فإذا عرفوا اللَّه. . . .».
أخرجاه عن شيخ واحد، وهو أميّة بن بِسْطام العيشيّ، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية، بإسناده مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 193 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

📜 حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية